سودانايل:
2024-07-01@13:46:43 GMT

قواعد عامة في حالات الحرب ومآلاتها بخصوص كتاب الرأي

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

جوبا - 30 أغسطس 2023م

في هذه الحرب الجارية الآن انقسم كتاب الرأي إلى قسمين، بصرف النظر أكثُر عددهم هنا او قل هناك، بين مؤيد (سلبا أو إيجابا) لهذا المعسكر أو ذاك. فماذا سيكون موقفنا جميعا (نحن كتاب الرأي) بعد أن تنتهي هذه الحرب؟ إذا انتهت هذه الحرب بتسوية من الناحية العسكرية، فإنها غالبا سوف تستمر في بعدها المدني حربا كلامية ضارية، ذلك ريثما تشتعل عسكريا مرة أخرى، فالحرب أولها كلام.

أما إذا انتصر أحد الطرفين على الآخر، فعندها ينهض السؤال (فيما يلينا نحن ككتاب رأي): ما مصير كتاب الرأي الذين سيتم تصنيفهم على أنهم كانوا مع الطرف المنهزم، من حيث التأييد السلبي غير المباشر إلى التأييد الإيجابي المباشر، ومن حيث الهجوم السلبي غير المباشر تجاه المنتصر إلى الهجوم الإيجابي المباشر؟
هناك عدة قواعد تحكم هذه الأوضاع، نرى أنه من الأفضل الإشارة إلى بعضها مما نرى أهميته، ذلك من باب المساهمة في ترفيع وعينا جميعا ككتاب رأي بما قد يحيق بنا، أو ببعضنا، إذا دارت علينا الدوائر.
في استعراضي للقواعد أدناه سوف ابدأ بالشعب وبالجيش من منطلق اندراجهما ضمن المكونات الأساسية للدولة الوطنية الحديثة التي تقف الآن، خلال هذه الحرب، في المحك، بين أن تكون أو لا تكون. وبالطبع، من حق الآخرين أن يعكسوا الآية.

*القاعدة الأولى*
داخل حدود الدولة الوطنية، كل من يهاجم جيشا يخوض حربا، مصيرية أو غير مصيرية، ضد قوة عسكرية ينظر إليها الجيش بوصفها عدوا له، فموقفه هذا يجوّز للجيش، أثناء سير المعركة أو حال انتصاره، أن يفهمه على أنه اصطفاف مدني مع العدو الذي يحاربه هذا الجيش، وبالتالي خيانة للجيش والوطن.

*القاعدة الثانية*
كل من يهاجم جيشا يخوض حرباً عسكرية ضد قوة عسكرية أخرى، ذلك من منطلق قيام هذا الجيش بواجبه في حماية الشعب ومكتسباته، ممثلةً في ممتلكاته وعرضه ومؤسسات الدولة المملوكة للشعب، بما يجعل قطاعات الشعب الواقعة تحت طائلة هذه الحرب تلتف حول هذا الجيش بوصفه جيشها، عندها يجوز للشعب أن ينظر لهذا الشخص على أنه يدعم العدو لمجرد مهاجمته للجيش وهو يخوض الحرب دفاعا عن الشعب، وبالتالي يجوز تصنيفه كعدو للشعب وخائن للوطن.

*القاعدة الثالثة*
على الشخص الذي يهاجم الجيش وهو في الحالتين المشار إليهما في القاعدتين أعلاه أن يتوقع، حال انتصار الشعب وجيشه في هذه المعركة، خضوعه للمحاسبة العسيرة من قبل الشعب، عبر مؤسسات الدولة من قضاء مدني وعسكري، ثم من قبل قطاعات الشعب التي قد تعامله كمجرد خائن لها وللوطن.

*القاعدة الرابعة*
إذا أبدلنا هذا الشخص المشار إليه أعلاه بجهات ذات شخصيات اعتبارية (كأحزاب، نقابات، منظمات مجتمع مدني، إدارات أهلية ... إلخ)، عندها فإن جميع ما ذكرناه عاليه سوف يحيق بها وبمنسوبيها، وربما بأكثر مما سيحيق بالأفراد الذين لا يمثلون غير أنفسهم.

