الدعاء هو العبادة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الامام الالباني رحمه الله الذي يُسلِّم على القبر وعلى المدفون فيه ينبغي كما قال أهل العلم أن يستقبل وجهه كما لو حيَّاه وهو حي، فيستقبل وجه الميت، وأما الدعاء فيستقبل فيه القبلة، ويرفع يديه عند الدعاء، فرفع اليدين عند الدعاء معروف، وفيه أحاديث متواترة تواترًا معنويًا، ومنها هذا الموضع، فيرفع يديه ويُطيل الدعاء للميت، ويمحض له الدعاء ويخلص له، وهذا مما ينفع به أخاه، وهذا من فوائد زيارة القبور: تذكر الآخرة، وينفع أخاه، ويعتبر ويتعظ، فمن فوائدها أن ينفع أخاه بهذا الدعاء، وليس هناك دعاء مخصوص، وإنما يدعو له بالمغفرة والرحمة والتجاوز إلى آخره.

 

وأما أن يدعو لنفسه عند القبر فهذا بدعة، فلا يدعو لنفسه عند القبر، بل يدعو لنفسه في غير هذا المكان؛ لئلا يَظن أو يقع في قلبه أن هذا المكان له ميزة أو خصيصة، أو أن لصاحب القبر أثرًا في قبول هذا الدعاء، فكما تُمنع الصلاة عند المقبرة تُمنع العبادات أيضًا كالدعاء وقراءة القرآن، فكلها بدع.

 

جاء في الحديث الصحيح عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: "ثلاث ساعات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا –وذكر الأوقات الثلاثة المضيقة-: «حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تَضَيَّفُ الشمس للغروب حتى تغرب»" [مسلم: 831]، والنص وإن حمله الجمهور على صلاة الجنازة لكن الدفن يدخل في لفظ الخبر دخولًا أوليًّا، وإن سبقته الصلاة بمدة فلا مانع، ثم يؤخر الدفن حتى تنتهي هذه الأوقات المضيقة، هذا إذا ضاق الوقت «حين تَضَيَّفُ الشمس للغروب حتى تغرب»، وهو يقول: (قبل أذان المغرب بساعة) إلى الآن ما ضاق الوقت ولا اصفرَّت الشمس، والنصف ساعة كذلك، لكن لو بادر قبل ذلك أو أخره حتى تغرب الشمس لكان أولى من أن تدفن في هذا الوقت الضيق.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لمَن فاتته

قالت دار الإفتاء المصرية إن أداء سنة ركعتي الفجر تقضى مع الفريضة، إذ ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ»، قَالَ: "فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ" أخرجه مسلم.

حكم أداء سنة الفجر

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (2/ 671، ط. دار الوفاء) في شرح هذا الحديث: [وقوله في رواية أبي حازم عن أبي هريرة: "ثم سجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة" وكذلك في حديث أبي قتادة: "فصلى ركعتين ثم صلى الغداة" ولم يذكر ذلك في حديث ابن شهاب ولا في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.

الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 287): [أما سنة الفجر: فإن فاتت مع الفرض، تقضى مع الفرض استحسانًا] اهـ.


حكم الترتيب بين فريضة الفجر وسنته

قالت دار الإفتاء إن الأصل في الشريعة الإسلامية أن  المصلي يؤدي ركعتي الفجر قبل صلاة الفريضة، فإذا دخل الإنسان المسجد وقد أقيمتِ الصلاة فينبغي أن يلحق بالإمام ولا ينشغل بصلاة السُّنَّة حينئذٍ، موضضحًا أنه حرج في صلاتها لاحقًا بعد الفريضة.

فضل صلاة سنة الفجر
تعد صلاة الفجر مِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا.

فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ»، قَالَ: "فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ" أخرجه مسلم.

دعاء أذان الفجر المنقول عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ونقلت إلينا الأحاديث النبوية الشريفة، دعاء يردد عند سماع أذان الفجر، وهو ما روى عنْ سَعْدِ بْن أَبي وَقّاصٍ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ ‏«مَنْ قَالَ حينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذّنَ‏:‏ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَه إِلاّ الله وحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ محمدًا عبده ورسولهُ، رَضِيتُ بِالله رَبّا وَبمُحَمّدٍ رَسُولًا وَبالاْسْلاَم دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ‏»،‏ رواه الترمذى، حَدِيثٌ حسَنٌ صَحيحٌ.
وقال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قوله –صلى الله عليه وسلم- ‏:‏‏« مَنْ قَالَ حينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذّنَ»، ‏أي أذانه أو صوته أو قوله وهو الأظهر، وقد يحتمل أن يكون المراد به حين يسمع الأول أو الأخير وهو قوله آخر الأذان "لا إله إلا الله" وهذا القول أنسب، ويمكن أن يكون معنى حين يسمع ويجيب فيكون هذا المعنى صريحًا في المقصود.وتابع: «إن الثواب المذكور مرتب على الإجابة بكمالها مع هذه الزيادة، ولأن قوله بهذه الشهادة في أثناء الأذان ربما يفوته الإجابة في بعض الكلمات الاَتية».‏

مقالات مشابهة

  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. الإفتاء تجيب
  • ردد هذا الدعاء 7 مرات يكفيك الله هم الدنيا والآخرة
  • آمين الفتوى يوضح حكم البكاء على الميت والحزن عليه
  • حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لمَن فاتته
  • دعاء للميت يوم الجمعة .. هذه أفضل 110 أدعية للمتوفى يفرح بها وتدخله الجنة
  • لحظة السماء المفتوحة: دعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة
  • دعاء للميت يوم الجمعة.. أوصى به النبي الكريم
  • استفتحوا يومكم بهذا الدعاء
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة