الرقائق..حرب المستقبل وأمريكا تفرض الاحتكار على تقنياتها
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
3 سبتمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: يتطلب الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس وأسلحة المستقبل استخدام أشباه الموصلات ذات الكفاءة العالية، مما يفتح الباب على منافسات متزايدة بين الأميركيين والصينيين، في وقت تهيمن فيه هونغ كونغ على هذا القطاع الضروري لمعظم الأسلحة، الذي تنتجه الشركات الغربية بشكل رئيسي، مما يجعل روسيا تتفانى للحصول عليه من خلال التحايل على العقوبات.
واستعرضت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقريرين منفصلين كيف أصبحت لوحة السيليكون الرفيعة، التي نقشت عليها الدوائر ودمجت المكونات الإلكترونية، مسرحا لمنافسات إستراتيجية كبرى ومعارك تجارية هائلة، وكيف أصبح استيراد الإلكترونيات الدقيقة الغربية أكثر تعقيدا وأكثر تكلفة بكثير وأقل موثوقية من حيث الجودة بالنسبة لصناعات الدفاع الروسية التي لا تنتج هذه المواد.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لأرنو فوليرين- أن الرقائق أو أشباه الموصلات هي الذهب الأسود في القرن الـ21، وقد أنفقت عليها الصين عام 2021 أكثر مما أنفقت على النفط، لأنها موجودة في كل شيء، من الهواتف إلى وحدات التحكم في الألعاب، ومن مراكز البيانات إلى الألواح الشمسية، ومن مصابيح الليد إلى أنظمة المراقبة، ومن الطائرات إلى السيارات، وهي فوق ذلك تعمل على تعزيز نمو الذكاء الاصطناعي، ودعم ظهور شبكات الجيل الخامس، والمركبات الكهربائية وأنظمة الأسلحة.
ونبه الكاتب إلى أن هذه الصناعة المتطورة، التي تتطلب تكنولوجيا معقدة وخدمات لوجستية عبر مئات العمليات، تتحكم فيها حفنة من الشركات المصنعة المستقلة، وهي تحظى بدعم كبير من الدول قدر بنحو 721 مليار دولار في عام 2020، وتستفيد من الاستثمارات الضخمة من الصناعة نفسها، إلا أن المنافسة الشرسة في مجالها قد بدأت للتو بين الأميركيين والصينيين، بحظر واشنطن الاستثمار بحرية في التقنيات الأكثر تقدما على الشركات الأميركية “الدول التي بها مشاكل”.
وقالت ماتيلد فيلييت، الباحثة في برنامج التقنيات الجيوسياسية في المعهد الفرنسي للتكنولوجيا، إن “الهدف الرسمي للولايات المتحدة هو الحد من القدرات العسكرية للصين في تطوير أسلحة جديدة، في قطاع الاستخبارات والمراقبة”، كما أنها تسعى للحفاظ على ريادتها التكنولوجية.
وتهيمن الولايات المتحدة والصين إلى حد كبير في مجال تصميم الرقائق، وهي المرحلة الأولى من إنتاجها التي تهدف إلى تصميم الدائرة المتكاملة وتحديد خصائصها، لكن التصنيع في المسابك ثم الاختبار والتجميع يتم بشكل رئيسي في آسيا، وخاصة في تايوان التي اكتسبت الدراية والهيمنة في مجال أشباه الموصلات، ولا سيما تلك التي يبلغ طولها 7 نانومترات أو أقل بين الترانزستورين، وكلما كانت المسافة أقل زادت قوة الشريحة.
ولم تتمكن الصين بعد من عبور هذه العتبة التكنولوجية رغم التقدم المبهر، ورغم أن خطتها العشرية الطموحة للغاية “صنع في الصين 2025” تهدف إلى تقليل اعتمادها على الدول الأجنبية واستثمار 150 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
كما تهيمن شركتان آسيويتان عملاقتان، هما سامسونغ الكورية الجنوبية وشركة “تي إس إم سي” التايوانية، على السوق الأفضل في فئتها مقابل 5 نانو وأقل، إلا أن الشركة التايوانية هي التي تحتل الصدارة، وهي تمتلك حوالي 50% من سوق المسابك العالمية وتنتج 92% من أشباه الموصلات الأكثر تقدما، وتمثل اليوم 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتضاعفت الاستثمارات إلى عشرات المليارات لخدمة أكثر من 530 عميلا بما في ذلك آبل وسوني وغيرها.
