الجزيرة:
2025-04-10@22:17:45 GMT

الغابون.. لماذا انهار عرش آل بونغو؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الغابون.. لماذا انهار عرش آل بونغو؟

كثير من الذين زاروا الغابون للاستمتاع بالغابة الاستوائية الخضراء والسهر على أنغام الموسيقى الأفريقية الصاخبة، لم يفهموا ما حدث في الصباح الباكر يوم 30 أغسطس/آب الماضي. ولا شك أنهم محقون؛ فالزائر إلى هذا البلد الغني ذي الطبيعة الخلابة، والذي ينام بسلام في أحضان خليج غينيا، قد لا يتصور أن يثور أهل الغابون ميسورو الحال ضد آل بونغو ويتظاهرون فرحين، وهم يحملون الرايات الثلاثية تمامًا كما فعل أجدادهم في غينيا وبركينا فاسو والنيجر مؤخرًا.

ولكن الذين يعلمون أسرار الأمور في ليبرفيل، والمهتمين بتطورات الأوضاع السياسية في الغابون منذ رحيل الزعيم التاريخي الحاج عمر بونغو؛ كانوا يتوقعون ما حدث، وربما يرون أنه تأخر كثيرًا.

يتناول هذا المقال أسباب انهيار مملكة آل بونغو، وينطلق من فرضية أن انقلاب الغابون هو استجابة لضرورات محلية بحتة وقديمة، وأن الانقلاب لن يمس في المستقبل المنظور المصالح الاقتصادية للقوى الخارجية، وعلى رأسها فرنسا والصين، وذلك لأسباب سنعرضها في مقالات أخرى.

جمهورية الغابون بلد ذو خصوصية وجاذبية فريدتين؛ فهي تقع كخاصرة للقارة الأفريقية، وتعمل كصلة وصل تربط بين دول وسط أفريقيا ودول غربها. ورغم صغر مساحتها وقلة سكانها، فإن الغابون لم تشهد أية حروب داخلية أو صراعات عرقية. ومنذ اكتشاف النفط، أصبح من بين أغنى دول أفريقيا؛ مما جعله يُلقب بـ"كويت أفريقيا"؛ وبالتالي أصبحت الهجرة إلى الغابون أمنية عزيزة على قلوب الشباب من دول غرب أفريقيا ووسطها.

 الرئيس عمر بونغو: "أفريقيا الفرانكفونية بلا فرنسا مثل العربة بلا سائق، وفرنسا بلا أفريقيا الفرانكفونية مثل عربة بلا وقود"

مثل سائر المستعمرات الفرنسية السابقة، نالت جمهورية الغابون استقلالها عام 1960، وهو عام الاستقلال للمستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا، وأصبحت الفرنسية اللغة الرسمية للبلاد. ويعد الزعيم ليون مبا أبا للاستقلال، وحكم البلاد منذ استقلالها وحتى وفاته عام 1967، وخلفه نائبه ألبرت بونغو، الذي اعتنق الإسلام عام 1973 وأصبح يعرف بالحاج عمر بونغو.

حكم عمر بونغو الغابون على مدى 4 عقود ونصف العقد، وتشكلت على يديه البلاد بوضعها الراهن. وخلفه ابنه علي بونغو الذي حكم البلاد 14 عامًا قبل أن يطيح به انقلاب الجيش في صبيحة يوم 30 أغسطس/آب 2023، وتنتهي -ربما إلى حين- أسطورة عائلة بونغو.

 عمر بونغو الزعيم الحكيم

الحاج عمر بونغو أوندمبا من مواليد 1935، وأكمل تعليمه الأول في الجارة الكونغو، ثم انخرط في سلك الجندية وتخرج ملازمًا في سلاح الجو، وخاض معترك السياسة في بلاده مبكرًا، وتتلمذ على يد زعيم الاستقلال ليون مبا. ونظرًا لكفاءته وإخلاصه ترقى في سلم السياسة بسرعة فاقت عمره، فأصبح مديرًا لمكتب الرئيس ثم وزيرًا ثم نائبًا للرئيس، ثم ورث الحكم بعد وفاة الرئيس مبا عام 1967، ويعد من أصغر السياسيين الذين وصلوا إلى منصب الرئيس في أفريقيا.

