موقع 24:
2025-03-04@21:19:34 GMT

فايننشال تايمز: ليست كل انقلابات إفريقيا متشابهة  

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

فايننشال تايمز: ليست كل انقلابات إفريقيا متشابهة  

 خرجت في الغابون، البلد الصغير في وسط إفريقيا والمستعمرة الفرنسية السابقة، احتفالات عفوية، تحية لخلع الرئيس علي بونغو في انقلاب عسكري الأسبوع الماضي.    وكانت اللجنة الانتخابية في الغابون قد أعلنت للتو، أن نتائج الاقتراع أتت لمصلحة بونغو في ظل التعتيم الذي تلا إقفال الإنترنت، وفرض حظر التجول وإغلاق الحدود.

ومع ذلك، تدفق الناس إلى الشوارع احتفالاً بعزله لا بفوزه.   

في غينيا نفذ الرئيس ألفا كوندي انقلاباً مدنياً كي يجعل من نفسه رئيساً مدى الحياة

 وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن التفسير المعقول هو أن بونغو قد خسر الانتخابات، لكنه عوض ترك منصبه بكرامة، حاول التمسك بالسلطة من طريق التلاعب بالنتائج بالتواطؤ مع مسؤولين موالين لعائلته.  وهذه المحاولة الانقلابية الثالثة في تاريخ الغابون والأولى الناجحة. كما إنها المحاولة الـ22 في إفريقيا منذ 2013، والمحاولة الـ11 الناجحة منذ عزل الجيش لرئيس زيميابوي روبرت موغابي في 2017.

Not all coups in Africa are the same https://t.co/MW98EpEmHT

— Financial Times (@FT) September 2, 2023

ومن الدول التي نجحت فيها الانقلابات العسكرية مذذاك، بوركينا فاسو وتشاد وغينيا ومالي والنيجر والسودان.  في فبراير(شباط) 2009، دعا الاتحاد الإفريقي إلى التنبه من "انبعاث" الانقلابات العسكرية في أنحاء القارة. وتشير الإجراءات التي اتخذت مذذاك إلى أنها لم تكن فعالة في معالجة الأسباب الكامنة.وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، اشتكى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "وباء". وتحدث آخرون عن عدوى انقلابات إفريقية.     

3 فرضيات

وترى الصحيفة إن هذا النوع من اللغة يستند على ثلاث فرضيات. الأول هو أن كل الانقلابات العسكرية متشابهة. لكن هذا غير دقيق بالكامل. إن عزل ديكتاتور السودان عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019، أتى عقب انتفاضة شعبية جعلت البلاد هشة في ظل حكمه. وبينما كان لدى هذه الانتفاضة القوة لإسقاط البشير، فإنها مع ذلك، لم تكن تملك ما يكفي من التنظيم كي تنصب خلفاً شرعياً له. واستغل الجيش الفراغ السياسي الناجم، كي يستولي على السلطة. وعندما أجبرت انتفاضة مماثلة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري على التنحي في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، تولى الجنرال هونوري تراوري سلطة انتقالية، في ما وصف بأنه انقلاب.      

 

If the world can learn to treat civilian Coups In Africa with the same sense of alarm that it reserves for military takeovers, it is likely to have greater success in seeing an end to both ~@ChidiOdinkalu https://t.co/fyQf7Q2KJn

— Mindset????️ (@Mindset_Post) September 2, 2023


والفرضية الثانية هي أن الانقلابات ينفذها فقط الجيش. وهذه الفرضية تتبناها الأسرة الدبلوماسية الدولية حول السلوك المؤسساتي. والنتيجة هي أن الحكام المدنيين الذين يضربون عرض الحائط بالأحكام الدستورية التي انتخبوا من أجلها، يفلتون غالباً من العقاب.

غينيا


وفي غينيا مثلاً، نفذ الرئيس ألفا كوندي انقلاباً مدنياً كي يجعل من نفسه رئيساً مدى الحياة. وفي عام 2020، نظم استفتاء تخلله عنف وأدى إلى مقتل العشرات، مع نتيجة مسبقة هي تغيير الدستور كي يخلف نفسه. وراقبت الأسرة الدولية بصمت متواطئ ولم ترفع الصوت إلا عندما أطاح العسكريون بكوندي في سبتمبر(أيلول)  2021. وعندها فقط دعت إلى استعادة "النظام الدستوري". في الواقع، دمر كوندي أي اعتبار لما تبقى من نظام دستوري. ولم يكن ثمة شيء لاستعادته.  

