محمد اليافعي عميد «الزراعة» في جامعة الإمارات لـ «الاتحاد»: الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ في صلب «COP28»
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
أكد الدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي، عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن الأمن الغذائي واستدامته وإيجاد الحلول لمشاكل الإنتاج الزراعي وتبني تقنيات وأفكار ابتكارية لزيادة الغذاء، والحد من تغير المناخ، سيكونان ضمن الموضوعات الأساسية لـ «COP28»، حيث ستطرح العديد من المناقشات حولهما، وسط ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة نحو تعزيز الأمن الغذائي وتصاعد وتيرة التغير المناخي.
وبيّن اليافعي في حوار مع «الاتحاد»، أن هنالك علاقة وثيقة ما بين التغير المناخي والأمن الغذائي، وكل منهما يؤثر على الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تركز الأساليب الزراعية التقليدية على الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية (المياه، والتربة)، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط في الكيماويات (المبيدات والأسمدة غير العضوية) كلها أدت إلى زيادة نسبة التلوث والاحتباس الحراري، وبالتالي أدت إلى تغير المناخ، لافتاً إلى أن مؤتمر المناخ «COP28»، يعد فرصة لإبراز دولة الإمارات كنموذج عالمي ناجح في تعزيز أمنها الغذائي القائم على الابتكار، والتوسع في إنشاء المشاريع الزراعية الكبرى وكيفية التعامل مع الأزمات وإيجاد الحلول المستلهمة.
وأشار إلى أن أبرز ملامح مشاركة جامعة الإمارات العربية المتحدة في «COP28»، تتمثل في إشراك الطلبة في العمل المناخي والمحاضرات والورش العلمية، وتقديم نتائج بحوثها وتوصياتها المتعلقة في العمل المناخي من أجل إيجاد الحلول المستقبلية لقضايا المناخ مثل انبعاثات الكربون والبصمة الكربونية، والاقتصاد الدائري، وتغير المناخ، والحفاظ على البيئة، وكفاءة الطاقة، والأثر البيئي، والاستدامة، وصفر نفايات، وغازات الدفيئة، والطاقة المتجددة.
التنوع الحيوي
وأكد أن كلية الزراعة والطب البيطري التابعة للجامعة ستتواجد بشكل فعّال في هذا الحدث العالمي، حيث هناك ارتباط وثيق للكلية في مجال الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي والاستدامة واستغلال الموارد الطبيعية بشكل فعال ومستدام دون الإخلال في عناصر المناخ، لافتاً إلى دور الكلية المهم في مجال الأمن الغذائي، إذ تشمل جميع التخصصات المسؤولة عن الإنتاج الغذائي من إنتاج محاصيل وإنتاج حيواني وسمكي وإدارة زراعية وطب بيطري. أخبار ذات صلة حمدان بن زايد: الإمارات تحافظ على تراثها الغني والقيِّم رئيس كينيا يتسلم أوراق اعتماد سفير الدولة مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
الحياد المناخي
أوضح الدكتور اليافعي أن جامعة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها في عام 1976 تعمل على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال البحوث المتعددة والتخصصات والبرامج الأكاديمية المرتكزة على الاستدامة والمعرفة والعلوم ذات الصلة بالبيئة، كما حددت الجامعة الاستدامة والبيئة كإحدى أولوياتها البحثية في استراتيجية البحث والابتكار (2023-2026)، وذلك استجابة للرؤية الوطنية التي تدعم تعزيز العمل المناخي والاستدامة البيئية، بالإضافة إلى قيام الجامعة بإعداد كوادر وطنية تساهم في تحقيق الأولويات الوطنية نحو الحياد المناخي.
وبيّن اليافعي أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ «COP28» خلال العام الجاري 2023، تمثل فرصة كبيرة للدولة والمنطقة والعالم لإيجاد حلول عملية للحد من الانبعاثات، والانتقال إلى الطاقة النظيفة والاستدامة في عمليات الإنتاج المختلفة، وإبراز دور الإمارات في مد جسور الحوار والتعاون، ودفع الجهود العالمية لضمان توفير التمويل المناخي للدول النامية، كما يشكل المؤتمر منصة عالمية لحشد الجهود الدولية من خلال التفاوض والاتفاق على التزامات الحد من تداعيات تغير المناخ.
وحول أهمية الدورة الجديدة لمؤتمر المناخ المزمع عقدها في الإمارات؟ قال اليافعي: «يعد انعقاد هذه الدورة دليلاً على تكاتف جهود الدول الرامية للحد من العوامل التي تؤثر على المناخ، وإيجاد الحلول وبناء استراتيجيات واضحة تضمن مستقبلاً واعداً ومستداماً للأجيال القادمة في مجال العمل المناخي وتحقيق الأمن الغذائي على حد سواء».
