الإساءة للمصحف الشريف تكبّد الاقتصاد السويدي خسائر مادية.. إليك التفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
قالت وسائل إعلام سويدية، إن الأعمال المتكررة لحرق المصاحف الشريفة في الأشهر التسعة الماضية كلفت البلاد قرابة 200 ألف دولار، حيث أدت الأعمال الاستفزازية من قبل السياسي السويدي الدنماركي راسموس بالودان، واللاجئ العراقي سلوان موميكا، الذي يقيم بالعاصمة ستوكهولم، إلى خسارة الدولة 2.
أوضح التقرير أن "هذه الاستفزازات والاعتداءات كبدت حكومة السويد تلك التكاليف المادية، على خلفية نشر المزيد من ضباط الشرطة وتعطيل قيام العديد منهم بواجباتهم الاعتيادية".
تكرر حوادث حرق المصحف في السويد والدنمارك
تكررت مؤخراً في السويد والدنمارك حوادث الإساءة للمصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من بلد عربي.
في سياق متصل، فقد ارتفعت نسبة السويديين الذين يؤيّدون فرض حظر على حرق القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة لدى مختلف المعتقدات إلى 53%.
وأوضح أحدث استطلاع أجرته شركة SIFO السويدية، أن نسبة المواطنين المؤيدين لهذه الخطوة باتت أعلى بنقطتين من الاستطلاع السابق، لتصبح 53%.
في المقابل، أيّد 37% "حرق الكتب المقدسة ضمن نطاق حرية التعبير"، فيما لم يُبد الباقون رأياً محدداً، بحسب الاستطلاع ذاته. وشمل الاستطلاع 1291 مواطناً سويدياً تم اختيارهم عشوائياً في الفترة من 15 إلى 27 أغسطس/آب الجاري.
تغيير قانون الاستفزازات ضد القرآن
يأتي ذلك، فيما تستعد الحكومة والمعارضة الرئيسية في السويد، لتغيير قانون الاستفزازات ضد القرآن. وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة في وقت سابق أنها تقوم بمراجعة قانون النظام العام لمنع الهجمات المتزايدة على القرآن الكريم في البلاد.
وقال وزير العدل جونار سترومر، في مؤتمر صحفي، إن تقريراً عن القانون سيُقدّم إلى البرلمان بحلول الأول من يوليو/تموز 2024 على أبعد تقدير.
من جانبها، ذكرت ماغدالينا أندرسون، رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، أنهم يحققون في تعديل لقانون النظام العام، مشيرة إلى أن الاستفزازات بحرق القرآن الكريم يمكن أن تشكل "جريمة كراهية".
هذا التطور في السويد يأتي تماشياً مع إجراءات في الاتجاه نفسه بالدنمارك، حيث تم اقتراح قانون يحظر تدنيس الكتب المقدسة الأسبوع الماضي، وفق وزير العدل بيتر هوميلغارد.
وقال هوميلغارد في مؤتمر صحفي، إن الهدف الوحيد من الهجمات على الكتب المقدسة هو "إثارة الكراهية وزرع الفتنة"، وإن مشروع القانون المعني سيُدمج مع القانون الذي يحظر حالياً حرق أعلام الدول.
وأوضح أن "هذا القانون سيعاقب من يحرقون القرآن والكتاب المقدس في الأماكن العامة، ولن يستهدف إلا الأفعال المماثلة في الأماكن العامة أو التي تنفذ بغرض نشرها في بيئة أوسع".
ومن المتوقع أن يتم تقديم الاقتراح إلى البرلمان المؤلف من 179 مقعداً في سبتمبر/أيلول المقبل، والتصويت عليه في أكتوبر/تشرين الأول بعد المشاورات البرلمانية.
مبادرة "اقرأوه لتفهموه"
من جهتها، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، مبادرة "اقرأوه لتفهموه"، للرد على تكرار حرق نسخ من المصحف في عدة دول أوروبية.
جاء ذلك في كلمة المدير العام لـ"إيسيسكو" سالم بن محمد المالك، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دولي يحضره العديد من العلماء ورؤساء الجامعات الإسلامية في العاصمة المغربية الرباط، وفق بيان للمنظمة.
وقال المالك في مستهل كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي بعنوان "تأطير الحريات وفق القيم الإسلامية ومبادئ القانون الدولي"، إن المنظمة أطلقت مبادرة "اقرأوه لتفهموه"، رداً على حرق المصحف.
وأشار إلى أن المبادرة "تتميز بالشمول والدقة والجدية كرد فعل إيجابي في مواجهة تلك الحملات البائسة". ودعا المدير العام إلى تضافر الجهود لإبراز الوجه الحقيقي للحضارة الإسلامية، وفق المصدر ذاته.