كان قصير القامة، حاد الذكاء، سريع الحركة، له شارب كثيف طويل، يرتدي نظارات داكنة تعطي شخصيته غموضًا مشوبًا بتعاويذ أفريقية، يرتدي أفخم الملابس من أرقى أماكن الموضة في باريس، ويلبس أحذية عالية ليبدو طويلًا، ولكنه يحظى باحترام واسع في أفريقيا وفي الدوائر الفرنسية كلها من اليمين واليسار. إنه الحاج عمر بونغو أوندمبا، الرئيس الأشهر في تاريخ الغابون السياسي المعاصر، وآخر الزعماء الكبار في القارة.

حكم الحاج عمر بونغو الغابون 42 عامًا، ويرجع ذلك لطبيعة شخصيته المسالمة وحكمته في احتواء معارضيه، وكان يتقرب إليهم بالمناصب ويغدق عليهم من أموال النفط الوافرة، ولا يتردد في استخدام عصا الدولة الغليظة إن دعا الأمر؛ لذلك تمكن من الحفاظ على السلام الاجتماعي في بلاده، وخلال فترة حكمه الطويلة لم تشهد الغابون أية مشاكل أو صراعات قبلية، رغم أنها تقع في منطقة ملتهبة اجتماعيًا. وساعدته حالة الاستقرار في بناء عاصمة جميلة، ودولة مزدهرة، وأصبح مستوى دخل الفرد واحدًا من أعلى النسب في القارة الأفريقية.

استطاع عمر بونغو أن يواكب التطور السياسي في القارة بذكاء؛ فأنشأ الحزب الديمقراطي الغابوني الذي حكم البلاد حتى عام 1990، حيث بدأت موجة التعددية الحزبية، فعدل النظام السياسي ليسمح بالتعددية الحزبية، لكنه ظل يمسك بقوة بخيوط اللعبة السياسية في بلاده، وظل يفوز بالانتخابات من دون منازع حتى آخر فوز له في انتخابات عام 2005.

وحتى يرضي المعارضة عمد إلى تشكيل حكومات ذات توافق عريض وتسع الجميع. وعندما أدخل بعض معارضيه السجن سأله صحفي: "كيف تتحدث عن الديمقراطية وأنت تسجن المعارضة؟" فأجابه بهدوء "عندما يمسكون الحكم سيسجنوننا، وعندما نمسك الحكم نضعهم في السجن، إنها الديمقراطية الأفريقية".

كانت له علاقات متينة مع فرنسا، ورغم تغير نظم الحكم في باريس بين اليمين واليسار، فقد ظل حليفًا موثوقًا لها؛ لذلك كان كل رئيس فرنسي يحرص على زيارة الغابون والتقرب منه وطلب دعمه. وبلغت به القوة أنه عندما يزور باريس يأتي إليه السياسيون الفرنسيون في فندقه ولا يذهب إليهم في مكاتبهم.

وكانت له رؤيته الخاصة للعلاقة بين فرنسا وأفريقيا أعرب عنها بعبارة بليغة وغامضة قائلا إن "أفريقيا الفرانكفونية بلا فرنسا مثل العربة بلا سائق، وفرنسا بلا أفريقيا الفرانكفونية مثل عربة بلا وقود".

القبضة الفرنسية الناعمة

انتبهت باريس منذ فترة مبكرة إلى أهمية الغابون بموقعها الجغرافي المتميز وثرواتها الغابية والمعدنية التي تعاظمت بعد اكتشاف النفط؛ لذلك وضعت يدها على موارد الغابون التي تسيطر عليها شركات فرنسية بعقود طويلة المدى، وكانت المحافظة على هذه الميزة التفضيلية تعد من مرتكزات السياسة الفرنسية في الغابون. ولا تتوانى باريس عن التدخل واستخدام القوة إذا تضررت مصالحها الإستراتيجية في الغابون؛ فقد فعلت ذلك عندما حدث أول انقلاب في البلاد عام 1964 وأطاح بالرئيس ليون مبا، واعتقل الرئيس ومدير مكتبه الشاب عمر بونغو، ولكن القوات الفرنسية تدخلت بأمر من ديغول مباشرة وقضت على الانقلاب وأعادت حليفها إلى السلطة. وكانت يد باريس واضحة في ترتيب أمر الحكم بعد وفاة الرئيس عمر بونغو عام 2009، وعملت على نقل السلطة بهدوء إلى ابنه علي بونغو.

