سلطان النيادي يعود إلى الأرض غداً
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
من المقرر أن يعود رائد الفضاء سلطان النيادي من على متن محطة الفضاء الدولية إلى الأرض غداً الرابع من سبتمبر، على أن الموعد المحتمل لانفصال المركبة «دراجون» عن المحطة لن يكون قبل اليوم، وفقاً لما أعلنه مركز محمد بن راشد للفضاء.
ويخضع النيادي لفحوص طبية في مدينة هيوستن فور هبوطه على سطح الأرض، للاطمئنان على صحته وكفاءة أجهزته العضوية، ومن ثم بدء إجراء الاختبارات الطبية عليه بخصوص مقارنة النتائج للتجارب التي أجراها على نفسه في بيئة الجاذبية، مشيراً إلى أنه يواجه رواد الفضاء لدى عودتهم إلى كوكب الأرض، اضطرابات بدنية وصحية عديدة، مثل عدم القدرة على المشي بسهولة.
وتقوم الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، بالتواصل مع سلطان النيادي يومياً ومتابعته بشكل حثيث مع الفريق الطبي في محطة المراقبة الأرضية، حيث لديهم معدلاتهم الحيوية لأجسامهم، والتي من خلالها يتم التعرف على وضعهم الصحي بشكل دوري، خصوصاً أن التحديات التي يتعرض لها رواد الفضاء في بيئة الفضاء كثيرة وتؤثر عليهم بشكل مباشر.
وقالت إنه ومن خلال الجدول المعد له يومياً يقوم بحصة ثابتة من التدريبات الرياضية اليومية، على الأجهزة الموجودة على متن المحطة، والتي من شأنها المحافظة على حماسه وشغفه لتأدية مهامه وتجاربه، كما أنها تساعد في تجنيبهم التأثيرات السلبية التي تحدث للعضلات والعظام خلال فترة الـ6 شهور مدة المهمة، والتي تعتبر فترة طويلة من انعدام الحركة الطبيعية.
وأشارت إلى أن الرواد تعودوا على بيئة الفضاء وتأثيراتها على أجسامهم، وأصبح تجاوزها أمراً سهلاً بعد مرور فترة من الوقت على المحطة الدولية، مبينة أن الطاقم الطبي سيكون في استقبال سلطان النيادي في الساعة الأولى من الهبوط على الأرض، للاطمئنان على صحته، وحتى عودته إلى حركته الطبيعية.
وينطلق اليوم سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة دراجون متوجهاً إلى كوكب الأرض وبالتحديد في سواحل فلوريدا، وتتمثل مهمة العودة في انفصال المركبة عن محطة الفضاء الدولية والنزول إلى الأرض، حيث إنه قبل بدء التسلسل الخاص بمغادرة المدار، سيتم إجراء فحوص صارمة، خاصة في ما يتعلق بالظروف الجوية، وجاهزية التعافي في الموقع المحدد للهبوط، وبعد الانتهاء من عمليات التحقق، ستنفصل المركبة الفضائية دراجون عن محطة الفضاء الدولية.
وستقوم بسلسلة من العمليات للابتعاد عن المختبر المداري، ومن ثم ستقوم بعمل مناورات تدريجية عدة لتحديد مسارها بشكل يتوافق مع الموقع المحدد للهبوط، كما ستعمل المركبة على التخلص من قاعدتها لتخفيف كتلتها ومن ثم توفير حجم الوقود المستهلك في عملية الدفع، وستقوم المركبة الفضائية بعملية حرق خارج المدار، والتي تستمر لمدة 12 دقيقة.
وعند دخول الغلاف الجوي ستشهد المركبة الفضائية ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة والسحب أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى إبطاء السرعة حتى فتح المظلات بطريقة آمنة، ومن ثم سيتم فتح المظلات وإطلاق عدد 2 براشوت من المركبة على ارتفاع 5.5 كيلومتر لتخفيف السرعة، يلي ذلك إطلاق عدد 2 براشوت أخرى على ارتفاع 2 كيلومتر.
