يحتوي أكثر من 30 طفرة في بروتينه الشوكي.. متحور كورونا الجديد هل يدعو للقلق؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
رصد أول إصابة بالسلالة شديدة التحور من أوميكرون في كندا 30 أغسطس 2023 الصين تعفي المسافرين الوافدين من فحص كورونا 28 أغسطس 2023
تتصاعد وتيرة القلق في مختلف أنحاء العالم من متحورات كوفيد-19 الآخذة في الظهور تباعاً وآخرها «BA.2.86» والذي أطلق عليه اسم «بيرولا» Pirola.
المتحور الجديد وهو فرع من أوميكرون سريع الانتشار دق أجراس الإنذار لخبراء الصحة العامة في الولايات المتحدة وسط ارتفاع في الحالات في جميع أنحاء البلاد وعدة بلدان أخرى.
ووفق ما نقلته صحيفة «إندبندنت» عن مجلة «Yale Medicine»، فإن المتغير الجديد يحتوي على أكثر من 30 طفرة في بروتينه الشوكي - الموجود على السطح الخارجي لفيروس «كوفيد-19» والذي يساعده على دخول الخلايا البشرية وإصابتها.
وقال الدكتور سكوت روبرتس، اختصاصي الأمراض المعدية: «هذا العدد الكبير من الطفرات ملحوظ». «عندما انتقلنا من متغير XBB.1.5 أو أوميكرون إلى»أيريس«EG.5، ربما كان ذلك طفرة واحدة أو اثنتين،»لكن هذه التحولات الهائلة، التي شهدناها أيضًا من دلتا إلى أوميكرون، مثيرة للقلق".
وظهر متغير «بيرولا» لأول مرة الشهر الماضي بعد أن اكتشف أحد متتبعي الفيروسات عن حالات ظهرت في البداية في الدنمارك، وفي 18 أغسطس، كشفت UKHSA عن اكتشاف حالة واحدة من BA.2.86 في المملكة المتحدة.
وتم اكتشاف حالتين إضافيتين في جنوب أفريقيا في 23 أغسطس، وبحسب ما ورد تم رصد اكتشافات أخرى عبر عينات مياه الصرف الصحي في سويسرا وتايلند.
وهذا يعني أنه تم الآن اكتشاف السلالة في أربع قارات منفصلة، ويأتي المتغير أيضًا بعد وصول سلالة أخرى تحمل اسم إيريس والمعروفة علميًا باسم EG.5.1.
ورغم أن ارتفاع عدد الحالات يضع قطاع الخدمات الصحية حول العالم تحت الضغط، إلا أنه لا توجد دلائل حتى الآن على أن المتغير المكتشف حديثًا، والذي يختلف عن إيريس، يشكل خطرًا أكبر من غيره، بما في ذلك سلفه أوميكرون.
وأوضح الدكتور روبرتس حدوث مزيج من التغييرات في الفيروس والمناعة الناجمة عن العدوى السابقة والتطعيم، ما أدى إلى تغيير الأعراض المرتبطة بكوفيد على مدى السنوات الثلاث الماضية، لافتاً إلى أن الأمر بات يشبه نزلات البرد أكثر مما كان عليه عندما واجهنا كوفيد-19 لأول مرة في 2020.
ورغم ذلك شدد على ضرورة أخذ جرعة معززة من اللقاح الذي مر عليه أكثر من عام.
وتتلخص أعراض المتحور الجديد في الصداع وسيلان الأنف والعطس وربما الحمى كما أعراض الإنفلونزا التقليدية التي يعرفها واختبرها الجميع سابقاً، على حد وصف خبراء الصحة.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف كل التفاصيل عن "كورونا طويل الأمد"
عواصم - الوكالات
كشفت دراسة أن نحو 23% من الذين أصيبوا بفيروس SARS-CoV-2 بين عامي 2021 و2023 طوروا أعراض "كوفيد طويل الأمد"، وأن أكثر من نصفهم استمرت لديهم الأعراض لمدة عامين.
ونشرت النتائج في مجلة BMC Medicine، وأظهرت أن خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" يعتمد على عدة عوامل.
وبعد التغلب على العدوى الأولية بفيروس SARS-CoV-2، يعاني البعض من أعراض طويلة الأمد تعرف باسم "كوفيد طويل الأمد". وتشمل هذه الأعراض مشاكل تنفسية، وعصبية، وهضمية، بالإضافة إلى أعراض عامة مثل التعب والإرهاق، والتي تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وقام الباحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) بالتعاون مع معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول (IGTP)، بدراسة 2764 بالغا من مجموعة COVICAT، وهي دراسة سكانية صممت لتقييم تأثير الجائحة على صحة سكان كاتالونيا. وأكمل المشاركون ثلاثة استبيانات في أعوام 2020 و2021 و2023، كما قدموا عينات دم وسجلات طبية.
وقالت ماريانا كاراشاليو، الباحثة المشاركة في الدراسة من معهد برشلونة للصحة العالمية: "كون الشخص امرأة، أو تعرضه لإصابة شديدة بكوفيد-19، أو وجود أمراض مزمنة سابقة مثل الربو، هي عوامل خطر واضحة للإصابة بكوفيد طويل الأمد".
وأضافت: "لاحظنا أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة IgG قبل التطعيم كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد". وقد يعكس العامل الأخير فرط نشاط الجهاز المناعي بعد العدوى الأولية، ما قد يساهم في استمرار الأعراض طويلة الأمد.
كما حددت الدراسة عوامل وقائية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة، مثل التطعيم قبل العدوى واتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة النشاط البدني المنتظم والحصول على قسط كاف من النوم.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الخطر أقل لدى أولئك الذين أصيبوا بعد أن أصبح متغير أوميكرون هو السائد.
ويمكن تفسير ذلك بأن العدوى كانت أخف أو بسبب وجود مناعة عامة أكبر ضد كوفيد-19.
وبناء على الأعراض التي أبلغ عنها المشاركون وسجلاتهم الطبية، حدد الباحثون ثلاثة أنماط سريرية لـ"كوفيد طويل الأمد":
- أعراض عصبية وعضلية هيكلية.
- أعراض تنفسية.
- أعراض شديدة تشمل أعضاء متعددة.
ووجد الباحثون أن 56% من الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد" استمرت لديهم الأعراض بعد عامين.
وقالت جوديث غارسيا-أيميريتش، الباحثة في معهد برشلونة للصحة العالمية والمؤلفة المشاركة للدراسة: "تظهر نتائجنا أن نسبة كبيرة من السكان يعانون من كوفيد طويل الأمد، ما يؤثر في بعض الحالات على جودة حياتهم".
وأضاف رافائيل دي سيد، المدير العلمي في معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول: "في الذكرى الخامسة لكوفيد-19، تم إحراز تقدم كبير في فهم المرض. ومع ذلك، كما تظهر هذه الدراسة، فإن تأثير الجائحة على الصحة العقلية والعمل ونوعية الحياة ما يزال عميقا. ورغم أن هذه الأبحاث تمثل خطوة إلى الأمام، إلا أن هناك الكثير مما يجب فعله لفهم هذا المرض الخفي بالكامل".
وتظهر هذه الدراسة أن "كوفيد طويل الأمد" ما يزال يشكل تحديا صحيا كبيرا، وأن فهم عوامل الخطر والوقاية يمكن أن يساعد في تقليل تأثيره على الأفراد والمجتمعات.