كيف يقود الأمن الغذائي الشراكة بين الهند والإمارات؟.. وما دور إسرائيل؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
منذ يوليو/تموز من العام الماضي، تعمل الهند والإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة على إنشاء ممر غذائي بين الهند والشرق الأوسط، من أجل أن يكون قوة جديدة لتوفير الغذاء للمنطقة وتلافي وقوعها تحت تأثير الأزمة العالمية التي باتت تهدد مناطق كثيرة من العالم بالجوع.
تم اتخاذ القرار بعد اجتماع افتراضي بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الأمريكي جو بايدن.
ووفق تقرير لموقع "إنديا ناريتيف"، ترجمه "الخليج الجديد"، بدأت عجلات التقدم على مسار الأمن الغذائي تدور على الفور تقريباً، حيث تعهدت الإمارات باستثمار ملياري دولار في مجمعات الأغذية في الهند باستخدام التكنولوجيا الزراعية المتقدمة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.
يأتي ذلك في وقت تخطط نيودلهي وأبوظبي لزيادة تجارة المواد الغذائية بينهما 3 مرات بحلول عام 2025، بناءً على قرار ربط المزارع الهندية بموانئ الإمارات.
وسيمتد هذا المركز من ساحل بحر العرب الهندي في ولاية غوجارات إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط لإسرائيل، لينافس الطريق البحري البحري الصيني، في إطار مبادرة "الحزام والطريق" شديدة الطموح التي أطلقتها بكين.
وتتضمن الاتفاقية أيضًا إنشاء مشروع هجين للطاقة المتجددة بقدرة 300 ميجاوات في ولاية جوجارات.
ومن شأن ذلك أن يعزز هدف الهند المتمثل في إنتاج 500 جيجاوات من الطاقة غير الأحفورية بحلول عام 2030.
ومنحت دراسة جدوى بقيمة 330 مليون دولار، بتمويل من وكالة التجارة والتنمية الأمريكية، لشركة (Shivman Wind Energy) الهندية، مع شركة (EverGreen Power) الأمريكية كشريك لها في العقد.
اقرأ أيضاً
هل تتحول الهند إلى سلة غذاء الشرق الأوسط عبر الإمارات؟.. وما دور إسرائيل وأمريكا؟
الهند والإمارات
يأتي تشكيل مركز الشرق الأوسط للتمويل المالي، في أعقاب التطور التدريجي للعلاقات الهندية الإماراتية التي ترسخت في عام 1972.
في البداية، ركزت العلاقات الثنائية بين الهند والإمارات على الاقتصاد والطاقة والمغتربين.
وبلغت قيمة التجارة بين البلدين نحو 180 مليون دولار سنويا في السبعينيات، وارتفعت إلى 68.4 مليار دولار في عام 2021، مما جعل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند، بعد الصين والولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة، بدأت الهند في تصدير المعادن والمواد الغذائية والمجوهرات الثمينة والمنسوجات (الغزل والقطن والمواد الاصطناعية والملابس والملابس الجاهزة) والمواد الكيميائية ومنتجات الآلات.
وفي المقابل، استوردت الهند المنتجات البترولية والمنتجات الخشبية والمعادن الثمينة والمواد الكيميائية لدولة الإمارات.
مع ازدهار العلاقات، تدفق المغتربون الهنود على الإمارات، حتى باتوا يشكلون ما يقرب من 38% من السكان المقيمين في الإمارات.
وكان لذلك تأثير اقتصادي كبير، حيث ساهمت أبوظبي بشكل كبير في احتياطيات الهند من النقد الأجنبي عن طريق تحويلات المغتربين.
اقرأ أيضاً
تعامل الإمارات والهند بالدرهم والروبية.. ماذا يعني؟
ولدى الإمارات أيضًا خطط ربط كبيرة لربط مدينة الفجيرة، الواقعة على خليج عمان، مع مدينة مومباي.
وبصرف النظر عن كونها منطقة اقتصادية خاصة، فإن الفجيرة مهمة من منظور جيوستراتيجي لأنها تقع بجوار مضيق هرمز.
كما أنها ثالث أكبر مركز لتزويد السفن بالوقود في العالم بعد سنغافورة وروتردام.
وتم تسليط الضوء على دور الهند كضامن رئيسي للأمن الغذائي، في الجناح الهندي خلال معرض "إكسبو دبي 2020".
ومع إعلان الأمم المتحدة عام 2023 "السنة الدولية للدخن"، بدأت شركات مقرها الإمارات، مثل مجموعة "إعمار"، و"موانئ دبي"، ومجموعة "شرف"، ومجموعة "اللولو"، الاستثمار في الشركات الزراعية الهندية الناشئة.
