المرحلة القادمة فى الاقتصاد الوطنى تحمل شعار «صنع فى مصر»
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
4 محاور رئيسية الشغل الشاغل لاتحاد الأوراق المالية
لولا وجود المسئولية لما كان للقيادة معنى، ولولا وجود المعاناة، والكفاح لما كان للنجاح قيمة، مشوارك متقلب، وعليك أن تعلم أن الماضى انتهى والقادم هو الأساس...الخوف لا يرسم المستقبل، والقلق لا يحقق التميز، ذاتك هى من ستوصلك إلى حيث تريد، ولا أحد غيرك يفعل ذلك.
رحلتك بحر مضطرب الأمواج، تواجهها يمنيًا ويسارًا، وأمر وصولك إلى بر الأمان مرهون بمهارتك وقدراتك، وعلى هذا الحال رسم الرجل مشواره، ليجنى فى نهايته جزءًا من ثمار أحلامه.
ياسر عمارة رئيس مجلس إدارة شركة «إيجل» للاستشارات المالية وعضو مجلس إدارة اتحاد الأوراق المالية....إيمانه كلما عمل بجهد أكبر حقق ما يريد، فى قاموسه لا تبلغ الغايات إلا بالعزم والمثابرة، والنجاح فى فلسفته الاستمرار فى المحاولة، السعى للإبداع، والابتكار هو شغله الشاغل، لا يغفل دور كل من مد له يد العون فى مسيرته وأولهم والدته وزوجته.
فى الطابق الخامس، وعند المدخل الرئيسى ديكور على شكل هرمى يضفى لمسة جمالية، محاط بأحواض خرسانية، ترسم الأزهار والنباتات العطرية، لوحة فنية جميلة، ألوان كلاسيكية متناسقة، كل حائط يفصح عن ألوانه ليرسم صورة نموذجية، تستكمل بديكور الأثاث، الذى يخلق طاقة إيجابية، فى المكان.
ياسر عمارة رئيس مجلس إدارة شركة «إيجللوحة تراثية كبيرة تمتد بعرض الحائط، تحكى عن تفاصيل معاناة الطبقة الكادحة فى العصور الماضية، مجموعة متنوعة من الانتيكات، والفازات الملونة، المصممة برسوم هندسية، مبدعة، فى ناحية اليسار، وبجانب المدخل تكون حجرة مكتبه، مرتبة ومنظمة، قسم لكل المجالات أرفف وأركان لتزيد المكان جمالًا، سطح مكتبه بسيط، كل ما يضمه شاشة حاسب كبير، وقصاصات ورقية، يخطط فى صفحاته ليخرج طاقته السلبية، مجموعة من الملفات والمجلدات، والكتب النادرة تصنع حيوية....فى سطور صفحات ذكرياته خاض فى تفاصيل طويلة ومتشابكة بدأها بكلمات شكر وعرفان لوالديه، بدأ افتتاحية ذكرياته بقوله «لا تسمح لأحد أن يهز عزيمتك، أو يؤثر على قوتك وإن كانت نفسك، استكمل طريقك لتصل إلى أحلامك وأهدافك».
مزيج بين الحماس والعقلانية، صريح، لا يخش قول الحق، يحلل برؤية، تفاؤله يبنى على براهين واضحة، حاسم فى آرائه، يفسر الاقتصاد ببساطة، يقول إن «مؤشرات الاقتصاد تدعو للتفاؤل، والاطمئنان، بأن القادم فى مسار الاقتصاد أفضل، بفضل الإجراءات والاستراتيجية القائمة على فكر احترافى، وهو ما يحدث حاليا فى الاقتصاد، بعدما قامت الدولة بتهيئة السوق لاستقطاب الاستثمارات المختلفة، من بنية تحتية، متكاملة، وشبكة مواصلات واسعة، وكان ذلك متوافقًا مع تكتل «بريكس» الاقتصادى، وهو يمثل نجاحًا كبيرًا، عملت الحكومة على التجهيز له، منذ فترة، وله أيضاً تداعياته الإيجابية، يعزز قوة الاقتصاد الوطنى فى ظل الانضمام لتكتل يمثل قوة كبيرة فى الناتج المحلى العالمى، حيث يشكل مجموع الناتج المحلى الإجمالى للدول الأعضاء فى «بريكس» نحو 25.9 تريليون دولار خلال عام 2022 أى بما نسبته 25.6% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى البالغ نحو 101 تريليون دولار فى عام 2022.