خريطة طريق
وبشأن توقعاته لمكانة الإمارات دولياً في التغير المناخي والأمن الغذائي بعد «COP28»؟ قال: «لدى دولة الإمارات رؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق مُحددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها وذلك بفضل القيادة الحكيمة للدولة التي وضعت بصمات واضحة في شتى المجالات، وأصبحت من أهم الدول في العالم والتي تقود الجهود الدولية في العمل المناخي»، مؤكداً تطلع الدولة إلى الوصول لمراكز متقدمة في مجال الأمن الغذائي.
التقنيات النووية
وبسؤاله عن آمن الغذاء المنتج من خلال التقنيات النووية على صحة البشر؟ أكد أن هذه التقنيات تستخدم في مجالات عديدة من ضمنها قطاع الزراعة والأغذية، حيث يستخدم المزارعون الإشعاع لمنع الحشرات الضارة من التكاثر والتقليل من أعدادها وحماية المحاصيل الزراعية، وبالتالي توفير كميات أكبر من الغذاء للعالم، كما يستخدم في تعقيم الغذاء عن طريق التخلص من الكائنات الضارة والبكتيريا والتي تشكل خطراً على الأطعمة، خاصة النيئة والمجمدة، وذلك دون تحويل الطعام إلى غذاء مشع أو التأثير على القيمة الغذائية للطعام.
وأشار إلى أن تلك التقنيات تستخدم أيضاً النظائر المشعة (الكربون والنتروجين والفوسفور) في قياس حركة العناصر الكيميائية في التربة والمحاصيل، وبناءً على هذه المعلومات، يمكن تزويد المزارعين بأفضل الممارسات بشأن الكميات المتوازنة والدقيقة من المغذيات التي يجب إضافتها في الوقت المناسب وبكمية متوازنة، مما يزيد من فعالية امتصاص المغذيات واستدامة التربة وزيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الجوع وسوء التغذية.
جهود الإمارات
وحول وضع الأمن الغذائي وتغير المناخ في دولة الإمارات، والخطوات الاستباقية التي اتخذتها الدولة لتعزيز الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ؟ ذكر الدكتور محمد اليافعي أنه على الرغم من انخفاض معدل السكان الذين يعانون من سوء التغذية في دولة الإمارات، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لتحقيق الأمن الغذائي الكامل في الدولة، نظراً لندرة المياه فيها، وطبيعة المناخ الحار والجاف، بالإضافة إلى عوامل التغير المناخي كظاهرة عالمية.
وأشار إلى أن الدولة قامت بجهود جبارة في مجال زيادة الإنتاج الزراعي والمحافظة على الموارد الطبيعية والحد من أي تأثير سلبي على المناخ، ومن أهم الجهود التركيز على استخدام النباتات المحلية وإكثارها والمحافظة عليها، وإعادة استخدام المياه المعالجة في الإنتاج الزراعي، والزراعة الذكية مناخياً والمستدامة والزراعة العامودية، والاستزراع السمكي، ودراسات الحصاد المائي والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية خاصة المياه، والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة في الإنتاج الزراعي.
الذكاء الاصطناعي
عما إذا سيخدم البشرية توظيف الذكاء الاصطناعي كـ «تشات جي بي تي» في بحوث الغذاء والمناخ؟ بيّن أن هذه التقنيات بدأت في الانتشار بشكل متزايد لمواجهة التحديات العالمية مثل الأمن الغذائي والتغير المناخي، حيث تعد دولة الإمارات من أوائل الدول الساعية لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاج المحاصيل، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، مؤكداً التطور الكبير في تكنولوجيا تحليل البيانات واستخدام «الدرون» و«الروبوت» وإنترنت الأشياء، دفع عجلة الابتكار وجعل مستقبل الزراعة أكثر إشراقاً، وساعد على حل المشاكل وزاد من الإنتاجية والجودة، واختصر الجهد والوقت وضاعف من كفاءة عناصر الإنتاج، وقلل الخسائر وزاد من العائد المادي للمزارعين.
العدالة المناخية
وبسؤاله عن المقصود بالعدالة المناخية، وسبب التركيز عليها خلال الوقت الراهن؟ قال:«تعتبر العدالة المناخية مزيجاً بين حقوق الإنسان وتغير المناخ، وهي تبحث عن حلول لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ، حيث يقع عبء تغير المناخ على عاتق المجتمعات الفقيرة غير المستعدة أو المؤهلة لحالات الطوارئ المناخية، ومن خلال العدالة المناخية، تتركز حلول تغير المناخ على توزيع الموارد بشكل منصف على السكان الذين سيعانون أكثر من غيرهم، كما يتوجب على الدول الغنية إدراك مسؤوليتها التاريخية عن خلق هذه الأزمة واتخاذ خطوات للتعويض، على سبيل المثال، من خلال دعم البلدان النامية للانتقال إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع تغيرات المناخ».
