اليمن الذي نأمل أن يعود سعيدًا!!!
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
يعد اليمن المهد الأول للعروبة لغة وثقافة، ومن اليمن خرجت الجيوش الإسلامية في كل الفتوحات من المشرق إلى بلاد الأندلس غربًا، ومن عُمان واليمن انتشرت الحضارة العربية والإسلامية في شرق إفريقيا ودخل اليمنيون والعمانيون بلادًا لم تكن تعرف الأديان فشيدوا المدن وأقاموا مجتمعات مستقرة منذ العصر الأول للإسلام مرورًا بعصر اليعاربة وصولًا إلى حكم أسرة البوسعيد.
مواطن بلا وطن... لأنّه من اليمن
تباع أرض شعبه... وتشترى بلا ثمن
يبكي إذا سألته... من أين أنت؟.. أنت من؟
اقرأ أيضاً إعلان هام للسفارة اليمنية في القاهرة عقب قرار للسلطات المصرية بشأن نظام الإقامة مصرع مشرف ثقافي للمليشيا وزوجته وأحد أبنائه أثناء تركيب مصابيح خضراء جنوبي صنعاء فضيحة من العيار الثقيل.. سيارة حكومية تنقل المخدرات بدلًا من أوراق الامتحانات بدولة عربية عبدالملك يبلغ دول الاتحاد الأوروبي موقفه من جهود السعودية وعمان للحل السياسي في اليمن الموت يفجع فنان مصري الفنانة المصرية عبلة كامل تستفز السعوديين بتحذير محمد صلاح من الانتقال إلى لاتحاد السعودي فنانة مصرية توجه نصيحة ”مثيرة” لمحمد صلاح بخصوص السعودية إعلان للمبعوث الأممي عقب مباحثات مع مسؤولين مصريين وبرلمانيين يمنيين البركاني للمبعوث الأممي: السلام ليس خيارا للمليشيا وغروندبرغ يكشف عن تحركات سعودية عمانية جديدة رسميا.. العليمي يتلقى إحاطة مصرية بالتسهيلات الممنوحة للمقيمين والوافدين اليمنيين ليست السعودية ولا الإمارات .. الأمم المتحدة تستعين بدولة عربية هامة لحل الأزمة اليمنية تحركات إيرانية جديدة بشأن الحرب في اليمن بعد فشل الوفد العماني.. وبيان رسمي بذلكلأنّه من لا هنا... أو من مزائد العلن.
لقد انتهى مصير اليمن بعد أن أصبح مقسمًا إلى يمنين وربما ثلاثة، والأخطر هو انقسام الناس شيعًا وأحزابًا بعد أن سيطر فريق على الشمال وآخر على الجنوب وراحت دول إقليمية تدعم كل فريق على حساب الآخر بينما الناس يموتون على قارعة الطريق، والمشردون بمئات الألوف والمهجرون إلى خارج وطنهم بالملايين والعرب بجامعتهم العربية صامتون عاجزون، بل ولعل بعضهم يناصرون فريقًا ضد الآخر، بينما راحت الهوة تتسع بين الفريقين المتقاتلين.
أتذكر أنني التقيت برئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيد بن دغر(الذي تربطني به علاقة وثيقة) في القاهرة عام 2016م حينما كان رئيسًا للوزراء، أثناء إجراء المفاوضات بين الفريقين اليمنيين في الكويت، وكان من المقترح أن تُجرى المفاوضات في مسقط نظرًا لأن عُمان كانت في مقدمة الدول المعنية بالحل السلمي، ولكن القوى الضالعة في الأزمة قد اختارت الكويت، وقد صارحت صديقي بالقول: «إذا فشلت المفاوضات أنصحك يا صديقي بالاستقالة حتى لا تتحمل دماء اليمنيين»، لكنه أجابني: «نحن وسط محيط متلاطم من الأمواج الهائجة، والخروج منه يعني الهروب من المسؤولية»، وما توقعته قد حدث فقد راح الصراع يزداد عنفًا وضراوة بعد أن فشلت المفاوضات، وتحولت العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية إلى رماد والناس ما بين قتلى وجرحى تحت الأنقاض.
دائمًا ما كنت أُذكر أصدقائي من اليمنيين بالحرب بين الإمامة والجمهورية خلال حقبة الستينات من القرن الماضي وهي الأزمة التي دخلت فيها مصر طرفًا مناصرًا للجمهورية ودفعت ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها وثرواتها، لعلها كانت أحد أسباب هزيمة يونيو 1967م حينما كان الجيش المصري منشغلا في حرب اليمن في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تعد العدة لخوض حرب حققت فيها نصرًا ساحقًا تركت آثارها ليس على المصريين فقط وإنما على العرب وفي مقدمتهم القضية الفلسطينية نفسها.