حافظت فرنسا على علاقات متميزة مع كل زعماء المعارضة في الغابون، واستضافت أكثر من لقاء بين الحكومة والمعارضة لتسهيل الحوار وتسوية النزاعات بين الرئيس علي بونغو والمعارضة؛ لذلك فإن باريس لن تسمح بأي تغيير ينهي مصالحها الواسعة وقبضتها الناعمة على موارد الغابون مهما كان الثمن.

الخليفة علي والميراث الثقيل

ورث علي بونغو أوندمبا رئاسة الغابون من والده عمر بونغو أوندمبا، الذي توفي عام 2009 بعد حكم دام 42 عامًا. لم يواجه علي بونغو مقاومة كبيرة عند توليه السلطة، لكنه واجه تحديات متزايدة في إدارة البلاد بشكل مختلف عن والده؛ فلم يكن علي بونغو يتمتع بحكمة والده الذي كان يجيد التعامل مع المعارضة والشعب بالحوافز والعقوبات، أما علي بونغو فكان أكثر صرامة وتسلطًا في سياسته؛ مما أثار احتجاجات وانقلابات ضده.

كانت المعارضة وقطاع واسع من المثقفين يرون أن الأفق السياسي في بلادهم مسدود، وأن منظومة الحكم قد صممت لخدمة حزب واحد يريد أن يحكم الدولة وأن يتوارث الحكم كابرا عن كابر. وسرعان ما تعاظم هذا الحراك، وظهر إلى العلن بشكل لا مواربة فيه في الانتخابات التي جرت عام 2016، وتحالفت أحزاب المعارضة وتجمعت خلف مرشح واحد لمواجهة الحزب الديمقراطي الغابوني ومرشحه الرئيس علي بونغو.

كانت انتخابات مهمة وقوية؛ فالمعارضة تجمعت حول وزير خارجية عمر بونغو السابق، وأحد المقربين منه طوال فترة حكمه، هو الوزير جان بينغ، واستطاعت أن تحشد مؤيدين كثيرين، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ المنافسة السياسية في البلاد. وفاز الرئيس علي بونغو في انتخابات 2016 لكن بفارق ضئيل ومثير للتساؤل والجدل، حيث كان الفارق بين المرشحين نحو 6 آلاف صوت فقط. كان فوزًا كهزيمة، وكشفت النتيجة عن أن عرش آل بونغو يهتز، ولا بد من تدابير عاجلة لإنقاذه.

بعد فوزه المثير للجدل في انتخابات 2016، سعى الرئيس علي بونغو أوندمبا -بمساعدة من فرنسا وبعض حلفائه- لتدارك الأمور حتى لا تنزلق البلاد إلى ما لا يحمد عقباه. فنظم حوارًا وطنيًا شمل المعارضة والمجتمع المدني، ولكن الحوار لم يأتِ بالنتائج المرجوة؛ فقد علق في 3 قضايا جوهرية: تخفيض مدة ولاية الرئيس لتكون 5 سنوات بدلاً من 7 سنوات، وتحديد ولاية الرئيس لتكون دورتين فقط، وتغيير النظام الانتخابي ليكون على جولتين بدلا من جولة واحدة؛ حيث يتنافس في الجولة الأولى أي عدد من المرشحين وإذا لم يحرز أحدهم أكثر من نصف الأصوات تجرى جولة ثانية يتنافس فيها أعلى مرشحيْن.

