سودانايل:
2024-07-04@02:01:51 GMT

هل هذه الحرب عبثية !!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

في الثاني والعشرين من أبريل 2023 أي بعد أسبوع واحد من الحرب الجارية أحداثها الان ،أطل علي قناة الحدث العربية عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني واصفاً الحرب التي تفجرت في الخامس عشر من أبريل2023 قائلاً (الجميع خاسر في هذه الحرب العبثية)، ومع أنه طرف رئيس في هذه الحرب ، إلا أنه بدا وبذلك التوصيف في براءة أرنب بري ، وأنه يشاهد فعلاً حربياً هو خارج مكنيزم ذلك الفعل تماماً ، ثم طارت بتوصيفه الركبان كما يقولون في أجهزة الإعلام المقرؤ والمسموع ، والمحللون والمفكرون والهواة بناءً علي ذلك التعريف الذي قذف به ثعلب (النيلين ) وليس ( الصحراء)ثم تواري في مخبئه الحربي لشهور خلت.


في البدء دعونا نقف في فذلكة معرفية عند مصطلح (عبثية) فالكلمة من الفعل الثلاثي عبث أي لعب وهزل وأضاع فيما لا فائدة منه ، وقد ورد في القرآن الكريم (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً)...المؤمنون الآية١١٥. أما في ميادين الفلسفة والتصوف فإن مصطلح (العبثي) من يؤمن أن الكفاح الإنساني لا طائل منه.
أما (العبثيون) فقد ظهرت هذه المجموعة في فرنسا في ثلاثنيات القرن العشرين وهي جماعة أدبية ومسرحية وهي في الأساس تعمل علي التندر علي الواقع وتعتبر الحروب عملاً عبثياً وكذلك نتائجها ، ومن رواد هذه المدرسة المسرحي الفرنسي صمويل بيكيت الذي إقترن إسمه بمسرحيته ذائعة الصيت (في إنتظار غودو) وهي تصور مصير الانسانية بأنه غير معروف وفق مصطلح (Absurd) غموض الذي إبتدعه مارتن إرسلان مقروناً بعدم الجدوي.
وما دمنا بصدد عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني الذي دفع بذلك المصطلح في توصيف حربه التي يخوضها ضد الدعم السريع ،فالرجل يدرك تماماً حسب تأهيله العسكري أن هذه الحرب ليست لعباً وهزلاً، ثم أنه لا يتبني منهجاً عبثياً ليشار اليه أنه من أنصار صمويل بيكيت ، ولاهو بذلك الفيلسوف أو الصوفي المتبتل الذي لا يري في هذه الحرب بأنها عمل لا طائل منه ثم ينكفئ علي سجادته .
خارج تلك الدائرة دعونا نري عبد الفتاح البرهان في أبهي صوره وضوحاً وهو المنتج الرئيسي لطرف الحرب الآخر في أودية وسهول دارفور في عام 2004-2012 كمقاتل حربي ثم قائداً لحرس الحدود وهو الذي كانت تمر من بين يديه كل الرتب العسكرية التي ينعم بها علي مقاتلي مليشيا الدعم السريع قبل ان تتم شرعنتها ولتصبح لاحقاًذلك الجنين الشرعي للجيش السوداني ،بمعني أن يديه ملطخة بطين الصناعة الأولي لهذه المجموعة التي يقاتلها الان .
في أبريل 2019 تقدم البرهان نحو الحشود في ساحة إعتصام الانتفاضة مقروناً بإبراهيم الشيخ ليسجل رسالة بصرية خادعة بأنه قريب من نبض تلك الحشود في ثورة ديسمبر ، وقد أدت تلك الرسالة العابرة دورها ليقترب برتبته العسكرية ويربط بين لجنة البشير الامنية وصناع الانتفاضة ووقودها في ذلك الوقت .
بعد إزاحة ابن عوف من قيادة اللجنة الامنية كانت تلك الفرصة التاريخية للبرهان ليصبح لاعباً رأيسياً في تفاصيل المستقبل القادم لثورةلم تزل في مهب الريح .
