منصوري الى السعودية اليوم: لن أستخدم أموال الناس لإقراض الدولة... حتى بقانون
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
من المقرر ان يتوجه حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري اليوم إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة نقلها اليه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قبل ايام.
وبحسب المعلومات التي نقلتها" الجمهورية"، فإنّ منصوري سيمضي في المملكة اياماً عدة، حيث أُعدّ له برنامج لقاءات واسع مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين، ولاسيما في القطاع المالي.
وأبلغت مصادر مصرفية إلى "الجمهورية" قولها انّ زيارة منصوري بالغة الأهمية لجهة توقيتها ومضمونها، ومفاعيلها بالتأكيد إيجابية للبنان، وتؤكّد بما لا يرقى اليه الشك انّ السعودية وخلافاً لكل ما يُقال من هنا وهناك، لم تُخرج لبنان من دائرة اولوياتها واهتماماتها، ويعنيها مباشرة أن ترى لبنان قد خرج من أزمته السياسية، ودخل في انفراج حقيقي في أزمته المالية والاقتصادية.
وكتب ثائر عباس في" الشرق الاوسط": في المؤتمر الصحافي الأول، الذي عقده منصوري قبل يوم من نهاية ولاية سلامة، قال منصوري إنه مستعد لإعطاء فترة سماح للدولة للانتقال، كي لا يقطع التمويل عنها نهائياً. اقترح منصوري إعطاء الدولة قرضاً لـ3 أو 6 أشهر للمرة الأخيرة، ضمن آلية لتسديد القرض، لكن الحكومة والقوى السياسية لم تتجاوب بإصدار قوانين بهذا الإطار، فلجأ منصوري إلى خطة بديلة، فهذا الشهر سدد مصرف لبنان رواتب القطاع العام بالدولار بشراء الدولارات من السوق بليرات حولتها الحكومة إلى مصرف لبنان، وبالتالي لم يطبع أموالاً إضافية، ولا اضطر لاحقاً لسحب أموال الاحتياطي لإعادة الهدوء إلى السوق، كما كان يحصل سابقاً.
كانت الفكرة تغطية العجز مقابل الإصلاحات على قاعدة إعطاء الحكومة وقتاً لتحصل على الأموال من صندوق النقد أو أي مصدر آخر تقترحه الدولة، فيما يؤمن مصرف لبنان الانتظام المالي في مقابل تأمين القوانين الإصلاحية والضمانات للمودع.
لكن منصوري يجزم بأنه "طالما لم تؤمن كل تلك المطالب، فلن أقرض أحداً".
ويؤكد لـ"الشرق الأوسط" أن لا رجوع إطلاقاً عن وقت تمويل الدولة، "لأنني أسعى لإعادة الانتظام لمالية الدولة. هذا القرار حاسم وليس سهلاً لكنني لن أتراجع عنه". ويذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بتأكيده أنه «حتى لو صدر قانون بمجلس النواب بالاستدانة، ولم تكن هناك قوانين إصلاحية في مقابلها، لن أصرف الأموال. هذا حقي بالقانون. لا قانون يلزمني بالدفع. هناك قانون يجيز لي استخدام أموال الناس لإقراض الدولة، لكنني لن أستخدم أموال الناس. أرفض استخدامها لسبب بسيط، لأنه إذا لم تقترن بالإصلاحات نكون نرميها في الهواء".
معالجات الموازنة العامة للدولة لعام 2023 حتى هذه اللحظة، خرجت بعجز معلن قدره 46 تريليون ليرة، أي 500 مليون دولار، رغم أنه يفترض أن تكون متوازنة. ويرى منصوري أن العجز سيتجاوز ذلك.
وينقل زوار منصوري عنه قوله إن هذا العجز يجب أن تتم تغطيته، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة. هذه المعضلة - كما ينقل عن الحاكم بالإنابة - لا تُعالج إلا بإطار قانون جديد مختلف عن إطار المعالجة السابقة، حيث يجب أن يتم العمل على الموازنة بشكل جدي لتكون بلا عجز، حتى لو تأخرنا بذلك لفترة معينة.
