ما الذي نعرفه عن متحورات بيرولا الجديدة؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تراقب المراكز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" متحورا جديدا من فيروس كورونا التاجي، ويعمل على فهم تأثيره المحتمل على الصحة العامة بشكل أفضل، بعدما بدأ المتحور يشغل بال الخبراء.
والمتحور الجديد يطلق عليه اسم "بيرولا BA.2.86" ورُصِد في عدد من البلدان وفي عينات بشرية ومياه الصرف الصحي، وسجلت إصابات به في أربع ولايات أميركية على الأقل.
وارتفعت الإصابات بكوفيد-19 والاستشفاء والوفيات خلال الصيف للمتحور الذي لاحظ الأطباء أنه بدأ من معدلات منخفضة للغاية.
أبلغ المزيد من مسؤولي الصحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة عن حالات جديدة من متغير "بيرولا BA.2.86".
والخميس، قال فريق تسلسل الجينوم في مستشفى هيوستن ميثوديست إنه حدد الحالة الأولى في ولاية تكساس، كما كتب أحد أعضاء الفريق على موقع إكس. في نفس اليوم، أكد مدير إدارة الصحة في أوهايو، الدكتور بروس فاندرهوف، أنه تم اكتشاف حالة واحدة في ولايته.
تنضم هذه الولايات إلى ميشيغان ونيويورك وفيرجينيا، وفقا لمسؤولي الصحة وقاعدة بيانات تسلسل الجينوم العالمية المفتوحة، وفق شبكة "أي بي سي نيوز".
ومتحور "BA.2.86" اكتشف لأول مرة في الدنمارك، في 24 يوليو، من هذا العام، ثم إسرائيل، تليها ولاية ميشيغان الأميركية، في أغسطس. ومنذ ذلك الحين تم الإبلاغ عنه في كندا وإنكلترا وفرنسا والبرتغال وجنوب أفريقيا.
ويثير المتحور الجديد القلق لدى خبراء الصحة العامة، ولكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا النوع أكثر قابلية للانتقال من السلالات الحالية للفيروس، وفق "سي دي سي".
ويحتوي هذا المتغير، الذي أطلق عليه بشكل غير رسمي (Pirola) "بيرولا BA.2.86"، وهو مزيج من الحرفين اليونانيين "Pi" و"Rho"، على أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك مقارنة بـ "XBB.1.5"، وهو نوع من متحور "أوميكرون" الذي كان السلالة السائدة في الولايات المتحدة قبل أن يتفوق عليه "EG.5" مؤخرا.
وبروتين سبايك هو ما يسمح لفيروس كورونا بالتشبث بالخلايا البشرية.
وتشير "سي دي سي" إلى أنه لا يتوفر أي دليل في الوقت الحالي على أن "BA.2.86" يسبب مرضا أكثر حدة أو وفاة أو دخول المستشفى، كما أن قابليته على الانتقال سريعا لا تزال غير واضحة.
المتغيرات الجديدة؟وإضافة إلى المتغير "بيرولا BA.2.86"، هناك متغيرات أخرى تثير قلق الأطباء، ومنها متحور "بيرولا BA.2.96"، ويحتوي على أكثر من 30 طفرة، مما يجعله مختلفا تماما عن سابقيه من "أوميركون".
وإذا تكاثر هذا المتحور، يقول العلماء إنه من المحتمل أن يكون قادرا على التهرب بشكل أفضل من المناعة من كل من اللقاحات.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إنها تدرس فعالية اللقاح الخريفي المعزز أمام المتغير الجديد.
وتعد المتحورة "إي-جي.5" EG.5، التي يطلق عليها علماء اسم "إيريس" الأكثر رصدا حاليا، لأنها قد تكون وراء عودة انتشار الوباء.
ويرى خبراء أن التجمعات الصيفية وتراجع مستوى المناعة عوامل قد تؤدي دورا في عودة الوباء أيضا.
ويبدو هذا المتحور المتفرع من "أوميكرون" والتابع لسلالة "إكس بي بي" (XBB)، أكثر قابلية للانتشار من غيرها ربما بسبب تأثير طفرات جينية جديدة، وقد تكون أكثر قدرة على تخطي الدفاعات المناعية.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 17 في المئة من الإصابات بكوفيد والتي رصدت في العالم منتصف يوليو تعود الى المتحورة "إي-جي.5"، وفق تقرير من "وول ستريت جورنال"
وتبدو هذه المتحورة المتفرعة من "أوميكرون" والتابعة لسلالة "إكس بي بي" XBB، أكثر قابلية للانتشار من غيرها ربما بسبب تأثير طفرات جينية جديدة، وقد تكون أكثر قدرة على تخطي الدفاعات المناعية.
الوضع حالياتسبب الصيف وحرارته في ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، ولكن وفقا لأحدث بيانات "سي دي سي"، ارتفعت حالات دخول المستشفيات بنسبة 19 في المئة تقريبا للأسبوع المنتهي في 19 أغسطس، مقارنة بالأسبوع السابق.
