استكشاف ديناميكيات العلاقات الباكستانية الإيرانية
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
بناء علاقة قوية ومتبادلة المنفعة بين إيران وباكستان سيعتمد على إدارة التعقيدات الجيوسياسية، وتحسين الروابط الاقتصادية، وتعزيز الأمن الإقليمي من خلال التعاون في مكافحة الإرهاب.
هكذا يستكشف مقال أيمن جميل في "مودرن دبلوماسي" والذي ترجمه "الخليج الجديد" الديناميكيات بين باكستان وإيران، ويسلط الضوء على العوامل المهمة التي أثرت على علاقاتهما مع مرور الوقت.
ويشدد المقال على أن تشجيع الحوار بين الثقافات والتفاعلات بين الشعبين، سيعزز التفاهم المتبادل بين باكستان وإيران، مما يفتح الطريق أمام تعاون أقوى وأكثر إثمارا في مواجهة البيئة الخارجية المتغيرة باستمرار.
وتتمتع باكستان وإيران، وهما جارتان قريبتان في جنوب آسيا والشرق الأوسط، على التوالي، بعلاقات طويلة الأمد، فمنذ استقلال باكستان في عام 1947، كانت بين البلدين علاقة اتسمت بمزيج من التعاون والتعقيد، وكان للقضايا التاريخية والجغرافية والاقتصادية والدينية تأثيرها على العلاقات الثنائية.
ويرى المقال، أن المخاوف الأمنية المشتركة بين باكستان وإيران تعد أحد العوامل الأساسية التي تعزز التعاون، فلدى كلا البلدين مصلحة في محاربة الإرهاب والتطرف، لأنهما يقعان في مناطق معقدة، وقد تعاونا في مجموعة متنوعة من المواضيع، مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية، فضلاً عن الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.
لكن العلاقة بين إيران وباكستان تواجه أيضًا بعض الصعوبات.
اقرأ أيضاً
منافع جمة.. كيف أنعشت المصالحة السعودية الإيرانية باكستان؟
ويعد الصراع بين إيران السعودية أحد أكبر العقبات، كما أن التنافس على النفوذ في المنطقة، سبب صراعات في بعض الأحيان.
وبالرغم من التقارب بين الدولتين، لا يزال البلدان يتنافسان على السلطة في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلافات دينية كبيرة بين البلدين، والتي تسبب الصراع في بعض الأحيان.
ويشير الكاتب إلى أن البيئة الدولية المتطورة طرحت تحديات وفرصًا جديدة للعلاقات الباكستانية الإيرانية، حيث أدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، إلى خلق حالة من عدم اليقين في المنطقة.
ومع ذلك، فقد حدثت تغييرات إيجابية أيضًا، وقد تساهم في تحسين العلاقة.
وتعاونت الدولتان في عدد من المواضيع، بما في ذلك عملية السلام الأفغانية والحرب ضد الإرهاب، لأن لكل منهما مصلحة في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
علاوة على ذلك، أصبح التعاون بين باكستان وإيران أمراً متزايد الأهمية باعتباره ضرورياً لضمان الأمن الإقليمي.
اقرأ أيضاً
فوائد بالجملة.. هذه آثار الاتفاق السعودي الإيراني على استقرار باكستان
الأمن والاستقرار الإقليميين
لقد أصبح الأمن والاستقرار الإقليميان الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، بسبب الطريقة التي يتغير بها العالم، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب والتطرف والأوضاع غير المستقرة في أفغانستان.
ومن أجل التعامل مع هذه المشاكل الأمنية المشتركة، أصبح من الضروري الآن زيادة التنسيق وتبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، إبعاد نفسيهما عن الأزمات الأكبر بينما تستمر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
قانون التوازن
ويعتقد الكاتب أن العلاقة بين باكستان وإيران أصبحت أكثر تعقيدا بسبب الطبيعة الجيوسياسية المتنوعة.
وتسببت إيران، التي تلعب دورا رئيسيا في الشرق الأوسط، في توتر العلاقات مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، بسبب قضايا من بينها برنامجها النووي والعقوبات الدولية.
ومن ناحية أخرى، تواصل باكستان الحفاظ على تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة والسعودية، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى اختلافات في مواقفهما بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وأمام ذلك، وفق المقال، يتعين على البلدين ممارسة "دبلوماسية ماهرة"، واتخاذ قرارات حكيمة من أجل التغلب على هذه التعقيدات الجيوسياسية.
وأصبح الوضع الجيوسياسي أكثر إثارة للاهتمام بسبب التفاعلات الثلاثية بين إيران وباكستان والسعودية.
ولطالما كانت لدى السعودية وباكستان علاقات وثيقة، في حين ترى إيران أن السعودية عدو في المنطقة، وهذا وضع إسلام آباد في موقف توازن صعب، حيث تحاول الحفاظ على علاقات وثيقة مع الرياض دون إغضاب طهران.
