سواليف:
2025-02-07@09:08:26 GMT

المسؤولية الغافية

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

المسؤولية الغافية

#المسؤولية_الغافية / #ماهر_أبوطير

الموضة السائدة حاليا هي تواري المسؤول بعيدا عن لقاءات الكتاب والصحفيين، الا فيما ندر، أو ضمن تواقيت محددة، لغايات محددة، وغير ذلك لا يابه كثيرون من هؤلاء بكل هذا الإعلام.

إذا لم تكن صحفيا محترفا ولديك مصادرك أو علاقاتك المباشرة وربما الشخصية مع المسؤولين من مستويات مختلفة، فلن تعرف أي معلومة مهمة، لا على صعيد السياسات الداخلية، ولا الخارجية، ولا الازمات، ولا التقلبات، ولا ماهية الظروف، ويتم ترك أغلب الصحفيين للاستنتاجات والتحليلات دون معلومات، في بلد يتحدث كثيرا عن حرية الإعلام والشفافية، ويطالب بحرفية الصحفيين، وتأكدهم من معلوماتهم، لكنه على ارض الواقع يفعل العكس.

المسؤولون يتجنبون اللقاءات الحساسة والمغلقة، ربما بسبب كثرة اسئلة الصحفيين، وربما بسبب المخاوف من التسريب، وأحيانا يفضلون أن لا يكونوا حاضرين في المشهد، واحيانا ينتقون من يريدون ويحجبون من يريدون، على طريقة نحب ونكره في دولة في عام 2023، يخضع فيها بعض المسؤولين للمواقف الشخصية والأهواء والعواطف وتصنيف الناس أصدقاء واعداء، وكأننا ما زلنا في فترة الخطبة، على الرغم من انه..”لا يأسى على الحب الا النساء”.
الذي يراد قوله هنا أن هناك عشرات العناوين الحساسة والمهمة، ولا يوجد أي تحديث عليها، وعدا لقاءات يتيمة مع قلة، فإن أغلب الإعلام المؤثر غائب، والمفارقة أن من ُيغيّبون الإعلام يتباكون ويقولون إن السوشال ميديا تقود الرأي العام، فيما لا يعترفون بدورهم في إضعاف الإعلام، وإخراجه من مساحات التأثير المستندة إلى المعلومات من مصادرها الأساس.
القصة هنا لا تتقصد شخصا محددا، فأنا لا أقصد أحدا بحد عينه، لكننا نتحدث عن المبدأ فهذا التغييب فيه ازدراء، ويعبر عن جهل أيضا، واعتقاد سطحي أن المسؤول بإمكانه أن يفعل ما يريد وأن النجاة والسلامة هي في البعد عن الإعلام، عدا بضعة لقاءات اووف ريكورد، أو مؤتمرات صحفية تحمل كلاما عموميا، أو حتى كلاما قابلا للنقد الشديد، في بعض الحالات.
لا يراد من الإعلام هنا ممارسة التحشيد والتجييش والتشيع لهذا المسؤول أو ذاك، لكنني سأضرب مثلا حيث يسألنا صحفيون عرب واجانب، وأردنيون من مراسلي وسائل الإعلام العالمية عن ملفات كثيرة، والكل ليس لديه معلومة، ولا يستطيع حتى الوصول إلى أحد في مؤسسات مختلفة، لان الكل يتجنب الكلام، وتحمل المسؤولية، والمؤسف هنا أن الرسميين لا يتذكرون الصحفيين الا ساعة أزمة، أو محنة، أو بسبب تفجر ملف محدد، فيما ينسونهم بقية العام، برغم أن كل ما يريدونه هو تحديث معلوماتهم حول قضايا داخلية وخارجية فقط.
حين تغيب الشفافية، أو يتم حصرها بثلة محددة، فلا نلوم لحظتها تفشي الإشاعات، ولا سيطرة جهات محددة على الرأي العام في الأردن، فأنتم من ترك هذا الرأي ليتشكل بطريقة عشوائية.
لا بد أن نعترف هنا أن هناك خوفا لدى كثرة من مجالسة الكتاب الصحفيين، أو الإعلاميين، أو المراسلين، ويجهد بعض هؤلاء خلال اللقاءات من أجل تلوين الحقائق والالتفاف عليها، وخفض المصارحة، حماية للمسؤول ذاته، وخوفا من تسريب هنا أو هناك، هذا على الرغم من أن المسؤولين الأكبر شأنا في الدولة الأردنية وفي المؤسسات السيادية الأعلى درجة، يقولون كل شيء خلال اللقاءات، ويلتزم الحاضرون بطي عشرات الاسرار، ولا ينشرونها، احتراما لطبيعة اللقاء، فيما المسؤولون الاقل درجة يفضلون الاختباء بعيدا عن الأعين المتربصة.
هل يدرك هؤلاء دور الإعلام، وطبيعته، وما يحتاجه حقا، ام يعتبرونه مجرد غرفة ملحقة بالحديقة الخلفية لهذا أو ذاك، فلا يأبهون بكل احتياجاته، برغم أن القصة هنا مهنية، وليست لحاجة الصحفي لمجالسة هذا أو ذاك، إذ كثيرا ما ثبت من بعض اللقاءات أن خسارة الصحفي من تلبية الدعوة كانت كبيرة، فلا فائدة، ولا معلومات، فوق زحام السيارات خلال المشوار وكلفة الوقود المهدورة، خلال الطريق نحو مقر الداعي قدس الله سره، واسراره.
الأردن وسط محيط صعب جدا، وهناك أزمات في الإقليم وأزمات في الداخل، ويتم ترك الرأي العام الأردني ليتشكل بعيدا بوسائل غير محترفة أساسا، ثم يأتون ويلومون ببراءة الأطفال ويسألون أين أنتم أمام عمليات التضليل الجارية على قدم وساق، داخل الأردن وخارجه؟.
هذا النقد موجه لكل بنية الدولة لغياب المكاشفة والشفافية.