ولكن الحزب الحاكم وافق فقط على تخفيض الفترة الرئاسية لتكون 5 سنوات ورفض الخوض في بقية المقترحات؛ هذه النتيجة زادت حالة الاحتقان السياسي وسط النخبة السياسية، وعبرت عن ذلك بمسيرات متعددة في العاصمة ونقاشات ساخنة في الصحافة ووسائط الإعلام على مستوى البلاد، ومما زاد الطين بلة الأزمة الصحية المفاجئة التي ألمت بالرئيس علي بونغو، إثر إصابته بجلطة حادة عام 2018 اضطرته إلى التوقف عن ممارسة مهامه الرئاسية أكثر من 10 أشهر اختفى فيها عن الأنظار تمامًا، ورغم تحسن حالته الصحية وعودته لممارسة مهامه فإن آثار الجلطة ما تزال بادية عليه؛ فالرئيس أصبح شبه عاجز عن أداء مهامه الجسيمة.

في عام 2019، قام رئيس الحرس الجمهوري بمحاولة انقلابية لم تستمر طويلًا، وكانت هذه المحاولة الفاشلة مؤشرًا مهمًا إلى ما آلت إليه الأوضاع في الغابون. في هذا الجو السياسي المكفهر، جاء استحقاق انتخابات 2023. ونصح بعض المشفقين -بما فيهم فرنسا- الرئيس علي بونغو بعدم الترشح نظرًا لحالته الصحية، وأن يختار خليفة له من حزبه ويدعمه للفوز، ولكن أصحاب المصلحة كانوا أعلى صوتًا ودفعوا بالرئيس إلى التهلكة وزيّنوا له الترشح لدورة ثالثة.

جرت الانتخابات الأخيرة وسط حالة إحباط سياسي وعزوف جماهيري بسبب الشكوك المتزايدة حول عدم شفافية الانتخابات كمظهر من مظاهر الفساد الإداري والمالي الكبيرة التي اتسم بها النظام، وسرت تكهنات كثيرة بأن هذه الانتخابات لن تكون كغيرها، وأنها قد تنهي عرش آل بونغو طوعًا أو كرهًا.

رئيس معلول وحزب منخور وأفق سياسي مسدود؛ وليس أدل على ذلك من أنه لأول مرة تظهر معارضة من كبار قادة الحزب لإعادة ترشيح الرئيس المريض. حاولت الدولة أن تتخذ أقصى درجات الحذر في إدارة العملية الانتخابية وإعلان النتائج، وقررت أن تحتوي رد فعل الشارع بأسرع ما يكون؛ فأعلنت حظر التجول من السادسة مساء، وقطعت شبكة الإنترنت صبيحة يوم التصويت، واستنفرت قوات الأمن والشرطة تحسبًا لما يحدث.

أثارت نتائج الانتخابات التي كان ينتظرها الجميع دهشة الكثيرين، حيث تم الإعلان عنها عند الساعة 3:30 صباحًا، من دون سابق إنذار والناس نيام، ولكن القدر كان أسرع؛ فانقض نفر من القوات النظامية على حكم آل بونغو في انقلاب لم يكن مفاجئًا لجميع المراقبين. وأدى الانقلاب إلى وضع البلاد كلها على شفا مرحلة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الرئیس علی بونغو فی الغابون بونغو ا

إقرأ أيضاً:

لماذا تصر طهران على التفاوض غير المباشر مع واشنطن؟

قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن تمسّك إيران بوصف المفاوضات المرتقبة مع واشنطن يوم السبت بأنها "غير مباشرة"، يعكس قناعة سياسية وأمنية لدى طهران بأن الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة يمنح الأخيرة ورقة قوة ويجعل إيران في موقع أكثر حرجا عند أي تعثر محتمل في المسار التفاوضي.

وأضاف فايز في مداخلة عبر قناة الجزيرة، أن المفاوضات غير المباشرة تمنح الإيرانيين هامشا أوسع للمناورة السياسية واختبار نوايا الجانب الأميركي دون الوقوع في مأزق الانخراط المباشر، خصوصا في ظل غياب الثقة الكاملة بين الطرفين، وأشار إلى أن هذه الرؤية تستند إلى تقديرات إستراتيجية راسخة في دوائر صنع القرار الإيراني.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أن بلاده ستجري محادثات "غير مباشرة" رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان يوم السبت، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن محادثات "مباشرة" بدأت بين الجانبين.

