موقع 24:
2025-02-07@03:51:25 GMT

​لا علاقة لروسيا بانقلاب الغابون

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

​لا علاقة لروسيا بانقلاب الغابون

من المثير للدهشة أن مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء

وصلت موجة الانقلابات التي اجتاحت إفريقيا الناطقة بالفرنسية للمرّة الأولى إلى دولة مزدهرة نسبياً بمعايير القارة. فقد عزل الجيش الرئيس علي بونغو أونديمبا، الذي يحكم الغابون منذ 2009، ويمثّل السلالة السياسية التي حكمت البلاد منذ 56 عاماً.



حدث ذلك بعد أيام قليلة من الانتخابات العامة التي اعتبرها معارضو الرئيس غير عادلة. وعلى عكس الانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أعلن الجيش على الفور وبشكل لا لبس فيه، أنّ البلاد لن تتخلّى عن التزاماتها السابقة، ولن تغيّر سياستها الخارجية. إنّ الرواية القائلة بأنّ "يد موسكو" تلوح في الأفق وراء الانقلاب لم تظهر في وسائل الإعلام الغربية، على الأقل حتى الآن. واقتصر موقفا الولايات المتحدة وفرنسا على التعبير عن القلق والحديث عن نيتهما دعم الديموقراطيات.

الانقلابات في القارة الإفريقية تتوالى، وكانت لروسيا اليد الطولى فيها، وهي لم تنف ذلك، حيث بات الصراع واضحاً على النفوذ الجغرافي والثروة الطبيعية، لكن في انقلاب الغابون لم تظهر بصمات موسكو حتى الآن، بحسب الصحافة العالمية.

ومن المثير للدهشة أنّ مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر. تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء، وظهرت مجموعة من العسكريين على شاشة التلفزيون وأعلنت أنّ الدولة تمرّ بـ "أزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادّة"، وأن رئيس الدولة يجب أن يستقيل. وكما كانت الحال في النيجر في البداية، فليس من الواضح تماماً من هو المبادر الرئيسي للانقلاب. وأعلن الانقلابيون في خطاب متلفز، نقل كل السلطات في البلاد إلى لجنة انتقال واستعادة المؤسسات. ولم يُذكر من هو مشمول فيها. إلاّ أنّ هذه الهيئة، بحسب الجيش، تتولّى صلاحيات كل فروع الحكومة. ومن المهم جداً أن يعلنوا على الفور عن استعدادهم للوفاء بالالتزامات الدولية التي تعهّد بها أونديمبا.

فإذا كان الرئيس النيجيري محمد بازوم، بعد انتخابات ديموقراطية، قاد النيجر لمدة عامين فقط ولم يكن من أقارب الزعيم السابق محمدو إيسوفو، فإنّ أونديمبا يتولّى السلطة منذ عام 2009. وسلفه هو عمر بونغو الذي حكم البلاد منذ 1967. وكانت عشيرتهما الضخمة (الرئيس الحالي وحده لديه العشرات من الإخوة والأخوات) تناور بمهارة بين مختلف القوى والمجموعات العرقية داخل الغابون لسنوات عديدة، إذ عملت كحكم لا غنى عنه في نزاعاتها.

إنّ ردّ الفعل الدولي على الانقلاب في بلد صغير يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة لم يكن عنيفاً إلى هذا الحدّ، والشخصية الغامضة للحاكم المخلوع منذ فترة طويلة تجعل الغرب يتحدث بحذر أكبر، بكثير من الحديث عن الأحداث في النيجر.

بشكل عام، لا يزال العالم يفضّل فقط "التعبير عن قلقه". ولا تتحدث الولايات المتحدة ولا فرنسا ولا الاتحاد الإفريقي عن العقوبات والتدخّل. لكن هذا لا يعني أنّها لا تستطيع أن تكون كذلك.

تحتل الغابون موقعاً مهمّاً في مصالح السياسة الخارجية لفرنسا. هذا البلد، على عكس معظم المستعمرات الفرنسية الأخرى في إفريقيا، مزدهر للغاية. ويتزايد مؤشر التنمية البشرية، الذي يوضح مستوى معرفة القراءة والكتابة والتعليم وطول عمر المواطنين. وهذا هو أعلى معدّل بين الدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا. وتمتلك البلاد احتياطيات نفطية كبيرة، ورواسب من اليورانيوم والمنغنيز، ويتمّ استخراج الذهب.

الجيش الفرنسي موجود في الغابون بعدد قليل، 400 جندي فقط. على النقيض من النيجر، لا توجد جماعات جهادية هنا، والسلطات الفرنسية لن تكون مطالبة بالتدخّل في الوضع. الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب كبيرة بالفعل: الموانئ لا تعمل، وتمّ إلغاء الرحلات الجوية في المطار الرئيسي. وتوقفت شركة تعدين المنغنيز الفرنسية Eramet عن العمل.

لكن شركات النفط لا تزال تعمل. ويعتمد الرخاء النسبي الذي تتمتع به الغابون، إحدى دول منظمة أوبك، في المقام الأول على صادرات النفط. وتُعدّ الصين إحدى الدول الرائدة في استيراد المواد الخام، بينما تساعد البلاد في مشاريع البنية التحتية. مباشرة بعد الانقلاب، طُلب ضمان أمن رئيس الدولة. بالمناسبة، قام رئيس الدولة هذا العام بزيارة بكين وباريس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني انقلاب الغابون فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يدعو فرنسا للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من البلاد

قال أحمد سنجاب مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من بيروت، إنّ هناك لقاءات واتصالات مستمرة بين الرئيس اللبناني جوزيف عون وعدد من الأطراف الفاعلة، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.     

لقاء جوزيف عون بسفير فرنسا لبحث أزمة لبنان

وأضاف «سنجاب»، خلال رسالته على الهواء، أنّ آخر هذه اللقاءات والإجراءات كانت ما حدث صباح اليوم، حيث استقبل جوزيف عون سفير فرنسا في لبنان بحضور ممثل فرنسا في اللجنة الخماسية المعنية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وهو ممثل أيضا للجيش الفرنسي ونائب رئيس اللجنة، مشيرا إلى أن اللجنة تنعقد برئاسة ممثل الولايات المتحدة الأمريكية.   

أهمية الدعم الفرنسي لانسحاب إسرائيل من بلدات لبنان

وتابع: «في هذا الاجتماع شدد الرئيس اللبناني على ضرورة الدعم الفرنسي للانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة البلدات التي دخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على لبنان، وأيضا كان هناك تأكيد على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الخروقات المستمرة للاتفاق الذي تم التوصل إليه ودخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي بوساطة فرنسية أمريكية».

ولفت مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن الاجتماع كان حيويا وضروريا، لذا عولت عليه الدولة اللبنانية بشكل كبير بهدف الضغط على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام استقبل وزير السياحة والحرف اليدوية في الغابون
  • الجيش الجزائري يحبط عمليات تهريب للأسلحة والمخدرات على حدود البلاد
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • إحباط إنقلاب في الاتحادي الأصل
  • جماعة سودانية متمردة تتهم الجيش بمهاجمة مواقعها في جنوب البلاد  
  • الرئيس اللبناني يدعو فرنسا للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من البلاد
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم
  • الرئيس الشرع: اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان سيؤسس بداية علاقة استراتيجية تساهم في بناء البلدين