ثوار أحرار حنكمل المشوار
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
الرأي اليوم
صلاح جلال
ثوار أحرار حنكمل المشوار
«1»
* لن ننساكم فى مثل هذا اليوم في ضحى صباح باكر ملأ الهتاف الحناجر شهداء انتفاضة سبتمبر الممهور بالدم السنهوري وهزاع وسارا وبقية الرتل من الشهداء، أرواح أصيلة في ريعان الشباب كانت تتسابق للفداء- جراتق دم قُدام وجُداد، لقد وقف أجدادكم للفداء في يوم الركوز العظيم في ذات الشهر 2 سبتمبر على ربى كرري 12 ألف شهيد واجهوا النيران مقبلين غير مدبرين توسدوا التراب ونالوا شهادة الوطنية، من أجل الحرية والاستقلال وفداء البلاد أمام المستعمر الغاشم، كان في مقدمة الشهداء السيد محمد شهيد جبل سركام ويعقوب أمير الجيش تبلدية وقعت على الكفار، وإبراهيم الخليل قائد الكارا، والأمير عثمان أزرق، سلالة بعضها من بعض هيهات منها الذِلة والانكسار.
«2»
* لن تضيع تضحياتكم هدر، ستظل مباديء ثورة ديسمبر عالية فوق السارية حرية- سلام- وعدالة الثورة خيار الشعب والرِدة مستحيلة مهما تجمعت طيور الظلام ولبست الثعالب جلود الخِراف لمحو ذاكرة الثورة، ستظل شعارات ومبادئ ثورة ديسمبر وكتلة ديسمبر الحاسمة وتجمعات الثوار هي المُلهم والقائد لمواجهة التحديات والصعود للفجر المرتقب، جبهة ديمقراطية عريضة لإيقاف الحرب وتحقيق السلام وإعادة الإعمار في ذكرى مجزرة ثوار سبتمبر لن ننساكم يا هزاع وسنهوري وسارا وبقية العقد النضديد 200 شهيد خلال 48 ساعة قنص مباشر في الصدر والعنق Shoot To kill توجيهات لجهاز حماية النظام المباد وعلى رأسه قيادة عصابة الإجرام.
«3»
* هذه البلاد امتلأت حد التخمة بالغبائن والتجاوزات وغياب العدالة والإفلات من العقاب، كان من غير المستغرب أن يستفرغ هذا الطعام غير المهضوم ما نعيشه الآن من ضحايا ودماء وخراب عمران وسقوط دولة الظلم في نزاع قوى الشر، من أجل السلطة والثروة بالعنف ومجافاة طريق الشعب كما بلورتها ثورة ديسمبر المجيدة في شعارها الخالد سلمية سلمية ضد الحرامية الجيش للثكنات والأحزاب للانتخابات الشعب مصدر السلطات الانتقال المستقر شرعيته الضرورية للعبور التراضي الواسع ووحدة قوى الثورة بكتلتها الحرجة التي أسقطت نظام الإنقاذ لا يتخلف أحد من أحزاب وطنية ومهنيين ومجتمع مدني ولجان مقاومة وبقية القوى المجتمعية، تقدم كل التنازلات الضرورية لبعضها البعض من أجل الوحدة بلا مكابرة وعِناد غير مبرر أو تخوين وادعاء طهرانية زائفة وابتلاع لأهداف أعداء الثورة بتقسيم وفرتكة وحدتها وتوسيع أسباب الشقاق بين مكونات الشعب المتعددة ليتسربوا للسيطرة على الدولة من مسام خِلافاتنا.
«4» ** ختامةفي ذكرى شهداء انتفاضة سبتمبر المجيدة تستصرخنا دماؤهم وأرواحهم الطاهرة لنهدي لها- وحدة شعبية في جبهة وطنية ديمقراطية عريضة لإنهاء الحرب وإعادة الإعمار وإكمال مسار التحول المدني الديمقراطي
الفجر المرق ما بتمنعوا الدبابة- والصبح إن شرق ما أظن تعيقو سحابة
#لاللحرب
#لازم-تقيف
1 سبتمبر 2023م
الوسومالخرطوم الرأي اليوم السنهوري السودان انتفاضة سبتمبر ثورة ديسمبر جبهة وطنية ديمقراطية عريضة صلاح جلال نظام الإنقاذ وحدة قوى الثورةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخرطوم الرأي اليوم السنهوري السودان ثورة ديسمبر صلاح جلال ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
ديمقراطية للقلة