كما أضافت "موانئ دبي" كوشين اتصالاً جديدًا بين ميناء جبل علي في دبي مع تشيناي، وفيساكاباتنام، وكاندلا، وتوتيكورين، لتكون بمثابة بوابة طبيعية للمنتجات الصناعية والزراعية للساحل الجنوبي والغربي للهند.
وتهدف منصة التجارة الزراعية "أجريوتا" إلى ربط المزارعين الهنود مباشرة بشركات الأغذية الإماراتية، مما يعد بتوفير 200 ألف فرصة عمل ومزايا لمليوني مزارع هندي.
اقرأ أيضاً
الإمارات والهند.. لماذا زار ناريندا مودي أبوظبي 5 مرات خلال 9 سنوات؟
الهند وإسرائيل
واعترفت الهند رسميًا بإسرائيل كدولة في 17 سبتمبر/أيلول 1950.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، انتهت في النهاية حالة عدم الانحياز التي استمرت لعقود من الزمن والتي اتبعتها الهند، لتبدأ العلاقات رسميًا في 1992، بعد أن افتتحت نيوديلهي سفارة في تل أبيب.
وساهمت زيارة مودي إلى إسرائيل عام 2017، المنفصلة عن الزيارة إلى فلسطين، في تعزيز العلاقات الدفاعية والزراعية والتكنولوجية بين البلدين.
وقد ساعد مركز التعاون الدولي في مجال التنمية الزراعية التابع لوزارة الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلية ومركز التعاون الدولي التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية في تنفيذ خطة العمل الشاملة في مجال الزراعة في الهند منذ عام 2006.
ومن بين 29 مركزًا للتميز في 12 ولاية هندية هي البنغال الغربية، وبيهار، وميزورام، وأندرا براديش، وراجستان، والبنجاب، وجوجارات، وهاريانا، وكارناتاكا، وماهاراشترا، وتاميل نادو، وأوتار براديش، تم تشغيل 25 مركزًا.
وفي عام 2018، عملت شركة (Vyoda) الهندية الناشئة، وشركة (Agri) الناشئة، على تقنيات مبتكرة لضخ الطاقة الشمسية، قبل أن تؤسس (Vyoda) مركزًا للبحث والتطوير في تل أبيب ومايسورو.
وقد استفادت ماهاراشترا وهاريانا من التحالف، وخاصة في إدارة المظلة، والزراعة المحمية، وإدارة المشاتل، وميكنة البستنة، وإدارة ما بعد الحصاد.
ومن خلال "الممر الغذائي للهند والشرق الأوسط"، أنشأت شركة "أداما" للحلول الزراعية الإسرائيلية مركزًا للأبحاث في حيدر أباد ومصنعًا في ولاية غوجارات.
كما أنه سيساعد التعاون بين شركة (Evogene) الإسرائيلية وشركة (Rasi Seeds Ltd) الهندية، اللتين تعملان منذ عام 2012 من أجل زيادة إنتاجية المحاصيل خاصة من خلال المنشطات الحيوية والتسميد والبذور المقاومة للجفاف.
وتهدف إسرائيل أيضًا إلى مساعدة الهند في مجال زراعة الألبان، وتكنولوجيا الري بالتنقيط، والري الصغير، بالإضافة إلى التكنولوجيا الزراعية المتجددة.
اقرأ أيضاً
استقبله بن زايد.. رئيس وزراء الهند يصل إلى الإمارات في زيارة عمل
أمريكا في الصورة
ويمكن اعتبار رئاسة الولايات المتحدة لقمة (I2U2) بمثابة خطوة لإنشاء تحالف إقليمي جديد، بدلاً من رعاية ممر الأمن الغذائي.
ومع انسحاب الولايات المتحدة ببطء من غرب آسيا عسكريا، فإن هذه الاتفاقية تهدف بالتالي إلى إنشاء نظام إقليمي جديد، يحل محل الجغرافيا السياسية والاقتصادية في غرب وجنوب آسيا.
ولعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في إنشاء علاقات رسمية بين إسرائيل والإمارات من خلال توقيع "اتفاقيات إبراهام" في عام 2020.
لذلك، أطلق محمد سليمان من معهد الشرق الأوسط على "الممر الغذائي بين الهند والشرق الأوسط" اسم "الممر الهندي الإبراهيمي".
وفي الوقت نفسه، وبينما تميل باكستان نحو تركيا، ازدهرت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية مع الصندوق الإبراهيمي بقيمة 3 مليارات دولار الذي يهدف إلى التجارة والتكنولوجيا والطاقة.
وتعمل كل من إسرائيل والإمارات على إنشاء نظام إقليمي رقمي جديد من خلال تطوير القدرات السيبرانية.
ومع الأخذ في الاعتبار هذه التطورات الإقليمية في غرب آسيا، فإن رؤية الهند لـ"ممر الغذاء في الشرق الأوسط" ستعزز مكانتها كمنتج للأغذية، خاصة بعد انقطاع الإمدادات الغذائية خلال (كوفيد-19) والصراع الروسي الأوكراني.