و في آخر 50 دقيقة في رحلة الهبوط النهائي ستستمر سرعة المركبة بالنزول حتى تستقر في نقطة الهبوط المتوقعة على سرعة 27 كيلومتراً في الساعة، حيث سيتم إرسال أمر لإجراء عملية الهبوط، ومن المتوقع أن يهبط طاقم المركبة بالقرب من ساحل تامبا بولاية فلوريدا في خليج المكسيك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات سلطان النيادي محطة الفضاء الدولية الأرض مركز محمد بن راشد للفضاء محطة الفضاء الدولیة سلطان النیادی
إقرأ أيضاً:
5 أسئلة لفهم أزمة رائديْ الفضاء العالقين بالمحطة الدولية
تستعد كل من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وشركة "سبيس إكس" لخطوة تمثل الفصل الأخير في أزمة غير متوقعة استمرت 9 أشهر لرائديْ فضاء أمريكيين.
وكان من المفترض أن تستمر مهمتهما على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 8 أيام فقط، إلا أنهما وجدا نفسيهما عالقين في المدار منذ يونيو/حزيران 2024 بسبب خلل في نظام الدفع الخاص بمركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ.
ونظرً لاعتبار "ناسا" أن المركبة غير آمنة لرحلة العودة، وُضعت خطة بديلة لإعادتهما عبر كبسولة "كرو دراغون" من "سبيس إكس" لكنها تأجلت أكثر من مرة.
رائدا الفضاء العالقان على متن محطة الفضاء الدولية هما سونيتا "سوني" وليامز (59 عامًا) وزميلها باري "بوتش" ولمور (62 عامًا) وكلاهما من رواد الفضاء المخضرمين الذين تلقوا تدريبًا في "ناسا".
وقد انضمت وليامز، القائدة الحالية لمحطة الفضاء الدولية والضابط المتقاعد بالبحرية الأميركية، إلى "ناسا" عام 1998. وخلال مسيرتها المهنية، أمضت 322 يومًا في الفضاء وأكملت 9 عمليات سير في الفضاء.
وكانت تحمل سابقًا الرقم القياسي لأكبر عدد من عمليات السير في الفضاء التي قامت بها رائدة فضاء، حتى عام 2017 عندما ذهب اللقب إلى بيغي ويتسون التي أكملت 10 عمليات.
إعلانأما ولمور فقد سافر إلى الفضاء لأول مرة عام 2009 على متن مكوك الفضاء "أتلانتس". وقبل مهمة "بوينغ ستارلاينر" كان قد أمضى 178 يومًا في الفضاء. وعمل مهندس طيران وقائد مهمات سابقة لمحطة الفضاء الدولية، حيث أجرى أبحاثًا حول نمو النباتات بالفضاء، وتأثيرات انعدام الجاذبية على جسم الإنسان، والتغيرات البيئية على الأرض.
وكانت مهمة الإنقاذ، المعروفة باسم "كرو-10"، مقررة أصلا للإطلاق من ولاية فلوريدا الأربعاء الماضي، ولكن خللا مفاجئا بأنظمة التحكم الأرضية للصاروخ أدى إلى تأجيل المهمة.
والآن، غادر ولمور ووليامز محطة الفضاء الدولية صباح اليوم على متن كبسولة "سبيس إكس" في رحلة عودة إلى الأرض.
ومن المقرر أن يهبط الطاقم المكون من 4 أفراد، والذي كان جزءًا رسميًا من مهمة تناوب رواد الفضاء التابعة لوكالة "ناسا" على سطح الماء قبالة ساحل فلوريدا في وقت لاحق اليوم.
حيث ستتيح هذه المهمة أخيرا عودة ولمور ووليامز، رفقة زميليهما الأميركي نيك هيغ والروسي ألكسندر غوربونوف، على متن الكبسولة.
سافر وليامز وولمور إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة ستارلاينر "سي إس تي 100" من بوينغ كجزء من أول رحلة تجريبية مأهولة لها. وكان هدف المهمة، في إطار برنامج "ناسا" التجاري للطاقم هو تطوير مركبة فضائية خاصة لنقل رواد الفضاء من وإلى المحطة.