وفي ملف أموال المودعين، يشدد منصوري على أنه "لا يمكن معاملة الناس كما يعاملون الآن. هذه قلة احترام للناس، وقلة قيمة للدولة".
ويقول كما ينقل عنه زواره: «في أموال المودعين، تجب مصارحة الناس بالملف، والعمل بجد لإيجاد حلول جدية، وهذا الأمر لا يتم إلا بموجب القوانين التي أطالب بها. القوانين الإصلاحية، وهي (الكابيتال كونترول)، وإعادة هيكلة المصارف، وقانون التوازن المالي. هذه القوانين الثلاثة مع الموازنة التي تخفف العجز إلى أقصى حد، إذا أنجزت، يمكن إيجاد توازن».
الاقتصاد النقدي ومخاطره:
منذ بدء الأزمة واحتجاز أموال المودعين في المصارف، فقد اللبنانيون الثقة بهذا القطاع، وذهبوا نحو اقتصاد نقدي له كثير من المخاطر. يقول منصوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاقتصاد النقدي الذي يعيشه البلد، لا يمكن ولا يجب أن يستمر. أنا كمصرف مركزي لا يمكن أن أستمر بشراء الدولار من السوق إلى ما لا نهاية. ويجب أن أتأكد من كل مصادرها. بالنهاية، الاقتصاد النقدي، سيقضي على البلد. نحن بحاجة لمساعدة. لكن إذا لم نساعد أنفسنا، فمن سيساعدنا؟».
وفي محاولة للخروج من هذه الأزمة، قام مصرف لبنان بإصدار التعميم رقم 165 الذي أتاح فتح حسابات «فريش» بالدولار والليرة، لنقل السوق الموازية إلى القطاع المصرفي، بما يتيح لمصرف لبنان المراقبة والتأكد من مصدر الأموال في البلد وتفعيل إجراءات مكافحة تبييض الأموال. لكن إذا لم تحصل أي حلول قانونية جذرية، تتيح للقطاع المصرفي العمل بفاعلية، فستبقى ضمن اقتصاد الكاش. الأمور كلها مترابطة، يقول منصوري: «تنجز القوانين الإصلاحية، تنتظم مالية الدولة، المودع يعرف كيف ومتى سيحصل على أمواله، تستعاد الثقة بالمصارف، عندها تدفع هذه الثقة الناس لإعادة جزء من أموالها إلى المصارف، وهو ما يتيح لمصرف لبنان، كمنظم للقطاع المصرفي، أن يضع شروطاً أقوى للحد من اقتصاد الكاش والعودة للعمل عبر المصارف». ويحذر منصوري من أن «الاقتصاد النقدي يمثل خطراً على الدولة ككل».
العلاقات مع الخارج
يجزم منصوري لزواره بأن «لبنان لا يستطيع أن يستمر ويتطور من دون علاقات مع محيطه العربي والخليجي الطبيعي. كل ما تسمعه من الدول الصديقة للبنان، يدعونا لإيجاد حل سياسي، وسيجدوننا إلى جانبهم. هذا الملف ليس بيدي، لكن من واجباتي دعوتهم لإنجاز القوانين المتصلة بالنقد والإصلاحات لإعادة بناء الاقتصاد. أعتقد أنه إذا هذا القطاع تم بناؤه، باقي الأمور ستحل».
ويقول: «طالما أنني أضبط الكتلة النقدية في المركزي، فلا خوف من انفلات بسعر صرف الدولار».
السؤال الكبير: هل تستطيع الحكومة تدبير أمورها بالمبلغ الذي يؤمنه لها مصرف لبنان؟ يقول منصوري: «هنا السؤال الكبير، وإذا لم ننجز الإصلاحات، فلا نستطيع أن نستمر بهذا الوضع مع عودة التلاميذ إلى المدارس وتراجع عرض الدولارات في السوق».
يجزم منصوري بأن «الوضع النقدي مضبوط على أسس علمية». ويقول: «ما أقوم به هو وسائل نقدية تقليدية لا تكلف المصرف المركزي سنتاً واحداً».
