سودانايل:
2024-11-19@23:29:34 GMT

هل البرهان وحده يصنع رهانات السياسة؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

النظار للسياسة إذا كان في السودان أو أي دولة أخرى في العالم، يبدأ برصد الأحداث التي تفرض ذاتها على الساحة لمعرفة القوى الصانعة للأحداث، و كيف يجري التفاعل معها، خاصة القوى التي تملك مكنزمات الحركة السياسية. بعد الحرب التي بدأت في 15 إبريل 2023م صعد الجيش و ميليشيا الدعم السريع المتحاربين في صناعة الأحداث، و تراجع دور الأحزاب السياسية، باعتبار أن قرار استمرار الحرب و إقافها يتركز في المتحاربين، و ظلت الأحزب تراقب أو تقدم بعض الرؤى لوقف الحرب و لكنها اجتهادات على هامش الحدث.

بعد خروج الفريق أول البرهان القائد العام للجيش أصبح هو الذي يصنع الحدث من خلال تصريحاته في جولته على معسكرات الجيش المختلفة، و في خطابه في كل من ( ثنكات و كسلا) أكد على " أن الحرب في السودان سوف تنتهي بنهاية التمرد و إنهم لا يقبلون الأماءات" و في ذات الوقت قال البرهان لجنوده " نحن و انتم و الشعب السوداني سوف نقاتل هذا الداء حتى النهاية" و أضاف قائلا " أننا خرجنا بخطط القوات المسلحة، و ليس بصفقة أو تفاوض أو أي مساعدة من دولة، و الذي يريد مساعدتنا لإعمار البلد نرحب به و لكن لا نقبل أي إملاءات و وصايا" هذا الحديث الحماسي وسط الجنود أراد به البرهان أن يرسم به طريق السياسة القادمة.
أن خطابات البرهان الأخيرة تعتبر المادة التي تحاول القوى السياسية قرأتها بتحليلها و كيفية التعامل معها، خاصة أن القوى السياسية منقسمة على نفسها. هناك البعض يقول أن خطابات البرهان وسط الجنود تهدف لرفع الروح المعنوية للمقاتلين، و لكن السياسة لها حسابات أخرى. صحيح فقط إذا كان الشعب واقفا ضد الجيش، و لكن أغلبية الشارع الآن يقف صفا واحدا مع القوات المسلحة، فهذه تشكل صعوبة في التعامل إذا كانت فكرة التفاوض هي خلق تسوية سياسية تعيد الميليشيا مرة أخرى للساحة السياسية و العسكرية، أما إذا كانت هناك قوى سياسية قادرة على إقناع الميليشيا بالخروج من منازل المواطنين و الأماكن العامة للخدمات والقبول على تسليم سلاحها، تستطيع أن تغير مجرى الخطاب، لكن دون ذلك عليها أن تقنع الشعب بأن موقفه مع الجيش يعد موقفا خطأ. أن حديث البرهان في الحاميات العسكرية يهدف منه رسم طريق يجب التفكيرفيه. أو طرحه للحوار بكل محمولاته، و الحوار حوله يعني التفكير فيما يفكر فيه الجيش، فهي معادلة لا تصعب مع الذين يؤيدون الجيش، و لكنها نقطة فارقة للذين لا يقفون معه، أو يجعلونه في مصاف واحد مع الميليشيا. تجاوز هذا الخطاب أن يكون هناك حدثا ذو فاعلية أكبر. هل قوى الحرية و التغيير تملك صناعة هذا الحدث؟
في مقابلات تلفزيونية مع كل من عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و نائبه خالد عمر يوسف و الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي، أكدوا أن جولتهم للخارج و الي بدأوها بزيارة دولة قطر للبحث عن إيجاد حل للحرب الدائرة في السودان، و أيضا لتقديم مساعدات إنسانية للشعب و خاصة النازحين. و لكنهم لم يقدموا مبادرة مفصلة لوقف الحرب، و يعتقدون أن منبر جدة هو المنبر المؤهل للحل. رغم أن منبر جدة وصل في لقاءات الجانبين وفد الجيش السوداني و وفد ميليشيا الدعم السريع إلي وثيقة تفاهم بموجبها تخرج الميليشيا من منازل المواطنين و المؤسسات الخدمية. و لتنشيط هذا المنبر بعيدا عن المجادلة كان من المفترض على قوى الحرية و التغيير ( المركزي) إقناع الميليشيا التي حضرت معها اجتماع القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري أن تنفذ ما وقعت عليه في وثيقة جده. و بحكم العلاقة التي جعلتها تحضر اجتماع أديس أبابا كان من المفترض إثارة القضية معها.
لكن قوى الحرية و التغيير مؤملة أن يشكل المجتمع الدولي رافعة لها للسلطة، لذلك كان أفضل لها أن تخوض في حوار مع الشعب، و أيضا تفتح حوارا مع القوى السياسية التي تخالفها الرآيأن كان ذلك داخل السودان أو خارجه. رغم أن المتحدثين الثلاثة للقنوات أكدوا أن الأحداث قد تجاوزت ما كان مطروحا قبل 15 إبريل 2023م. و مادام الأحداث تجاوزت ذلك التاريخ يتطلب التفكير بصورة جديدة و منهج جديد. لكن المسألة تنقلنا إلي قول أنشتاين " لا يمكننا حل أي مشكلة بمستوى الوعي نفسه الذي أوجدها" أن قيادة قحت يستخدمون ذات الطريقة التي كانت قد تسببت في عدم نجاح الاتفاق الإطاري، و لابد من تغيير طريقة التفكير السابقة، و محالة تصغير شأن الآخرين، كما الاحتفاظ ببعض الوجوه التي فقدت ثقة الشباب سوف تسبب لهم تحديا و حرجا مع الشارع. مادام عدم العودة لما قبل15 إبريل يتطلب رؤية جديدة و قيادات جديدة تستطيع أن تتصالح و تتحاور مع الشارع. إلي جانب تقديم مشروع سياسي تظهر فيه رؤيته لمعالجة الحرب و أثارها و سودان ما بعد الحرب يفتح حوارا سياسيا و مجتمعيا، و أيضا تتم محاسبتها عليه.
قال الواثق البرير أنهم أدانوا انتهاكات الحقوق و التعدي على ممتلكات المواطنين و المؤسسات الخدمية من قبل ميليشيا الدعم، و متى كان ذلك؟ خرجت أول إدانة من الحرية و التغيير لميليشيا الدعم في بيان اجتماعهم يوم 25 يوليو 2023م، أي بعد أربعة شهور من اندلاع الحرب. ثم تحدثت عن توسيع قاعدة المشاركة دون أن تتصل بالقوى السياسية الأخرى حتى الآن و كتفت بالحوار مع القوى التي كانت قد وقعت معها الاتفاق الإطاري. أن استخدام الشعارات دون المحاولة إنزالها للواقع هو أسلوب لا يؤدي للنجاح، و لا يعتبر سيرا على طريق الفعل الإيجابي. الأمر الذي يؤكد عدم القناعة بما تطرح. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحریة و التغییر القوى السیاسیة إذا کان