وحول تأثيرات تغير المناخ على الأمن الغذائي العالمي اليوم، وسط ما كشف عنه تقرير أممي صدر مؤخراً حول ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليون شخص في عام 2019 إلى 345 مليوناً في 82 بلداً في 2022؟ قال: «إن مشكلة تغيّر المناخ تعدّ قضية عالمية، وذلك لما يترتب عليها من آثار واسعة النطاق، مثل حدوث تغيرات في درجات الحرارة، ومعدلات هطول الأمطار، وأنماط الطقس، إلى جانب ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، مما يهدد الإنتاج العالمي للغذاء، خاصة في الدول والمجتمعات الفقيرة التي لا تمتلك مقومات اقتصادية أو تكنولوجيا».
وأضاف: «سينتج عن ذلك انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع نسبة البطالة في القطاع الزراعي وارتفاع أسعار الغذاء، ولكن مع تبنى أساليب زراعية ابتكارية مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والزراعة الرأسية ونظم الإنتاج المستدام والتركيز على النباتات المحلية، فان كل ذلك سيشكل قوة دفع نحو مزيد من الكفاءة في الإنتاج على الرغم من شح الموارد الزراعية والزيادة السكانية».
إطعام السكان
وبسؤاله عن كيفية إطعام سكان العالم المتزايدين؟ أكد الدكتور اليافعي أن هنالك زيادة متوقعة في عدد سكان العالم، حيث يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، وأن يزيد بعد ذلك إلى 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050 ثم يصل بعد ذلك إلى 10.4 مليار نسمة بحلول عام 2100، وبنفس الوقت هنالك تراجع في الرقعة الزراعية المسؤولة عن إنتاج الغذاء.
وذكر أنه مع تكاتف الجهود الدولية على العمل الجاد والمستمر للحد من العوامل والأسباب التي تساهم في التغير المناخي من خلال الدعم المالي للدول الفقيرة، وتبني التقنيات الحديثة والمستدامة في مجال الإنتاج الصناعي والزراعي، ووضع القوانين التي تحكم هذه العملية، ومع توفر واستغلال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة مثل الزراعة الرأسية والزراعة الذكية، والاعتماد على السلالات المحلية، وتحسن عمليات ما بعد الحصاد، كل ذلك سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية الزراعية، حيث اتجهت معظم دول العالم بشكل جاد إلى الاستثمار الزراعي، خاصة خلال جائحة كورونا التي لا زالت آثارها السلبية على إنتاج الغذاء حتى الآن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأمن الغذائي جامعة الإمارات تغير المناخ الإنتاج الزراعی جامعة الإمارات التغیر المناخی دولة الإمارات العمل المناخی الأمن الغذائی تغیر المناخ من خلال فی مجال إلى أن
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي: مصر تحقق نموا اقتصاديا كبيرا من خلال العمل المناخي
أفاد تقرير حديث صادر عن البنك الدولي، بأن الدولة المصرية تمضي قدماً بالفعل في تنفيذ العديد من التدابير للتصدي لتغير المناخ، ففي مايو 2022، أطلقت أول استراتيجية وطنية بشأن تغير المناخ 2050، تضمنت مشروعات ذات أولوية قصوى من المقرر استكمالها بحلول عام 2030.
وأضاف التقرير أنه في إطار التحديث الثاني لمساهمة مصر الوطنية في جهود مكافحة تغير المناخ، تم تحديد أهداف طموحة لخفض الانبعاثات في قطاع الكهرباء بهدف الوصول إلى 42 بالمئة من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء بحلول عام 2030، وهو مستهدف سبق تحديده لعام 2035.
وأشار التقرير إلى أن هناك منافع عديدة للعمل المناخي للدولة المصرية، أهمها الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الابتكار.
وأكد التقرير أن مصر تستطيع تحقيق نمو اقتصادي كبير من خلال العمل المناخي، وتحويل مدنها إلى مراكز تتسم بالقدرة على الصمود وتحمل آثار تغير المناخ، لجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل، وتحسين جودة الحياة للمواطن المصري، حيث أن العمل المناخي الفعال والمستدام سوف يُمكّن مصر من زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وتخصيصها، والحد من آثار تغير المناخ على المواطنين والشركات ومؤسسات الأعمال، فضلاً عن تعزيز قدرة مصر على المنافسة في الأسواق العالمية.