وكمفاوض للحرية والتغيير ومراوغ بارع علق البرهان التواصل مع الحرية والتغيير وجعل مصير ثورة ديسمبر في مهب الريح ، ومفتوحاً علي كل الاحتمالات ولتلتئم العملية السياسية بعد المجهودات الإثيوبية والاتحاد الأفريقي ثم ولادة الوثيقة الدستورية والتي بموجبها صار البرهان رئيساً لمجلس السيادة ثم قام بتعيين محمدحمدان دقلو نائباً له في صفقة تجاوزت كل اللوائح والقوانين وليضع الجميع أمام سلطة الامر الواقع .
ثم بدأ البرهان صراعاته البائنة والمستترة مع الجميع ، وعينه علي حلم ابيه الذي يداعب مخيلته برآسة ذلك البلد المرمي تحت الشمس .
وظلت هناك الغازاً . بلا أجوبة ، فض الاعتصام ، محاولة اغتيال دكتور عبدالله حمدوك ، الانقلابات الدرامية المعلنة وغير المعلنة ، غير من أكثر الأحداث حيرة حينما خرج البرهان قائد الجيش عقب المحاولة الانقلابية التي نسبت لسلاح المدرعات ، وعقب تصريح وإستغاثة محمد الفكي عضو مجلس السيادة قائلاً(هبوا للدفاع عن ثورتكم ) ....فقد كاد البرهان أن يتميز من الغيظ وأطلق مقولته الشهيرة ( نحن أوصياء علي البلد دي ) وقد كان .
إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2023 والبلاد علي مرمي حجر لتسيد المدنيين لمجلس السيادة وقطع الطريق امام التطور المدني للثورة السودانية ،إلغاء قرارات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ،إعادة كل المفصولين من سدنة النظام البائد للعمل ، التدخل المباشر في المنظومة القضائية وتعيين ناب عام يستجيب لطموحاته ، ثم الانحناء للمجهودات الإقليمية والدولية والمحلية لما عرف ب ( الاتفاق الإطاري) ......هنا تحضرني مقولة لعلي كرتي وذلك أثناء محادثات نيفاشا التي أفضت لاتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية في 2005 ففي احدي مفاصل تلك الاتفاقية وعقدتها النهائية إقترحت مجموعة الترويكا الراعية لتلك الاتفاقية إشراك المعارضة (التجمع الوطني الديمقراطي ) وقتها ولكن علي كرتي إنتفض قائلاً (لبنت ما بناديها للطير ) وهو يعني أن ثمار تلك الاتفاقية لابد أن تظل حصرياً للمؤتمر الوطني .
فقد كان تعنت البرهان تجاه تلك الاتفاقية أي الاتفاق الاطاري شبيهاً لموقف كرتي والذي كان بمعيته في الأواخر من رمضان أي قبل إنفجار الحرب بساعات ولقد كان هاتفه مغلقاً حينما إحتقنت الساحة السياسية في الرابع عشر من أبريل ثم كان اليوم التالي العبثي كما وصفه ثعلب البحر الأحمر . هذه المرة نحن الان أمام حرب أحد طرفيها مليشيا الدعم السريع التي قننها البرهان ،والطرف الاخر جيش مختطف ،كتائب الظل العثمانية نسبة لعلي عثمان ، كتيبة البراء الجهادية ، دواعش ، مستنفرون ، قبليون ،متطوعون ، كتائب العمل الخاص ، .
لقد إستطاع البرهان أن يغمر الساحة الحربية بكل الوسائط التي ستطيل أمد الحرب ، ولا يلغي بالاً لعذابات الانسان السوداني في النزوح والتشرد والرعب اليومي ، والجوع والمرض .
كيف يقول البرهان أن هذه الحرب عبثية ؟ وهو القائل قبل ساعات أنه بحاجة لبناء جيش محترف لهزيمة التمرد !
والغريب في الامر أن وعائه الدبلو ماسي الذي يخوض هو الاخر الحرب نيابة عن وزارة الدفاع ما أنفك يصرح (الاستسلام أو الفناء) ينبغي ألا يخاتل البرهان ويصنف هذه (الحرب عبثية ) هذه الحرب هي سلم امجادك المتوهم وانت ترتقيه باتجاه نبؤة ابيك الليلية في أضغاثه .

