الأمهات العاملات.. وأعباء الروتين المدرسي
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
مع بداية كل عام دراسي، تتعالى أصوات الأمهات مطالبة بتقديم النصيحة لأبنائهن التي تساعدهم على التكيف والاستعداد للعودة إلى المدرسة، متغافلات أهمية أن يتهيأن نفسياً وجسدياً خاصة العاملات منهن، كون الأم هي أكثر من يقع على عاتقها تحمل أعباء العام الدراسي، وكونها تصارع من أجل الوفاء بالتزاماتها التي تؤديها جنباً إلى جنب مع مهامها الأساسية في العمل، العرب تقدم للأمهات وخاصة العاملات منهن بعض النصائح التي تساعدهن على الانتقال السلمي من فترة الإجازة إلى روتين العام الدراسي.
«شكاية بكاية»
يعتبر المختصون والباحثون أن الأم هي التي تدفع أبناءها للتفوق والتغلب على صعاب العام الدراسي، لذا فإن تهيئتها نفسياً أمر ضروري لاستقبال أي حدث يغير من روتين المنزل، فإذا كانت «شكاية بكاية» متذمرة على تحمل أعباء العام الدراسي فسيشحن الأبناء بنفس الطاقة السلبية وسيكرهون ما تبغضه الأم ويعكر صفو حياتها، أما إذا كانت ملأى بالتفاؤل والنشاط والرغبة في إحداث فارق يتعلق بتفوق أبنائها وإنجازهم لمهامهم الدراسية على النحو المرضي، فسينعكس ذلك على الأبناء وسيقبلون هم أيضاً على العام الدراسي بإقدام ورغبة حقيقية في التفوق، وهو ما ينعكس على المجتمع بشكل عام، فهذا الأمر من شأنه تنشئة جيل واع لدوره.
ويلفت المختصون إلى مجموعة من النصائح لتحقيق مسيرة جيدة في العام الدراسي الجديد:
على الأم العاملة أن تربط الأشياء الجميلة بالمدرسة، فإذا كانت في محل تجاري عليها اصطحابهم للمكان المخصص بالأدوات المكتبية وتبدأ في اختيار ما يحتاجونه حتى تذكرهم بهذه المرحلة.
عليها أن تستعد هي نفسياً لذلك الأمر. وإذا وجدت من يتذمر من المدرسة ويستصعب تلك المرحلة عليها ألا تستخدم كلمة «لازم» و«لابد»، بل تحرص على تذكيره بالأمور التي يحبها، مثل مقابلة الزملاء وممارسة الأنشطة اللاصفية معهم.
انضباط النوم والاستيقاظ
لتتذكر هي أيضاً الالتزام الذي يسود جميع من في المنزل والانضباط المتعلق بالنوم والاستيقاظ وغيرها من الأمور التي تتيح لها وقتاً ولو مستقطعاً تأخذ فيه قسطاً من الراحة بعيداً عن الأبناء.
كذلك من الخطوات المهمة أن تدون الأم في ورقة ما تحتاج لشرائه وتبحث عن الأماكن التي تقدم عروضاً وتخفيضات حتى تخفف من الضغط الواقع على الأسرة إذا ما ارتبط الأمر بالقدرة الشرائية.
أن تتناقش مع أبنائها حول الأشياء التي اشترتها في العام الماضي ولم تكن مفيدة فتبتعد عنها، كل هذا يفتح مسارات للحوار تزيد من الترابط فيما بينهم، فمعرفة الأم باحتياجات أبنائها ومتطلباتهم يخفف الضغط النفسي عليها إذا ما شعرت بعدم قدرتها على إرضائهم نتيجة عدم فهمها لتلك الاحتياجات».
و تقع على عاتق الأم مجموعة كبيرة من المهام المتعلقة بالأبناء مثل تلبية احتياجاتهم الجسدية والعاطفية والتعليمية ومهام تتعلق بالمنزل وأخرى بنفسها وعملها إن وجد، فمع وجود هذه المسؤوليات المتعددة، فإن الأم تواجه تحديات يومية ومستمرة وتحتاج إلى القدرة على التنظيم وإدارة الوقت والمرونة للتعامل معه.
التخلص من الضغوطات
وهذه بعض النصائح للأمهات للتخلص من الضغوطات الجسدية والنفسية:
1- الاعتناء بالذات: قومي بتخصيص وقت لأنشطتك المفضلة والتي تمنحك السعادة والراحة، مثل قراءة الكتب، الاستماع إلى الموسيقى، ممارسة الهوايات، قضاء وقت مع الصديقات.
2- التفكير الإيجابي: حاولي التركيز على الجوانب الجيدة في حياتك، وتحدثي مع نفسك بإيجابية وتحديد الأشياء التي تقدرينها وتمنحك السعادة.
3- التدرب على الاسترخاء: تعلمي تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، فهذه التقنيات تساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر والقلق.
4- الممارسات الصحية: اهتمي بصحتك الجسدية والعقلية، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، وتناولي وجبات صحية متوازنة، وتأكدي من الحصول على قدر كاف من النوم، فهذا يساعدك على تعزيز الشعور بالراحة والتوازن العام.
5- استعادة الروتين: حاولي استعادة بعض الروتين اليومي الذي كنت تتبعينه قبل الإجازة وقومي بضبط ساعة الاستيقاظ والنوم وتحضير الطعام وممارسة الرياضة، إذ يساعد هذا على التكيف مع المهام بشكل أسهل وأكثر سلاسة.