- بثقة وصراحة يجيبنى قائلًا إن «الانضمام لهذا التجمع يمنح الاقتصاد فرصة جيدة لالتقاط الأنفاس، لاستكمال استراتيجية مسار الإصلاح الاقتصادى، والذى بدأ نوفمبر 2016 مع التعويم الأول للعملة المحلية، وسيعزز قوة العملة المحلية، ورفع الضغوط، عن كاهل الاقتصاد الوطنى، خاصة أن احتياجات السوق المحلى تمثل نحو 70% يتم توفيرها من هذه الدول، وهو ما سيعمل على الاستغناء عن الدولار، التى قامت الحكومة بالتعامل الاحترافى لتوفيره فى ظل أزمة نقص الدولار، بالمبادرات، واستحداث منتجات مالية تسهم فى استقطاب التدفقات النقدية، وأيضاً قيامها بطرح سندات فى السوق العالمية بالعملة المحلية أسهمت فى تعزيز قوة الجنيه، مع أيضاً الإجراءات الخاصة بالمحفزات، والتى دعمت قوة الاقتصاد فى ظل الاعتماد على اقتصاد متنوع».
ثقة كبيرة بأن غدًا أفضل ترتسم على ملامح الرجل، يعتبر أن ما يشغل رجل الشارع، هو معدلات التضخم المرتفعة، التى تعمل الحكومة على مواجهتها والحد من قفزاتها، بحيث إنه مع نهاية عام 2023 سيتراجع بصورة ملموسة فى ظل تزايد الموارد والاحتياطيات من الدولار، بفضل انتعاش السياحة، وارتفاع إيرادات قناة السويس.
إذا لم تكن مرنًا، لن تستطيع الوصول لحلول لما تواجهه، ونفس الأمر بالنسبة للسياسة النقدية، يعتبر أن الدولار يهيمن على سلة العملات بنسبة كبيرة، ولذلك ترتبط السياسة النقدية الوطنية، بالسياسة النقدية الأمريكية، واتجه البنك المركزى إلى رفع الفائدة فى محاولة بسبب هذا الارتباط، وللبقاء على استثمارات المحفظة، المتمثلة فى السندات، وأذون الخزانة، ولكن فى ظل الإجراءات والتسهيلات المحفزة للاستثمارات، وتدفق الأموال الأجنبية، يتوقع أن تشهد الفترة القادمة خفض فى أسعار الفائدة، وبالتالى ستكون المرحلة المقبلة فى الاقتصاد تحمل شعار «صنع فى مصر».
- بهدوء وثقة يجيبنى قائلا إن « الاقتراض الخارجى فى ظل الأدوات المستحدثة، مثل إصدار السندات فى الأسواق الخارجية بالعملة المحلية، لم تعد تمثل ديونًا، وهذه المنتجات المالية عززت من قوة العملة المحلية، مع تدفقات نقدية، ومن هنا لم يعد الاقتراض الخارجى يسبب أزمة، مع النشاط الكبير فى قطاع السياحة التى تضاعفت أرقامه عن السنوات الماضية بنسبة كبيرة».