وخلال الرحلة التي استغرقت 25 ساعة إلى محطة الفضاء الدولية، واجهت "ستارلاينر" تسربات من الهليوم وعطلًا بأحد محركات الدفع (يساعد على التوجيه والتحكم في عملية العودة إلى الغلاف الجوي). وعند وصولها في 6 يونيو/حزيران، تعطلت 4 محركات دفع أخرى من أصل 28 مما أدى إلى تأخير الالتحام بالمحطة.
إعلانورغم أن المهندسين أعادوا 4 محركات دفع من أصل خمسة معطلة، اعتبرت "ناسا" المركبة الفضائية محفوفة بالمخاطر للغاية للسفر البشري، فأعادتها فارغة تاركةً وليامز وولمور عالقين على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي أغسطس/آب 2024، قررت ناسا إعادتهما على متن مركبة "سبيس إكس". وقد رست مركبة "كرو دراغون-9" التي أُطلقت في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، في محطة الفضاء الدولية منذ ذلك الحين، لكن إعادتهما إلى الأرض قبل ذلك كان سيترك رائد فضاء أميركيًا واحدًا فقط على متن المحطة، مما يحد من البحث والاستجابة للطوارئ.
أخذت إقامة ولمور ووليامز الممتدة على متن المحطة الفضائية طابعا سياسيا غير مسبوق، إذ زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إيلون ماسك أن الرئيس جو بايدن ترك رواد الفضاء عالقين عمدا لأسباب سياسية، لا سيما بعد تغريدة ماسك الصريحة يوم 20 فبراير/شباط الماضي حول عرض خدماته مرارا وتكرارا إلا أنه قوبلت بالرفض.
وقد أثارت هذه الاتهامات جدلا واسعا في أوساط الفضاء، خاصة أنها تتناقض مع تصريحات "ناسا" في مؤتمراتها الصحفية التي شددت على التزامها الصارم ببروتوكولات السلامة والتخطيط الدقيق للمهمات الفضائية.
ومن جانبه، نفى ولمور وجود أي دوافع سياسية وراء تأخير عودتهما، مؤكدا أن القرار كان مجرد استجابة لمشكلة تقنية غير متوقعة. وقال في تصريح سابق له "لقد أتينا إلى هنا ومستعدون للبقاء فترة طويلة، رغم أننا خططنا لمهمة قصيرة. إلا أن هذا هو جوهر البرامج الفضائية، وعلينا التعامل مع حالات الطوارئ غير المتوقعة، وقد فعلنا ذلك بنجاح".
وبالرغم من الجدل السياسي المثار، أكدت ناسا أن ولمور ووليامز بقيا في أمان على متن المحطة الفضائية، حيث واصلا إجراء التجارب العلمية وأعمال الصيانة الروتينية. وكانت المهمة قد حُددت مبدئيا للعودة في 26 مارس/آذار، إلا أن "ناسا" قررت تسريع الجدول الزمني باستخدام كبسولة "سبيس إكس" جاهزة بدلا من المركبة التي كانت مقررة سابقا.
إعلان هل علق رواد فضاء بالفضاء من قبل؟وليامز وولمور ليسا أول رائدي فضاء يواجهان إقامة مطولة في الفضاء بسبب ظروف غير متوقعة. فقد كانت هناك حالات سابقة اضطر فيها رواد فضاء للبقاء في المدار فترة أطول من المخطط لها بسبب مشاكل فنية أو أحداث جيوسياسية.
وكانت أطول رحلة فضائية لرائد فضاء أميركي هي مهمة فرانك روبيو التي استمرت 371 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية، من عام 2022 إلى 2023، ومُددت بسبب مشاكل في مركبة سويوز التي نقلته إلى المدار، وعاد في النهاية على متن كبسولة "سويوز" مختلفة.
وعام 1991، تقطعت السبل برائد الفضاء السوفياتي سيرجي كريكاليف على متن محطة "مير" الفضائية التي أُخرجت من الخدمة آنذاك، لمدة 311 يومًا بسبب تفكك الاتحاد السوفياتي، وعندما هبط أخيرًا في مارس/آذار 1992، لم يعد إلى الاتحاد السوفياتي بل إلى روسيا حديثة الاستقلال.