إقرأ أيضاً:

البرهان يوافق على مقترحات من المبعوث الأمريكي لايقاف الحرب في السودان

بورتسودان- تاق برس- وافق رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص الى السودان توم بيرييلو و”خارطة طريق” وكيفية إيقاف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الإجتماعي فضلا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب.

وقال سفير السودان بواشنطن في بيان من مجلس السيادة ان المبعوث الأمريكي قدم مقترحات في هذا الصدد وافق عليها رئيس مجلس السيادة، دون ان يكشف اي تفاصيل عن المقترحات.

واعلن البرهان وقيادات الجيش مرارا عدم توقف الحرب الا بالقضاء على قوات الدعم السريع التي تخوض حربا منذ منتصف أبريل العام الماضي 20

 

وإلتقى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم الإثنين المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، بحضور السفير عمر عيسى وكيل وزارة الخارجية بالإنابة و سفير السودان لدى الولايات المتحدة الأمريكية السفير محمد عبدالله.

 

وقال السفير محمد في تصريح صحفي أن لقاء رئيس المجلس السيادي بالمبعوث الأمريكي للسودان كان لقاء مطولاً وشاملاً وصريحاً تم فيه تناول كل مايدور بشأن الأزمة الراهنة خاصة فيما يتعلق بالأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين جراء الإستهداف الممنهج الذي مارسته ما اسماها مليشيا التمرد في حق المدنيين والنازحين واللاجئين .

 

وحسب بيان من مجلس السيادة بحث البرهان مع المبعوث الأميركي “خارطة الطريق” وكيفية إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الإجتماعي فضلا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب.