*القاعدة الخامسة والأخيرة*
تقعيدا وتطبيقا للقواعد الأربعة عاليه على واقع الحرب الجارية الآن في السودان، فإن أي شخص (كفرد) أو جهة اعتبارية، يقف/تقف المواقف أعلاه ضد مليشيا الجنجويد، سوف يحيق بها كل ما ذكرناه أعلاه (وربما أكثر) في حال عكس الآية وإحلال المليشيا ومن والاها في خانة الجيش السوداني والشعب السوداني. فهذه القواعد الأربعة محكومة في جوهرها بحَمَلة المواقف السلبية/المضادة تجاه قوة عسكرية تخوض حرباً حال انتصار هذه القوة العسكرية.

*ما يجب الاستفادة منه الآن والحرب لا تزال دائرة*
*أولا* الذين يقفون المواقف السلبية/المضادة تجاه مليشيات الجنجويد، حال انتصار هذه المليشيات في الحرب، عليهم أن يتوقعوا أسوأ معاملة يمكن أن يتصورها الإنسان، أحياءً كانوا من قبيل ما رأيناه، أو أمواتاً كانوا من قبيل ما حاق بحاكم غرب دارفور المغدور، دونما أي تعويل على أي قانون بخلاف حكم الغوغاء والتعطش للانتقام والتشفي والرغبة في التنكيل.
*ثانيا* الذين يقفون المواقف السلبية/المضادة تجاه الشعب والجيش، حال انتصار الشعب والجيش في الحرب، عليهم أن يتوقعوا حسابا عسيرا، لكنه من الضرورة أن يكون محكوما بقوانين الدولة وتنفذه أجهزة الدولة ويراقبه ضمير الشعب، كما تراقبه القوانين الدولية، منعا لأي تفلتات ذات طابع جنجويدي. وأخطر عقاب يمكن أن يحيق بالمواطن داخل مؤسسة الدولة الوطنية هو انحجاب الأهلية دونه ودون ممارسة حق المواطنة في نقد أداء مؤسسات الدولة، وحتى نقد المجتمع نفسه، والتعبير عن رأيه. وأسوأ منه وأوخم عاقبةً أن يبوء المواطن بجريمة الخيانة الوطنية. وكل هذا نحن مقبلون عليه، كلٌّ بحسب موقفه، في الاحتمالين المشار إليهما أعلاه: انتصار مليشيات الجنجويد وشذاذ الآفاق المجرمة مقابل انتصار الشعب والجيش والدولة.
وعليه، يتوجب علينا، نحن المدنيين من كتاب الرأي الذين خضنا غمار هذه الحرب بأقلامنا وبألسنتنا، أن ندرك التبعات المنطقية لمواقفنا هذه في حالتي النصر أو الهزيمة.
In this war, citizenship rights should not be taken for granted as they will be decided by where you stand.

*MJH*
جوبا - 30 أغسطس 2023م  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

«كتاب مصر» يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد ثورة 30 يونيو

أرسل الدكتور علاء عبدالهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.

وأكد عبدالهادي، خلال البرقية: «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وأعضائه من المثقفين والكتاب والشعراء، أتقدم بخالص التهاني للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولشعب مصر العظيم وأبطاله من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل بمناسبة حلول ذكرى ثورة 30 يونيو».

30 يونيو جاءت معبِّرة عن إرادة الشعب 

وأضاف: «هذه الثورة التي سطَّرها الشعب المصري بأحرف من نور، وجاءت معبرة عن إرادة شعب مصر العظيم بمختلف طوائفه والذي انتفض على قلب رجل واحد من أجل الحفاظ على أمن هذا الوطن واستقراره ليحيا فيه المصريون جميعاً بعزة وكرامة»، متمنياً المزيد من الاستقرار والازدهار في شتى المجالات تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

مقالات مشابهة

  • مكي المغربي: الرأي العام سيقول هؤلاء جائوا لتلميع صورة مقابر الدكتور فلان
  • «كتاب مصر» يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد ثورة 30 يونيو
  • ماذا تقول آخر استطلاعات الرأي اليوم بشأن الانتخابات الفرنسية؟
  • السيدة انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو
  • انتصار السيسي للمصريين: أدعوكم لاستلهام روح 30 يونيو لمواجهة التحديات
  • السيدة انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري بذكرى «30 يونيو»
  • الحوثيون يعلنون عن ”تغييرات في قواعد الحرب” في البحر الأحمر
  • ثورة ٣٠ يونيو.. انتصار الشعب المصري وسط تأييد عربي ودولي واسع
  • تنفيسة| حرية التعبير عن الرأي.. حق مكفول أم ذنب غير مغفور؟!
  • فتح: انضمام إسبانيا إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتصار لقيم الإنسانية