برّي يتلقَّى رسالة حاسمة بمضمون بارز.. هذا ما اعترَف به الأميركيون!
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
بمعزلٍ عن مواقف المؤيدين والمعارضين لمبادرته التي أطلقها يوم الخميس الماضي بشأن عقد جلسات للحوار حول الإستحقاق الرئاسي، تمكّن رئيسُ مجلس النوّاب نبيه بري، وخلال ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، من وضع مختلف الجهات السياسيّة عند مسؤوليتها رغم أنَّ البعض "إنقضّ" على الحوار قبل بدئه. حتماً، أرادَ برّي أن يستعيد زمام المبادرة بالدعوة إلى الحوار مُتنازلاً عن أي شروطٍ مُسبقة، والدليل على ذلك أنهُ لم يُسمِّ مرشحه للرئاسة سليمان فرنجية كورقةٍ يجب التفاوض عليها بعكسِ ما يريدُ "حزب الله" الذي يضعُ فرنجية في طليعة الأولويات التي يسعى لمناقشتها مع الآخرين.
حقاً، تمايزَ بري عن حليفه، لكن ما جعلهُ يتقدّم أكثر ويجعلُه "مُنتصراً" على غيره سياسياً تمثّل في الرسالة الأميركية الإيجابيّة التي تمّ إسداؤها باتجاهه على أكثر من صعيد. بشكلٍ أساسي، كانت جولة كبيرُ مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في لبنان وزيارته إلى برّي والخلوة التي عقدها مع الأخير، خيرُ دليل على أنّ واشنطن لم تقطع خطوط إتصالاتها مع رئيس البرلمان، كما أنها لم تمضِ قُدماً بفرض عقوباتٍ عليه بعكس ما سعى البعض إليه في الدّاخل. بكلِّ بساطة، كانت "شهادة" هوكشتاين عن لقائه مع بري تأكيدٌ جازمٌ على أنَّ الأخير كان وسيبقى مرجعية لا يُمكن للأميركيين تجاوزها في لبنان مهما كانت المواقف.
وسط كل ذلك، كان ظهور هوكشتاين عبر شاشة الـ"NBN" في مقابلة مع الإعلامية ليندا مشلب قبل أيام، بمثابة إشارةٍ إلى أنَّ الأميركيين "لم يخذلوا" المنبر الذي يُعتبرُ محسوباً على برّي.. بكل بساطة، طلبت القناة مقابلة من هوكشتاين قبل أيامٍ قليلة من وصوله إلى بيروت، فالتزمت السفارة الأميركية بـ"البرتوكولات" الخاصة بها والمرتبطة بالتعاطي مع الوسائل الإعلامية، وكان هناك قبولٌ بإجراء المُقابلة. هنا، تقولُ معلومات "لبنان24" إنَّ الحديث الذي أجرتهُ الـ"NBN" مع هوكشتاين حصلَ في منزل السّفيرة الأميركية دوروثي شيا، وقد اعتبرت المصادر هذا الأمر دلالة على التعاطي الإيجابيّ للأميركيين سواء مع القناة بشكلٍ مباشر أو مع بري بشكلٍ غير مباشر. مع هذا، فقد بدا واضحاً "إرتياح" هوكشتاين، حتى أنهُ وخلال كواليس المقابلة سُئلَ عن جولته في لبنان وعن زيارته لأحد المطاعم عند صخرة الروشة، فكان متجاوباً وأجاب بحفاوةٍ كبيرة، وكل ذلك بحضور شيا.
النقطة الأبرز في المقابلة، وبمعزلٍ عن الشكليات، كانت في مضمون ما قالهُ هوكشتاين عن برّي حينما تم الحديثُ معه عن الملف الرئاسي. بشكلٍ واضح ومباشر، أقرَّ الوسيط الأميركيّ بأنه لا يتدخل بالشأن السياسي في لبنان وأن لدى رئيس مجلس النواب خبرة كبيرة، وهنا بيتُ القصيد.. من دون أي مُنازع، يمكن اعتبارُ كلام هوكشتاين بمثابة ردّ على مُختلف السياسيين في لبنان الذين يضعون بري في خانة المُعرقلين للإستحقاق الرئاسي، كما أن ما قاله الوسيط الأميركي يُعدّ ضربة قاضية لـ"الوشاة" الذين تحدث عنهم بري خلال ذكرى الإمام الصدر. حتماً، بكل بساطة هذا ما حصل، فالبعضُ حاول الإنتقاصَ من بري "برلمانياً" وسعى إلى الإنقضاض عليه من بوابة العقوبات، لكنّ هوكشتاين جاءَ بالرّد المباشر، وكان ما كان، وقيلَ ما قيلْ.
