قال مرصد الأزهر  إن أشكال الإرهاب متعددة، ولا تقتصر على استخدام السلاح، وفرض الرأي بالقوة ضد المخالفين، كما لا يقف عند حدود العمليات الإجرامية التي تنفذها تنظيمات، ومجموعات تتبع فكرًا متطرفًا، وسلوكًا منحرفًا تشمل التفجيرات، أو الاغتيالات، أو الاختطاف، أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة على السواء.

مرصد الأزهر يحذر من الإرهاب البيئي واستهداف الموارد الطبيعية

وتابع مرصد الأزهر في تقرير له، إن هناك الإرهاب الناتج عن تطرف فكري بدعوى إقامة الدين وهناك الإرهاب السياسي الذي يستخدم العنف، أو التهديد بالعنف لتحقيق مكاسب، وأهداف سياسية، والإرهاب النفسي ويستهدف مهاجمة معنويات الفرد، وزعزعة أمنه النفسي، عبر خلق حالة من الخوف، والرعب عن طريق الهجمات الصغيرة، والاعتداءات التي تستهدف الأفراد العاديين، والإرهاب الاقتصادي الذي يستهدف ضرب البنية الاقتصادية والتجارية من أجل تحقيق أهداف معينة، مثل الضغط على الحكومات، أو المؤسسات لتنفيذ تغييرات معينة تخدم مصالح أفراد، أو دول أخرى من خلال الضغط، والابتزاز الاقتصادي والإرهاب العرقي والقومي ويستند إلى العنصرية، والتفرقة بين الأعراق والثقافات، والإرهاب الرقمي ويشمل الهجمات السيبرانية، واختراق المواقع الإلكترونية لتعطيل الأنظمة، ونشر الأفكار المتطرفة عبر الإنترنت، وشن هجمات ابتزاز لضحايا هذا النوع من الإرهاب.

وأضاف أن الإرهاب البيئي يستهدف تدمير الموارد الطبيعية والبيئية؛ بهدف تحقيق أهداف بيئية، أو سياسية. والإرهاب البيئي  مصطلح يستخدم لوصف سلوك، أو مواقف متطرفة فيما يتعلق بالقضايا البيئية، واستخدام العنف، أو العمليات غير القانونية في سبيل تحقيق أهداف بيئية، أو إثارة تغييرات في سياسات البيئة من خلال القوة، والتهديد.

الهدهد للطلاب الأفغان: الإسلام يرفض العقلية المتطرفة ويدعو لمجابهة الفكر بالفكر حكم أكل اللحوم المصنعة في المختبرات والمعامل.. دار الإفتاء تجيب

وللإرهاب البيئي أشكال، وصور مختلفة منها: التلويث والتدمير البيئي وكذلك تخريب البنية التحتية حيث يمكن أن يستهدف الإرهاب البيئي البنية التحتية المرتبطة بالبيئة مثل محطات توليد الطاقة ومحطات معالجة المياه، مما يتسبب في تأثيرات سلبية على البيئة والمجتمع  وتهديد الأمن الغذائي ومن خلاله يمكن أن يستخدم الإرهابيون أساليب مثل تخريب المزارع، أو تعطيل نشاطات الصيد لتهديد الأمن الغذائي، وتحقيق أهداف اقتصادية عن طريق الاحتكار، أو حتى سياسية من خلال توجيه الرأي العام نحو نظام بعينه، أو إحداث فتنة بالإضافة إلى التأثير على الاقتصاد والبنية الاقتصادية من خلال تدمير الممتلكات الاقتصادية المرتبطة بالبيئة.