في المقابل نقلت «الديار» من مصادر مالية أن مصرف لبنان لا يزال يقوم بنفس العمليات التي كان يقوم بها حاكم المركزي السابق رياض سلامة حيث إشترى المصرف المركزي من السوق ما يوازي الـ 180 مليون دولار أميركي لدفع أجور القطاع العام وسدّ بعض حاجات الحكومة من مشتريات بالعملة الصعبة.
وتُضيف المصادر أن حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري تمّيز عن سلفه بنقطتين: الأولى نشر الأرقام والثانية موقف واضح عن رفض تمويل الدولة من الإحتياطي الإلزامي، أما الباقي، فإن منصوري يسير على خطى سلامة خصوصًا مع رفض السلطة السياسية إقرار القوانين التي طالب بها منصوري والتي هي مطالب صندوق النقد الدولي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاقتصاد النقدی مصرف لبنان إذا لم
إقرأ أيضاً:
الاتصالات تحتفي بتميّز المرأة السعودية في التقنية والابتكار
احتفت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بتميّز المرأة السعودية في القطاع التقني تزامنًا مع اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مجددة التزامها بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها
في رسم ملامح المستقبل الرقمي للمملكة.
وشهدت الفعالية، التي أقيمت في مقر الوزارة بالرياض، حضورًا ملهمًا لنخبة من القائدات الرقميات، والمواهب النسائية الشابة من مختلف القطاعات، إلى جانب طالبات من الجامعات والأكاديميات الرقمية، وفائزات بمسابقات دولية، ورائدات أعمال، ومؤسسات لشركة تقنية ناشئة، وعدد من الجمعيات من القطاع غير الربحي.
وبهذه المناسبة قالت كبيرة المستشارين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات نوره الزيد: “نفخر بالكفاءات النسائية السعودية في القطاع التقني، وبدعم وتمكين القيادة الرشيدة هن شريكات أصيلات في بناء العصر الذكي والاقتصاد الرقمي”، مشيرةً إلى التقدم الذي حققته المملكة في مشاركة المرأة في قطاع التقنية من 7% في العام 2018 وصولاً إلى 35٪ اليوم وهي الأعلى على مستوى المنطقة، وأعلى من متوسط مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة تحفيزية خلال الفعالية، أكدت وكيلة الوزارة لوظائف وقدرات المستقبل صفا الراشد أن دعم المرأة في مجالات التقنية ليس خيارًا، بل استثمارًا حقيقيًا في الاقتصاد الوطني، وقالت: “نحن في سباق
كفاءة وإنتاجية وتنافسية، وتمكين المرأة ركيزة للتميز والريادة”.
وأشادت بالمواهب التقنية للفتيات في المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن الوزارة تسعى لتحقيق تنافسية المرأة في التقنية ليس فقط للمنافسة محليًا، بل ليكنّ مؤثرات عالميًا بإنجازاتهن ومهاراتهم وثقتهن
ورؤيتهن الطموحة.
وتخللت الفعالية جلسات حوارية شاركت فيها الشريك المؤسس لـImpact64 بسمة السنيدي، ومديرة إدارة الشراكات في أكاديمية طويق ريناد الكثيري، ونائب الرئيس للتحول الرقمي في شركة مايكروسوفت زينب الأمين، ومديرة القطاع الحكومي في شركة جوجل ريم السليمان، والعديد من الفتيات في التقنية اللاتي صنعن الأثر الكبير من خلال ريادتهم لمبادرات تقنية رائدة.
وسلطت الجلسات الضوء على قصص نجاح ملهمة، واستعرضت فرص ريادة الأعمال، والاستثمار، والتمثيل الدولي، والتدريب، في مشهد يجسّد بيئة وطنية محفزة لتمكين المرأة في القطاع الرقمي.
واختُتمت الفعالية بتكريم الفائزات في تحدي الطلاب العالمي لبرمجة التطبيقات بلغة swift من شركة apple، تقديرًا لإنجازاتهن العالمية، وإسهامات المرأة السعودية ومكانتها المتنامية في الاقتصاد الرقمي.