 

 


والفرضية الثالثة هي أن كل حكومة مدنية أطاح بها العسكريون هي شرعية وديموقراطية. وتوضح الغابون كيف تم تشويه الديموقراطية. لقد خلف علي بونغو والده عمر، الذي توفي في يونيو (حزيران) 2009 بعدما حكم 42 سنة. وغداة الانتخابات الرئاسية في الغابون في 27 أغسطس (آب) 2016، زعم مرشح المعارضة والرئيس السابق للإتحاد الأفريقي جان بينغ الفوز، داعياً منافسه، بونغو، إلى تهنئته. وكان رد بونغو بمثل يقول "يجب ألا تسلخ جلد الدب قبل اصطياده".  
في 31 أغسطس 2016، كافأت اللجنة الانتخابية علي بونغو بهامش أصوات 5594 أكثر من بينغ، الذي فاز في ستة من أقاليم البلاد وبأصوات الناخبين في الخارج. وأتى هامش تفوق بونغو من منطقة هوت-أوغوي، مسقط رأسه، التي سجلت فيها نسبة اقتراع 99 في المائة ذهبت نسبة 95 في المائة منها إلى بونغو. وبينما تساءل الاتحاد الأوروبي بعمق عن الشوائب العميقة التي تخللت الانتخابات، فإن الاتحاد الإفريقي تجاهل الأمر، وركز على العنف الذي تلا إعلان النتائج.     
وخلصت الصحيفة إلى أن معظم الردود على الانقلابات العسكرية في إفريقيا، هي مصطنعة، مما يترك مواطني القارة أمام خيار حكم مدني غير شرعي أو حكم عسكري سيئ. ولعل المدنيين الذين يستخدمون الانتخابات للاحتفاظ بالسلطة بشكل غير شرعي،  قد يكونون أسوأ من الجنود الذين ينفذون الانقلابات.   
وإذا تعلم العالم التعامل مع الانقلابات المدنية في إفريقيا بالطريقة ذاتها من الانزعاج الذي يبديه حيال الانقلابات العسكرية، فمن المرجح أن ينجح في وضع حدٍ لكليهما.      
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر انقلاب الغابون

إقرأ أيضاً:

عطوان للقمة العربية: الاولوية ليست الاعمار!

نشرح أكثر ونقول، إنّ الإهانة الإسرائيليّة المُتعمّدة لهذه القمّة وكُل المُشاركين فيها، أو المُقاطعين لها، تمثّلت في شن حرب تجويع على القطاع بوقف دخول المُساعدات الإنسانيّة قبل انعِقادها بيومين، وبدء شهر رمضان المُبارك في تعمّدٍ مقصودٍ يُؤكّد مدى استهانة هذا العدو وداعمه الأمريكي بالعرب، واحتِقاره لهم، وضمان عدم إقدامهم على أيّ رد، فقد خَبِرَهُم جيّدًا.
التّقارير الأوليّة القادمة من القطاع تُؤكّد تصاعد القلق والخوف في أوساط مِليونين من أبناء القطاع من الموت جُوعًا، حيث أغلقت دولة الاحتلال جميع المعابر في وجه شاحنات المُساعدات، وارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 200 بالمئة في مُعظم الحالات، إنّه سلاح التّجويع حتّى الشّهادة، وأمام سمع “الزّعماء” العرب وبَصَرِهِم، وموائدهم العامرة، لا أعرف كيف يُقيمون هذه المآدب وإخوانهم الصّائمين على بُعد عدّة كيلومترات منهم في قطاع غزة لا يجدون رغيف الخُبز ولا التّمر ولا الماء لكسْرِ صِيامهم.