musahak@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر

الناس الحاليا واقفين ضد الجيش (او خليني اقول ضد الحرب) هسي . اذا افترضنا فيهم حسن النية ف هم بعاينوا لمعاناة المواطن الموجود في مناطق الحرب و بعاينوا لخسائر السودان من وراء الحرب و بيربطوا الموضوع ده بالكيزان و بيدعوا انو الموضوع ده حرب سلطة …

و اي زول شايف الحرب الدائرة في السودان دي حرب جنرالين مع بعض بخصوص السلطة ف انا بقول ليك بالفم المليان ( انت ما فاهم سياق الحرب)

الحرب الحاصلة في السودان دي تم التنبؤ بيها بواسطة كمية كبيرة جدا من السياسيين بل حتى و رجال الدين ( زي المرحوم الشيخ محمد سيد حاج) … لانو الموضوع ده هو مشروع اجنبي

لمن اقول ليك مشروع اجنبي بقصد انو ممكن يستعمل اي اذرع محلية … و اي عملاء … ما بالضرورة فلان او علان … في النهاية المشروع نفسو ماشي …
المشروع يا سيدي العزيز كالتالي :
١ تفكيك السودان و تفتيتو لدويلات و استغلال ثرواتو
٢ احداث تغيير ديموغرافي و احلال و ابدال لمواطنين المنطقة

و طبعا بي ضعف السودان و عدم وجود دولة ذات سيادة فيهو الحاجة دي من جانب بتسهل سرقة ثرواتو .. و من جانب تاني و ده الاهم بتحدث فراغ امني في المنطقة و بالتالي قواعد حربية لدول عظمى عندها صراع بينها و بتتصارع على الشرق الاوسط و على المنافذ البحرية و خطوط التجارة العالمية … و الكلام ده اكبر من البرهان و اكبر من حميدتي و اكبر مني و منك … لكن الله اكبر …

المشروع ده قدييييم و تم التحدث عنو من بداية الالفينات ( منذ عام ٢٠٠٢ ) لدرجة في ناس كتار كانوا قايلينو ونسة و كلام ساي … لكن المشروع ماشي بالنص كما نص التحليل السياسي و كما تضمنت مسودة المشروع….

المشروع وجد ادوات تم انشاءها في فترات متفاوتة .. زي الدعم السريع ..و زي قوى الحرية و التغيير …و غيرها .. و انطبخ على نار هادئة جدا…

ف انت لمن تقول اقعدوا اتفاوضوا … انت بتتخيل انو التفاوض مع الدعم السريع ممكن يفضي لنتيجة …و ممكن عبر التفاوض انت تحصل على دولة مستقرة و ذات سيادة مرة اخرى … او عبر التفاوض ممكن ما يتم تهجيرك ..و ( ما تسكن بيتك الكدايس كما ذل به لسان قائدهم) ف آنت واهم …..و ما عارف المطرة صابة وين…

و ما عارف انو الحاجات الانت داير تفاوض عليها دي بتعارض اساس المشروع … و الموافقة عليها يعني هدر تام لكل الموارد و المجهود التم دفع فاتورتو اثناء التخطيط للمشروع خلال اكثر من عقدين من الزمان ….

