فايننشال تايمز: ليست كل انقلابات إفريقيا متشابهة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
خرجت في الغابون، البلد الصغير في وسط إفريقيا والمستعمرة الفرنسية السابقة، احتفالات عفوية، تحية لخلع الرئيس علي بونغو في انقلاب عسكري الأسبوع الماضي. وكانت اللجنة الانتخابية في الغابون قد أعلنت للتو، أن نتائج الاقتراع أتت لمصلحة بونغو في ظل التعتيم الذي تلا إقفال الإنترنت، وفرض حظر التجول وإغلاق الحدود.
في غينيا نفذ الرئيس ألفا كوندي انقلاباً مدنياً كي يجعل من نفسه رئيساً مدى الحياة
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن التفسير المعقول هو أن بونغو قد خسر الانتخابات، لكنه عوض ترك منصبه بكرامة، حاول التمسك بالسلطة من طريق التلاعب بالنتائج بالتواطؤ مع مسؤولين موالين لعائلته. وهذه المحاولة الانقلابية الثالثة في تاريخ الغابون والأولى الناجحة. كما إنها المحاولة الـ22 في إفريقيا منذ 2013، والمحاولة الـ11 الناجحة منذ عزل الجيش لرئيس زيميابوي روبرت موغابي في 2017.
Not all coups in Africa are the same https://t.co/MW98EpEmHT
— Financial Times (@FT) September 2, 2023ومن الدول التي نجحت فيها الانقلابات العسكرية مذذاك، بوركينا فاسو وتشاد وغينيا ومالي والنيجر والسودان. في فبراير(شباط) 2009، دعا الاتحاد الإفريقي إلى التنبه من "انبعاث" الانقلابات العسكرية في أنحاء القارة. وتشير الإجراءات التي اتخذت مذذاك إلى أنها لم تكن فعالة في معالجة الأسباب الكامنة.وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، اشتكى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "وباء". وتحدث آخرون عن عدوى انقلابات إفريقية.
3 فرضياتوترى الصحيفة إن هذا النوع من اللغة يستند على ثلاث فرضيات. الأول هو أن كل الانقلابات العسكرية متشابهة. لكن هذا غير دقيق بالكامل. إن عزل ديكتاتور السودان عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019، أتى عقب انتفاضة شعبية جعلت البلاد هشة في ظل حكمه. وبينما كان لدى هذه الانتفاضة القوة لإسقاط البشير، فإنها مع ذلك، لم تكن تملك ما يكفي من التنظيم كي تنصب خلفاً شرعياً له. واستغل الجيش الفراغ السياسي الناجم، كي يستولي على السلطة. وعندما أجبرت انتفاضة مماثلة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري على التنحي في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، تولى الجنرال هونوري تراوري سلطة انتقالية، في ما وصف بأنه انقلاب.
If the world can learn to treat civilian Coups In Africa with the same sense of alarm that it reserves for military takeovers, it is likely to have greater success in seeing an end to both ~@ChidiOdinkalu https://t.co/fyQf7Q2KJn
— Mindset????️ (@Mindset_Post) September 2, 2023
والفرضية الثانية هي أن الانقلابات ينفذها فقط الجيش. وهذه الفرضية تتبناها الأسرة الدبلوماسية الدولية حول السلوك المؤسساتي. والنتيجة هي أن الحكام المدنيين الذين يضربون عرض الحائط بالأحكام الدستورية التي انتخبوا من أجلها، يفلتون غالباً من العقاب.
وفي غينيا مثلاً، نفذ الرئيس ألفا كوندي انقلاباً مدنياً كي يجعل من نفسه رئيساً مدى الحياة. وفي عام 2020، نظم استفتاء تخلله عنف وأدى إلى مقتل العشرات، مع نتيجة مسبقة هي تغيير الدستور كي يخلف نفسه. وراقبت الأسرة الدولية بصمت متواطئ ولم ترفع الصوت إلا عندما أطاح العسكريون بكوندي في سبتمبر(أيلول) 2021. وعندها فقط دعت إلى استعادة "النظام الدستوري". في الواقع، دمر كوندي أي اعتبار لما تبقى من نظام دستوري. ولم يكن ثمة شيء لاستعادته.