ودعا المرصد إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات، والإجراءات للوقاية، والحد من الإرهاب البيئي، أهمها وضع تشريعات وقوانين صارمة تستهدف مكافحة الإرهاب البيئي، وحماية البيئة، والممتلكات البيئية من الاعتداءات، وتعزيز الرصد والمراقبة: من خلال تطوير نظم فعالة للرصد، والمراقبة تتيح تحديد أي نشاطات مشبوهة، أو تهديدات بيئية، واتخاذ إجراءات مبكرة وتعزيز ورفع درجة الوعي العام من خلال تقوية الحماية البيئية عن طريق تعزيز الإجراءات الأمنية، والتقنيات الحديثة لحماية المرافق، والممتلكات البيئية المهمة. فضلاً عن أهمية التعاون الدولي  والذي يتضمن تعزيز التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب البيئي من خلال مشاركة المعلومات، وتبادل الخبرات، وتطوير إستراتيجيات مشتركة بين مختلف دول العالم لمواجهة خطر الإرهاب، والحد من تأثيراته على البيئة. وكذلك تطوير البحث العلمي والذي  يسهم في التوصل لآليات، وتقنيات جديدة، وفعالة للكشف المبكر، والوقاية؛ بهدف مكافحة الإرهاب البيئي.

وطالب المرصد بتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من خلال تطوير إستراتيجيات مستدامة من خلال تعزيز استخدام الممارسات البيئية المستدامة، والتحول نحو اقتصاد أخضر مما يقلل من تأثير الأنشطة البشرية على البيئة، وبالتالي يقلل من تداعيات الإرهاب البيئي، وآثاره تعزيز التعليم والتوعية البيئية من خلال تشجيع التعليم، ورفع الوعي بالقضايا البيئية، وأهميتها للمجتمع بما يسهم في خفض الاستجابة للمشاركة في الأنشطة الإرهابية المرتبطة بالبيئة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر مرصد الأزهر مرصد الأزهر من الإرهاب من خلال

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر: تعزيز الوعي بوحدة المصير السبيل لمواجهة المخططات الغربية

عقد الجامع الأزهر مساء اليوم الاثنين عقب صلاة التراويح ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية.. ضرورة حتمية"، بحضور نخبة من علماء الأزهر الشريف والباحثين والمصلين بالجامع الأزهر، وتحدث خلال الملتقى فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور محمود الهواري، رئيس الإدارة المركزية للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، فيما أدار الملتقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.  

أكد الدكتور عباس شومان أن الوحدة الإسلامية ضرورة حتمية لا غنى عنها، مشيرًا إلى أن الأمة تمتلك كل مقومات القوة التي تؤهلها لتكون كيانًا عالميًا متماسكًا، غير أن تحقيق ذلك يتطلب التكامل بين الدول الإسلامية بدلاً من السعي إلى اندماج غير واقعي. وأوضح أن التعاون يمكن أن يتحقق عبر استثمار الموارد المالية للدول الغنية في الدول التي تمتلك ثروات طبيعية غير مستغلة، فضلًا عن دعم الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة للدول التي تحتاج إلى الأيدي العاملة، مما يؤدي إلى نهضة شاملة يستفيد منها الجميع.  

وشدد الدكتور شومان على أن الأزهر الشريف كان وما زال رائدًا في تعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي، مستدلًا بالمؤتمر الذي عقد في البحرين تحت عنوان "الحوار الإسلامي.. الإسلام أمة واحدة ومصير مشترك"، حيث جمع علماء من مختلف المذاهب الإسلامية تحت راية واحدة، مؤكدًا أن هذا النوع من الحوارات ضروري لإزالة الخلافات المصطنعة التي تعيق وحدة الأمة. وأضاف أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كان سابقًا في هذا ودعا إلى هذه المؤتمر وهذه الوحدة من عامين، بل وقبل ذلك، وفضيلته يعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع عملي من خلال المؤتمرات الدولية واللقاءات الفكرية التي تهدف إلى توحيد الصف الإسلامي والتصدي لمحاولات بث الفرقة بين المسلمين.  

وأشار وكيل الأزهر الأسبق إلى أن التحديات التي تواجهها الأمة اليوم غير مسبوقة، حيث لم يعد أعداؤها يخفون نواياهم في السعي للنيل من الحضارة الإسلامية، مما يستوجب على الدول الإسلامية إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والعسكرية، وتعزيز التعاون المشترك لمجابهة هذه التحديات، مشددًا على أن الوحدة ليست مجرد شعار، بل هي الحل الوحيد لضمان مستقبل قوي ومستقر للأمة الإسلامية.  

