قبل أسبوع تقريباً من الموعد المبدئي لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في 11 أيلول الحالي ازدادت الشكوك في المناخات والأجواء التي تسبق عودته مع ارتسام صورة الانقسامات الواسعة مجدّداً حول مبدآ الحوار وآليّته كممر أو شرط أو وسيلة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بما طرح الكثير من التساؤلات والشكوك حول الأهداف التي دفعت الرئيس نبيه بري إلى طرح حواري جديد ما دام يعرف سلفاً أنّ المعارضة التي رفضت الاستجابة لرسائل لودريان لن تكون في وارد التساهل معه هو.



وكتبت" النهار": إذا كانت أجوبة المعارضة السلبية على طرح بري أنهت عمر هذه المبادرة في مهدها، فإنّ هناك اقتناعاً لدى بعض قوى المعارضة بأنّ برّي تعمّد ذلك مع إدراكه المُسبق بأن ردود المعارضة ستكون سلبيّة على طرحه لكنّه أراد تظهير موقف المعارضة كعنصر سلبي ومتسبّب بتطويل الأزمة الرئاسيّة. وعلى رغم تفهّم موقف المعارضة لهذا الاعتقاد، فإنّ مراقبين مستقلّين يخشون أن يكون برّي بمحاولته هذه نجح نسبيّاً في ترسيخ انطباع متشائم لدى الفرنسيين والبعثات الديبلوماسيّة حيال إمكانات حلحلة التأزّم ورمي الكرة الملتهبة في ملعب المعارضة.

ولذلك، يرى هؤلاء أنّ الفترة الفاصلة عن عودة لودريان قد تشهد احتداماً واسعاً في المنازلة السياسية، إذ إنّ الخطاب الذي سيُلقيه مساء اليوم الأحد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سيتضمّن كما بات معروفاً مواقف حاسمة ومتشدّدة في الرفض لمنطق الحوار قبل الانتخاب.

ولكن معالم الانقسام حيال دعوة برّي إلى الحوار برزت أمس مع تشديد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على "موقف الحزب واللقاء الديموقراطي الداعي دائماً إلى الحوار المجدي، في ظل انسداد الأفق السياسي الحاصل"، مبدياً ترحيبه بالزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى الجبل الجمعة المقبل "لتكريس ثمار المصالحة والبناء على إنجازها"، وآملاً في الوقت نفسه أن "يتغلّب منطق التسوية والمصالحات في كل قضايانا الوطنيّة المختلف حولها".

مصادر سياسية مُعارضة أشارت لـ"الديار" إلى أنه حتى لو تمّ الحوار ومن بعده جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس للجمهورية، لن يكون هناك إنتخاب لرئيس نظرًا إلى أن التيار الوطني الحرّ أعطى كلمة لحزب الله بعدم التصويت لجهاد أزعور في أي جلسة إنتخاب مُستقبلية وهو ما عبّر عنه النائب آلان عون الذي قال أن تأييد أزعور كان لتمرير الوقت. أضف إلى ذلك أن الرئيس برّي يعمل على حثّ الحزب الإشتراكي على تغيير موقفه من إنتخاب أزعور (من دون تأييد فرنجية بالضرورة) وهو ما يعني إستحالة أي من الأفرقاء إيصال مرشّحهم إلى سدّة الرئاسة. وتُشير المعلومات أن رفض المعارضة للحوار نابع من مخاوف من إلتزامات قد يكون أعطاها التيار الوطني الحرّ لحزب الله فيما يخصّ إنتخاب رئيس للجمهورية وبالتحديد عدم التصويت لجهاد أزعور. وبالتالي، فإن الحوار سيُضعف جبهة المعارضة القائمة حاليًا حيث سيتمّ شرذمة المعارضة. وكتبت" الجمهورية": إذا كانت مبادرة بري قد أراد من خلالها كسر جدار التعطيل الرئاسي، آملاً ان تُقابل بما اعتبرها رئيس المجلس «صحوة وطنية» تستولد رئيساً للجمهورية في ايلول، فإنّ ارتداداتها تبدّت سريعاً، حيث انّها احدثت فرزاً واضحاً في الواقع السياسي، بين اكثرية تؤيّدها باعتبارها السبيل الوحيد المتبقّي لفتح الطريق الرئاسي والخروج من هذا الواقع المشوّه، وبين اقلية تعاكسها، كما بدا في مواقف بعض المكونات التي تسمّي نفسها سيادية.   ووصفتها مصادر قريبة من المبادرة بقولها لـ"الجمهورية" بأنّها "فئة مخاصمة للحوار تحكمها الشعبوية، شعارها الأول والأخير»عنزة ولو طارت»، آلت على نفسها الّا ان تنتهج مسار إجهاض كل فرص الإنقاذ وإبقاء البلد في مستنقع التعطيل ووحل الصراعات والتناقضات السياسية. لا لشيء الّا للتعطيل وإبقاء الأزمة قائمة، اما ماذا يستفيدون من ذلك، فلا احد يعرف، وأكثر من نشك بانّهم يعرفون".    

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بن شرادة: المجلس الرئاسي “جسم ميت” يستنزف خزينة الدولة

???? ليبيا – سعد بن شرادة: المجلس الرئاسي “جسم ميت” يستنزف خزينة الدولة ????️????

وصف عضو مجلس الدولة الاستشاري سعد بن شرادة المجلس الرئاسي بـ “الجسم الميت”، معتبرًا أنه عبء على خزينة الدولة، حيث يخصص له ميزانية منفصلة رغم فشله في أداء مهامه، وفق تعبيره.

???? المجلس الرئاسي بعيد عن الواقع ????️
بن شرادة، وفي تصريحات خاصة لشبكة “لام”، أشار إلى أن المجلس الرئاسي يُستخدم من قبل بعض الأطراف في المشهد الليبي لتحقيق مصالحها، مؤكدًا أنه بعيد عن الواقع الذي تمر به البلاد، ولا يملك تأثيرًا حقيقيًا في حل الأزمات.

???? إخفاق في المصالحة الوطنية ????
وأوضح أن المجلس الرئاسي فشل طيلة 4 سنوات في تسيير ملف المصالحة الوطنية، رغم أنه كان من أبرز المهام الموكلة إليه وفق الاتفاق السياسي، معتبرًا أن هذا الإخفاق يفقده أي شرعية للاستمرار.

???? ملف الدستور أولى من استفتاء الملفات السياسية ????
وفي ختام تصريحاته، انتقد بن شرادة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، معتبرًا أنه كان الأجدر به طرح مشروع الدستور الجاهز وقانون تنفيذه على الشعب للاستفتاء، بدلًا من الترويج لاستخدام الاستفتاء الشعبي لحل الملفات السياسية العالقة بين الخصوم.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • الرئاسي: المنفي صلى العيد وتبادل التهاني والتقط الصور التذكارية
  • «الرئاسي اليمني»: استعادة صنعاء صار أقرب من أي وقت مضى
  • ألمانيا تدعو رئيس جنوب السودان ونائبه رياك مشار لتهدئة الأوضاع واستئناف الحوار
  • عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح
  • الرائي البرغش: غروب الشمس بمرصد تمير 6:11 مساءً.. والأجواء شبه صافية
  • بن شرادة: المجلس الرئاسي “جسم ميت” يستنزف خزينة الدولة
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور المحرصاوي
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور محمد المحرصاوي