اورتفعت الوفيات بنسبة 17.6 في المئة للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس مقارنة بالأسبوع السابق. كما زادت معدلات الفحوصات الإيجابية خلال الشهرين الماضيين، حيث ارتفعت إلى 14.9 في المئة للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس، مقارنة بـ 4 في المئة، في يونيو.
ولكن علماء الأوبئة لاحظوا أن كل هذه الأرقام بدأت من معدلات منخفضة للغاية قبل أن ترتفع.
ولا يزال ملايين الأشخاص يعانون من كوفيد طويل الأمد، وهو استمرار الأعراض التي يمكن أن تستمر من أشهر إلى سنوات بعد الإصابة الخفيفة أو الشديدة بكوفيد-19.
وتخطت الشعوب فيروس "سارس-كوف-2" بعدما استمر بالانتشار لمدة تجاوزت ثلاث سنوات من خلال موجات عديدة ومتحورات جديدة، وذلك بفضل إجراءات الإغلاق التي عزلت العالم بأسره وارتفاع نسبة متلقي اللقاحات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المئة سی دی سی
إقرأ أيضاً:
تقييم تداعيات تعريفات ترامب الجمركية على ديناميكيات التجارة العالمية
في تصعيد دراماتيكي للتوترات التجارية، أعلن الرئيس دونالد ترامب في الأول من شباط/ فبراير 2025 عن فرض تعريفات جمركية شاملة تستهدف الواردات من كندا والمكسيك والصين. وتشمل الإجراءات تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك و10 في المئة على السلع الصينية، بهدف معالجة الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
في الثالث من شباط/ فبراير، أعلن ترامب عن تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة 30 يوما بعد مفاوضات مكثفة مع زعيمي البلدين. وتعهد ترودو بتخصيص 1.3 مليار دولار لتعزيز إجراءات أمن الحدود، بما في ذلك مكافحة الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية. وبالمثل، التزمت شينباوم بنشر 10,000 جندي من الحرس الوطني على الحدود الشمالية للمكسيك.
ورغم هذه الاتفاقات، لا تزال التوترات مرتفعة. فقد أعلنت كل من كندا والمكسيك في البداية عن فرض تعريفات جمركية انتقامية تستهدف السلع الأمريكية ردا على الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب. وبينما تم تعليق هذه التدابير مؤقتا، فإن إمكانية التصعيد تلوح في الأفق بشكل كبير إذا مضت الولايات المتحدة في فرض تعريفاتها الجمركية بعد فترة السماح التي تبلغ 30 يوما.
وفي الوقت نفسه، دخلت التعريفة الجمركية بنسبة 10 في المئة على السلع الصينية حيز التنفيذ بالفعل. وردت الصين بالإعلان عن تعريفات انتقامية على الفحم والمنتجات الزراعية الأمريكية، مما أدى إلى تفاقم التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
في حين تم تقديم هذه التعريفات الجمركية كاستراتيجية لحماية الصناعات الأمريكية والحد من الأنشطة غير القانونية على الحدود، يحذر الخبراء من أنها قد تسبب ضررا أكثر من نفعها، من خلال رفع التكاليف على المستهلكين والشركات الأمريكية، وزعزعة استقرار العلاقات التجارية العالمية، والفشل في تحقيق النهضة الصناعية الموعودة
وفي حين تم تقديم هذه التعريفات الجمركية كاستراتيجية لحماية الصناعات الأمريكية والحد من الأنشطة غير القانونية على الحدود، يحذر الخبراء من أنها قد تسبب ضررا أكثر من نفعها، من خلال رفع التكاليف على المستهلكين والشركات الأمريكية، وزعزعة استقرار العلاقات التجارية العالمية، والفشل في تحقيق النهضة الصناعية الموعودة.
لماذا ستضر الرسوم الجمركية بأمريكا؟
1- ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين
تعمل الرسوم الجمركية كضرائب على السلع المستوردة، مما يؤدي إلى زيادة أسعارها بالنسبة للشركات والمستهلكين على حد سواء. وبحسب تقديرات مؤسسة الضرائب، فإن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب قد تكلف الأسر الأمريكية مبلغا إضافيا يتراوح بين 625 إلى 800 دولار سنويا، اعتمادا على عادات الإنفاق لديها.
تشمل المنتجات الرئيسية التي من المرجح أن تتأثر ما يلي:
السيارات: يتم استيراد العديد من قطع غيار السيارات من كندا والمكسيك. وإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة من شأنه أن يرفع تكاليف الإنتاج بالنسبة لشركات صناعة السيارات الأمريكية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المركبات.
المنتجات الغذائية: المكسيك هي المورد الرئيسي للمنتجات الطازجة مثل الأفوكادو والطماطم. وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة كبيرة في فواتير البقالة للأسر الأمريكية.