وأضاف سفير السودان بواشنطن ان المبعوث الأمريكي قدم مقترحات في هذا الصدد ووافق عليها رئيس مجلس السيادة.

 

وقال أن الحكومة السودانية أوفت بكل الإلتزامات التي قطعتها بشأن فتح المعابر والمطارات من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

 

وأكد إنفتاح الحكومة نحو كل ما من شأنه إيصال المساعدات للمحتاجين.

 

ونقل سفير السودان بواشنطن عن رئيس المجلس السيادي تاكيدات عدم موافقة حكومة السودان على إستغلال معبر أدري لتوصيل السلاح للتمرد.

 

وقال السفير محمد ان الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان شكر الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج الغذاء العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على المساعدات التي قدموها للشعب السوداني.

 

وأوضح السفير محمد أن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان إبتدر زيارته للبلاد بعقد سلسلة من اللقاءات شملت وزير الخارجية السفير علي يوسف. حيث تمت مناقشة العديد من القضايا السياسية والعلاقات الثنائية والقضايا الإنسانية وكيفية إيقاف الحرب.

 

كما إلتقى أيضا السلطان سعد بحر الدين سلطان عموم دار مساليت ، حيث وقف على الأحداث التي وقعت بولاية غرب دارفور والتي إرتكبت فيها قوات الدعم السريع سلسلة من الجرائم الشنيعة في حق المدنيين من تهجير قسري وقتل على الهوية وإغتصاب.

كما إلتقى المبعوث الأمريكي أيضا نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار.

 

وطبقا لبيان مجلس السيادة إتسم اللقاء بالصراحة وتم فيه التطرق لكل القضايا بما فيها قضية كيفية إيقاف الحرب في السودان وتوصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها فضلاً عن الدول الإقليمية وبالأخص دولة الإمارات العربية المتحدة التي قال انها تدعم مليشيا الجنجويد بالسلاح والعتاد الحربي وفق البيان.

 

من جانبه أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان عن سروره بزيارة السودان ولقائه مع عدد من المسؤولين بالدولة وزعماء قبائل.

 

واشار حسب ما نقل عنه بيان مجلس السيادة قوله أن زيارته للسودان تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقف بجانب الشعب السوداني مثلما كان يحدث دائما خلال العقود الماضية.

 

وقال أنه من دواعي الفخر والإعزاز أن تكون الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للمساعدات الإنسانية للنازحين في داخل السودان أو للاجئين الذين عبروا الحدود نحو دول الجوار .

 

معربا عن سعادته لما حدث من تقدم خلال الفترة الماضية الأمر الذي وسع من فرص حصول المواطنين على الدواء والغذاء.

 

وقال أن بلاده ستظل تعمل مع السودان لضمان حصول أي شخص على المساعدات اللازمة من دواء وغذاء وماء بكرامة وأضاف ” نتشارك الطموح من أجل أن تنتهي هذه الحرب حتى تقف الفظائع والانتهاكات التي شاهدناها مؤخراً في الجزيرة وغيرها.

 

وقال المبعوث الأميركي وفق بيان مجلس السيادة  ان بلاده تشارك الشعب السوداني طموحه نحو مستقبل ديمقراطي شامل.

 

وشكر توم برييلو المسؤولين بالدولة الذين إلتقاهم فضلاً عن زعماء القبائل والمجتمع المدني مشيراً الي الحفاوة والاستقبال التي حظي بها خلال زيارته للسودان.

البرهانالمبعوث الأمريكيايقاف الحرب

مقالات مشابهة

  • البرهان يشيد بـ«الفيتو» الروسي… ويتمسك بمحاربة «الدعم»
  • البرهان: الحرب بنهايتها ولا هدنة مع أعداء الشعب
  • البرهان يضع شرطا لوقف إطلاق النار في السودان
  • المبعوث الأميركي يلتقي البرهان في أول زيارة للسودان
  • البرهان يوافق على مقترحات من المبعوث الأمريكي لايقاف الحرب في السودان
  • هل تنتهي الحرب ومتى ….؟؟؟ ( حديث قريب من السياسة)
  • الرد السياسي المنطقي بعقلانية أهل السودان علي مزاعم عسكوري الضئيل طرحا
  • ترك: ندعو كل القوى السياسية للمشاركة في الحوار الوطني السوداني بما فيهم حزب المؤتمر الوطني المحلول
  • حدثٌ من ثلاثة وحده يوقف الحرب
  • حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا