علي جمعة: أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمه لك
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمهُ الله والتسليم بما أجراهُ اللهُ سبحانه وتعالى عليك فى الكون.
وأضاف علي جمعة عبر فيسبوك: إذا أردت الدعاء وأردت الالتجاء فافعل ذلك عبادة وليس تشوفا للدنيا، واسأل الله سبحانه وتعالى من خيرى الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى، فالالتجاء إلى الله وحده ولا يكون مقصودك إلا الله.
وتابع علي جمعة: الدعاء إِمَّا أنْ يستجيب لك فيه فورا، وإما أن يؤجله فيستجيب بعد مدة، وإما أن يدخره لك عبادة وثوابا يوم القيامة. إذن الدعاء خيرٌ كله، اسْتُجِيبَ أَوْ لَمْ يُسْتَجَب، لأنك لا تدرى أين الخير؟ ولا تدرى الغيب؟ ولا تدرى ما هو أصلح لك؟. الذى يعلمُ ذَلِكَ كُلَّهُ هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأكمل: عليك إذا ما دَعَوْتَ الله تدعوهُ عبادةً، لا تدعوه سبحانه وتعالى تشوفاً وطلباً للدنيا، إنما ادعوه عبادة وسيدنا النبى ﷺ يقول : {الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ} فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - وهذا حديث صحيح أخرجه الأربعة.
وفى حديث آخر أقل صحة لكنه صحيح أيضاً لكنه أقل سنداً يقول : {الدُّعَاءُ مُخُ الْعِبَادَةُ}، هل ترون الفرق؟ "الدعاء مخ العبادة" يعنى أنه أعلى شئ فى العبادة، أما "الدعاء هو العبادة" يعنى أن الصلاة دعاء، والزكاة دعاء، والحج دعاء، والصيام دعاء. الدعاء هو العبادة أى حقيقة العبادة هذه الصلة التى بينك وبين الله تعالى.
وأوضح على جمعة: علينا أن نفهم أن الأدب مع الله تعالى يقتضى الفهم ؛ أنك إذا دعوت فادع عبادة. وذلك يعنى ألا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه وكأنك تقول يا رب افعل لى كذا كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وأنّى شئت وكيف شئت. اللهم إن لم يكن بك عَلَىّ غضب فلا أبالى. "فانظر كلام سيد المرسلين مع ربه". فهو يعلمنا الأدب، فأول شئ الدعاء عبادة.
الأمر الثانى: بعد ما صرفت قلبك عن المطلوب وجعلت المطلوب هو الله وليس الغرض الذى تدعو فيه سواء دنيوى أو أخروى فجعلت المطلوب هو الله ؛فلا تيأس مع الإلحاح فى الدعاء من تأخر المدد فإن المدد من الله. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجَابَةَ فِيمَا يَخْتَارُهُ لَكَ، لا يكون فى كونه إلا ما أراد لا فيما تختاره لنفسك فأنت لا تعرف شيئاً. فهذا تَبَرِّى من الحول والقوة وخروج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته وثقة بالله وثقة مما فى يد الله أعظم مما فى يدك وفى تدبير الله أعظم من تدبيرك. وألا يتطرق إلينا اليأس لأن اليأس من صفات الكافرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الرضا سبحانه وتعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء بعد الشرب من ماء زمزم مستجاب؟.. أمين الإفتاء يكشف الحقيقة
أجاب أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال يقول “هل الدعاء بعد الشرب من ماء زمزم مستجاب؟” مؤكدا أن الدعاء عند الشرب من ماء زمزم مستجاب، مستشهداً بحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماء زمزم لما شرب له".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية سابقة له، أنه يستحب للمسلم بعد الشرب من ماء زمزم أن يدعو الله تعالى بما يفتح الله عليه من أدعية، ومنها "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء، على أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على الإكثار من الدعاء بكل ما يتعلق بمصالحه، مشيرا إلى أن الدعاء من أفضل العبادات للتقرب إلى الله.
فضل الدعاءوأشارت دار الإفتاء إلى أن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليه وأوصانا به؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
ونوهت الإفتاء بأنه ورد في السنة النبوية المطهرة فضل الدُّعاء؛ فجاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب "السنن".
وذكرت دار الإفتاء أقوال بعض الفقهاء عن فضل الدعاء ومنهم:
قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (3/ 542، ط. المكتبة التجارية): [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل] اهـ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننيهما".
قال الإمام الصنعاني في "التنوير" (9/ 241، ط. دار السلام): [«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أي: أشد مكرومية، أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.