عربي21:
2024-10-03@05:02:34 GMT

متوالية الانقلابات العسكرية في أفريقيا ودلالاتها

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

قبل سنوات دعتني مؤسسة محمد إبراهيم الدولية في لندن لحفل توزيع جائزة الحكم الرشيد في أفريقيا. شهد الحفل حضور عدد كبير من الدبلوماسيين والسياسيين السابقين والحاليين، وأذكر منهم الأمين العام الراحل للأمم المتحدة كوفي عنان. أنشأ المهندس البريطاني من أصل سوادني محمد إبراهيم هذه الجائزة التي تُمنح لرئيس من قارة أفريقيا؛ يتم اختياره بناء على معايير ما وفّره من أمن واستقرار ورخاء لشعبه ونقله السلطة بطريقة سلمية إلى من بعده.



كان هدف محمد إبراهيم المعروف بمو إبراهيم أن تتخلص القارة السمراء الغنية بالموارد والطاقة البشرية؛ من أزمة حكامها الذين لا يغادرون مناصبهم سوى بالموت أو الانقلابات العسكرية. وتعد قيمة الجائزة غير المسبوقة حافزا يسيل له لعاب أي سياسي، إذ تبلغ خمسة ملايين دولار تُدفع على مدار عشر سنوات، يعقبها معاش تقاعدي يبلغ مائتي ألف دولار. ولكن يبدو أن كل هذا لم يمنع كثيرا من حكام القارة من البقاء في مناصبهم لأطول فترة ممكنة، ولم يمنع أيضا الانقلابات العسكرية من دول القارة.

الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الميراث الاستعمار هذا وخاصة الفرنسي منه؛ ليس سوى تعبير عن نظرية ملء الفراغ الاستراتيجي الذي تملؤه دول مثل فرنسا أو الولايات المتحدة. أي أن التاريخ الاستعماري للدول الغربية في فرنسا ليس مبررا لنفوذها الحالي، اللهم إلا من ناحية الاهتمام والاستثمار في هذه الدول الأفريقية
ما من شك أن الميراث الاستعماري في القارة يطل برأسه ويتحكم في كثير من موارد القارة من خلف ستار التأثير السياسي والعسكري والاقتصادي، ولكن هل حقا معضلة الحكم في القارة الأفريقية مرتبطة بفساد الحاكم المالي أو رغبته في السلطة فقط؟ إن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الميراث الاستعمار هذا وخاصة الفرنسي منه؛ ليس سوى تعبير عن نظرية ملء الفراغ الاستراتيجي الذي تملؤه دول مثل فرنسا أو الولايات المتحدة. أي أن التاريخ الاستعماري للدول الغربية في فرنسا ليس مبررا لنفوذها الحالي، اللهم إلا من ناحية الاهتمام والاستثمار في هذه الدول الأفريقية.

إن قيام دول أخرى مثل الصين وروسيا وتركيا بالاهتمام بأفريقيا في السنوات الأخيرة باستخدام أدوات استراتيجية ودبلوماسية مختلفة، أثبت أن النفوذ غير الغربي ممكن في دول القارة إذا كان هناك اهتمام حقيقي بها. ويتجلى تضارب المصالح بين هذه الدول وبين فرنسا في موقفها من انقلاب النيجر؛ ذلك أن انحسار نفوذ فرنسا في النيجر يعد من عواقب ظلمها الذي مارسته هناك، فيما لم تؤيد كل من روسيا والصين التدخل العسكري لإعادة الرئيس المنتخب إلى منصبه مرة أخرى. ويبدو أن التباينات السياسية المعروفة بين بيجين وموسكو وأنقرة تتلاشي أمام الإجماع على معارضة الاحتكار الفرنسي أو بالأحرى الاستغلال لدول أفريقيا.

الانقلابات المتوالية في أفريقيا هي تعبير عن تراجع النفوذ الأمريكي والفرنسي في القارة الأفريقية، خاصة إذا أضفنا لذلك الصراع السوداني- السوداني. وهو تراجع أسفر عما يشبه حروبا بالوكالة بدأت في أوكرانيا وربما لن تقف عند حدود النيجر والجابون، أي أنها حرب شمال جنوب، وهي تعبير خشن عن تعدد الأقطاب الدولية
ويمكن بسهولة رصد موقف هذه الدول الثلاث من الحرب في أوكرانيا لنجد تشابها بينها إلى حد بعيد من موقفها من انقلاب النيجر مثلا والقاسم المشترك؛ هو الوقوف على الحياد الظاهري وتحميل الغرب المسئولية عن مآلات الأمور. وليس هناك شك في أن فرنسا كانت تدرك ذلك مع بداية الأزمة الأوكرانية، وتعرف أن ضرب مصالح موسكو في شرق أوروبا يمكن أن ترد عليه موسكو بسهولة في مناطق نفوذ فرنسي أخرى في العالم وخاصة في أفريقيا. ولذلك سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزاره شخصيا في العاصمة موسكو، وهي الزيارة التي لم تؤتِ ثمارها.

يمكن بسهولة استنتاج أن الانقلابات المتوالية في أفريقيا هي تعبير عن تراجع النفوذ الأمريكي والفرنسي في القارة الأفريقية، خاصة إذا أضفنا لذلك الصراع السوداني- السوداني. وهو تراجع أسفر عما يشبه حروبا بالوكالة بدأت في أوكرانيا وربما لن تقف عند حدود النيجر والجابون، أي أنها حرب شمال جنوب، وهي تعبير خشن عن تعدد الأقطاب الدولية غير مصحوب بحروب أيديولوجيا وإنما اقتصادية نفعية صرفة.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا الانقلابات فرنسا النيجر روسيا انقلاب فرنسا النيجر روسيا أفريقيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أفریقیا هذه الدول فی القارة تعبیر عن

إقرأ أيضاً:

فرنسا تحرك قدراتها العسكرية بالشرق الأوسط للتصدي لإيران

أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "أدان بأشد العبارات الهجمات الجديدة التي شنتها إيران على إسرائيل"، مشيرا إلى أن باريس "حركت" الثلاثاء "قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني".

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان صدر في ختام اجتماع لمجلس الدفاع، إن ماكرون طالب "حزب الله بوقف أعماله الإرهابية ضد إسرائيل وسكانها".

 وطلب ماكرون من السلطات الإسرائيلية "أن تضع في أسرع وقت ممكن حدا" لـ"عملياتها العسكرية" في لبنان، مشيرا إلى أن باريس "ستنظم قريبا جدا مؤتمرا لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته،" وأن وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، "سيزور الشرق الأوسط مجددا".

وكان وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، قال إن القوات البريطانية قامت بدور، الثلاثاء، في محاولات منع مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط جراء الهجوم الصاروخي الإيراني، وذلك بعدما طمأن رئيس الوزراء، كير ستارمر، إسرائيل إزاء التزام بلاده "الراسخ"بأمنها.

وردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا مستعدة لاستخدام جيشها لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، قال ستارمر إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها وإن "أي جديد في هذا الشأن سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب".

هاغاري: سلاح الجو الإسرائيلي سيضرب الليلة بقوة في الشرق الأوسط أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، مساء الثلاثاء، بوابل من الصواريخ البالستية لم يخلف "أي تأثير على القدرة العملياتية لسلاح الجو" الإسرائيلي الذي "سيضرب الليلة بقوة" في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق من اليوم، قال وزير الدفاع هيلي في بيان عبر منصة إكس "القوات البريطانية قامت هذا المساء بدورها في محاولات منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط"، وقدم الشكر لها على شجاعتها واحترافيتها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، مساء الثلاثاء، بوابل من الصواريخ البالستية لم يخلف "أي تأثير على القدرة العملياتية لسلاح الجو" الإسرائيلي الذي "سيضرب الليلة بقوة" في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، إن "سلاح الجو يواصل عمله بكامل طاقته، والليلة سيواصل توجيه ضربات قوية في الشرق الأوسط، كما كان يفعل طيلة العام الماضي".

واتهم هاغاري إيران بأنها "ارتكبت الليلة عملا خطرا دفع الشرق الأوسط نحو التصعيد".

وشدد هاغاري على أن القصف الإيراني يمثل "تصعيدا خطرا وجسيما".

وقال إن "هجوم إيران تصعيد خطر وجسيم وستكون له عواقب"، محذرا من أن "إيران ووكلاءها يسعون إلى تدمير إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي وقائد الدفاع الأوغندي يبحثان الأوضاع الإقليمية وجهود التنمية بين الدول الأفريقية
  • الرئاسة الفرنسية: نحشد مواردنا العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني
  • فرنسا تطالب إسرائيل بإنهاء عملياتها العسكرية في أسرع وقت
  • فرنسا تعلن تحريك قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط
  • فرنسا تعلن "تحريك قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط"
  • فرنسا تحرك قدراتها العسكرية بالشرق الأوسط للتصدي لإيران
  • الإليزيه: #فرنسا حشدت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني التزاماً منها بالدفاع عن أمن إسرائيل
  • 10 معلومات عن المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة
  • بالأرقام.. أبرز الدول الأفريقية المستقبلة للصادرات المصرية خلال 2023
  • برأسمال 50 مليون دولار.. مصر تستعد لإطلاق أول وكالة سيادية لضمان الاستثمار في أفريقيا