أمام كل هذه المشهديّة، يصحُّ القول إنَّ بري إستطاع "دوزنة" مواقفه وفق مقتضيات المرحلة، فلم يكسر إرادة الفرنسيين بإجراء حوارٍ داخلي، ولم يُقفل أبوابه أمام الأميركيين الذي جاؤوا إليه رغم التهويل بالعقوبات.. كذلك، استطاع بري وبكل ثبات، أن يأخذ "الحق" من الوشاة من "سادة واشنطن" أنفسهم من دون أن يعبُر باتجاه أحد. أما الأمر الأهم "سياسياً" فهو أنَّ بري استعادَ الآن موقعهُ كـ"مُبادر قوي" في الملف الرئاسي، ويمكن لدخوله إلى الحوار أن يُمهد لبحثٍ في أي إسم رئاسي بغضّ النظر عن الطرح الذي يتبناه.. عند هذه النقطة، يمكن أن يكون بري قد فتح مجالاً لتسوية جديدة قد يلاقيه عندها "حزب الله"، لكنّ كل ذلك لا يعني تنازلاً عن فرنجية أو قبولاً بطرفٍ آخر على حساب الأخير.
في خلاصة القول، "إنتصر" بري مُجدداً في آخر معاركه، واستطاع إدارتها من بوابة قوّته البرلمانية أولاً وجبهته السياسية ثانياً.. لهذا السبب، يرى الأميركيون في رئيس البرلمان الشخصية التي لا يمكن الإبتعاد عنها في لبنان.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
سوبرمان.. كيف أصبح شعاره رمزًا بارزًا بعالم الأزياء؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الفيلم الوثائقي الجديد الذي يروي قصة كريستوفر ريف كشخصية "سوبرمان"، قالت الممثلة الأمريكية ووبي غولدبرغ "لا أعتقد أنني كنت أنظر إليه بتلك الطريقة، إلى أن رأيته في ذلك الزي الصغير".
كانت غولدبرغ تشير إلى بدلة الليكرا الزرقاء ذات اللون الأحمر والعباءة اللذين ارتداهما ريف في أول فيلم مقتبس عن سلسلة القصص المصوّرة الشهيرة، في العام 1978.
ومنذ ذلك الحين، بقي الزي الأزرق والأحمر والأصفر الذي يرتديه "كلارك كينت" شبه ثابت على مرّ العقود، خصوصًا عند مقارنته بأقرانه من الأبطال الخارقين.
وفي حين أنّ "باتمان" تخلّى في النهاية عن سرواله الضيق لصالح آخر أكثر قتامة وعسكرية من درع الجسم، فإن "سوبرمان" تمسك بزيه الذي يشبه الجلد الثاني.
ورغم أننا شاهدنا العديد من درجات اللون الأزرق، بدءًا من اللون الفيروزي ووصولًا إلى زي الممثل دين كين الذي يغلب عليه اللون النيلي في مسلسل "لويس وكلارك" في تسعينيات القرن الماضي، فإنّ زيّ "سوبرمان" لا يزال معروفًا عبر الأجيال.
وفي الواقع، هناك فيلم واحد فقط، أي "رجل الحديد" للمخرج زاك سنايدر في العام 2013، حيث لا يرتدي "سوبرمان" سرواله الأحمر المميز.
وأوضح مصمم الأزياء في الفيلم، مايكل ويليكنسون، لـCNN: "كان هذا الزي مستوحى من ثقافة كوكب موطنه، كريبتون".
واستلهم ويليكنسون الزي من درع يشبه القشور والأجسام العضلية للعرق الكريبتوني.
وقال:"رسمنا العديد من النسخ للزي، وفي أحد الأيام جربنا من دون السروال الضيق ورأينا أنّ ذلك يجسّد رؤيتنا على نحو أفضل".
وبالنسبة لجيمس غان، مخرج النسخة المعاد تصويرها من فيلم "سوبرمان" المنتظر، كان إحياء السراويل القصيرة متعدّدة الطبقات مجددًا تكتيكًا مفاجئًا.
وقال غان في مقابلة مع موقع "CinemaBlend" العام الماضي: "هو يريد أن يكون رمزًا للأمل والإيجابية. لذا فهو يرتدي مثل مصارع محترف".
وأضاف: "هو يرتدي بأسلوب يجعل الناس غير خائفين منه".
لكن عوض أن يكون زي سوبرمان الملوّن بالألوان الأساسية مجرد علامة مشرقة لمعجبيه، شكّل أيضًا مصدر إلهام مفاجئ لمصمّمي الأزياء.
وقد اعتبرت مجموعة من علامات الأزياء الفاخرة بطل الكتاب الهزلي مصدر إلهام لها.
وفي العام 2008، أقام معهد الأزياء في متحف متروبوليتان في نيويورك معرضًا حول الأبطال الخارقين، بعنوان "الأزياء والخيال". وكان هناك حوالي 60 زيًا معروضًا، من الأزياء السينمائية إلى الأزياء الراقية. وكان أحد هذه القطع فستانًا أزرق ملكيًا من تصميم المصمّم الألماني برنهارد فيلهيلم العام 2006، مزينًا بشعار "سوبرمان"، أي حرف "S"، و يتساقط منه الدم.