وتابع فايز أن التصريحات الإيرانية، رغم وضوحها في تأكيد الطابع غير المباشر للجولة المقبلة، لا تُغلق الباب أمام احتمالات التحول إلى مسار مباشر إذا ما أظهرت واشنطن جدية والتزاما، فقد اعتبر الوزير عراقجي أن "الصفة المباشرة أو غير المباشرة ليست الأهم، بل إن ما يهم هو الإرادة في الوصول إلى اتفاق".

إعلان

وفي تصريحات نقلتها نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين، برز استعداد مشروط لدى طهران لقبول مفاوضات مباشرة مع واشنطن إذا حققت المحادثات غير المباشرة تقدما ملموسا. وأوضح المسؤولون أن إيران "تفهم المحادثات بطريقة مغايرة لما طرحه الرئيس الأميركي"، في إشارة إلى تصريحات ترامب الأخيرة.

تفادي الصدام المباشر

وأشار فايز إلى أن نقطة الارتكاز في الموقف الإيراني هي تفادي الصدام المباشر الذي قد ينجم عن لقاءات وجها لوجه، مما يدفع طهران لتفضيل التنسيق عبر وسطاء، خاصة أن أجواء عدم الثقة لا تزال طاغية بين القيادتين الإيرانية والأميركية رغم ما يبدو من لهجة تصالحية في بعض الخطابات الإعلامية.

وشدد على أن طهران تذهب إلى لقاء السبت من دون شروط مسبقة أو وعود متبادلة، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على رغبة إيرانية في اختبار نيات واشنطن الحقيقية، دون الارتباط بتفاهمات أولية قد تُقيد قدرتها على التراجع أو المناورة.

وقال فايز إن هذه المرونة النسبية التي تُبديها إيران يقابلها حذر شديد، إذ إن جميع الأطراف تعي أن المفاوضات تجري في أجواء مشحونة للغاية، وسط تحشيد عسكري أميركي واسع في المنطقة وتهديدات إسرائيلية صريحة، يقابلها استنفار داخلي في إيران تحسبا لأي سيناريو تصعيدي.

وأكد أن هذه الخلفية العسكرية تُلقي بظلالها على المحادثات وتضفي عليها طابعا ضاغطا، حيث يرى البعض أن هذا الضغط قد يدفع الطرفين إلى الانخراط في مفاوضات أكثر جدية لتفادي الانزلاق نحو المواجهة.

واعتبر فايز أن الإشارة إلى عدم وجود شروط مسبقة في هذه الجولة، تكسر نمط الجولات السابقة التي كانت ترتبط عادة بتبادل المطالب كشرط للدخول في الحوار، مما يتيح للطرفين مساحة لاستكشاف فرص الحلول دون قيود سياسية معلنة.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، كان من أبرز محطاتها انسحاب بلاده أحاديا عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

إعلان

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

مقالات مشابهة

  • لماذا نخرج غدا ؟؟
  • قبل يومين من الاقتراع.. ما التوقعات بشأن انتخابات الغابون الرئاسية؟
  • لماذا يريد الله منا أن ندعوه؟!
  • وفاة مشجع تركي قبيل خسارة كبيرة لفريقه
  • بعد محاولات اغتيال الرئيس الصومالي.. مقديشو على حافة الهاوية مع تصعيد تهديدات جماعة الشباب
  • الغابون تترقب نتائج أول انتخابات رئاسية بعد سقوط بونغو
  • لماذا تصر طهران على التفاوض غير المباشر مع واشنطن؟
  • لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
  • لماذا اصطحب السيسي ماكرون لخان الخليلي؟.. خبراء يتحدثون لـRT عن دلالة زيارة الرئيس الفرنسي لمصر
  • لماذا كانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن "مخيبة للآمال"؟