ويتطلب الأمر مهارة دبلوماسية للإبحار في هذا المثلث الدقيق من أجل منع تصاعد التوترات والإضرار بالأمن الإقليمي.
اقرأ أيضاً
صفقة إيران والسعودية.. تأثير واضح في باكستان وأفغانستان وضبابي في 4 دول عربية
مصلحة مشتركة
يشير المقال إلى أنه نظراً لحدودهما المشتركة والقضايا الأمنية التي تفرضها على الجارتين، فإن علاقات باكستان وإيران مع أفغانستان تتأثر إلى حد كبير بعدم الاستقرار، وقد أصبحت تحركات الإرهابيين عبر الحدود، وتهريب الأسلحة، والهجرة غير الشرعية، أكثر سهولة بفضل الحدود التي يسهل اختراقها، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن أمن الجميع.
بالإضافة إلى ذلك، واجه كلا البلدين قيودًا على الموارد وقضايا إنسانية نتيجة لتدفق اللاجئين الأفغان.
ورغم أن باكستان وإيران لهما مصلحة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان من أجل التصدي لهذه التحديات الأمنية والإنسانية، فإن الاختلافات في استراتيجيات المشاركة الإقليمية وأساليب حل الصراعات قد تؤدي في بعض الأحيان إلى توتر العلاقات الثنائية بين البلدين.
ومن أجل تحقيق التوازن بين مصالحهما الجيوسياسية والعمل على تحقيق السلام الإقليمي، يتعين على باكستان وإيران أن تستمرا في إدارة الاضطرابات في أفغانستان.
اقرأ أيضاً
استفادة خاصة لباكستان والهند من التقارب السعودي الإيراني
التعاون العسكري
ويعد التعاون العسكري بين البلدين أحد الجوانب المعقدة والمتطورة للعلاقات الثنائية بين باكستان وإيران.
وعلى مر السنين، تعاونت الدولتان عسكريًا بطرق متنوعة، متأثرة بديناميكيات الأمن الإقليمي والأهداف المشتركة.
ويشير المقال أن أمن الحدود كان أحد المجالات الرئيسية للتعاون العسكري بين البلدين.
ونظرًا لطول الحدود المشتركة وسهولة اختراقها، ظهرت مشاكل التهريب والهجرة غير الشرعية والأنشطة المسلحة عبر الحدود، وقد نفذت دوريات حدودية تعاونية وقنوات لتبادل المعلومات الاستخبارية لحل هذه المشاكل.
ويضيف المقال أن باكستان وإيران عملتا معًا لمكافحة التهديدات الإرهابية القادمة من منطقة الحدود المشتركة بينهما، حيث تقاسم البلدان المخاوف بشأن المنظمات الإرهابية العاملة في المناطق الحدودية، الأمر الذي أدى إلى تبادل المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية التعاونية.
وفي مجال التدريبات العسكرية غالباً ما تشارك القوات المسلحة الباكستانية والإيرانية في تدريبات مشتركة، والتي تسعى إلى تحسين التعاون وزيادة إمكانية التشغيل البيني وتبادل أفضل الممارسات.
وينوه المقال إلى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، فمن خلال صناعاتهما المحلية، حاولت كل من البلدين تحسين قدراتهما الدفاعية.
وفي تصميم وتصنيع الأنظمة والمعدات العسكرية، كانت هناك أمثلة على نقل التكنولوجيا والتعاون.
وفي الأمن البحري، يشير الكاتب إلى أن لدى باكستان وإيران مصلحة مشتركة في الحفاظ على الأمن البحري وحماية خطوط الشحن الإقليمية، بسبب قربهما من بحر العرب.
ولتحسين التعاون البحري والاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية المحتملة، شاركوا في تدريبات بحرية مشتركة.
كما كان أحد العناصر الحاسمة في تعاونهما العسكري، هو التواصل والتنسيق بشأن القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي.
اقرأ أيضاً
إيران وباكستان.. قرار مرتقب بتشكيل مجموعة عمل عسكرية مشتركة
بلوشستان
ويعتقد الكاتب أن موقع بلوشستان الاستراتيجي وديناميكياتها الجيوسياسية المعقدة، لعب تاريخياً دوراً حاسماً في التأثير على العلاقات بين باكستان وإيران.
وقد أعربت كل من البلدين عن قلقهما بشأن القضايا الأمنية في بلوشستان نتيجة للحدود المشتركة للإقليم معهما.
وشهدت المنطقة نشاط العديد من الجماعات المسلحة والانفصالية، مما أدى إلى الإرهاب عبر الحدود، وتعريض استقرار وسيادة البلدين للخطر.