والفرضية الثالثة هي أن كل حكومة مدنية أطاح بها العسكريون هي شرعية وديموقراطية. وتوضح الغابون كيف تم تشويه الديموقراطية. لقد خلف علي بونغو والده عمر، الذي توفي في يونيو (حزيران) 2009 بعدما حكم 42 سنة. وغداة الانتخابات الرئاسية في الغابون في 27 أغسطس (آب) 2016، زعم مرشح المعارضة والرئيس السابق للإتحاد الأفريقي جان بينغ الفوز، داعياً منافسه، بونغو، إلى تهنئته. وكان رد بونغو بمثل يقول "يجب ألا تسلخ جلد الدب قبل اصطياده".
في 31 أغسطس 2016، كافأت اللجنة الانتخابية علي بونغو بهامش أصوات 5594 أكثر من بينغ، الذي فاز في ستة من أقاليم البلاد وبأصوات الناخبين في الخارج. وأتى هامش تفوق بونغو من منطقة هوت-أوغوي، مسقط رأسه، التي سجلت فيها نسبة اقتراع 99 في المائة ذهبت نسبة 95 في المائة منها إلى بونغو. وبينما تساءل الاتحاد الأوروبي بعمق عن الشوائب العميقة التي تخللت الانتخابات، فإن الاتحاد الإفريقي تجاهل الأمر، وركز على العنف الذي تلا إعلان النتائج.
وخلصت الصحيفة إلى أن معظم الردود على الانقلابات العسكرية في إفريقيا، هي مصطنعة، مما يترك مواطني القارة أمام خيار حكم مدني غير شرعي أو حكم عسكري سيئ. ولعل المدنيين الذين يستخدمون الانتخابات للاحتفاظ بالسلطة بشكل غير شرعي، قد يكونون أسوأ من الجنود الذين ينفذون الانقلابات.
وإذا تعلم العالم التعامل مع الانقلابات المدنية في إفريقيا بالطريقة ذاتها من الانزعاج الذي يبديه حيال الانقلابات العسكرية، فمن المرجح أن ينجح في وضع حدٍ لكليهما.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر انقلاب الغابون
إقرأ أيضاً:
زد: قرار الإبقاء على لاعبينا كان خطأ.. وخزائننا ليست مفتوحة
كشف وليد صلاح الدين مدير الكرة بنادي زد، عن حزمة تعديلات ومراجعات إدارية فيما يخص فريق الكرة قبل بداية الموسم الجديد.
وقال وليد صلاح الدين في تصريحات لبرنامج لعبة والتانية مع الإعلامي كريم رمزي على إذاعة ميجا إف إم: كان هناك بعض التراجع خلال الموسم الحالي عكس الموسم الماضي، ولكن الكرة دائما تُعلمك الدروس، وسنراجع كافة القرارات.
وأضاف صلاح الدين: وصلتنا عروض للاعبينا بأرقام تصل إلى 280 مليون جنيه، من الزمالك والأهلي ومن الخارج وذلك بعد الأداء المميز في الموسم الإدارة.
وتابع مدير الكرة بزد: الإدارة أصرت على بقاء اللاعبين والحفاظ على الفريق من أجل الموسم الحالي بكافة عناصره، لكننا تعلمنا الدرس وكان يجب علينا بيع بعض اللاعبين وشراء لاعبين آخرين.
وواصل وليد صلاح الدين: زد لا يفتح خزائن وميزانيات، وأعلى لاعب يحصل على 7 أو 8 مليون جنيه، ونعتمد في سياستنا على الشباب، بالإضافة إلى بعض لاعبي الدرجة الثانية.
وأكمل صلاح الدين: البعض بدأ يحاسبنا كأننا سيراميكا أو بيراميدز أو البنك الأهلي، وذلك بسبب الأداء المميز في الموسم الأول، ولكن لدينا تصور واضح في المصروفات والإيرادات.
واختتم وليد صلاح الدين: كان لابد من تعديل عقود بعض اللاعبين مثل زيكو، خاصة وأن اللاعبين كان لديهم عروض برواتب تتخطى 3 أضعاف رواتبهم.