سواليف:
2024-09-17@09:03:45 GMT

المسؤولية الغافية

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

المسؤولية الغافية

#المسؤولية_الغافية / #ماهر_أبوطير

الموضة السائدة حاليا هي تواري المسؤول بعيدا عن لقاءات الكتاب والصحفيين، الا فيما ندر، أو ضمن تواقيت محددة، لغايات محددة، وغير ذلك لا يابه كثيرون من هؤلاء بكل هذا الإعلام.

إذا لم تكن صحفيا محترفا ولديك مصادرك أو علاقاتك المباشرة وربما الشخصية مع المسؤولين من مستويات مختلفة، فلن تعرف أي معلومة مهمة، لا على صعيد السياسات الداخلية، ولا الخارجية، ولا الازمات، ولا التقلبات، ولا ماهية الظروف، ويتم ترك أغلب الصحفيين للاستنتاجات والتحليلات دون معلومات، في بلد يتحدث كثيرا عن حرية الإعلام والشفافية، ويطالب بحرفية الصحفيين، وتأكدهم من معلوماتهم، لكنه على ارض الواقع يفعل العكس.

المسؤولون يتجنبون اللقاءات الحساسة والمغلقة، ربما بسبب كثرة اسئلة الصحفيين، وربما بسبب المخاوف من التسريب، وأحيانا يفضلون أن لا يكونوا حاضرين في المشهد، واحيانا ينتقون من يريدون ويحجبون من يريدون، على طريقة نحب ونكره في دولة في عام 2023، يخضع فيها بعض المسؤولين للمواقف الشخصية والأهواء والعواطف وتصنيف الناس أصدقاء واعداء، وكأننا ما زلنا في فترة الخطبة، على الرغم من انه..”لا يأسى على الحب الا النساء”.
الذي يراد قوله هنا أن هناك عشرات العناوين الحساسة والمهمة، ولا يوجد أي تحديث عليها، وعدا لقاءات يتيمة مع قلة، فإن أغلب الإعلام المؤثر غائب، والمفارقة أن من ُيغيّبون الإعلام يتباكون ويقولون إن السوشال ميديا تقود الرأي العام، فيما لا يعترفون بدورهم في إضعاف الإعلام، وإخراجه من مساحات التأثير المستندة إلى المعلومات من مصادرها الأساس.
القصة هنا لا تتقصد شخصا محددا، فأنا لا أقصد أحدا بحد عينه، لكننا نتحدث عن المبدأ فهذا التغييب فيه ازدراء، ويعبر عن جهل أيضا، واعتقاد سطحي أن المسؤول بإمكانه أن يفعل ما يريد وأن النجاة والسلامة هي في البعد عن الإعلام، عدا بضعة لقاءات اووف ريكورد، أو مؤتمرات صحفية تحمل كلاما عموميا، أو حتى كلاما قابلا للنقد الشديد، في بعض الحالات.
لا يراد من الإعلام هنا ممارسة التحشيد والتجييش والتشيع لهذا المسؤول أو ذاك، لكنني سأضرب مثلا حيث يسألنا صحفيون عرب واجانب، وأردنيون من مراسلي وسائل الإعلام العالمية عن ملفات كثيرة، والكل ليس لديه معلومة، ولا يستطيع حتى الوصول إلى أحد في مؤسسات مختلفة، لان الكل يتجنب الكلام، وتحمل المسؤولية، والمؤسف هنا أن الرسميين لا يتذكرون الصحفيين الا ساعة أزمة، أو محنة، أو بسبب تفجر ملف محدد، فيما ينسونهم بقية العام، برغم أن كل ما يريدونه هو تحديث معلوماتهم حول قضايا داخلية وخارجية فقط.
حين تغيب الشفافية، أو يتم حصرها بثلة محددة، فلا نلوم لحظتها تفشي الإشاعات، ولا سيطرة جهات محددة على الرأي العام في الأردن، فأنتم من ترك هذا الرأي ليتشكل بطريقة عشوائية.
لا بد أن نعترف هنا أن هناك خوفا لدى كثرة من مجالسة الكتاب الصحفيين، أو الإعلاميين، أو المراسلين، ويجهد بعض هؤلاء خلال اللقاءات من أجل تلوين الحقائق والالتفاف عليها، وخفض المصارحة، حماية للمسؤول ذاته، وخوفا من تسريب هنا أو هناك، هذا على الرغم من أن المسؤولين الأكبر شأنا في الدولة الأردنية وفي المؤسسات السيادية الأعلى درجة، يقولون كل شيء خلال اللقاءات، ويلتزم الحاضرون بطي عشرات الاسرار، ولا ينشرونها، احتراما لطبيعة اللقاء، فيما المسؤولون الاقل درجة يفضلون الاختباء بعيدا عن الأعين المتربصة.
هل يدرك هؤلاء دور الإعلام، وطبيعته، وما يحتاجه حقا، ام يعتبرونه مجرد غرفة ملحقة بالحديقة الخلفية لهذا أو ذاك، فلا يأبهون بكل احتياجاته، برغم أن القصة هنا مهنية، وليست لحاجة الصحفي لمجالسة هذا أو ذاك، إذ كثيرا ما ثبت من بعض اللقاءات أن خسارة الصحفي من تلبية الدعوة كانت كبيرة، فلا فائدة، ولا معلومات، فوق زحام السيارات خلال المشوار وكلفة الوقود المهدورة، خلال الطريق نحو مقر الداعي قدس الله سره، واسراره.
الأردن وسط محيط صعب جدا، وهناك أزمات في الإقليم وأزمات في الداخل، ويتم ترك الرأي العام الأردني ليتشكل بعيدا بوسائل غير محترفة أساسا، ثم يأتون ويلومون ببراءة الأطفال ويسألون أين أنتم أمام عمليات التضليل الجارية على قدم وساق، داخل الأردن وخارجه؟.
هذا النقد موجه لكل بنية الدولة لغياب المكاشفة والشفافية.