البساطة والمرونة من السمات التى تميز شخصية الرجل عندما يتحدث عن السياسة المالية تجده أكثر بساطة فى تحليله، يعتبر أن منظومة الضرائب تعد مشكلة أمام الاستثمار، فى ظل الصراع التنافسى للدولة المحيطة، وينتهى هذه الصراعات مع تطبيق منظومة الضريبية الموحدة، والتى سوف تعمل على تحقيق العدالة الضريبية، بحيث تكون الضرائب تصاعدية، لكن على الدولة توفير الخدمات اللازمة مقابل هذه الضرائب، مع التركيز على دمج الاقتصاد غير الرسمى إلى الرسمى، فى ظل انتشار الشمول المالى بالسوق المحلى، وهو ما سيعمل على مضاعفة إيرادات الدولة.
يسعى دائمًا إلى أن يترك بصمة وأثرًا، وهو سر تميزه، ويتبين ذلك فى حديثه عن ملف الاستثمار، حيث يعتبر أن الميزة التنافسية بين الدول تزايدت بشكل كبير، ولم يعد السوق المحلى الوطنى، الجاذب الوحيد، بل صعدت دول اقتصادية قوية بالمنطقة، شغلها الشاغل استقطاب الاستثمارات، بمحفزات كبيرة للغاية، وهو ما تسبب فى تراجع الميزة التنافسية للسوق المحلى، ويتكشف ذلك فى سوق مثل السوق السعودى، لذلك على الدولة العمل على تحقيق ميزة تنافسية تعمل على استقطاب الاستثمارات الخارجية، مع تأسيس وزارة للاقتصاد، تضم فى حقيبتها كافة القطاعات المختلفة، ومنها البعثات التجارية الخارجية، الذى اسند إلى وزارة الخارجية، وهو ما أضعف قوتها، مع العمل أيضاً على الاستفادة من الثروات القومية التى تمنح السوق الوطنى ميزة كبيرة، ومنها ثروة الرمال السوداء التى يمكن أن تكون منجم ذهب للاقتصاد، فى ظل التسهيلات الكبيرة التى تحققت فى الاقتصاد، وتحول القطاع الخاص من شريك إلى مدير، وتواجده فى مشروعات كبيرة، مع انسحاب الدولة سيعزز من تواجده.
دار بذهنى سؤال حول موقف الطروحات الحكومية، ومدى حالة التردد من جانب الحكومة فى عملية الطرح، وكأنه علم ما بدخلى، وقبل مبادرتى بالسؤال أجابنى قائلًا إن «السبب فى تأخير الطروحات، هى القواعد المنظمة للطروحات، والتى لها دور كبير، فى نجاح طرح شركة أرامكو السعودية، بالأسواق الخارجية، خاصة ببورصة لندن، وهو ما أسهم فى نجاح الطرح، وتغطيته، بمليارات الدولارات، لذلك على الحكومة العمل على جذب شرائح جديدة، من صناديق استثمار، مع المواطنين الذين ليس لديهم دراية، وإجراء اختبارات للمستثمرين الجدد، مع العمل على تجهيز السوق المحلى للطروحات بصورة أكثر تناسقًا.
- تفاؤل وحماس يرتسمان على ملامحه قبل يجيبنى قائلًا إن «الدور الرئيسى للاتحاد، العمل على خدمة وتطوير السوق، والارتقاء بالعاملين به على كافات المستويات، بالإضافة إلى تحديد 4 محاور رئيسية ومنها اتفاق مجلس الإدارة العمل على الإسراع فى ملف الطروحات، بمعاونة جميع اطراف السوق العاملة، حيث أن مشكلة الطروحات تتمثل فى الطلب، والذى بات الاتحاد قادرًا على توفيره من خلال مخاطبة جميع بنوك الاستثمار والمحافظ وصناديق الاستثمار بعمل إحصائية، واستقصاء لحجم التغطية التى يمكن أن يقوم بها أعضاء الاتحاد فى تغطية الطروحات الجديدة، والتى من المتوقع أن تفوق الطلب، وكذلك تحديد برنامج هيكلة السوق إجرائيًا لاستيعاب لهذه الطروحات، مع العمل على أن يكون الاتحاد ممثلًا فى اللجنة الوزارية للطروحات، لإبداء المشورة فى برنامج الطروحات، وكذلك العمل على تأهيل وتدريب العاملين فى الشركات المقيدة، خاصة مديرو علاقات المستثمرين».
