العاصمة الليبية تستعيد بعضا من بريقها مع توقف انقطاع الكهرباء
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
طرابلس - للمرة الأولى منذ زمن بعيد، عاش الليبيون موسم صيف من دون انقطاعات مزمنة في التيار الكهربائي كما كانت الحال في السنوات السابقة، وأعادوا اكتشاف عاصمتهم طرابلس وحدائقها العامة المضاءة ليلا بفضل استقرار الشبكة بعد عقد من الاضطرابات.
وكانت الأزمات المتواصلة للكهرباء بسبب الشبكة المتداعية والمتضررة من الاشتباكات بين الفصائل المسلحة وعمليات النهب، جزءا لا يتجزأ من يوميات الليبيين منذ سقوط نظام الزعيم السابق معمر القذافي في العام 2011.
للمحافظة على الشبكة، كانت الشركة العامة للكهرباء تلجأ في السنوات العشر الأخيرة إلى تقنين التيار لفترات خلال ذروة الاستهلاك صيفا وشتاء.
لكن مع تعيين إدارة جديدة في الشركة العامة للكهرباء في تموز/يوليو 2022 وإقرار خطة إعادة هيكلة لها ترافقت مع هدوء نسبي بعد اشتباكات استمرت لسنين، تحسنت التغذية الكهربائية بوضوح. وقد باشرت شركات أجنبية اطمأنت على ما يبدو الى الوضع، مجددا مشاريع علقت على مدى سنوات.
"لا يحتمل"
حتى العام الماضي، كان الانقطاع يستمر أحيانا لعشرين ساعة متواصلة في العاصمة طرابلس فيما الوضع لا يحتمل من دون مكيفات هواء مع تجاوز الحرارة صيفا الأربعين درجة مئوية.
واضطر السكان إلى التكيف مع ذلك. فقد استثمر كثيرون في بطاريات تكلف بضع عشرات من الدولارات وتسمح بتشغيل جهاز التلفزيون أو مصباح أو مصباحين ووصلة انترنت بسيطة. أما الميسورون منهم فقد اشتروا مولدات كهرباء قوية لكنها تتسبب بضجيج مزعج وبتلوث وتستهلك الكثير من الوقود قد تصل كلفته إلى آلاف الدولارات.
وكان كثير من الجزارين ومتاجر الحلويات والمثلجات يواجهون صعوبة في احترام سلسلة التبريد.
يقول مؤيد الزياني صاحب محل لحوم "الحمد لله، الوضع في تحسن ويلاحظ ذلك الزبائن (...) فحتى مع وجود مولد، يضعف أداؤه وتضعف الثلاجات وتفسد اللحوم إذا استمر تشغيله أكثر من عشر ساعات".
وتؤكد حنان الميلادي التي تبيع عبر الانترنت حلويات لحفلات الزواج والأعياد "السنوات الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة للمواطن ولي شخصيا. كانت كارثة بمعنى الكلمة خصوصا مع انقطاع الكهرباء وطرح الأحمال من قبل شركة الكهرباء لحماية الشبكة".
وتضيف الميلادي وهي أرملة تعيل ثلاثة أطفال وتبلغ 43 عاما "تصوروا ما يحدث عندما تنقطع الكهرباء وعندي طلبية لم أكملها بعد! والأصعب أننا لا نعرف متى تنقطع الكهرباء ومتى تعود".
"عودة الحياة"
تعلن الشركة العامة للكهرباء بانتظام عن تجهيزات جديدة في محطات توليد الكهرباء في البلاد البالغ عددها حوالى عشرين. لكن هذا الأمر لم يحل خلال موجة القيظ في تموز/يوليو دون سماع هدير المولدات مجددا في المدينة إثر أعطال متفرقة ومشاكل تتعلق بالحرارة المرتفعة.
منذ وقف إطلاق النار في 2020 وتشكيل حكومة انتقالية في 2021 في طرابلس، انكبت البلاد البالغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة والغنية بالمحروقات، على ورشة إعادة البناء.
ويساهم الاستقرار في الشبكة الكهربائية الذي يشكل العنوان الرئيسي في برنامج "عودة الحياة" الذي أقرته الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة في غرب ليبيا، في إعادة البريق إلى طرابلس التي يطلق عليها أبناؤها لقب "عروس البحر الابيض المتوسط" بسبب واجهتها البحرية التي كانت تطلى سابقا بالكلس.
ويقول محمد رحومي المنسق الاعلامي في مجموعة للحلويات "من الواضح أن الاستقرار الإداري للشركة (العامة للكهرباء) أثر على استقرار الشبكة وأيضا الاستقرار الأمني خلال هذه السنة. كل هذه العوامل لها دور في استقرار الشبكة الكهربائية. لكن، للمواطن أيضا دور يؤديه هو تقليل الاستهلاك ودفع الفواتير".