ولمكافحة هذه المخاطر وضمان أمن الحدود، أبدت باكستان وإيران استعداداً أعظم للعمل معاً بشأن القضايا الأمنية من خلال الانخراط في عمليات عسكرية تعاونية ومشاريع تبادل المعلومات الاستخبارية.
اقرأ أيضاً
إيران تعلن عزمها تأسيس مركز أمن بحري مع عُمان وباكستان
الآفاق الاقتصادية
وكما يعد التعاون الاقتصادي قوة دافعة وراء تطوير تحالفات دولية قوية بين الدول، فأصبحت الروابط الاقتصادية القوية بين باكستان وإيران ممكنة بفضل تاريخهما المشترك وقربهما الوثيق.
وأصبح استكشاف فرص التعاون والمكاسب المتبادلة أمراً ضرورياً، حيث يعمل كلا البلدين على تحقيق إمكاناتهما الاقتصادية الهائلة.
ووفقا للمقال، ترتكز العلاقات الاقتصادية الباكستانية الإيرانية على تجارة الطاقة، حيث تحتاج باكستان النفط والغاز، المتواجد بوفرة في إيران.
ويهدف مشروع بناء خط أنابيب الغاز بين طهران وإسلام آباد، إلى زيادة أمن الطاقة في باكستان، إلا أن تنفيذ المشروع تعقد بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، يبدو أن قرار التوقف متأثر بضغوط الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
وبموجب الاتفاق، إذا تراجعت باكستان عن التزامها، فعليها دفع 18 مليار دولار كغرامة.
ولكن للتعامل مع هذا الوضع، يجري الجانبان مفاوضات للتوصل إلى حل مناسب للجانبين، وهو ما كشفه السفير الإيراني لدى باكستان رضا أميري، خلال ندوة عقدها معهد أبحاث السياسة في إسلام آباد.
كما أنه في الآونة الأخيرة، اتفق الجانبان على إجراء مقايضة تجارية على سلع محددة بما في ذلك النفط والغاز لتعظيم الإمكانات التجارية.
ويمنح مشروع دعم أسواق الحدود، الذي افتتحه رئيس الوزراء السابق نواز شريف، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في 18 مايو/أيار 2023، السكان المحليين والمواطنين في البلاد، تفاؤلا بازدهار المؤسسات وزيادة الإيرادات.
اقرأ أيضاً
باكستان تطالب إيران بتوقيف 3 أشخاص قتلوا دبلوماسيا سعوديا
ميناء تشابهار وجوادار
وفقا للكاتب تقول باكستان إن ميناءي جوادار وشابهار، يجب أن ينموا كأخوين وليس كمنافسين.
ومن خلال زيادة الاتصالات عبر السكك الحديدية والطرق والعلاقات البحرية، ينبغي للميناءين أن يكمل كل منهما الآخر في تعزيز التجارة في المنطقة، حيث سيستفيد اقتصاد كل من جوادار وشهبهار من التعاون التجاري، والذي من شأنه أن يوفر أيضًا فرص العمل.
وبالنسبة للعلاقات الباكستانية الإيرانية، فإن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع رئيسي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، مهم للبلدين.
ومن خلال بناء ممرات التجارة والبنية التحتية، يهدف الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني إلى ربط ميناء جوادار الباكستاني بمقاطعة شينجيانغ الصينية.
وفي غضون ذلك، تسعى مشاركة الهند في تطوير ميناء تشابهار الإيراني إلى تحقيق التوازن بين تأثير الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وتحسين وصول الهند إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.
وقد أبدت كيانات عالمية مختلفة، تسعى كل منها إلى تعظيم مصالحها وقوتها، اهتمامًا بتطوير واستخدام هذه الموانئ.
ووفقا للكاتب ينعكس التفاعل المعقد للمصالح الجيوسياسية في المنطقة في العلاقة بين تشابهار وجوادار.
ومن خلال هذه الموانئ، تحاول إيران وباكستان والهند والصين ملاحقة أهدافها الاقتصادية والاستراتيجية، مما يجعل من الصعب التنقل بين المصالح المتعددة الموجودة هناك.
وللتأكد من أن تطوير مينائي تشابهار وجوادر يساهم في الثروة والاستقرار الإقليميين، فإن البراعة الدبلوماسية والحوار البناء والتعاون العملي أمر بالغ الأهمية.
ومن الممكن أن تكون العلاقة بين المناءين حافزاً للتواصل الإقليمي والتكامل الاقتصادي، وتوليد مزايا متبادلة لجميع الأطراف المعنية، من خلال الاعتراف بإمكانية تحقيق نتائج مربحة للطرفين وإيجاد أرضية مشتركة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول، أن المشهد العالمي المتغير يقدم فرصًا وتحديات للعلاقات بين باكستان وإيران. ويتعين على كلا البلدين تعديل أساليبهما في التعامل مع السياسة الخارجية مع تطور الديناميكيات الإقليمية والعالمية من أجل حماية مصالحهما وتعزيز التعاون.