ومن المأمول أن يتم حل التحديات المتمثلة في تغير المناخ، والاضطرابات التجارية، وأسعار السوق المتقلبة التي غالبا ما تؤثر على المنتجات الغذائية في الهند.
اقرأ أيضاً
إطلاق تحالف أعمال I2U2.. تعميق التعاون الإماراتي مع الهند وإسرائيل وأمريكا
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الهند الإمارات الامن الغذائي إسرائيل أمريكا الشرق الأوسط الهند والإمارات الشرق الأوسط اقرأ أیضا بین الهند من خلال فی عام مرکز ا
إقرأ أيضاً:
زوايا: هذه هي فوائد الشراكة المبرمة بين حكومة الدبيبة وفوربس الشرق الأوسط
ليبيا – وزارة الاتصال والشؤون السياسية بحكومة “الوحدة” تتعاون مع “فوربس الشرق الأوسط” لتنظيم أول قمة استثمارية في ليبيا عام 2025
تناول تقرير إخباري نشره موقع “زوايا” الدولي توقيع وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة “الوحدة”، اتفاقية مع مؤسسة “فوربس الشرق الأوسط” لاستضافة أول قمة للاستثمار في ليبيا، المقرر عقدها في مايو 2025.
تعزيز مكانة ليبيا كوجهة استثمارية بارزةتهدف هذه القمة إلى استعراض الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة في ليبيا، وجذب المستثمرين العالميين، وتسليط الضوء على فرص التنمية المستدامة. كما ستعمل القمة على تعزيز مكانة ليبيا كوجهة استثمارية رائدة وحلقة وصل اقتصادية بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وأكد وليد اللافي أن هذه الشراكة تشكل لحظة تاريخية لليبيا، مشيرًا إلى تصميم الحكومة على جذب الاستثمارات الدولية وتأكيد مكانة البلاد كمركز اقتصادي ناشئ، حيث قال:
“هذه الشراكة مع فوربس الشرق الأوسط تُبرز التزامنا بجذب الاستثمارات الدولية وتعزيز صورة ليبيا كبوابة للتعاون الاقتصادي الإقليمي والدولي.”
ستجمع القمة نخبة من المتحدثين العالميين والمستثمرين وخبراء الصناعة وصناع القرار لمناقشة الرؤية طويلة الأجل لليبيا وفرصها الاقتصادية. وستركز القمة على قطاعات حيوية تشمل:
البنية التحتية. الطاقة. التكنولوجيا. السياحة. الزراعة. تعزيز التنمية المستدامة والابتكارمن جهتها، أشارت خلود العميان، الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مجلة فوربس الشرق الأوسط، إلى أهمية هذه القمة في ربط ليبيا بالمستثمرين العالميين، وقالت:
“استضافة هذه القمة خطوة محورية لربط ليبيا بالاستثمارات الدولية وتعزيز طموحاتها الاقتصادية.”
وأضافت رويدا أبيلا نورذن، الرئيس التنفيذي لشركة جيه آر إن للاستشارات:
“بصفتنا الممثل الحصري لفوربس الشرق الأوسط في ليبيا، نفتخر بقيادة هذه المبادرة التحولية التي ستعمل على تحفيز الشراكات العالمية ووضع ليبيا على طريق التقدم الاقتصادي المستدام.”
تعد “فوربس الشرق الأوسط” النسخة الإقليمية لمجلة “فوربس” العالمية، وتتمثل مهمتها في تعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار في المنطقة العربية. تُعرف المجلة بتغطيتها الإخبارية العميقة في مجالات الأعمال، الاستثمار، التكنولوجيا، الاقتصاد، والقيادة، إلى جانب تقديمها محتوى حصري من خلال مقابلات مع أبرز الشخصيات المؤثرة في المنطقة.
تصدر المجلة نسخًا مطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية، وتُعتبر منصة حيوية للأخبار والمعلومات الاقتصادية في العالم العربي، كما تتبنى إصدار قوائم سنوية تستند إلى أبحاث دقيقة حول أغنى الأفراد وأقوى الشركات في المنطقة.
آفاق جديدة للتعافي الاقتصاديمن المتوقع أن تكون القمة منصة تحويلية تعرض استعداد ليبيا لجذب الاستثمارات العالمية. كما تهدف القمة إلى تمكين الشباب ورواد الأعمال الليبيين وتعزيز التنمية المستدامة.
تعزيز الحوار الاستراتيجيتسعى هذه الشراكة إلى إنشاء تحالفات استراتيجية طويلة الأمد وتحقيق تعاون اقتصادي مستدام، مما يرسخ مكانة ليبيا كلاعب رئيسي في المشهد الاقتصادي والاستثماري العالمي.
ترجمة المرصد – خاص