أجرت كوريا الشماليّة مناورة محاكاة لهجوم نووي تكتيكي -في وقت مبكّر أمس السبت- تضمّنت إطلاق صاروخين من طراز "كروز" بعيدي المدى ويحملان رؤوسا نووية وهمية، ردّا على التدريبات المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إنّ التدريبات أجريت "لتحذير الأعداء من خطر الحرب النووية الفعلي".

كما تعهّدت بيونغ يانغ مجددا بتعزيز الردع العسكري ضدّ واشنطن وسول.

وجاء في بيان وكالة الأنباء المركزية الكورية أنّ "القوّة النووية لكوريا الديمقراطية ستعزّز موقفها القتالي المسؤول بكلّ السبل لردع الحرب والحفاظ على السلام والاستقرار".

وزعمّت كوريا الشمالية أنّه تمّ تنفيذ "مهمة الضربة النووية بنجاح"، حيث حلقت الصواريخ لمسافة 1500 كيلومتر، وانفجرت على ارتفاع محدد مسبقا يبلغ 150 مترا فوق الهدف.

وهذه المناورة هي الأحدث ضمن سلسلة لتجارب صاروخية وتدريبات عسكرية أجرتها كوريا الشمالية في الأسابيع القليلة الماضية، وشملت محاولة فاشلة لإطلاق قمر صناعي للتجسس نهاية الشهر الماضي، مما أثار انتقادات جديدة من الأحزاب السياسية الرئيسية في كوريا الجنوبية.

وكانت التدريبات الصيفية السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والمعروفة باسم "أولتشي فريدم شيلد"، اختتمت الخميس الماضي واستمرت 11 يوما، وتضمنت تدريبات جوية بقاذفات "بي1بي"، ونددت بها بيونغ يانغ بوصفها "بروفة" لغزو أراضيها.

الجزيرة

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

روسيا تصادق على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية

صادق مجلس الاتحاد الروسي، اليوم الأربعاء، على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية التي يستعد جنود منها، بحسب كييف وواشنطن، للقتال إلى جانب روسيا ضد القوات الأوكرانية.

وهذا التصويت الذي أجراه المجلس الأعلى في البرلمان، بعد أسبوعين من تصويت مجلس النواب، كان محسوماً سلفاً، ولم يصوّت أي من أعضاء مجلس الاتحاد ضد المعاهدة، بعدما زاد التقارب بدرجة كبيرة بين روسيا وكوريا الشمالية، منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وهذه المعاهدة التي وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأحرف الأولى في يونيو (حزيران) الماضي في بيونغ يانغ، ويتعين أن يصادق عليها لتدخل حيز التنفيذ، تنص على تقديم "مساعدة عسكرية فورية" متبادلة في حال وقوع هجوم ضد أيّ من البلدين.

The Pentagon estimates that North Korea has deployed 10 to 12 thousand troops in Russia's Kursk region and warns that the troops would become legitimate military targets, if they "engage in combat support operations against Ukraine." pic.twitter.com/QtEnpKyCOF

— The Associated Press (@AP) November 5, 2024

وستكون مشاركة جنود كوريين شماليين في القتال، وهو ما يعتبره الغرب وشيكاً، بمثابة ضربة جديدة للقوات الأوكرانية، التي تعاني نقصاً في العديد والعتاد وتتراجع في أجزاء كثيرة من الجبهة.

وكذلك، يُتوقع تراجع المساعدات العسكرية إلى كييف مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويخشى الأوكرانيون أن يجبرهم الجمهوري عند عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، على التفاوض مع روسيا وفق شروط مواتية لموسكو.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء أول أمس الإثنين، إن 11 ألف جندي كوري شمالي باتوا موجودين في منطقة كورسك الروسية، حيث يحتل الجيش الأوكراني بضع مئات من الكيلومترات المربعة منذ هجومه المفاجئ في أغسطس (آب) الماضي.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن جنوداً كوريين شماليين كانوا تحت مرمى نيران أوكرانية، بينهم رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة أندري كوفالينكو الذي أكد عبر منصة تليغرام أن بعض هؤلاء الجنود "تعرضوا بالفعل لإطلاق النار في منطقة كورسك". ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من بيونغ يانغ أو موسكو لهذا الانتشار العشكري.

في الأيام المقبلة

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إنها تتوقع انخراط الجنود الكوريين الشماليين في هذه المعارك "في الأيام المقبلة"، فيما اعتبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن روسيا تعتزم "استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية".

ويشكّل تدويل النزاع الذي اندلع في فبراير (شباط) 2022، بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا تصعيداً جديداً. وتبدي أوكرانيا انزعاجاً مما تعتبره دعماً خجولاً من مؤيديها الغربيين، الذين ما زالوا لا يسمحون لها بضرب روسيا بأقوى الصواريخ التي تزودها بها، أوروبا والولايات المتحدة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تقدم الجيش الروسي بنحو 500 كيلومتر مربع في أوكرانيا، في أكبر مكاسبه الميدانية منذ مارس (أذار) 2022 في الأسابيع الأولى من النزاع. وقال فولوديمير زيلينسكي: "نرى زيادة في عدد الكوريين الشماليين (بالقرب من الجبهة)، لكننا لا نشهد في المقابل أي زخم إضافي في رد فعل شركائنا".

مجموعة السبع ودول أخرى تدين تعاون كوريا الشمالية مع روسيا - موقع 24أدان وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم، ودول أخرى أمس الثلاثاء، "بأشد العبارات الممكنة" التعاون العسكري المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا. حتى يوم النصر

وتتهم كييف والغرب كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بالقذائف والصواريخ، وكذلك بالنسبة لإيران، الخصم الوجودي الآخر لواشنطن. ويُشتبه في أن بيونغ يانغ تطلب مقابل ذلك تقنيات تساعدها في تعزيز ترسانتها النووية، خصوصاً في مجال الصواريخ.

وأجرت كوريا الشمالية، أمس الثلاثاء، تجربة جديدة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، ما يظهر تصميمها على مواصلة برنامجها لتطوير أسلحتها النووية. وخلال زيارة استمرت أياماً لروسيا تخللها لقاء مع بوتين، وعدت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي، بأن بلادها ستبقى إلى جانب شريكتها موسكو حتى "يوم النصر" في أوكرانيا.

ريا الوفي هذا السياق، أشارت كوريا الجنوبية، وهي مصدّر رئيسي للأسلحة، إلى أنها تدرس إمكان إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا. وكانت سيؤول تعارض ذلك حتى الآن بسبب سياسة وطنية مستمرة منذ زمن طويل، تمنعها من توريد الأسلحة إلى الدول التي تخوض حرباً.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية: التحالف مع واشنطن يرد محاولات الجاره الشمالية شن هجوم نووي
  • تحرك كوري جنوبي بعد تجربة صاروخية في بيونغ يانغ
  • زيلينسكي: كوريا الشمالية "تحارب في أوروبا"
  • ‏زيلينسكي: كوريا الشمالية تخوض حاليا الحرب في أوروبا
  • أنباء عن انخراط قوات من كوريا الشمالية في القتال بأوكرانيا
  • اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
  • أول تعليق من كوريا الجنوبية بعد فوز ترامب.. مخاوف من طريقة التعامل مع كوريا الشمالية
  • روسيا تصادق على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية
  • طوكيو: بيونغ يانغ أطلقت اليوم 7 صواريخ باليستية
  • اتفاق نووي بين كوريا الجنوبية وأمريكا.. وواشنطن تعرض بيع أنظمة دفاع لسيول