مقالات ذات صلة يا (زلط) زغلولي 2023/09/02

الغد

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

خميس: فيما يخص النصر أقول اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .. فيديو

ماجد محمد

علق الناقد الرياضي يوسف خميس، على المباراة التي جمعت بين الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، ونظيره الشرطة العراقي، مساء أمس.

وقال “خميس” خلال ظهوره في برنامج “المنتصف” المذاع على شاشة الإخبارية: “فيما يخص النصر أقول اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، في الإدارة منذ الموسم الماضي، معروف المشكلة فين ومع ذلك مصرين على المدرب بنفس الأسماء”.

وتعادل النصر مع الشرطة العراقي إيجابيًا 1-1،حيث يستعد العالمي لثاني جولاته في دوري أبطال آسيا للنخبة، أمام ضيفه الريان القطري، على ملعب الأول بارك بالرياض.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/09/YCuPdGcWDOfZ5bCk.mp4

مقالات مشابهة

  • اعتقال شون "ديدي" كومبس في نيويورك بتهم فدرالية غير محددة
  • خميس: فيما يخص النصر أقول اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .. فيديو
  • موسى الصبيحي ينصح الرئيس المكلّف بالإفراج عن الزعبي ومعتقلي الرأي
  • القضاء يحيل رئيس هيئة النزاهة الى التحقيق “لتضليله الرأي العام”
  • أنقرة: لا اتفاقات محددة حول توقيت ومكان لقاء أردوغان والأسد
  • الكرملين: بوتين دائما يتأنى بشكل كبير فيما يتعلق بالرد على تصرفات الغرب
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 173 منذ بدء العدوان على غزة
  • المحامي جباعتة يطالب بالإفراج عن معتقلي الرأي وعلى رأسهم الزعبي
  • رئيس البرلمان التركي: المسؤولية عن جريمة قتل عائشة تقع على إسرائيل وداعميها
  • حرية الرأي ما لها وما عليها