مقالات ذات صلة يا (زلط) زغلولي 2023/09/02

الغد

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

إحالة أوراق المتهم بقضية «الدارك ويب» للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه

قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الأولى، إحالة المتهم الأول بقضية مقتل طفل شبرا الخيمة، والمعروفة إعلاميا بقضية "الدارك ويب"، لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيما اقترفته، وحددت جلسة يوم السادس من دور شهر مارس للنطق بالحكم.

وكانت النيابة العامة أحالت المتهمين: “طارق أ ع” (29 سنة) عامل بمقهى مقيم شارع الجامع، أحمد عرابي، أول شبرا الخيمة القليوبية، و"علي الدين م ع م ا" (15 سنة) طالب مقيم بدولة الكويت، في القضية رقم 9800 لسنة 2024 جنايات قسم أول شبرا الخيمة والمقيدة برقم 1287 لسنة 2024 كلي جنوب بنها، لأنهما في يوم 15 أبريل 2024، بدائرة قسم أول شبرا الخيمة محافظة القليوبية، حال كون المتهم الثاني طفلًا جاورت سنه خمس عشرة سنة ولم يبلغ الثامنة عشر عامًا ميلاديًا قتل عمدًا مع سبق الإصرار المجني عليه “أحمد م س م”، بتحريض ومساعدة من المتهم الثاني واتفق معه على قتله مقابل خمسة ملايين جنيه.

وبيت النية وعقد العزم على ارتكاب جرمه وأعد لذلك الغرض عدته "عقاقير طبية وحزام من الجلد" وتوجه إلى حيث أيقن وجوده بمقهى معلوم لديه سلفًا، واستدرجه غدرًا إلى بيته، وما أن ظفر به حتى سقاه شرابًا يحوي تلك العقاقير، فلما غاب عن وعيه، خنقه بحزامه جاثمًا فوقه قاصدًا قتله، ولم يتركه إلا جثة هامدة فأحدث به الإصابات الموصوفة والمبينة بتقرير الصفة التشريحية المرفق بالأوراق، التي أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات في القضية.

اقرأ أيضاً«ضحية الدارك ويب».. استكمال محاكمة المتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة

مسلسل ساعته وتاريخه الحلقة 6.. القصة الحقيقية لجرائم «الدارك ويب»

مقالات مشابهة

  • الإنتقالي يتنصل من المسؤولية ويستنجد بالسعودية والإمارات.. ومأرب تنقذ عدن من جديد
  • المريض أولًا.. وزير الصحة يستعرض أهداف قانون المسؤولية الطبية
  • أحمد نصار يدشن كتاب دور صحافة الموبايل في تشكيل الرأي العام
  • الإقامة الدائمة في السعودية.. إليك المميزات والرسوم وخطوات الحصول عليها
  • الرأي العام .. الجبهة الديمقراطية وعمل اللجان الإعلامية
  • بعثة الأمم المتحدة لحكومة جوبا : ضرورة التعامل مع الصحفيين كشركاء وليس خصومًا
  • فايزة خمقاني: المدهش في العادي.. رحلة تأمُّليّة فيما نعتقد بأنّنا نعرفه
  • جاستن بالدوني يتهم بليك ليفلي وزوجها بمحاولة دفعه لتحمل المسؤولية في دعوى قضائية
  • إحالة أوراق المتهم بقضية «الدارك ويب» للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه
  • “اللجنة الاستشارية” على وشك الانطلاق.. ما هو دورها الفعلي؟