قضيتُ إجازة الأسبوع الماضي وأنا أشاهد لقاءات مع كتاب وسياسيين أمريكيين. لا لاهتمامي بنتائج الانتخابات الأمريكية، بل لإيقاد ذلك «الترمومتر» تجاه مواقفهم مما يحدث، هذه الحساسية يمكن أن تعطي المتحدث شرعية لبقية مواقفه أو تنزعها عنه. فـي الحقيقة لا أعتبر أننا جزء مما يحدث إلا فـي جزئية المشهدية/المسرحية الأمريكية التي تبث على الهواء مباشرة فـي كل أصقاع العالم، كما هو كل شيء أمريكي آخر. وفـي الوقت الذي نعتقد فـيه أن ملفات الشرق الأوسط مهمة بالنسبة لخطط المرشحين الانتخابية، إلا أننا نبالغ كثيرًا. عمومًا يبدو أن هنالك نوعًا من العماء المقصود والمتعمد من قبل النخب فـي أمريكا، فإذا ما كان المرشح «س» سيئًا إلا أنه أفضل من المرشح «ص» الأكثر سوءًا. وبهذا يتغير الرأي العام مباشرة، يقول مثلًا نورمان فنكلستاين الأمريكي المناهض للصهيونية فـي مقابلته مع علي الظفـيري عبر برنامج «المقابلة» التي تبثه الجزيرة، أن كمالا هاريس سرعان ما أصبحت نجمة، وتعليقاتها تثير الضحك دلالة على بساطتها وتواضعها، لقد تم استثمار حتى ما كان يعيبها لكن هذه المرة فـي الاتجاه المضاد تمامًا، يحدث ذلك لكي لا يفوز ترامب فحسب. من جهة أخرى تقول لي صديقة أمريكية: إن ما يحدث جنون محض. فأتباع الديمقراطيين سيصوتون بطبيعة الحال لكاملا هاريس، لكن المسلمين والعرب والمهاجرين والأقليات ومجتمع الميم عين سيصوتون حسب المؤشرات لها كذلك، نظرًا لخوفهم الكبير من سياسات ترامب اليمينية التي قد تضيّق الخناق عليهم، لكن هل تستطيع كاملا هاريس أن تدافع عنهم حقًا؟ لا تظن هذه الصديقة أنها تستطيع فعل ذلك إذا ما قرأنا مسيرتها كنائبة للرئيس الأمريكي خلال الدورة الانتخابية الماضية، وفـي ما يحدث فـي غزة وعدم إيقافه لأربعة عشر شهرًا الآن أن يكون شاهدًا على ذلك، مثل شواهد أخرى عديدة وأكثر قوة بالنسبة للأمريكيين مثل منع الإجهاض فـي بعض الولايات الأمريكية، وانحسار مُثل التمييز على أساس الجندر. يلمع فـي رأسي اقتباس من كتاب يعجبني كثيرًا «ديمقراطية للقلة» لمايكل بارينتي «لو أن الرئيس الأمريكي رأى الفلاحيين الصينيين ينقبون عن طعامهم فـي صناديق القمامة أثناء زيارته للصين لقال إن الشيوعية أثبتت فشلها. فماذا نستدل إن حدث هذا فـي موطن نجاح الرأسمالية المسمى بـ(أمريكا)»؟ لكن هل يستطيع أي شيء أن يغير السياسة الأمريكية أقصد هل يمكن أن نشاهد شيئًا غير هذا الاستقطاب المسرحي بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم البعض؟ تريدنا الرأسمالية أن نقر بنوع من الواقعية الحتمية التي لن ننجر وراءها، لكن ينبغي أن نفكر جيدًا فـيما كتبه كاتب كتاب ديمقراطية للقلة قائلًا: الحقيقة المهمة المتعلقة بفهم القوة السياسية فـي أمريكا هي أن معظم مؤسساتنا الثقافـية تقريبًا إنما تقع تحت سيطرة طبقة ثرية، وترتبط بمؤسسات الأعمال وتحكمها مجموعات من ممثلي الشركات الغنية وهي مجموعات لم ينتخبها أحد وتظل فـي هذه المناصب إلى ما شاءت... نحن لا نملك أي صوت، ولا أي جزء من الملكية، ولا أي قوة تمكننا من اتخاذ القرارات القانونية داخل تلك المؤسسات»، وهذا يعني صديقي القارئ أن تلك المؤسسات المنوطة بالتغيير من داخل هذه الأنظمة والتي تدفع نحو فهم للسياسة قائم على تغيير الصراعات لا الإبقاء عليها مع تغير اللاعبين، هي نفسها ملك لهؤلاء اللاعبين! ثم ماذا؟ هل سنقضي الوقت فـي إعابة الدول التي تقدم نفسها كنموذج ديمقراطي؟ هل سنقول كما يصطاد البعض فـي الماء العكر إما أن لا ديمقراطية فـي هذا العالم، أو أن حتى الديمقراطية يمكن أن تكون وحشية وتنشأ فـيها أكثر الأنظمة الرأسمالية شراسة؟ هل يكفـي التلويح بهذا لعالم أفضل نريده لنا جميعًا، وإن لم يكن لنا فلأبنائنا. أعرف الكثيرين ممن هم فـي مواقع السلطة ممن يجدون هذه الأمثلة فرصة للتشفـي وتسويغ استبدادهم فـي سياقات أخرى، حتى إذا ما لوحت لهم بحقك فـي المشاركة والتمثيل والتعبير لقال لك انظر حتى أمريكا تدعي أنها ديمقراطية. أظن بأنه تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، فردية عبر المعرفة فـي أقل درجات التغيير، وعبر دعم المؤسسات الثقافـية المستقلة التي لا تخدم أجندة هؤلاء اللاعبين، وبدلًا من أن تصبح الانتخابات الأمريكية تقليعة كل أربع سنوات، ماذا لو ذهبنا أبعد من ذلك، خصوصًا وأننا الآن لسنا سوى متفرجين، فرجة زادت نكبتنا منذ ١٤ شهرًا. |