من جانبه، أكد الدكتور محمود الهواري أن وحدة الأمة الإسلامية ليست مجرد فكرة نظرية، بل يجب أن تتحول إلى التزام عملي في واقع المسلمين وهو ما يسعى إليه الأزهر الشريف بكل جهوده العالمية، مشيرًا إلى أن أكبر تحدٍّ تواجهه الأمة اليوم ليس فقط في الجانب الاقتصادي أو السياسي، بل هو تحدٍّ فكري بالدرجة الأولى، حيث تحتاج الأمة إلى إعادة فهم أصول وحدتها في ضوء تعاليم الإسلام الصحيحة.  

وأوضح الدكتور الهواري أن القرآن الكريم أقرَّ في سورتي الأنبياء والمؤمنون بأن الأمة الإسلامية واحدة، مما يرسخ هذا المبدأ كحقيقة شرعية يجب العمل بها، وليس مجرد شعار يُرفع وقت الأزمات. وأضاف أن الوحدة الحقيقية لا تكون بالكلمات فقط، وإنما بالسلوك العملي، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، حيث جاءت هذه الآية بعد الحديث عن القتال بين طائفتين من المؤمنين، في إشارة واضحة إلى أن الأخوة الإسلامية يجب أن تبقى قائمة حتى في حال وقوع النزاع، فمن باب أولى أن تتحقق في أوقات السلم.  

وأضاف أن النبي ﷺ لم يجعل وحدة الأمة مجرد خطاب نظري، بل جسّدها عمليًا، حيث لم يفرق بين قرشي وغير قرشي، ولا بين أنصاري ومهاجر، ولا بين عربي وأعجمي، بل جعل الجميع أمة واحدة، وهو ما ينبغي أن يكون نموذجًا يُحتذى به في واقعنا المعاصر. وأكد أن الانقسام بين المسلمين لا يخدم إلا أعداء الأمة، حيث تسعى بعض القوى الخارجية إلى تأجيج الخلافات الداخلية، مشيرًا إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه المخططات هو تعزيز الوعي بوحدة المصير الإسلامي والسعي إلى تطبيقه عمليًا.  

وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن شهر رمضان هو نموذج عملي لترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية، حيث يجتمع المسلمون على الصيام في وقت واحد، ويفطرون في وقت واحد، ويؤدون الصلاة جماعة، مما يعكس روح التكاتف التي يدعو إليها الإسلام، لافتًا إلى أن هذه الوحدة يجب ألا تقتصر على العبادات، بل تمتد إلى مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.  

وأضاف الدكتور عودة أن الدعوة إلى الوحدة ليست مجرد شعار يُرفع في المناسبات، بل هي ضرورة حتمية يجب أن يسعى الجميع إلى تحقيقها في ظل التحديات الراهنة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة. وشدد على أن الأزهر الشريف سيظل رائدًا في ترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية، من خلال مؤتمراته الدولية وبرامجه الحوارية التي تجمع بين علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم، إيمانًا منه بأن الوحدة الإسلامية هي حجر الأساس في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق النهضة المنشودة.

مقالات مشابهة

  • ملتقى الأزهر: تعزيز الوعي بوحدة المصير السبيل لمواجهة المخططات الغربية
  • مرصد الأزهر يدين حادث الدهس في مانهايم الألمانية ويؤكد رفضه لاستهداف الأبرياء
  • مرصد الأزهر يشيد بجهود الصومال وبونتلاند في مكافحة الإرهاب ويدعو لاستراتيجية شاملة
  • الإرهاب يتسبب في تعليق صلاة التراويح بالكونغو.. ومرصد الأزهر يعلق
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لإشعاله النار في أراضي الغطاء النباتي بمحمية طويق الطبيعية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مقيمًا مخالفًا لنظام البيئة بتفريغ مواد خرسانية في منطقة المدينة المنورة
  • "البيئة" تُنظم ورشة بعنوان "المؤشرات البيئية ونظم المعلومات الجغرافية"
  • دعبس: يجب استغلال الموارد الطبيعية في إنتاج الطاقة
  • الأمن البيئي يضبط مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفتي قطع مسيجات ودخول محمية دون ترخيص
  • «حمدان بن راشد للعلوم» تبحث تعزيز التعاون مع الإيسيسكو