الإلكترونيات: تعد الصين من أبرز المصدرين للإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وستؤدي التعريفة الجمركية البالغة 10 في المئة إلى زيادة تكلفة هذه السلع.
وقد تؤدي الضغوط التضخمية الناجمة عن هذه الزيادات في الأسعار إلى دفع معدلات التضخم السنوية إلى أكثر من 6 في المئة، ارتفاعا من 4.2 في المئة، وفقا لمؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس.
2- الأضرار التي لحقت بالصناعات الأمريكية
في حين أن التعريفات الجمركية تهدف إلى حماية الصناعات المحلية عن طريق الحد من المنافسة الأجنبية، إلا أنها غالبا ما تأتي بنتائج عكسية من خلال زيادة تكاليف المدخلات للمصنعين الذين يعتمدون على المواد المستوردة. على سبيل المثال:
- يواجه قطاع السيارات في الولايات المتحدة تكاليف أعلى بسبب الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم.
- المزارعون معرضون بشكل خاص للرسوم الجمركية الانتقامية من الشركاء التجاريين مثل الصين والمكسيك. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، أدت الرسوم الجمركية الصينية على فول الصويا إلى خسائر بمليارات الدولارات للمزارعين الأمريكيين.
علاوة على ذلك، يعتمد التصنيع الحديث بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية التي لا يمكن استبدالها أو توطينها بسهولة دون زيادات كبيرة في التكاليف.
3- الرسوم الجمركية الانتقامية
إن الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها كندا والمكسيك والصين تهدد صناعات التصدير الرئيسية في الولايات المتحدة:
- كانت كندا قد خططت لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار قبل الإعلان عن التعليق.
- ألمحت المكسيك إلى إمكانية فرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية مثل الذرة ولحم الخنزير.
- نفذت الصين بالفعل تعريفات مضادة تستهدف الفحم والغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.
ومن الممكن أن تؤدي هذه الإجراءات الانتقامية إلى فقدان الوظائف في القطاعات المعتمدة على التصدير، فضلا عن زيادة الضغوط على العلاقات الدبلوماسية.
أسطورة التصنيع من جديد
لطالما جادل ترامب بأن التعريفات الجمركية ستحيي التصنيع الأمريكي من خلال جعل المنتجات المحلية أكثر قدرة على المنافسة ضد الواردات الأجنبية. ومع ذلك، تشير الأدلة التاريخية إلى خلاف ذلك:
لطالما جادل ترامب بأن التعريفات الجمركية ستحيي التصنيع الأمريكي من خلال جعل المنتجات المحلية أكثر قدرة على المنافسة ضد الواردات الأجنبية. ومع ذلك، تشير الأدلة التاريخية إلى خلاف ذلك
1- خلق فرص عمل محدودة: في حين أن بعض الصناعات قد تستفيد مؤقتا من انخفاض المنافسة (مثل منتجي الصلب)، فإن هذه المكاسب غالبا ما يتم تعويضها من خلال فقدان الوظائف في القطاعات التي تعتمد على المواد المستوردة أو أسواق التصدير.
2- الأتمتة تقلل من إمكانات الوظائف: حتى لو عاد التصنيع إلى الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يخلق أعدادا كبيرة من الوظائف بسبب الأتمتة والتقدم التكنولوجي في عمليات الإنتاج.
3- يصعب استبدال سلاسل التوريد العالمية: التصنيع الحديث مدمج بعمق في سلاسل التوريد العالمية. إن إجبار الشركات على إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والعمالة، وهي تكاليف لا تستطيع العديد من الشركات تحملها.
وجدت دراسة أجراها منتدى العمل الأمريكي أن التعريفات الجمركية السابقة لترامب خلال فترة ولايته الأولى أدت إلى خسائر صافية في الوظائف في العديد من القطاعات مع زيادة التكاليف على المستهلكين.
خطر الركود التضخمي
يحذر الاقتصاديون من أن تعريفات ترامب قد تؤدي إلى الركود التضخمي، وهو وضع يتسم بالتضخم المرتفع إلى جانب ركود النمو الاقتصادي:
- يتوقع جريجوري داكو من "إي واي" أن التعريفات المقترحة يمكن أن تقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تصل إلى 1 في المئة في عام 2025، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية مع تثبيط النشاط الاقتصادي.
- قد يجبرهم ارتفاع التكاليف على الشركات على خفض الوظائف أو تأخير الاستثمارات، مما يزيد من تباطؤ النمو الاقتصادي.
من غير المرجح أن تحقق استراتيجية التعريفة الجمركية العدوانية لترامب الفوائد الموعودة بحماية الوظائف الأمريكية أو إحياء التصنيع المحلي. وبدلا من ذلك، فإنها تخاطر بإلحاق الضرر بكل من أمريكا وشركائها التجاريين من خلال رفع أسعار المستهلكين، وتعطيل سلاسل التوريد، وإثارة التدابير الانتقامية.