وأشار الكاتب إلى أن “تي إس إم سي” لديها القدرة على شل الكوكب، ومن هنا تأتي قوة وضعف هذه الجوهرة الصناعية وقطاع أشباه الموصلات برمته، الذي أقامه الرئيسة تساي إنغ وين باعتباره “درعا من السيليكون”، من شأنه أن يردع أي هجوم، وبالفعل نبه رئيس الشركة المتعددة الجنسيات مارك ليو إلى المخاطر، عندما أخرجت الصين طائرات وصواريخ وسفن حول الجزيرة، وقال إذا استخدمت القوة العسكرية أو الغزو، فسوف تجعل مصانع “تي إس إم سي” غير صالحة للعمل لأنها منشأة تصنيع متطورة للغاية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أشباه الموصلات
إقرأ أيضاً:
ميتا تسرع تقنياتها في الكشف عن العمر باستخدام الذكاء الاصطناعي
أعلنت إنستجرام عن توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن حسابات المراهقين على منصتها، وفي بعض الحالات، ستتجاوز إعدادات الحسابات التي يحددها المستخدم.
ففي عام 2024، بدأت إنستجرام استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأعمار على المنصة، حيث كان النظام يبحث عن إشارات تظهر أن المستخدمين تحت سن 18 عامًا، مثل الرسائل التي يتلقاها المستخدمون من أصدقائهم التي تحتوي على عبارات مثل "عيد ميلاد سعيد الـ16"، على سبيل المثال.
كما قالت ميتا إنها تستخدم بيانات التفاعل، إذ يتفاعل الأشخاص في نفس الفئة العمرية مع المحتوى بطرق مشابهة.
تخضع الحسابات الخاصة بالمراهقين على إنستجرام لإعدادات أكثر تقييدً، فالحسابات الخاصة بالمراهقين تكون خاصة بشكل افتراضي، ولا يستطيع الغرباء إرسال رسائل لهم، كما يتم تقييد نوعية المحتوى الذي يمكن أن يشاهدوه. في العام الماضي، غيّرت إنستغرام الإعدادات لجميع حسابات المراهقين على المنصة بحيث يتم تفعيل ميزات الأمان بشكل تلقائي.
الآن، أعلنت الشركة أنها ستستخدم الذكاء الاصطناعي للبحث بشكل استباقي عن الحسابات التي تدعي أنها لبالغين، وتغيير الإعدادات للمستخدمين الذين يُشتبه في أنهم أطفال.
بدأ اختبار الميزةفي منشور على مدونتها، قالت إنستجرام إنها ستبدأ اختبار هذه الميزة اليوم في الولايات المتحدة، إذا اكتشف النظام أن المستخدم في الواقع طفل ولكن حسابه يقول خلاف ذلك، ستقوم إنستجرام تلقائيًا بوضعه تحت إعدادات الأمان الأكثر تقييدًا.
وأقرت ميتا بإمكانية حدوث أخطاء في النظام، وأكدت أن المستخدمين سيكون لديهم القدرة على إعادة تغيير إعداداتهم إلى الوضع السابق.
وقدمت ميتا تدريجيًا المزيد من الإعدادات التي قالت إنها ستحمي المراهقين والأطفال على منصتها، استجابةً للقلق من الآباء والمشرعين.
أطلق ، الاتحاد الأوروبي العام الماضي تحقيقًا لمعرفة ما إذا كانت ميتا تقوم بما يكفي لحماية صحة المستخدمين الصغار.
تقارير مقلقةودفعت التقارير المقلقة عن وجود معتدين على إنستغرام يستهدفون الأطفال إلى رفع دعوى قضائية من قبل المدعي العام لولاية أمريكية. كما أن هناك خلافًا بين شركات التكنولوجيا - مثل جوجل ضد ميتا وسناب وإكس - حول من يجب أن يكون مسؤولًا عن حماية الأطفال عبر الإنترنت.
في مارس، اتهمت جوجل ميتا بمحاولة "تحميل" مسؤوليتها على متاجر التطبيقات بعد إقرار قانون في ولاية يوتا.