كاتبة: يا بخت من جاورته مصر
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
عندما تندلع أزمة سياسية في دولة ما، من الممكن أن تكون دول الجوار دول معتدية بهدف الاستيلاء على الثروات أو التدخل السياسي أو فرض سيطرة اقتصادية، ومن الممكن أن تكون محايدة، لا تتدخل في مثل تلك الأزمات بل أنها تكتفي بتأمين حدودها فحسب.
ولكن مصر لا تترك أشقائها ولديها مسارات خاصة في التعامل مع أزمات الجوار، يظهر ذلك في زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلي مصر كأول وجهة له منذ اندلاع الأزمة، فالتعامل مع الأزمة السودانية على الطريقة المصرية اتسم بمسارات عدة ؛ منها الدعم اللوجيستى للضيوف الأشقاء السودانيين في وقت حرج في الاقتصاد العالمي ؛ لا تتحمل دولة استيعاب أعباء دولة أخرى في مثل هذا التوقيت، وعلى الرغم من ذلك استطاعت مصر تأمين الممرات الآمنة لهم وتأمين الدعم الطبي والغذائي، وأيضا، المسار الداخلي وهو دعم المؤسسات الوطنية وتشجيع المكون الوطني على نزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع، المسار السياسي واحتضان كل أطراف الأزمة وتكوين خلية مصرية مؤلفة من وزارة الخارجية والمخابرات العامة لحل الأزمة السودانية.
أما عن المسار الخارجي والدولي و وضع أزمة السودان على طاولة المجتمع الدولي وهي ليست المرة الأولى، فبعد نظام البشير ومصر تتحدث بحكم التزامها التاريخي والجعرافى تجاه السودان الشقيق وتطالب برفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب وإسقاط الديون عنها تخفيفا، ودعوة المجتمع الدولي لتهدئة الأمور في السودان وكأنها تدعو العالم لتهدئة الأوضاع ومساعدته في إطفاء نيران تلك الأزمة حفاظا على قلب إفريقيا وحدود إفريقيا الداخلية، فمصر تعلم جيدًا ولديها رؤية تجاه الاستقرار والأمن الإفريقي.
فإذا ما اندلعت أزمة في دولة افريقية مهمة مثل السودان، يصبح ذلك بمثابة دعوة لكل الفرق والمليشيات المسلحة للتمركز بها وهو تهديد حقيقي ومباشر لكل الدول الإفريقية، فيمكننا اليوم اعتبار إفريقيا هي البنك الدولي للعالم للموارد والمخزون الائتماني المستقبلي خاصة في ظل شُح الموارد وانعدام الأمن الغذائي العالمي، مما يجعل الحفاظ على أمن القارة واستقرارها أمر استراتيجي بل أمن قومي لجميع البلدان الإفريقية.إن معالجة مصر لقضايا دول الجوار دائما ما تكون مميزة وشاملة وكأنها بمشرط جراحي تحاول فصل النسيج الطالح من الصالح دون التدخل في الشأن الداخلي
سواء في القضية الليبية أو القضية السودانية، منذ احتضان قوي الحرية والتغيير بعد سقوط نظام البشير حتي يومنا هذا، فهي لا تكتفي بانتهاج مسار واحد أو دعم من زاوية معينة بل الشمولية وتعدد مسارات حل الأزمة هو ما يجعلها دولة متميزة وجارة حليفة وصديقة بل أمينة على جيرانها وتستحق أن تكون سفيرة إفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها.
د. ماريان جرجس – البوابة نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كاتبة عالمية تنسى مسح دليل من روايتها يكشف استخدمها "ChatGPT"
أثارت الكاتبة والمؤلفة العالمية، كي.سي. كراون، جدلاً كبيراً بعد اتهامها باستخدام برنامج "ChatGPT" في أحدث رواياتها، مما أثار نقاشات حول دور الذكاء الاصطناعي في سرد القصص وشفافية المؤلف.
وبحسب التقارير الإعلامية، يزعم القراء أن رسالة من "شات جي بي تي"، تم تركها بدون تحرير وعن غير قصد في صفحات أحدث رواية لكراون، مما أثار جدلاً محتدماً حول دور الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية.
وفي حين أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة ليس جديداً، إلا أن هذه الحادثة أثارت تساؤلات حول الشفافية والأصالة والمشهد المتطور لسرد القصص.
وعلى الرغم من أن الكاتبة لم تؤكد أو تنفي بعد هذه الادعاءات، فقد غذت الأدلة التكهنات بأن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً مهماً في إنشاء روايتها.
International bestselling author K.C. Crowne (apparently a pen name) has been caught red-handed, clearly using an A.I. here. It makes for some pretty funky reading! ???? pic.twitter.com/DaOx8eHjGI
— Dan Leckie (@Dan_Leckie) January 17, 2025 بين مؤيد ومعارضنجحت الكاتبة كراون في بناء قاعدة قراء مخلصة على مر السنين، حيث غالباً ما يتم الإشادة بأعمالها بسبب شخصياتها التي يمكن التعاطف معها، وعمقها العاطفي وحبكتها الجذابة. ومع هذه السمعة القوية، فإن فكرة أن الذكاء الاصطناعي ربما لعب دوراً مهماً في أحدث رواياتها، قد فاجأت وانقسمت بين المعجبين.
وأشار بعض القراء على "reddit" إلى شعورهم بالخيانة، معتقدين أن العملية الإبداعية يجب أن تظل بشرية، فيما زعم آخرون أن "ChatGPT" مجرد امتداد لأدوات المؤلف، إذ ربما استخدمته في التدقيق الإملائي.
ومن ناحية أخرى، يزعم البعض أن النتيجة النهائية أكثر أهمية من العملية ذاتها، فإذا كانت الرواية جذابة وذات مغزى، فلا يهم كيف تم إنشاؤها.
من هي؟تعرف كراون بأنها كاتبة عالمية، وتعد مؤلفاتها من الأفضل مبيعاً على موقع أمازون، تقيم في الريف الهادئ في كولورادو مع زوجها وولدين اثنين.
وحسب ما ذكر، هي من محبي الكوميديا الرومانسية وإعادة عرض مسلسل "Full House"، وتستمد الإلهام من الضحك والحب.