وكلفة الكهرباء في ليبيا هي من الأدنى في المنطقة وتبلغ 0,050 دينار (أي 0,01 يورو) للكيلواط/ساعة للأفراد و0,20 دينار (0,04 يورو) للمحلات.
في أحد أيام نهاية شهر آب/أغسطس وعشية بدء عطلة نهاية الأسبوع، ضاق كورنيش طربلس بالسيارات مع زحمة سير عند منتصف الليل تذكر بعجقة ساعات الذروة.
ويقول عبد المالك فتح الله وهو نادل في وسط المدينة يبلغ الثالثة والأربعين "جهود الحكومة الحالية واضحة وملموسة، ولكن بسبب كل ما عشناه في السنوات الماضية لا يزال لدى المواطن ترقب خوفا من أن يحدث شيء في أي وقت. الوضع لا يزال غير مستقر من الناحية الأمنية"
ويضيف "من الممكن جدا أن تندلع اشتباكات بين المجموعات المسلحة في أي وقت، وفي كل مرة تحدث اشتباكات، تتضرر ممتلكات المواطنين وأيضا محطات الكهرباء وبنيتها التحتية بسبب القصف العشوائي".
وحصلت اشتباكات كهذه في منتصف آب/أغسطس وكانت الأخطر بين المجموعات المسلحة منذ سنة في طرابلس، وأسفرت عن سقوط 15 قتيلا و146 جريحا.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: العامة للکهرباء
إقرأ أيضاً:
تقرير: جهود الشركة العامة للكهرباء لتطوير البنية التحتية ودعم الطلب المتزايد
ليبيا – تواصل الشركة العامة للكهرباء تنفيذ سلسلة من المشاريع التطويرية والصيانة لتحديث شبكتها الكهربائية وتحسين كفاءتها في مختلف أنحاء ليبيا، في إطار جهودها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة ودعم المشاريع التنموية والخدمية. وفيما يلي أبرز ما أنجزته الشركة مؤخرًا مدعومًا بالصور:
أعمال صيانة وتطوير محطة كهرباء السرير الغازيةأعلنت الشركة عن وصول 57 طردًا محملة بقطع غيار خاصة بمحطة كهرباء السرير الغازية، ضمن 18 شحنة، لدعم أعمال العمرات الجسيمة لوحدات التوليد في المحطة. وتنفذ هذه الأعمال بجهود مشتركة بين الفنيين والمهندسين المحليين، ونظرائهم من شركة “سيمنز” للطاقة. وتهدف هذه الجهود إلى تجديد وتطوير وحدات التوليد لرفع مستوى الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
دعم مشروع مطار سرت الدوليضمن إطار تسريع عجلة البناء في المشاريع التنموية، أعلنت الشركة صرف محطة كهرباء متكاملة بقدرة 11/30 كيلوفولط لصالح المنظومة الكهربائية بمطار سرت الدولي. تشمل المحطة محولين وخلايا جهد 30 و11 كيلوفولط. وأكدت الشركة أن الفرق الفنية ستباشر تركيب المعدات لضمان إنجاز المشروع في الوقت المحدد، بما يسهم في تعزيز البنية التحتية للمطار.
توريد معدات جديدة لتعزيز الشبكة الكهربائيةاستمرارًا لتطوير البنية التحتية، أكدت الشركة وصول حاويات محملة بوحدات حلقية مختلفة الأحجام لتغذية محطات التوزيع ذات الجهد المتوسط. وصلت المعدات إلى مخازن الشركة عبر ميناء مصراتة البحري، في سياق توفير الاحتياجات والمستلزمات الضرورية لضمان استمرارية التغذية الكهربائية ورفع كفاءة الشبكة في عديد المناطق.
تحسين أداء الشبكة في جنوب طرابلستتابع الشركة استكمال أعمال مد وفرد كوابل لدائرتين بجهد 30 كيلوفولط، بهدف تغذية محطة تحويل القرقني بالطاقة الكهربائية. يتم تنفيذ هذه الأعمال عبر دائرة مشروعات توزيع سوق الجمعة والنواحي الأربعة، ضمن مشاريع استعجالية لتحسين أداء الشبكة الكهربائية في منطقة جنوب طرابلس.
رؤية شاملة لتحسين الأداءتظهر هذه الإنجازات حرص الشركة العامة للكهرباء على تحسين كفاءة الشبكة الوطنية وتطوير البنية التحتية الكهربائية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا. كما تعكس الجهود المبذولة التزام الشركة بتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة، مع العمل على تعزيز استمرارية التغذية الكهربائية في المناطق الحيوية.
المرصد – خاص