ما هي الأمور المشتبهات بين الحلال والحرام.. وماذا يفعل من وقع فيها؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
ما هي الأمور المشتبهات بين الحلال والحرام؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين، خاصة صحة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث:«الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ».
ما هي الأمور المشتبهات بين الحلال والحرام؟وفي بيان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ»، والذي رواه النعمان بن بشير، قال الدكتور السيد سعيد الشرقاوي من علماء الأزهر إن خلاصة حكم الحديث أنه صحيح.
وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في بيان شرح الحديث، إن هذا الحديثُ الجليلُ هو أحدُ الأحاديثِ الَّتي عليها مَدارُ الإسلامِ؛ فهو حَديثٌ عظيمٌ، وأصلٌ مِن أُصولِ الشَّريعةِ، وهو مِن جَوامعِ كَلِمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حثَّ فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الورَعِ، وترْكِ المُتشابهاتِ في الدِّينِ، وبيَّنَ أنَّ الحَلالَ ظاهرٌ واضحٌ، وهو كلُّ شَيءٍ لا يُوجدُ دَليلٌ على تَحريمِه؛ مِن كتابٍ أو سُنَّةٍ، أو إجماعٍ أو قياسٍ؛ وذلك لأنَّ الأصلَ في الأشياءِ الإباحةُ، وكذلك الحرامُ ظاهرٌ واضحٌ، وهو ما دلَّ دَليلٌ على تَحريمِه، سواءٌ كان هذا الدَّليلُ مِن الكِتابِ، أو مِن السُّنَّةِ، أو مِن الإجماعِ.
وأكمل في جواب ما هي الأمور المشتبهات بين الحلال والحرام؟: بيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنَّ بيْن الحلالِ والحرامِ قِسمًا ثالثًا، وهو المُشتبِهاتُ، وهي الأمورُ الَّتي تكونُ غيرَ واضحةِ الحُكمِ مِن حيثُ الحِلُّ والحُرمةُ، فلا يَعلَمُ الكثيرُ هل هي حَلالٌ أو حَرامٌ، ويَدخُلُ في ذلك جَميعُ الأُمورِ المشكوكِ فيها؛ مِثل: المالِ المَشبوهِ أو المَخلوطِ بالرِّبا، أو غيرِه مِن الأموالِ المُحرَّمةِ، أمَّا إنْ تأكَّدَ أنَّ هذا مِن عَينِ المالِ الرِّبويِّ، فإنَّه حَرامٌ صِرفٌ دونَ شكٍّ، ولا يُعَدُّ مِن المُشتبِهاتِ. ثمَّ أوضَحَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن اجتنَبَ المُشتبِهاتِ فقدْ طلَبَ البَراءةَ لنفْسِه، فيَسلَمُ له دِينُه مِن النَّقصِ، وعِرضُه مِن القدْحِ والذِّمِّ والسُّمعةِ السَّيِّئةِ.
أمَّا مَن وقَع في الشُّبهاتِ واجترَأَ عليها، فقد عرَّض نفْسَه للخطَرِ، وأوشَكَ على الوُقوعِ في الحرامِ، كراعٍ يَرعَى حولَ الحِمَى، وهو: المكانُ الَّذي جَعَله الملِكُ لرَعْيِ مَواشِيه، وتوعَّدَ مَن رعَى فيه بغيرِ إذنِه بالعُقوبةِ الشَّديدةِ؛ فالرَّاعي حولَ الأرضِ الَّتي حَماها الملِكُ لنفْسِه، وجعَلَها خاصَّةً له، قد تَدخُلُ ماشيتُه في الحِمى، فيَستحِقُّ عُقوبةَ السُّلطانِ، كذلك مَن يَتهاونُ بالشُّبهاتِ، فإنَّه على خَطَرٍ؛ لأنَّها ربَّما كانت حَرامًا، فيقَعُ فيه، وأنَّه ربَّما تَساهَلَ في الشُّبهاتِ فأدَّى به ذلك إلى الاستهتارِ واللَّامبالاةِ، فيَقَعُ في الحرامِ عمْدًا؛ فإنَّ الشُّبهةَ تجُرُّ إلى الصَّغيرةِ، والصَّغيرةُ تجُرُّ إلى الكبيرةِ.
داعيًا: «نَسأَلُ اللهَ السَّلامةَ في الدين والدنيا والآخرة».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحلال الحرام ى الله
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات المفتي.. ما حقيقة تجاوزات مذابح “اللحم الحلال” في البرازيل؟
كشف عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء، الشيخ عبد الرحمن قدوع، عن اكتشاف “خروقات وثغرات” تتعلق بعدم الالتزام بمتطلبات الذبح الحلال في عدد من المذابح بالبرازيل، والتي تورد اللحوم إلى ليبيا، وذلك خلال زيارة أجراها للبلاد بدعوة من السفير الليبي.
وأوضح قدوع، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، أن الملاحظات التي تم رصدها تتعلق بالتطبيق العملي لعمليات الذبح وليس بالاشتراطات النظرية المكتوبة، مشيرا إلى وجود تساهل وعدم تدقيق كافٍ في منح شهادات “الحلال” التي تُصدّر بموجبها اللحوم إلى الدول الإسلامية، بما فيها ليبيا.
وذكر قدوع أن هناك هيئتين رئيسيتين مسؤولتين عن الإشراف ومنح هذه الشهادات في البرازيل، وكلتاهما تحت إدارة أشخاص لبنانيين “يتقاضون مبالغ مالية مقابل الكميات التي تُصدر”.
وقال عضو دار الإفتاء إنهم زاروا إحدى المذابح التي تقوم بذبح 1200 عجل يوميا خلال مدة الدوام (عشر ساعات)، مشيرا إلى أنهم لاحظوا أن عمليات الذبح لـ 5 عجول فقط تمت خلال 12 دقيقة؛ ما يعني أنهم لن يتجاوزا 300 عجل طول الفترة، ما يؤكد عدم التزامهم بآليات الذبح الحلال وفق الضوابط الشرعية.
واستشهد قدوع أيضا بواقعتين لدعم ملاحظاته حول عدم التدقيق في منح الشهادات؛ أولها وصول شحنة لحم خنزير إلى الإمارات تحمل شهادة “حلال”، ووصول شحنة نقانق دجاج إلى الكويت عام 2012 تبين بعد فحصها أنها تحتوي على لحوم وشحوم خنزير، مع تنصل جهات منح الشهادات من المسؤولية حينها.
واقترح عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء على الجهات المختصة العمل على توريد المواشي حية وذبحها داخل ليبيا، أو فتح مذابح ليبية في الدول التي يتم استيراد اللحوم منها.
وكان مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد أصدر فتوى قبل شهر تحرم أكل اللحوم المستوردة من الخارج، لعدم التزامها بمتطلبات الذبح الشرعي، مشيرا إلى أنهم اقترحوا حلولا على وزارة الثروة الحيوانية إلا أنها لم تستجب لتلك المقترحات.
وأوضح الشيخ الغرياني أن دار الإفتاء أرسلت لجنة لمتابعة المذابح في البرازيل، مضيفا أن هذه اللجنة اقترحت في تقريرها النهائي أن يتم توريد المواشي حية وذبحها داخل ليبيا لضمان الالتزام بالضوابط الشرعية، أو كخيار بديل، إرسال لجان ليبية مختصة تقوم بذبح وتجهيز اللحوم في البرازيل ليتم توريدها إلى ليبيا.
المصدر: ليبيا الأحرار
دار الافتاءلحوم Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0