من جانبه، قال محمـد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن "الحريات لا يمكن أن تكون بلا ضوابط"، مشيراً إلى أن "الحقوق والحريات مضمونة في الشريعة الإسلامية"، وفق البيان نفسه.
وأشار إلى أن "الجهل والماديات والأحقاد والأيديولوجيات تدفع الناس للالتفاف حول أنفسهم".
الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، قال بدوره إن "القرآن الكريم يدعو إلى الالتزام بالواجب المقابل للحق، وإنه لا معنى للتقدم والتطور من دون الأخلاق"، وفق المصدر نفسه.
يذكر أنه في 26 يوليو/تموز 2023 تبنت الأمم المتحدة قراراً بتوافق الآراء، صاغه المغرب، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: القرآن الکریم الکتب المقدسة فی السوید إلى أن
إقرأ أيضاً:
محاضرة حول السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية
السكينة في الإسلام حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده
الشارقة: «الخليج»
نظّم مجلس منطقة الحمرية، التابع لدائرة شؤون الضواحي، محاضرة قيمة بعنوان «السكينة في القرآن والسنة وأثرها على الفرد والمجتمع»، قدّمها فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، بحضور سيف بوفيير الشامسي، رئيس مجلس منطقة الحمرية، وحميد خلف آل علي، نائب الرئيس، وأعضاء المجلس، إلى جانب جمع من أهالي المنطقة.
استهل فضيلة الشيخ العنزي المحاضرة، التي أقيمت مساء أمس الأول الجمعة في مقر المجلس، بالحديث عن أهمية السكينة كحالة من الطمأنينة والراحة التي ينزلها الله على عباده المؤمنين، مبيّناً أن الإنسان حين يعيش في دوامة الخوف والقلق، فإنه يبتعد عن نهج الكتاب والسنة، فيسعى إلى حلول مؤقتة زائفة كطرق الاسترخاء البدني أو التأمل في الطبيعة، وهي وإن لم تكن ممنوعة في ذاتها، إلا أن السكينة الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال القرب من الله وأداء العبادات.
أوضح أن السكينة في الإسلام ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده، وهي تتجلى في القرآن الكريم في ست آيات، منها قول الله تعالى: «وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم»، وقوله عز وجل: «إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه».
كما وردت في أحداث عظيمة مثل صلح الحديبية، حيث قال تعالى: «فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين».
وأشار إلى أن السكينة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دعا إليها في كثير من المواقف، كما في قوله: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة»، وفي حديث جابر رضي الله عنه عن حج النبي، حين قال: «أيها الناس، السكينة السكينة» عند دفعهم من عرفات.
واستشهد الشيخ العنزي بقصة مريم عليها السلام، حين ناداها الله عز وجل في أشد لحظات ضعفها، قائلاً: «فكلي واشربي وقرّي عيناً»، ليرشدها إلى السكينة وسط الألم.
وبيّن فضيلته أن السكينة تكون شعاراً للمسلم في كل أحواله، في الصلاة، وفي الحج عند تقبيل الحجر الأسود، وفي التعاملات اليومية، بل وحتى في الجدال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وتحدث الشيخ عن أثر السكينة في الحياة الزوجية، مستشهداً بقوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها»، مؤكداً أن الاستقرار الأسري لا يتحقق إلا بالسكينة والطمأنينة.
وأشار أيضاً إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي كان يؤذيه، وكيف قابله النبي بالحلم والوقار، فكان ذلك سبباً في إسلامه.
ثم تطرق إلى الأسباب التي تعين على تحصيل السكينة، ومن أبرزها: مراقبة الله تعالى: إذ يستشعر الإنسان أن الله مطّلع عليه فيطمئن قلبه، وذكر الله: مصداقاً لقوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، وقراءة القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة».
الصبر: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».
والحلم والأناة: قال صلى الله عليه وسلم: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة».
التأمل في سير الصالحين، وكيف كانت السكينة شعارهم في أحلك الظروف.
وختم فضيلته بأن السكينة هي باب النجاة من الفتن، وهي السبيل إلى اتخاذ القرارات الصائبة بعيداً عن الانفعالات، وأكد أن من يتحلى بالسكينة يحظى بمحبة الناس، ويعيش في راحة نفسية تقيه من الأمراض النفسية والجسدية.
وفي زمن كثرت فيه الاضطرابات والضغوط، وتفشى فيه القلق والأمراض النفسية، شدد الشيخ على أن السكينة هي نعمة من الله ينبغي أن يتمسك بها المسلم، فهي منحة إلهية تقود إلى بر الأمان وتمنح الإنسان هدوء النفس وسلامة القلب.