كل الحروب التي كان الدين والمذهبية في مقدمة أسبابها هي حروب لا يمكن أن يقضي فيها فريق على الآخر ولا يجوز لعاقل القول بأنه يدافع عن الإسلام ولا يستقيم منطق العصر بقيام دولة ذات أيديولوجية دينية تحت أي مسمى فالأوطان تُبنى بسواعد وعقول أبنائها ولا دخل للدين في الاقتصاد أو الإدارة أو العلم بل يكمن الدين حيث تكمن المصالح التي تستهدف إقامة المجتمعات وفق قواعد من العدالة التي تحكمها إجراءات تشريعية من خَلق الإنسان وإبداعاته وفق رأي الخبراء في شتى مناحي الحياة.
لعل أزمة اليمن ستبقى ما بقي اليمنيون منقسمين وما بقي الصراع الإقليمي الذي يستهدف انتزاع اليمن من إرادة شعبه. وإذا كان ثمة ما يُقال فإن من الواجب أن تتراجع كل القوى الخارجية ويتصدر اليمنيون العقلاء المشهد السياسي بمبادرة يمنية خالصة تُخرج اليمن من محنته وخصوصًا بعد أن فشلت كل وسائل الدمار لحسم المعركة، على الجميع أن يتراجع وأن تتحمل القوى الإقليمية المنخرطة في الحرب مسؤوليتها لدعم اليمن ماليًا وإعادة بناء ما دمرته الحرب وإقامة مجتمع اقتصادي وزراعي وصناعي تتحمله هذه القوى التي تسببت في هذا الدمار بعد أن ثبت أنه لا طائل من هذه الحروب المدمرة، ولعلنا نشاهد كل يوم مآسي اليمنيين وقد هُجروا من بيوتهم، ودُمرت مستشفياتهم، وانصرف التلاميذ عن مواصلة دراستهم وفقد الجميع القدرة على مواصلة الحياة. إنها مأساة يتحملها العرب جميعًا. ورغم كل ما حدث ويحدث في اليمن فإننا يحدونا الأمل في أن يعود سعيدًا كما كان، ولا نجد أصدق تعبيرًا مما قاله الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني:
لا تَحسَبِ الأرضَ عَن إنجَابِها عَقِرتْ
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتِي لِلفِدا جَبَلُ!
فَالغصنُ يُنبتُ غصنًا حِينَ نَقطعُهُ
والليلُ يُنجبُ صُبحًا حِينَ يَكتمِلُ!
سَتمطِر الأرضُ يَومًا رغمَ شِحّتِهَا
ومِن بطُونِ المَآسِي يُولدُ الأمَلُ!
د. محمد صابر عرب أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ووزير الثقافة المصرية سابقا ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية سابقا.
*جريدة "عُمان".
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: فی الیمن ما قاله بعد أن
إقرأ أيضاً:
تعليق المساعدات: تداعيات كارثية تهدد حياة ملايين اليمنيين
شمسان بوست / متابعات:
حذر مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن من تداعيات كارثية لقرار تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وتهدد هذه الخطوة، وفقا لهم، بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين وتزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف كأحد أفقر البلدان العربية.
ويتخوف اليمنيون ومنظمات الإغاثة من حدوث نقص حاد في مخزون السلع والمواد الغذائية فيما يعاني ملايين السكان من سوء التغذية وارتفاع أسعار الغذاء وتدني الخدمات، جراء الصراع المستمر منذ 10 سنوات والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم حسب الأمم المتحدة.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن لمنع وقوع مجاعة اعتمادا على المساعدات التي يتلقاها البرنامج التابع للأمم المتحدة من المؤسسات والدول التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير/شباط 2023 إن حجم المساعدات الأمريكية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأمريكية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليار دولار.
لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجّهت الأمم المتحدة نداء للمانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025، مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون للدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأمريكية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيدا في بلد يعاني بالفعل من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرب أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.
وقال مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن بأن تداعيات القرار الأمريكي بدأت تظهر تباعا، حيث تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم هؤلاء عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلا.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاما) ويسكن مدينة عدن إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلا جيدا كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
يتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضا في صنعاء ويقول: “القرار الأمريكي الجديد لا يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأمريكية أو أي منظمات إغاثية أخرى”.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
بدوره، يقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 بالمئة من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في 2023.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60 بالمئة مقارنة مع 14 بالمئة قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45 بالمئة والفقر إلى نحو 78 بالمئة.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، من أن وقف مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
في نفس السياق، اعتبر الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأمريكية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
إلا أن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأمريكية “لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد”.
حيث قال مهدي محمد البحري، أحد السكان، إن “حضور الوكالة الأمريكية يكاد يكون منعدما على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية”.
يتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضا في صنعاء ويقول: “القرار الأمريكي الجديد لا يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأمريكية أو أي منظمات إغاثية أخرى”.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
بدوره، يقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 بالمئة من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في 2023.