سودانايل:
2025-04-28@16:40:19 GMT

هل البرهان وحده يصنع رهانات السياسة؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

النظار للسياسة إذا كان في السودان أو أي دولة أخرى في العالم، يبدأ برصد الأحداث التي تفرض ذاتها على الساحة لمعرفة القوى الصانعة للأحداث، و كيف يجري التفاعل معها، خاصة القوى التي تملك مكنزمات الحركة السياسية. بعد الحرب التي بدأت في 15 إبريل 2023م صعد الجيش و ميليشيا الدعم السريع المتحاربين في صناعة الأحداث، و تراجع دور الأحزاب السياسية، باعتبار أن قرار استمرار الحرب و إقافها يتركز في المتحاربين، و ظلت الأحزب تراقب أو تقدم بعض الرؤى لوقف الحرب و لكنها اجتهادات على هامش الحدث.

بعد خروج الفريق أول البرهان القائد العام للجيش أصبح هو الذي يصنع الحدث من خلال تصريحاته في جولته على معسكرات الجيش المختلفة، و في خطابه في كل من ( ثنكات و كسلا) أكد على " أن الحرب في السودان سوف تنتهي بنهاية التمرد و إنهم لا يقبلون الأماءات" و في ذات الوقت قال البرهان لجنوده " نحن و انتم و الشعب السوداني سوف نقاتل هذا الداء حتى النهاية" و أضاف قائلا " أننا خرجنا بخطط القوات المسلحة، و ليس بصفقة أو تفاوض أو أي مساعدة من دولة، و الذي يريد مساعدتنا لإعمار البلد نرحب به و لكن لا نقبل أي إملاءات و وصايا" هذا الحديث الحماسي وسط الجنود أراد به البرهان أن يرسم به طريق السياسة القادمة.
أن خطابات البرهان الأخيرة تعتبر المادة التي تحاول القوى السياسية قرأتها بتحليلها و كيفية التعامل معها، خاصة أن القوى السياسية منقسمة على نفسها. هناك البعض يقول أن خطابات البرهان وسط الجنود تهدف لرفع الروح المعنوية للمقاتلين، و لكن السياسة لها حسابات أخرى. صحيح فقط إذا كان الشعب واقفا ضد الجيش، و لكن أغلبية الشارع الآن يقف صفا واحدا مع القوات المسلحة، فهذه تشكل صعوبة في التعامل إذا كانت فكرة التفاوض هي خلق تسوية سياسية تعيد الميليشيا مرة أخرى للساحة السياسية و العسكرية، أما إذا كانت هناك قوى سياسية قادرة على إقناع الميليشيا بالخروج من منازل المواطنين و الأماكن العامة للخدمات والقبول على تسليم سلاحها، تستطيع أن تغير مجرى الخطاب، لكن دون ذلك عليها أن تقنع الشعب بأن موقفه مع الجيش يعد موقفا خطأ. أن حديث البرهان في الحاميات العسكرية يهدف منه رسم طريق يجب التفكيرفيه. أو طرحه للحوار بكل محمولاته، و الحوار حوله يعني التفكير فيما يفكر فيه الجيش، فهي معادلة لا تصعب مع الذين يؤيدون الجيش، و لكنها نقطة فارقة للذين لا يقفون معه، أو يجعلونه في مصاف واحد مع الميليشيا. تجاوز هذا الخطاب أن يكون هناك حدثا ذو فاعلية أكبر. هل قوى الحرية و التغيير تملك صناعة هذا الحدث؟
