سودانايل:
2025-02-02@20:52:50 GMT

مهنة تجمع بين التعب والمتعة والشغف

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

*ايام الديمقراطية الثالثة ركبت مواصلات من الجزيرة متجها للخرطوم بغية التدريب فى صحيفة السوداني،وكانت مكاتبها جهة عمارة الفيحاء بنك فيصل الاسلامي ولا اعرف احدا فيها، هناك وجهوني الى الاستاذ راشد عبد الرحيم اظنه سكرتير التحرير وشرحت له هدفي من الزيارة ،فقال(يعنى انت داير تشتغل فى مهنة البحث عن المتاعب ؟)اندهشت من الوصف فقال:(اهم حاجة عندنا الالتزام يوميا تجي بدري وتطلع متين ما معروف)شعرت انني تورطت بكلامه ده يفترض احضر يوميا من الجزيرة الى الخرطوم وارجع والتذكرة طرادة عند الذهاب والاياب (٢٥ قرش) =٥٠ قرش ومازلت طالبا وبعدها امشي راجلا من مطعم العيلفون بالسوق العربي حتي مبنى الصحيفة فكرت استطيع الاستمرار.


*عرفت الصحافة بمسميات كثيرة بصاحب الجلالة وبالسلطة الرابعة،الذي تعود نشأته إلى بداية بزوغ الأنظمة الديمقراطيّة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،عندما قال المفكّر البريطاني أدموند بروك في إحدى جلسات مجلس البرلمان البريطاني:(هناك ثلاث سلطاتٍ تجتمع تحت سقف البرلمان لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهمّ منكم جميعاً)،وظيفة الصحافة منذ ظهورها البحث والتنقيب عن حياة الناس وتفاصيلهم، فهي تقتات وتتغذي على الاحداث والوقائع التي ترتبط بهم،لذلك تعد مهنة مضنية ومرهقة فى لذلك نعتت بمهنة البحث عن المتاعب،ونعتت الصحافة باسماء عدة وسميت بمهنة الموت لان الصحفي أثناء تغطيته للاحداث فى مناطق الازمات والكوارث يتعرض لضغوط شديدة ومتابعة مستمرة متقصيا عن الاحداث وصناعة الاخبار ويكون عرضة لامراضٍ مميتة وصدق الشاعر العباسي ابن نباتة السعدي عندما قال:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد.
ولم يخطر ببال الشاعر أن مهنة الصحافة تعد من اسباب المؤدية الى فقدان الحياة،وتشير نتائج دراسة أعدها ونشرها علماء فى معهد قوانغتشو في الصين بشأن أخطر المهن على صحة وحياة الإنسان وشملت الدراسة حوالي 140 ألف شخص يمارسون مهناً مختلفة، صنّفت الصحافة واحدة من تلك المهن المميتة خاصة المراسلين الذين يغطون الحروب والكوارث حيث يتعرض معظمهم للتهديد بالاغتيال والاعتقال والتعذيب وامتدت خطورتها إلى الصحفيين العاملين في مجالات آمنة كمقدمي البرامج والمخرجين والباحثين حيث يعانون من توتر وضغط كبيرين بسبب الرغبة في الوصول الي السبق الصحافي إلى جانب ما تفرضه بعض الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية القائمة في مجتمع ما،قد يضعهم تحت تأثير الضغط النفسي الشديد والاحتراق الوظيفي الذي ينتج عن الإجهاد المزمن في مكان العمل.
ويواجه الصحفيون اليوم ايضا تحديات كثيرة وتهديدات مزعجة منها الرقابة والترهيب والاعتداء المباشر و بالاضافة للتحولات التقنية الحديثة التي طالت المهنة واصبحت مهددا لاستمرار الصحفيين فى وظائفهم.
*منذ أن ذاع صيت مصطلح السلطة الرابعة مع المؤرّخ توماس كارليل في كتابه(الأبطال وعبادة البطل في التاريخ) توقع كارليل (أن تؤدي الصحافة دورٌا أساسياً في ولادة الديمقراطيّة ونموِّها وتنشر (الحقائق وتُثير الثورات ضدّ الطغيان.ورغم قناعتي أن مهمة الصحافة هي البحث عن الحقيقة لكنها لا تستطيع قول الحقيقة لتقديرات سياسية وتعقيدات قانونية وضغوط اقتصادية متباينة وهذه هي عين الحقيقة التي تتحاشاها الصحافة وتغض الطرف عنها رغم انها مكتوبة بنارها. ومن هذه التعقيدات ان الاعلام يمارس سياسة وضع الاجندة ونجدها عند انتشار بعض الاامراض المعدية التي ترمي بظلالها على الاوضاع السياسية والاقتصادية فى بلدما ،تفضل الصحافة عدم النشر او البث و تبتكر مسميات يكون ضررها اخف على البلاد مثل(فجوة غذائية تعنى المجاعة،الاسهال المائي وهي الكوليرا الخ ))او يبرر لذلك بقول نسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قوله:(ليس كل ما يُعْرَف يُقال وليس كل ما يُقال حَضَرَ أهلُه وليس كل ما حَضَرَ أهلُهُ حان وقته وليس كل ما حان وقته صَحَّ قوله)ونسب للشاطبي :(ليس كل علمٍ يُبَث ويُنْشَر، وإنْ كان حقاً).
تعد هذه المهنة المضنية المرهقة المرتبطة بالمتاعب تجدها فى الوقت نفسه ،مهنة ممتعة ومشوقة وفيها مغامرة محببة راس مالها الاطلاع المستمر والشغف الدائم عن المعرفة وتجمعك بانماط مختلفة من البشر بدءاً من عامة الناس الي خاصتهم(الوزير والخفير والعامل والمدرس والرئيس والتاجر).
*ضمن المحاضرات التدريبية فى مقرر التحرير الصحفي،اقول للطلاب الصحافة مهنة تجمعك بانماط مختلفة من الناس،قد تلتقي الرئيس يوما وتلتقي محكوما بالاعدام فى اليوم التالي، سالني احد الطلاب يمكن ان نلتقي المسؤول الفلاني،فقلت ولم لا ؟وقمنا ذات يوم بزيارة مع عدد من الطلاب الى احد المسؤولين الكبار فى الدولة،وقابل المسؤول الطلاب بترحاب شديد،واستمتع الي استفساراتهم دون حرج، فساله احد الطلاب (لم اتوقع يوما ان اتحدث اليك؟) فرد عليه :(انت سلطة رابعة )،وقلت له :(وايضا هي مهنة المتاعب)