اقرأ أيضاً
ترحيب إيراني بمقترح باكستان عقد اجتماع لـ 6 دول مجاورة لأفغانستان
المصدر | أيمن جميل/ مودرن دبلوماسي – ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران باكستان الهند السعودية الاستقرار الإقلیمی الولایات المتحدة الأمن الإقلیمی بشأن القضایا بین البلدین العلاقة بین کلا البلدین فی المنطقة بین إیران اقرأ أیضا من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
رجال أعمال: زيارة حمدان بن محمد إلى الهند تعزز علاقات البلدين الاستراتيجية
مومباي (وام)
أخبار ذات صلةأكد عدد من المشاركين ضمن منتدى دبي - الهند للأعمال، الذي نظمته غرف دبي في مدينة مومباي، أن زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للهند، تعزز العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والهند، والتي تشهد تطوراً لافتاً في جميع المجالات.
وقال يحيى سعيد بن أحمد لوتاه، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد لوتاه الخيرية، إنه تم توقيع اتفاقية تعاون أكاديمي بين جامعة دبي الطبية وجامعة «إيمز» المرموقة في دلهي، في خطوة تهدف إلى تبادل الخبرات والارتقاء بقطاع التعليم الطبي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي.
وأضاف أن الاتفاقية تستند إلى خبرات أكاديمية تراكمية تفوق 100 عام من الجانبين، حيث تعتبر جامعة «إيمز» من أعرق الجامعات الهندية وتحتل المرتبة الأولى في الهند منذ سبع سنوات، في حين كانت كلية دبي الطبية أول كلية طبية في الدولة. وقال: «نطمح من خلال هذا التعاون إلى تطوير قدرات طلابنا في مجالات تشخيص الأمراض، خاصة مع تزايد الأخطاء الطبية عالمياً والتي تودي بحياة أكثر من مليون شخص سنوياً».
ومن جانبه، صرح بطي سعيد الكندي، العضو المنتدب لمجموعة سعيد الكندي للاستثمار، بأن مشاركة المجموعة تأتي تأكيداً على التزامها بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند، مشيراً إلى امتلاك المجموعة مكاتب تشغيلية في مدينة بنجلور الهندية تقدم خدمات دعم تقني. وقال: «نبحث فرص التملك الكامل في شركات هندية بما يعزز وجودنا في السوق الهندية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون».
وأعرب مرشد محمد، مؤسس «درايفر»، عن سعادته بالمشاركة ضمن بعثة غرفة تجارة وصناعة دبي، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل فرصة للاطلاع على شركات هندية مبتكرة ومنتجات نوعية قلّما يُتحدث عنها، مؤكداً أهمية التعاون المشترك في ظل عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح رجل الأعمال خليفة عوض المهيري أن الهند تعد من أقوى الأسواق العالمية، وتتمتع بإمكانيات هائلة في قطاعات التجزئة، والتمويل، والبنية التحتية، لافتاً إلى أن دبي بفضل موقعها الجغرافي تمثل بوابة عبور رئيسية للاستثمارات بين الهند والعالم.
وأشار عيسى عبدالله الغرير، رئيس مجلس إدارة شركة «عيسى الغرير للاستثمار»، إلى أن الإمارات تقدم بيئة استثمارية متطورة تتفوق على العديد من الأسواق العالمية؛ وهو ما يشجع المصنعين الهنود على نقل خطوط إنتاجهم إلى الدولة لتسهيل التصدير إلى أفريقيا والأسواق الأخرى.
وقال توحيد عبدالله، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للمجوهرات، إن الإمارات تُعد الشريك الرئيسي للهند في صناعة الذهب والمجوهرات منذ أكثر من 50 عاماً، كاشفاً عن تجاوز صادرات الذهب الإماراتية المصنّفة تحت «UAE Good Delivery» إلى الهند أكثر من 100 طن خلال عام 2024، ما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها المنتجات الإماراتية في السوق الهندية.
وسلط أديب أحمد، المدير التنفيذي لشركة «لولو القابضة المالية» الضوء على عمق الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ نحو 65 مليار دولار العام الماضي، مع توقعات ببلوغه 100 مليار قبل حلول عام 2030، بفضل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.
ومن الجانب الهندي، أكد معالي جيكومار راوال، وزير المراسم في حكومة ولاية ماهاراشترا، أن العلاقات بين الهند والإمارات ضاربة في القدم وتتجاوز المصالح الاقتصادية إلى الروابط الثقافية والشعبية، مشيداً بالتكامل بين مدينتي دبي ومومباي.