في مقابلات تلفزيونية مع كل من عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و نائبه خالد عمر يوسف و الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي، أكدوا أن جولتهم للخارج و الي بدأوها بزيارة دولة قطر للبحث عن إيجاد حل للحرب الدائرة في السودان، و أيضا لتقديم مساعدات إنسانية للشعب و خاصة النازحين. و لكنهم لم يقدموا مبادرة مفصلة لوقف الحرب، و يعتقدون أن منبر جدة هو المنبر المؤهل للحل. رغم أن منبر جدة وصل في لقاءات الجانبين وفد الجيش السوداني و وفد ميليشيا الدعم السريع إلي وثيقة تفاهم بموجبها تخرج الميليشيا من منازل المواطنين و المؤسسات الخدمية. و لتنشيط هذا المنبر بعيدا عن المجادلة كان من المفترض على قوى الحرية و التغيير ( المركزي) إقناع الميليشيا التي حضرت معها اجتماع القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري أن تنفذ ما وقعت عليه في وثيقة جده. و بحكم العلاقة التي جعلتها تحضر اجتماع أديس أبابا كان من المفترض إثارة القضية معها.
لكن قوى الحرية و التغيير مؤملة أن يشكل المجتمع الدولي رافعة لها للسلطة، لذلك كان أفضل لها أن تخوض في حوار مع الشعب، و أيضا تفتح حوارا مع القوى السياسية التي تخالفها الرآيأن كان ذلك داخل السودان أو خارجه. رغم أن المتحدثين الثلاثة للقنوات أكدوا أن الأحداث قد تجاوزت ما كان مطروحا قبل 15 إبريل 2023م. و مادام الأحداث تجاوزت ذلك التاريخ يتطلب التفكير بصورة جديدة و منهج جديد. لكن المسألة تنقلنا إلي قول أنشتاين " لا يمكننا حل أي مشكلة بمستوى الوعي نفسه الذي أوجدها" أن قيادة قحت يستخدمون ذات الطريقة التي كانت قد تسببت في عدم نجاح الاتفاق الإطاري، و لابد من تغيير طريقة التفكير السابقة، و محالة تصغير شأن الآخرين، كما الاحتفاظ ببعض الوجوه التي فقدت ثقة الشباب سوف تسبب لهم تحديا و حرجا مع الشارع. مادام عدم العودة لما قبل15 إبريل يتطلب رؤية جديدة و قيادات جديدة تستطيع أن تتصالح و تتحاور مع الشارع. إلي جانب تقديم مشروع سياسي تظهر فيه رؤيته لمعالجة الحرب و أثارها و سودان ما بعد الحرب يفتح حوارا سياسيا و مجتمعيا، و أيضا تتم محاسبتها عليه.
قال الواثق البرير أنهم أدانوا انتهاكات الحقوق و التعدي على ممتلكات المواطنين و المؤسسات الخدمية من قبل ميليشيا الدعم، و متى كان ذلك؟ خرجت أول إدانة من الحرية و التغيير لميليشيا الدعم في بيان اجتماعهم يوم 25 يوليو 2023م، أي بعد أربعة شهور من اندلاع الحرب. ثم تحدثت عن توسيع قاعدة المشاركة دون أن تتصل بالقوى السياسية الأخرى حتى الآن و كتفت بالحوار مع القوى التي كانت قد وقعت معها الاتفاق الإطاري. أن استخدام الشعارات دون المحاولة إنزالها للواقع هو أسلوب لا يؤدي للنجاح، و لا يعتبر سيرا على طريق الفعل الإيجابي. الأمر الذي يؤكد عدم القناعة بما تطرح. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحریة و التغییر القوى السیاسیة إذا کان

إقرأ أيضاً:

البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية

البلاد – الخرطوم
واصلت ميليشيا الدعم السريع تصعيد هجماتها بالطائرات المسيرة ضد منشآت حيوية تخدم المدنيين، مستهدفة محطات كهرباء ومصافي نفط في شمال السودان، في وقت يتحرك فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين، لحشد دعم إقليمي لإنهاء الحرة وإعادة إعمار البلاد واستعادة الاستقرار.
فجر الأحد، تعرضت محطة كهرباء بربر التحويلية شمالي السودان لقصف بطائرة مسيرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وتدمير المحول الرئيسي بالمحطة. وتقع المحطة، التي تمد مدينة بربر ومرافقها الحيوية ومشاريعها الزراعية والصناعية بالطاقة، في منطقة الشقلة قرب مدينة عطبرة.
جاء القصف بعد أقل من 24 ساعة على استهداف محطة كهرباء عطبرة، التي تسببت خسائرها في خروج ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر عن الخدمة.
المصادر المحلية أكدت أن طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع كثفت هجماتها على مدن عطبرة والدامر وبربر خلال الأيام الأخيرة، رغم تصدي المضادات الأرضية للجيش. ورغم هذه المقاومة، تمكنت إحدى الطائرات من إصابة محطة كهرباء بربر إصابة مباشرة. الهجمات أدت إلى شلل واسع في القطاعات الخدمية، وفاقمت معاناة المدنيين الذين يواجهون انقطاعات مستمرة للكهرباء والمياه، ما أثر مباشرة على القطاعات الصحية والاقتصادية.
الهجمات لم تقتصر على ولاية نهر النيل؛ فقد سبق أن استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء سد مروي الرئيسية في الولاية الشمالية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، منها أحياء في أم درمان التي تحتضن مقر حكومة ولاية الخرطوم المؤقتة. استمرار استهداف المنشآت الحيوية يكشف استراتيجية الدعم السريع في استخدام سلاح المسيرات لضرب مقومات الحياة المدنية، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وبالتوازي مع ضربات الكهرباء، تعرضت مصفاة الجيلي شمال بحري أمس الأحد لهجوم بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، في تصعيد لافت للهجمات على المنشآت الاقتصادية الحيوية. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضربات التي تنفذها الميليشيا بالطائرات المسيرة ضد أهداف عسكرية ومدنية، شملت القاعدة الجوية للجيش في وادي سيدنا ومركز إيواء في عطبرة.
في الفاشر غرب السودان، أعلن الجيش السوداني عن مقتل أسرة كاملة مكونة من سبعة أفراد بينهم طفلة، جراء قصف مدفعي شنته ميليشيا الدعم السريع على الأحياء السكنية، في استمرار لنهج الميليشيا المعتمد على قصف المناطق المأهولة. وأكدت الفرقة السادسة مشاة ضبط أسلحة وذخائر تابعة للدعم السريع خلال عمليات تمشيط نفذتها القوات المسلحة، متهمة الميليشيا بانتهاك قواعد الاشتباك والقوانين الدولية.
في هذا السياق، تكتسب زيارة البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين أهمية خاصة، حيث يتوقع أن تتصدر الحرب في السودان جهود المباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن تشمل النقاشات دعم إعادة إعمار البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء والجسور، إضافة إلى تعزيز العمل المشترك بين البلدين لضمان استقرار السودان ووحدة أراضيه.
وسيشهد البرهان كذلك افتتاح مقر سفارة السودان الجديدة في ضاحية التجمع الخامس، في خطوة تعزز الحضور الدبلوماسي السوداني في الخارج وتؤكد أهمية القاهرة كحليف رئيسي للسودان خلال أزمته الحالية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الدبلوماسية تمثل جزءًا من مسعى أوسع لإعادة ترتيب أوراق السودان داخليًا وخارجيًا، بالتوازي مع التصعيد العسكري الهادف لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
بينما تتزايد التحديات أمام السودان، يبقى الرهان على الصمود العسكري، والدعم الإقليمي، والتحرك الدبلوماسي الفعال، كمسارات متوازية للخروج من نفق الحرب، وإعادة بناء الدولة على أسس الاستقرار والتنمية.

مقالات مشابهة

  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • حرب السودان في عامها الثالث فهل من أفق لحل الأزمة؟
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • البرهان: واثقون بالنصر… وسنوقف هجمات المسيّرات
  • البرهان واثقون من النصر وقريباً لن تسمعوا بمسيرات تضرب المرافق المدنية
  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش / فيديو
  • شاهد بالصورة والفيديو.. قائد الجيش السوداني “البرهان” يواصل كسر “البروتوكول” ولتقط أجمل “سيلفي” مع المواطنين وساخرون: (حميدتي تعال اتصور كدة كان تقدر)