مونديال السلة.. جنوب السودان تضمن مشاركة تاريخية في الأولمبياد
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
ضمنت جنوب السودان مشاركة تاريخية في الألعاب الأولمبية المقررة صيف 2024 في باريس، وذلك بحسمها البطاقة الإفريقية المؤهلة مباشرة إلى منافسات كرة السلة للرجال بفوزها الكبير على أنغولا 101-78 في مانيلا في مباريات تحديد المراكز من 17 إلى 32 في المونديال المقام في الفلبين وإندونيسيا واليابان.
وكانت جنوب السودان تتنافس مع مصر على البطاقة المخصصة للقارة الإفريقية مباشرة إلى الأولمبياد، وبتحقيقها فوزها الثاني في المجموعة الثالثة عشرة والثالث في المونديال، ضمنت أن تكون أفضل منتخبات القارة السمراء أمام مصر التي خسرت أمام نيوزيلندا في المجموعة الرابعة عشرة 86-88.
وسيطرت جنوب السودان التي تخوض أيضاً غمار المونديال لأول مرة، تماماً على مباراتها مع جارتها الإفريقية أنغولا منذ الربع الأول الذي أنهته متقدمة 30-16، في طريقها لحسم اللقاء بفارق 23 نقطة بفضل تألق كارليك جونز بشكل خاص، إذ سجل 26 نقطة مع 7 متابعات و15 تمريرة حاسمة، فيما ساهم ماريال شايوك بـ18 نقطة ونونوي أوموت بـ17.
أما بالنسبة لمصر، فتغادر النهائيات بانتصارين بالمجمل، أحدهما على الأردن 85-69 في مباراتها الأولى في هذه المجموعة، بعد خسارتها السبت أمام نيوزيلندا في لقاء مثير أقيم في مانيلا أيضاً، بدأه “الفراعنة” بانهاء الربع الأول لصالحهم 25-22 قبل أن يتراجع أداؤهم في الثاني الذي خسروه بفارق 15 نقطة 10-25.
وبعد لقاء تعادل خلاله الفريقان 9 مرات وتبادلا التقدم 10 مرات ووصل فيه الفارق لصالح نيوزيلندا حتى 14 نقطة فيما كان أكبر فارق لمصر 5 نقاط، خرج ممثل أوقيانيا بانتصاره الثاني من أصل 5 مباريات خاضها في النهائيات وذلك بفضل جهود أيزاياه ليافا وفين ديلايني بشكل خاص، إذ سجل كل منهما 27 نقطة.
في المقابل، كان إيهاب أمين (19 نقطة) وعمر الجندي (19) وأنس محمود (16 مع 9 متابعات) الأفضل في صفوف منتخب “الفراعنة” الذي عاد بقوة الى أجواء اللقاء وحتى أنه تقدم 83-82 قبل قرابة دقيقتين ونصف على النهاية بثلاثية من إيهاب أمين، ثم عادل 86-86 في آخر 1.04 دقيقة بعد ثلاثية من الجندي، لكنه عانى بعدها في التقاط المتابعات الدفاعية قبل أن تحسم نيوزيلندا الفوز بعد رميتين حرتين لروبن تي رانغي في آخر 17 ثانية.
ويلعب لاحقاً الأردن مع المكسيك باحثاً عن توديع البطولة بفوز أول بعدما خسر مبارياته الثلاث في دور المجموعات الأول ثم مباراته مع مصر في هذه المجموعة.
ويأمل لبنان بفوزه الثاني في المجموعة الثامنة عشرة حين يواجه إيران، مع الأمل بأن تصب نتائج المنتخبات الآسيوية الأخرى في صالحه من أجل حصول على بطاقة القارة المؤهلة مباشرة الى الأولمبياد أو أقله خوض تصفيات الملحق العام.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى
في مدينة بيالي الأوغندية، بعيدًا عن ضجيج الحرب وضياع الأحلام في السودان، يروي آلاف اللاجئين السودانيين قصصهم التي تتأرجح بين المعاناة والنجاح في المنافي القسرية. من بين هؤلاء، تبرز حكاية الموسيقار سعود، الذي كان يسكن منطقة الخوجلاب بمدينة بحري قبل أن تدفعه الحرب إلى مغادرة وطنه، تاركًا خلفه ذكريات عمر كامل، ليبدأ رحلة جديدة في معسكرات اللجوء.
كمبالا: التغيير
الحرب التي تجاوزت عامًا ونصف أجبرت آلاف الأسر السودانية على النزوح القسري، حيث بحثوا عن الأمان داخل البلاد وخارجها. يعيش معظمهم في ظروف إنسانية صعبة، تعكس حجم المعاناة التي فرضها النزاع على حياتهم اليومية.
سعود، المتخصص في العزف على البيانو والجيتار والكمنجة، يصف مسيرته الفنية بأنها رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت منذ طفولته في الحفلات المدرسية، واستمرت بالدراسة في معهد الموسيقى والمسرح، الذي أصبح لاحقًا كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.
لحظة قاسيةيقول سعود: “الموسيقى كانت جزءًا من حياتي حتى قبل الحرب، لكن النزوح أضاف لها أبعادًا جديدة. رغم أصوات الرصاص التي أحاطت بنا، كانت الموسيقى دائمًا بداخلي؛ المعاناة كانت مصدر إلهام، وبدل أن تقيدني، فتحت لي آفاقًا للإبداع”.
عبر سعود مع أسرته الحدود إلى أوغندا، متجهًا إلى معسكر نيومانزي عبر منطقة اليقوا بجنوب السودان. يصف لحظة وصوله بأنها كانت قاسية: “كنا في حالة مزرية، وكانت ذكريات الوطن تطاردني. تركنا خلفنا كل شيء، ووجدنا أنفسنا أمام واقع جديد تمامًا”.
وسط هذه الظروف، كانت الموسيقى طوق النجاة. أطلق سعود مبادرة لدعم اللاجئين نفسيًا عبر الموسيقى، حيث شكّل فرقًا صغيرة من الأطفال والشباب لتقديم جلسات غنائية ودعم نفسي. يروي سعود: “في أول حفل نظمته، رأيت الدموع في عيون الناس، خاصة النساء. قالوا لي إن الأغاني أعادتهم إلى السودان، فبكيت معهم”.
تدريب الأطفالرغم التحديات، استمر سعود في تقديم تدريبات موسيقية للأطفال والشباب، على الرغم من انعدام الكهرباء وضيق المساحات في المعسكر. أنتج ست مقطوعات موسيقية خلال إقامته، لكنه لم يتمكن من تدوينها لعدم توفر النوتات الموسيقية.
يعاني اللاجئون السودانيون من أوضاع نفسية صعبة، حيث تلاحقهم ذكريات الفقد والنزوح القسري. ورغم ذلك، يواصل الكثيرون، مثل سعود، صناعة الأمل وسط الألم.
يقول سعود: “الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي رسالة أمل وسلام. سأستمر في استخدامها لتوحيد السودانيين وإعادة بناء الوطن”. في معسكرات اللجوء، تبقى أصوات الفنانين السودانيين شاهدًا على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى إبداع، وعلى قوة الموسيقى في خلق حياة جديدة حتى وسط أقسى الظروف.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا معسكر بيالي للأجئين يوغندا