***
دولة الاحتلال تستخدم هذا السّلاح في تَحَدٍّ مُباشر للزّعماء العرب المُشاركين في هذه القمّة، بهدف استِفزازهم وابتِزازهم، وإجبارهم على مُمارسة الضّغوط على حركات المُقاومة الإسلاميّة في القطاع بزعامة “حماس” للرّضوخ للشّروط الإسرائيليّة بتمديد المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النّار، والتهرّب من كُلّ البُنود التي تنصّ على الانسِحاب الكامل والوقف الشّامل لإطلاق النّار (الضّغوط على حماس بدأت وفي تصاعدٍ قبل القمّة وبعدها).
إذا لم تتّخذ هذه القمّة والقادة المُشاركون فيها إجراءات عمليّة للتصدّي لهذه الغطرسة الإسرائيليّة والدّعم الأمريكي لها، فإنّ هذه وصمة عار سيدفعون ثمنًا باهظًا وستُشجّع بنيامين نتنياهو على المُضي قدمًا في حرب الإبادة والتّجويع التي يُنفّذها مُنذ ما يَقرُب من عامٍ ونصف العام في القِطاع المُحتل.
لا يُخامرنا أدنى شك في أنّ جميع القادة المُشاركين في هذه القمّة لن يُطلقوا رصاصةً واحدةً دفاعًا عن مِليونيّ عربي مُسلم مِن المُفترض أنّهم أشقّاؤهم، وأبناء عقيدتهم، ونحنُ ومِئات الملايين مثلنا، يئسوا من المُطالبة بهذا الطّلب المشروع والأخلاقي لأنّ مُعظم من سيُوجّه إليهم باتُوا في حالِ مواتٍ سريريّ، ولا يملكون الحدّ الأدنى من الشّهامة والكرامة والمسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقيّة، وإذا سمعوا كلمة المُقاومة وغزة يسقطون مَغشيًّا عليهم.
مُعارضة التّهجير لأبناء القطاع خطوةٌ جيّدة لكنّها ليست بُطولة، ولا تأتي دِفاعًا عن أبناء القطاع فقط، فالغالبيّة السّاحقة من “الكفّار” الأوروبيين وغير الأوروبيين عارضوا هذا التّهجير وأدانوه، ولكنّهم يُدافعون عن أنفسهم وأمنهم القوميّ أوّلًا، إذا ما تصدّوا لهذا المشروع، الذي سيبدأ في غزة، ويمتد إلى مِصر والأردن والمملكة العربيّة السعوديّة، وكُلّ الدّول المُرشّحة باستِضافة المُهَجّرين مِثل المغرب وليبيا وسورية والعِراق، فنتنياهو لا يُعارض إقامة الدّولة الفِلسطينيّة المُستقلّة، بل يُؤيّد قيامها بقوّة، ولكن في الجزيرة العربيّة، ها نحنُ نُشاهد ذراعه الطّويلة تضرب في شمال سورية، وتحتلّ ضِعفَيّ مساحة القطاع في جنوبها، وتحتل شريطًا طويلًا وعريضًا من لبنان والقادم أعظم.
إذا لم تتّخذ هذه القمّة قرارات عمليّة يتم تطبيقها فورًا، أوّلها التصدّي لحربيّ الإبادة والتّجويع، وثانيها وقف كُل “الوساطات” التي تُوفّر الغِطاء للعُدوان الإسرائيلي ومجازره في الضفّة وغزة وجنوب لبنان، وثالثه طرد سُفراء العدو، وقطع العلاقات كُلِّيًّا مع “تل أبيب”، أُسوةً بجنوب إفريقيا ودول أمريكا اللاتينيّة كحدٍّ أدنى، فإنّها ستدخل والمُشاركون فيها التّاريخ من أوسعِ بوّابات العارِ والخِيانة.
***
ربّما تتراجع فصائل المُقاومة إلى الوراء قليلًا، وتقبل الجُلوس في المقاعد الخلفيّة مُؤقتًا حِرصًا على حقن دماء أبناء القطاع، والتّنازل عن الحُكم، والمقصود هُنا حركة “حماس” التي لم تستبعد هذا الخِيار مُطلقًا، ولكنّها يجب أن لا تُسلم سِلاحها مهما كانت الضّغوط العربيّة والأمريكيّة، وطبعًا الإسرائيليّة، فلا يُوجد في التّاريخ سطرًا واحدًا يقول إن هُناك حركة مُقاومة تخلّت عن سلاحها إلّا منظّمة التحرير الفِلسطينية للأسف ودون مُقابل، نقولها وبكُلّ مرارة، والأخطر من ذلك أنّها وظّفت هذا السّلاح في خدمة حماية الاحتلال ومُجرميه، ولهذا وبعد أدائها “النّاجح” إسرائيليًّا في الضفّة قد تتسلّم الحُكم في القطاع، ولكنّ حُكمها قد لا يطول، هذه إذا حكمت والذّكي لا يُلدغ من الجُحر مرّتين، واسألوا أهل القطاع، ولا نعتقد أنّ حركات المُقاومة في الضفّة والقطاع ستقع في هذه المِصيدة التي يسعى إلى نصبها الاحتلال بدعمٍ من أمريكا ومُساعدة حُكومات عربيّة ونأمل أن يُثبت المُشاركون في القمّة أنّنا، وعشرات الملايين مِثلنا، على خطأ وسنكونُ لكُم من الشّاكرين.

 

مقالات مشابهة

  • عطوان للقمة العربية: الاولوية ليست الاعمار!
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
  • ليست إسرائيل.. رواية مغايرة حول الجهة المسؤولة عن اغتيال نصر الله
  • نيويورك تايمز: الحرب في أوكرانيا تغيرت وأصبحت أشد فتكا بسبب هذا السلاح
  • فاينانشيال تايمز: الأوروبيون يتجهون لمصادرة أصول روسية بقيمة 200 مليار يورو
  • رئيس المرحلة الانتقالية في الغابون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
  • النموذج التركي بين مكافحة الانقلابات وترسيخ الاستقرار وشرق أوسط جديد
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • توقيع ميثاق شرف سياسي بالغابون قبيل الانتخابات الرئاسية