khalidoof2010@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: منكرو السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين

عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56،اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟"، شارك فيها  الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي القدير سعد المطعني.

وقال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر  أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.

وأوضح عضو "كبار العلماء"، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث إنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه‍، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.

وأضاف جمعة أن القرآنيين يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.

وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبناءنا على التوثيق ونمكنهم من اللغة ونربيهم على الأخلاق حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.

وخلال مشاركته بالندوة، وجه الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، ويفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم. 

وأكد أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويدافع عنها ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.

من جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن القرآنيون تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري، كما شدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم  والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.

وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث تعلمنا  السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات  الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، مؤكدًا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • عمل قذر يتجاوز أخلاقيات الصحافة.. غضب واسع إثر نشر صحيفة "الأيام" بعدن صوراً للمرأة التي تعرضت للابتراز
  • جامعة سمنود التكنولوجية تفوز بدعم 4 مشروعات تخرج لطلاب البحث العلمي
  • جامعة سمنود التكنولوجية تفوز بدعم لـ٤ مشاريع تخرج من أكاديمية البحث العلمي
  • كل ما تريد معرفته عن الأوراق المطلوبة لترخيص مزاولة مهنة الصيدلة
  • 4 شروط لمزاولي مهنة العلاج الطبيعي.. والشطب عقوبة المخالفين
  • "خدعة" الـ 6 ملايين دولار.. تقرير يكشف التكلفة الحقيقة لـ"ديب سيك"
  • اتحاد المحامين العرب يرفض استحداث الحوثيين كياناً موازياً لنقابة المحامين اليمنيين
  • هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟.. دراسة تكشف الحقيقة
  • علي جمعة: منكرو السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • التضامن الأجتماع تنهى تدرب 40 سيدة بالأقصر على صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات والحقائب