كن مختلفًا فالعالم لم يعد فى حاجة إلى المزيد من النسخ، العمل بجدية هو ما يفعله الناجحون، وكذلك الرجل عندما نجح فى تكوين كيان كبير، تأسس منذ 15 عامًا، ليصبح فى الوقت الحالى من الكيانات الكبرى، حيث نجح فى تكوين محفظة من العملاء الدائمين، خاصة فى قطاع الأدوية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى العملاء الآخرين، ويصل عددها نحو 280 شركة.
بمنطق الشجاعة أن تؤمن بنفسك وهذا لا يعلمك أحد إياه، وعلى هذا الأساس سار الرجل فى رحلته، ليحدد مستهدفات مهمة لشركته تقوم على تحول الشركة إلى كيان كبير، ليصبح بنك استثمار متكامل، يضم مجموعة من التراخيص التى تخدم سوق المال، خاصة بعد ولادة اتحاد العاملين فى سوق المال، وكذلك التعاون مع شريك أجنبى لإضافة أنشطة جديدة، ومنها الحصول على رخص شركات تصنيف، مع جذب عملاء جدد.
الالهام والإبداع من السمات التى تميز الرجل، يفتش دائمًا على ما قد يجعله يقدم قيمة، ويترك أثرًا، يحث أولاده على الاعتماد على النفس، لكن يظل الشغل الشاغل للرجل خدمة سوق الأوراق المالية والعاملين بها، وتأسيس كيان كبير لشركته....فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرحلة القادمة الاقتصاد الوطنى شعار صنع في مصر مصر فى الاقتصاد العمل على یعتبر أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
ماليزيا: يجب تخصيص مقدرات مالية للاستثمار في الاقتصاد الرقمي
أعرب زامبرى عبدالقدير، وزير التعليم العالى فى ماليزيا، عن سعادته بحفاوة الاستقبال التى حظى بها فى مصر، مقدّماً التهنئة للسيسى على رئاسة قمة منظمة الدول الثمانى النامية، التى دُشنت لدعم الاقتصاد فى الدول الأعضاء، والتركيز على هدف واحد بين الدول، وهو تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف «عبدالقدير»، خلال الكلمة الافتتاحية أمس، أن دول المنظمة تُمثل 15% من إجمالى سكان العالم، ولذلك تُعد هذه المنظمة بالغة الأهمية ويُقدّر الاقتصاد الخاص بها بنحو 1.3 تريليون دولار، وهى تمثل نسبة كبيرة، ولكن التجارة والاقتصاد بين الدول الأعضاء تبلغ نحو 170 مليار دولار فقط وهى نسبة ضئيلة، ولذلك يجب إعادة النظر فى التعاون بين دول المنظمة، ويجب دعم الاقتصاد المبنى على القيم ودمج الابتكارات وأحدث التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى.
وأشار إلى أهمية تخصيص مقدّرات مالية من أجل الاستثمار فى الاقتصاد الرقمى وتحقيق مبدأ الأمم المتحدة، وهو ألا يترك أحد خلف الركب، مشدّداً على أهمية استغلال قدرات الشباب الهائلة، ولذلك يجب تسليح الشباب وتزويدهم بالمهارات الاقتصادية والتكنولوجيا، فضلاً عن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى تُعد العمود الفقرى للاقتصاد الخاص، ولذلك يجب علينا تمكين الاقتصاد، لاسيما فى الأنظمة الناشئة والنظام الاقتصادى الحلال، فالوضع الاقتصادى الراهن مهم للغاية، معرباً عن إدانته لانتهاكات الكيان الصهيونى والإبادة الجماعية التى يمارسها بحق الشعب الفلسطينى.