وأفاد أندرو بولتون، وهو القيم على المعرض آنذاك: "اليوم، أصبح تصوير الأبطال الخارقين منتشرًا في كل جوانب الثقافة الشعبية".
وأضاف: "الزي الأيقوني للبطل الخارق المكون من رداء وقناع وبدلة يتخذ العديد من التحولات في الموضة. لكن احتضان الموضة للبطل الخارق يتجاوز الرمزية ليشمل قضايا الهوية والجنس والقومية".
وأوضح أن الموضة تشارك البطل الخارق "المرونة المجازية الفطرية التي تغذي إدمانها على فكرة البطل الخارق".
وبعد بضع سنوات، قام مصمم الأزياء الأمريكي جيريمي سكوت بتصميم فستان ملكي أزرق مرصع بالترتر بأكمام طويلة لمجموعة موسكينو لخريف وشتاء 2011. وكان على مقدمة الفستان شعار "S" معاد تصوّره، حيث استبدل الحرف بعلامة استفهام، بينما كان ينسدل من الفستان ختمة التول الأحمر مثل عباءة أنيقة.
وقال سكوت لمجلة "فوغ"حينها: "يجب أن تستمتع بالموضة". وقدم قميصًا بلا أكمام باللون الأزرق يحمل نفس علامة الاستفهام المصمّمة بأسلوب مميز.
وفي العام التالي، أقامت دار "شانيل" عرض أزيائها لخريف وشتاء 2012 داخل ما شبهته الصحافة بـ"قلعة العزلة"، أي وكر سوبرمان البلوري.
وسارت العارضات حول صخور جيود عملاقة أرجوانية وسوداء تبرز من الأرضية التي كانت مغطاة بالرمال البيضاء.
ولم يكن الأمر مقتصرًا على العارضات اللواتي ارتدين نسخًا من الشعار الشهير. ففي تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية، أصبح شعار "S" لسوبرمان زيًا ساخرًا لأولئك الذين كانوا جزءًا من التيار الثقافي السائد.
وارتدى بيلي كورغان، وهو قائد فرقة موسيقى الروك البديل Smashing Pumpkins، سترة سوداء تحمل الشعار باللونين الوردي والأصفر في عرض العام 1993، في شيكاغو. وأدرجت الفرقة الشعار الأيقوني "S" في خط بضائعها الخاص، بينما ابتكر إيمينيم نسخته الخاصة من الشعار معكوسًا باسم "Super-E" في العام 2002.
وقد كان ذلك بعيدًا كل البعد عن الصورة التقليدية للرجولة المثالية التي روج لها الراحل كريستوفر ريف في السبعينيات، الذي كان يتدرب لساعات عدة يوميًا للتأكد من أن سوبرمان لم يكن "نحيفًا".
لكن مع مطلع القرن، تم تبني شخصية الكتاب الهزلي من قبل جحافل من الموسيقيين والمبدعين، الذين كانوا أكثر فنية من رياضيين.
وقال ويلكينسون: "عندما بحثت عن بدلة سوبرمان كجزء من تحضيري للتصميم، أدركت مدى الصدى الذي تحمله البدلة".
وأضاف: "وقد أخذ العديد من الأشخاص البدلة وأعطوها طابعا خاصا، واستخدموها للمساعدة على سرد قصتهم من منظورهم الخاص، سواء كان ذلك تبجيليًا، أو سخرية، أو في مكان ما بينهما".
وتابع: "أعتقد أن بدلة سوبرمان تثير النقاش حول مفهوم المثالية والكمال، وهو مفهوم لطالما أثار اهتمام الفنانين المبدعين لآلاف السنين".
واليوم، يبدو أننا نشهد انتعاشًا آخر في عالم الأزياء الخارقة.
إذ في الصيف الماضي، أعادت علامة "مارك جاكوبس" إصدار نسخة محدثة من سترة الكشمير الكلاسيكية المزينة بحرف "S" والتي صممت في الأصل بأواخر التسعينيات.
أما السترة الحديثة، التي تصنع بالتعاون مع مصمم أزياء الشارع نيجو، فهي مصنوعة من مزيج من صوف الألبكة والميرينو، ومتوفرة مقابل 495 دولارًا.
وقد ظهرت السترة بين ضيوف أسبوع الموضة في لندن في الموسم الماضي.
وبالمثل، شوهدت قمصان سوبرمان ذات المظهر العتيق خارج عرض "Coach" لخريف وشتاء 2024، في أسبوع الموضة بنيويورك.
أزياءأفلامسوبرمانسينمانشر السبت، 22 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.