وأشار التقرير إلى أن التقديرات وجدت أن مصر قد تواجه خسارة في إجمالي الناتج المحلي تتراوح بين 62 بالمئة بحلول عام 2060 إذا لم تبذل جهودا مستدامة للتصدي لتحديات تغير المناخ، فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة تلوث الهواء على الصحة وحدها نحو 1.4 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لمصر في عام 2017، وفقا للتقديرات.
وكان تقرير المناخ والتنمية الصادر عن مجموعة البنك الدولي في عام 2022، بشأن مصر قد ساعد على توجيه الجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ، وإحداث نقلة نوعية في زيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد الأخضر، وبناء على الاستراتيجية الوطنية وتقرير المناخ والتنمية، أطلقت الدولة المصرية برنامجاً رائداً، هو منصة "نوفي" (محور العلاقة بين المياه والغذاء والطاقة) لتحديد الروابط والتداخلات بين هذه القطاعات.
وتعمل هذه المنصة على تعظيم الاستفادة من الموارد، والتحول إلى البنية التحتية منخفضة الانبعاثات، وتعزيز الأمن المائي والغذائي. وفي المرحلة الأولى من إطلاقها، تركز المنصة على تسعة مشروعات ذات أولوية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، تم اختيارها بناء على الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، وتم إضافة مشروعات النقل المستدام.
وتعليقا على ذلك، صرحت خبيرة المناخ داليا صقر، المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة شيفتيرا المصرية للاستشارات قائلة: «تتطلب خطط مصر الطموحة للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون جهوداً كبيرة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من خلال التحول إلى مصادر بديلة للطاقة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وغير ذلك من التدابير الأخرى، لكن على الرغم من هذه الجهود الجارية، فإن ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم يمكن أن يؤدي إلى آثار كارثية، لا سيما في منطقة الدلتا، مما يستلزم اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المواطنين من الآثار السلبية لتغير المناخ».
ويحدد بيان الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024 خطة طموحة لزيادة الاستثمارات العامة الخضراء إلى 50 بالمئة من إجمالي الاستثمارات بحلول السنة المالية 2025، بناءً على ما يُقدر بنحو 40 بالمئة في السنة المالية 2024، الأمر الذي يمثل زيادة كبيرة قياسا بـ 15 بالمئة فقط في السنة المالية 2021، ويعكس التزام مصر بتوسيع نطاق المشروعات الصديقة للبيئة.
وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية أوسع نطاقا لتوسيع محفظة المبادرات المستدامة في مصر التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزز رفاهية المواطنين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المبادرات الوطنية التي نفذتها الحكومة مثل "حياة كريمة" و"القرية الخضراء" مصممة خصيصاً لتعزيز الاستدامة في المجتمعات الريفية، حيث من المنتظر أن تغطي مبادرة القرية الخضراء في نهاية المطاف 175 قرية، مما يعزز القدرة على الصمود وتحمل آثار المناخ من خلال تطبيق معايير البناء الأخضر وإنشاء شبكات ري حديثة.
كما تلزم اللوائح والضوابط الصادرة مؤخرا جميع الوزارات بتقديم موازناتها مع مصفوفات برامج تقدم معلومات مفصلة عن البرامج المتعلقة بالاقتصاد الأخضر، والمشروعات البيئية لضمان الاتساق مع رؤية مصر 2030.
ويمثل تمكين القطاع الخاص للقيام بدور نشط في التحوّل الأخضر أولوية قصوى في خطط العمل المناخي للحكومة، تنفيذاً لتوصيات تقرير المناخ والتنمية لمجموعة البنك الدولي، ويشمل ذلك اتخاذ خطوات لتشجيع الاستثمار في القطاعات الخضراء مثل إدارة النفايات والقمامة على نحو يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة، وإطلاق الطاقات الكامنة لاستثمارات القطاع الخاص المخطط لها، من خلال الحوافز والمزايا الضريبية المصممة على نحو جيد.
وقد وافقت الحكومة على استراتيجية وطنية للهيدروجين منخفض الكربون في عام 2023، كما وافقت على قانون حوافز إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتدشين المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر في عام 2024 لطرح التوجيهات والإرشادات على مستوى السياسات واللوائح التنظيمية، وإزالة معوقات الاستثمار الخاص، وضمان الاتساق مع الاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
اقرأ أيضاًمسؤول بـالبنك الدولي يؤكد أهمية الاستثمار في العمل المناخي
البنك الدولي: العام الماضي ضاعفنا استثماراتنا في التقنيات الرقمية الخضراء إلى 700 مليون دولار
857 ألف نازح وخسائر 8.5 مليار دولار.. تقرير البنك الدولي عن أوضاع لبنان جراء الحرب الإسرائيلية