التنظيم والترتيب: قومي بترتيب منزلك والملفات والمستندات، فهذا يساعد على خلق بيئة منظمة ومريحة تعزز التركيز والإنتاجية.
تحديد الأهداف: حددي أهدافاً واضحة لنفسك جديدة تلهمك الحماس، مثل تحديد مشاريع محددة تحتاج إلى إكمالها أو مهارات جديدة ترغبين في تطويرها. حتى لا تشعر المرأة العاملة بكل تلك الضغوط المرتبطة بعودة أبنائها إلى الدراسة، يجب عليها:
أن تسعى إلى ترتيب جدول يومها وإعطاء فسحة لها من أجل ألا تشعر بالضغط النفسي. قيامها ببعض المهام مع البدء الفعلي للدراسة مثل شراء القرطاسية واستلام الكتب والزي المدرسي.
تدريب الأبناء على تخصيص وقت محدد للجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية.
تنظيم أوقات ممارسة الرياضة أو الهوايات المختلفة، مع تصفح وقراءة الكتب الخاصة بالمنهج المقرر حتى يستعدوا نفسياً للمذاكرة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الأمهات العاملات العودة إلى المدرسة العام الدراسی
إقرأ أيضاً:
بِرُّ الوالدين أمْرٌ إلهي
مَرَّ شهرُ رمضان مسرعاً بنفحاتهِ الطيِّبة، وبسعينا إلى مَرضاةِ الله طمعاً في قبولِ ما أعاننا عليه سبحانه بقدرته، ويَسَّرهُ لنا برحمته من صيامٍ وقيامٍ وزكاة، وما استطعناه من تركٍ وابتعادٍ عن معصيته.
ولأنه شهرُ القرآن فإن مَنْ جعلَ لنفسهِ وِرداً منه يقرأه ويتدبَّره استوقفته بعض الآيات وأمْعَن فِكرهُ فيها ليَفْهَم المعنى، ويُدْرِك المَغْزَى المُرادُ منها، كقولهِ تعالى:
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا } ( الإسراء ٢٤).
فقد أمَرَنا الله بحُسنِ معاملة والِديْنا، وبِرّهما في حياتهما، وبَعدَ وفاتهِما بالدُّعاء لهما بالرَّحمة.
ونظراً لما يواجهه المجتمع اليوم مِنْ تياراتٍ ثقافيةٍ وإعلاميةٍ مُفْزِعة، تَهُبُّ علينا مِن اتجاهاتٍ عِدَّة تَعصِفُ بما يبذله الآباء في تربية أبنائهم، وتنشئتهم على الفضائل. لذلك يلزم التنبيه إلى عامل التربية، فحُسْن تربية الأبناء هي الشرط الأول لحصول الوالدين على رحمة الله بدعاء أبنائهما كما يُبيِّنه قوله تعالى: "وقل رَبِّ ارحَمهُما كما رَبَّياني صَغيرا"، فبقدرِ المعاناة واتباع أفضل أساليب وطُرُق الرعاية يكون صَلاحُ الأبناء وفلاحهم في الدنيا والآخرة.
وتعقيباً على جَدَلٍ مُثار حوْل بِرُّ الوالدين وعقوقِهما، وأسباب كُلِ مِنهما، نجِدُ أن الأمر ببساطة يتلخَّصُ في: "أن الأَخْذ بقدر العَطاء" كقول الشاعر:
إذا أَحسَنَ المَرءُ الغِراسَ فإنه.. يَجْني لَعمركَ أَطيَبَ الثَّمَرَاتِ.
فللإنسان طاقة محددة ووقت محسوب لإنجاز أي مهمة، فهل يستهلك الوالدان طاقتيهما ووقتيهما في العمل المستمر لتوفير المال اللازم لحياة مُتْرَفَة للأبناء وترْكَهم للخادمةِ الأجنبية، ومتابعة أفلام الكرتون، ومشاهدة ما يُعرَض من مسلسلات تليفزيونية قَذِرَة الأفكار والأداء، و ما يصادفهم على المواقع الالكترونية من إباحِيَّة، أو تَركِ الأبناء لأصدقاءٍ مُنْحرفين يُغرِّرون بهم، وربما يكونُ مِن التَّغرير تحرُّشاً، أم أنهما (الوالدان) سيقضيان كُلَّ الوقت بدون عمل لتربية الأبناء تربية حسنة؟
الإجابة: بالقطعِ لا، ولكن سيكون القرارُ اختياراً بين أمْرَين تَرْجَحُ فيهما كِفَّة التَربية مع العمل بالقدر الكافي للحياة الكريمة باعتدال وتَرشيد.
فان وفَّق الله الوالدين في الجَمْعِ بين العمل ورعاية وتربية الأبناء فخير وبركة، وإنْ لَمْ يتمَكَّنا مِن ذلك وكان خياراً واحداً فإن تضحية الأم بعملِها (خارج البيت) هي الخيارُ الأفضل في هذه الحالة، لأنها بطبيعتها التي فَطَرها الله عليها هي الأنسبُ لرعاية البيت، وتربية الأبناء بمساعدة الزوج (قَدْرَ استطاعته). ويلتزمُ هو بحُكمِ مسئوليته، وقدرته بتوفير المال من عملٍ شريف حتى لو كان مالاً قليلاً، لكنه يحمي الأسرة مِنَ الهَدْمِ والضَّياع.