لا علاقة لروسيا بانقلاب الغابون
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
من المثير للدهشة أن مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء
وصلت موجة الانقلابات التي اجتاحت إفريقيا الناطقة بالفرنسية للمرّة الأولى إلى دولة مزدهرة نسبياً بمعايير القارة. فقد عزل الجيش الرئيس علي بونغو أونديمبا، الذي يحكم الغابون منذ 2009، ويمثّل السلالة السياسية التي حكمت البلاد منذ 56 عاماً.حدث ذلك بعد أيام قليلة من الانتخابات العامة التي اعتبرها معارضو الرئيس غير عادلة. وعلى عكس الانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أعلن الجيش على الفور وبشكل لا لبس فيه، أنّ البلاد لن تتخلّى عن التزاماتها السابقة، ولن تغيّر سياستها الخارجية. إنّ الرواية القائلة بأنّ "يد موسكو" تلوح في الأفق وراء الانقلاب لم تظهر في وسائل الإعلام الغربية، على الأقل حتى الآن. واقتصر موقفا الولايات المتحدة وفرنسا على التعبير عن القلق والحديث عن نيتهما دعم الديموقراطيات.
الانقلابات في القارة الإفريقية تتوالى، وكانت لروسيا اليد الطولى فيها، وهي لم تنف ذلك، حيث بات الصراع واضحاً على النفوذ الجغرافي والثروة الطبيعية، لكن في انقلاب الغابون لم تظهر بصمات موسكو حتى الآن، بحسب الصحافة العالمية.
ومن المثير للدهشة أنّ مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر. تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء، وظهرت مجموعة من العسكريين على شاشة التلفزيون وأعلنت أنّ الدولة تمرّ بـ "أزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادّة"، وأن رئيس الدولة يجب أن يستقيل. وكما كانت الحال في النيجر في البداية، فليس من الواضح تماماً من هو المبادر الرئيسي للانقلاب. وأعلن الانقلابيون في خطاب متلفز، نقل كل السلطات في البلاد إلى لجنة انتقال واستعادة المؤسسات. ولم يُذكر من هو مشمول فيها. إلاّ أنّ هذه الهيئة، بحسب الجيش، تتولّى صلاحيات كل فروع الحكومة. ومن المهم جداً أن يعلنوا على الفور عن استعدادهم للوفاء بالالتزامات الدولية التي تعهّد بها أونديمبا.
فإذا كان الرئيس النيجيري محمد بازوم، بعد انتخابات ديموقراطية، قاد النيجر لمدة عامين فقط ولم يكن من أقارب الزعيم السابق محمدو إيسوفو، فإنّ أونديمبا يتولّى السلطة منذ عام 2009. وسلفه هو عمر بونغو الذي حكم البلاد منذ 1967. وكانت عشيرتهما الضخمة (الرئيس الحالي وحده لديه العشرات من الإخوة والأخوات) تناور بمهارة بين مختلف القوى والمجموعات العرقية داخل الغابون لسنوات عديدة، إذ عملت كحكم لا غنى عنه في نزاعاتها.
إنّ ردّ الفعل الدولي على الانقلاب في بلد صغير يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة لم يكن عنيفاً إلى هذا الحدّ، والشخصية الغامضة للحاكم المخلوع منذ فترة طويلة تجعل الغرب يتحدث بحذر أكبر، بكثير من الحديث عن الأحداث في النيجر.
بشكل عام، لا يزال العالم يفضّل فقط "التعبير عن قلقه". ولا تتحدث الولايات المتحدة ولا فرنسا ولا الاتحاد الإفريقي عن العقوبات والتدخّل. لكن هذا لا يعني أنّها لا تستطيع أن تكون كذلك.
تحتل الغابون موقعاً مهمّاً في مصالح السياسة الخارجية لفرنسا. هذا البلد، على عكس معظم المستعمرات الفرنسية الأخرى في إفريقيا، مزدهر للغاية. ويتزايد مؤشر التنمية البشرية، الذي يوضح مستوى معرفة القراءة والكتابة والتعليم وطول عمر المواطنين. وهذا هو أعلى معدّل بين الدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا. وتمتلك البلاد احتياطيات نفطية كبيرة، ورواسب من اليورانيوم والمنغنيز، ويتمّ استخراج الذهب.
الجيش الفرنسي موجود في الغابون بعدد قليل، 400 جندي فقط. على النقيض من النيجر، لا توجد جماعات جهادية هنا، والسلطات الفرنسية لن تكون مطالبة بالتدخّل في الوضع. الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب كبيرة بالفعل: الموانئ لا تعمل، وتمّ إلغاء الرحلات الجوية في المطار الرئيسي. وتوقفت شركة تعدين المنغنيز الفرنسية Eramet عن العمل.
لكن شركات النفط لا تزال تعمل. ويعتمد الرخاء النسبي الذي تتمتع به الغابون، إحدى دول منظمة أوبك، في المقام الأول على صادرات النفط. وتُعدّ الصين إحدى الدول الرائدة في استيراد المواد الخام، بينما تساعد البلاد في مشاريع البنية التحتية. مباشرة بعد الانقلاب، طُلب ضمان أمن رئيس الدولة. بالمناسبة، قام رئيس الدولة هذا العام بزيارة بكين وباريس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني انقلاب الغابون فی النیجر
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الرئيس السيسي لـ طلبة أكاديمية الشرطة ؟
-الرئيس السيسي :
- تطبيق المعايير الموضوعية بما يضمن انتقاء العناصر الأكثر تميزاً
- منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية
- ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فى البلاد
- إعداد أجيال جديدة من العناصر الشرطية المميزة
- الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن
- تقدير عميق للدور الجوهري لجهاز الشرطة في حماية البلاد
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، زيارة تفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، حيث كان فى استقباله اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدد من قيادات أكاديمية الشرطة ووزارة الداخلية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس تابع خلال الزيارة اختبارات كشف الهيئة للطلبة والطالبات المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، وذلك من خلال منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية، واطلع على كافة البيانات الخاصة بكل طالب والدرجات التي تحصل عليها أثناء تأدية مراحل الاختبارات المختلفة وصولاً إلى كشف الهيئة، والتي تعكس الشفافية التامة في نتائج الاختبارات.
وقد وجه الرئيس بالاستمرار في تطبيق المعايير الموضوعية، بما يضمن انتقاء العناصر الأكثر تميزاً، مما يساهم في تعزيز جهود الارتقاء بأداء جهاز الشرطة ودوره المحوري في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فى البلاد، من خلال إعداد أجيال جديدة من العناصر الشرطية المميزة.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس أجرى حواراً مع أبنائه من طلبة الأكاديمية، تناول الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، حيث استمع سيادته إلى آرائهم .
وشدد الرئيس على الدور المحوري الملقى على عاتق القوات المسلحة والشرطة المدنية، موضحاً أن الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن لمواصلة النهوض به وحمايته من أي تهديدات، وضمان الحفاظ على مكتسباته وجنى ثمار التنمية من خلال توفير الأمن والاستقرار.
كما أشاد بما لمسه من حرص من جانب المتقدمين الجدد على نيل شرف الانضمام إلى هيئة الشرطة لخدمة الوطن، مؤكداً على تقدير العميق للدور الجوهري لجهاز الشرطة في حماية البلاد، مُثمنًا التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم على مدار الأعوام الماضية في مواجهة الإرهاب، مما يُظهر المعدن الأصيل للمواطن المصري في مواجهة التحديات.