مع الوضع الاقتصادي العالمي و مع الراهن السياسي العالمي … القوى العظمى دي حاليا ما عندها اذرع عسكرية غير الدعم السريع تقدر تحاول تطبق بيها مشروعها ده .. بلغة اخرى ما بتتحمل تكلفة تدخل عسكري مباشر لانو في ملفات كبيرة جدا شاغلاها و ما زالت تلعق جروح خسائرها الناتجة عن التدخلات العسكرية المباشرة بشكل قد يؤدي الى انهيار اقتصادي للدولار و تغير اقطاب الاقتصاد عالميا و استبدال الدولار بعملات اخرى و ما عايزين نتوغل في الحتة دي … لكن خليك عارف انو كلو مرتبط ببعضو…

و الموضوع ده بخلي حاجة الدول العظمى الماسة لانجاز مشروعها في السودان عبر ذراعها ( الدعم السريع ) هي حاجة قصوى و مكنكشة في تمويل المشروع ده بالغالي و النفيس
و مافي طريقة انك تفشلو الا عسكريا بقطع الذراع الاسمو الدعم السريع ده .. ثم تفاوض من موضع قوة

ولو انتصرت على ذراعها ده ما حتقدر تكون ذراع عسكري بحجم و قوة الدعم السريع في ال ٥٠ سنة او ال 100 سنة القدامك دي … الا كان تقلب ليك الحركات المسلحة و دي كلها مجتمعة اقل ب ١٠٠ ضعف خطورة من الدعم السريع اذا اخدنا بالحسبان الاختراقات الاستخباراتية و التمكن من مفاصل الدولة.
عليه الحرب الحاصلة دي لابد من خوضها عسكريا

و الدعم السريع ده الليلة دي لو الجيش مشى فاوضو و الجيش اتنازل عن كل شي و قال ليهو نحنا عملنا ارضا سلاح .. ابدا ما تتخيل انو المناظر الماساوية البتشوفها و بتخليك تقول (لازم الحرب تقيف) دي حتنتهي … ابدا

بالعكس كدة الجيش بكون اخلى ليهم الساحة عشان ينفذوا مشروعهم باريحية اكتر ….
القتل بدل بالواحد حيكون بالكوتة و مقابر تتحفر بالاليات الثقيلة
و الاغتصاب حيكون بالصف

و هجرة اهلهم للخرطوم حتكون بالباصات السفرية المكيفة و دي اساسا اول ايام في الحرب لما شموا ريحة انتصار في الخرطوم ابدا ما اتاخروا في انهم يبدوا في ترحيل اهلهم …. حاليا مع تقدم الجيش في الخرطوم بدت عندهم رحلتهم العكسية …. و دي هم ما داسينها … انو رغبتهم هي السكن في بيوت الخرطوم
و انت ما حتشوف بيتكم قريب

عشان كدة نحنا بنقول بل بس .رغم بشاعة ما يحدث الان و رغم ما يبكي اعييننا من مشاهد… لوعينا بانو الحرب دي تحديدا بتختلف من حرب الجنوب و كل الحروب الاخرى الانت بتستشهد بيها في كلامك عن انو كل الحروب بتننتهي بتفاوض … و لوعينا بانو اذا الجيش رفع يدو لن يزيد الامر الا سوء…

الحرب المرة دي ضدك انت .. من اجل تهجيرك و قتلك انت … وليست حرب قضية حقيقية …
انت كمواطن سوداني …افهم انو املك الوحيد اذا عايز ترجع بيتك انو الجيش ينتصر … فقط …
الجيش كمؤسسة بكل علاتو و مشاكلو و ما فيهو من قصور …. هو حاليا بعد الله املك الوحيد في الرجوع لبيتك …

الكلام ده انت لو ما فاهمو حتدعم خط ابدا ما حيرجعك بيتك..
و باذن الله سينتصر الجيش السوداني

Ahmed Crash

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • سيحاصرك الموت غدا !!
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • هل ينجح الانقلاب على البرهان هذه المرة؟
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان: لا تفاوض وهذه رسالتنا للوسطاء
  • رشان اوشي: سيدي الرئيس .. إليك الطريق !
  • ???? الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان هي التي تنتصر
  • نائب البرهان: انهيار السودان خطر على المنطقة وهذه خارطتنا للحل