دعوات غربية لمعاقبة معرقلي الإصلاح في لبنان
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
دينا محمود (بيروت، لندن)
أخبار ذات صلة الإمارات: مصلحة الشعب اللبناني والمنطقة فوق أي اعتبارات الجيش اللبناني يمنع دخول مئات السوريين من المعابر غير الشرعيةتصاعدت الدعوات الغربية لاتخاذ إجراءات عملية، لمحاسبة من يعرقلون إرساء حكم القانون في لبنان، ويضعون العراقيل في طريق إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية، في إشارة إلى مكونات النخبة الحاكمة، وفي القلب منها ميليشيا «حزب الله» الإرهابية.
ودعا الدبلوماسي الأميركي إدوارد جابرييل، إدارة الرئيس جو بايدن وحلفاءها، إلى الشروع في بحث اتخاذ إجراءات عملية، لمحاسبة من يعرقلون إرساء حكم القانون في لبنان، ويضعون العقبات في طريق إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية الضرورية هناك، وذلك في إشارة إلى مكونات النخبة الحاكمة، وفي القلب منها ميليشيا «حزب الله» الإرهابية.
وأكد جابرييل، رئيس منظمة «أميركان تاسك فورس أون ليبانون» المعنية بلبنان وغير الهادفة للربح، أن الوقت قد حان لإشهار سلاح العقوبات الغربية، في وجه مُعرقلي الإصلاح على الساحة اللبنانية، خاصة بعدما أدت أنشطتهم التخريبية، إلى أن يصبح هذا البلد، على شفا التحول إلى دولة فاشلة، مع تصنيف أزمته الاقتصادية الراهنة، على أنها من بين الأسوأ في العالم، منذ منتصف القرن التاسع عشر.
وحذر الدبلوماسي الأميركي الذي كان سفيراً لواشنطن في الرباط بين عاميْ 1997 و2001، من أن حدوث هذا الاحتمال الكارثي، سيشعل فتيل أزمة متعددة الأوجه، من شأنها تهديد مصالح بلاده وحلفائها وشركائها، سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو على مستوى العالم.
وشدد على أن الوضع الحالي في لبنان، يوجب على الولايات المتحدة وضع وقيادة «سياسة منسقة» إزاء هذا البلد، تجمع بين تقديم حوافز للقوى الداعمة للإصلاح، والتهديد بفرض عقوبات على الأطراف التي تسيء استخدام أدوات العملية الديمقراطية، وتحمي شبكات الفساد والمحسوبية.
ودعا جابرييل، إلى ألا تستثني هذه العقوبات أي جهة أو شخصية لبنانية ضالعة في تعميق الأزمة بمختلف جوانبها، سواء على صعيد عرقلة عملية انتخاب رئيس جديد، أو تقويض جهود تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، أو المماطلة في إصلاح القطاعيْن الاقتصادي والمصرفي.
وانتقد رئيس منظمة «أميركان تاسك فورس أون ليبانون»، ما اعتبره افتقار السلطات اللبنانية حتى الآن، للتصميم اللازم للمضي على طريق تنفيذ ما يلزم من تدابير، لإعادة إرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي، أو حتى فرض سيادة القانون، وهو ما تجسد - وفقاً لما قاله جابرييل في مقال نشره موقع «ذا ماسنجر» الإخباري الأميركي - في طريقة تعامل الطبقة الحاكمة، مع ملف انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
فالتدخلات السياسية المستمرة على مدى أكثر من ثلاث سنوات، حالت دون أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرامية، لكشف النقاب عن هوية من تسببوا في وقوع هذا الانفجار المأساوي، الذي يجمع المراقبون، على أن ميليشيات «حزب الله» الإرهابية تتحمل المسؤولية عنه على الأرجح، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأكد جابرييل، أن الفشل في التعامل مع ملف الانفجار، لا ينفصل عن إخفاق النخبة الحاكمة في بيروت، في معالجة قضايا سياسية واقتصادية متعددة، في مقدمتها انتخاب مجلس النواب لرئيس جديد للجمهورية، على إثر انتهاء فترة رئاسة ميشال عون، في أواخر أكتوبر الماضي.
وأشار الدبلوماسي الأميركي، إلى أنه لا يوجد مبرر للفراغ القيادي الحالي في لبنان، خاصة في وقت يغرق فيه هذا البلد، في أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، أدت لارتفاع معدل الفقر من 25% من السكان في 2019، إلى 82% خلال العام الجاري، وقاد أيضاً إلى أن يصبح قرابة ثُلث هؤلاء، عاجزين عن إطعام أنفسهم.
وشدد على أن هذا الوضع الكارثي، الذي أفضى لتمزق النسيج الاجتماعي ودفع عدداً كبيراً من اللبنانيين للهجرة من وطنهم، بما يستنزف مقدراته البشرية بشكل حاد، كان يستلزم إسراع أركان المشهد الحاكم في بيروت، باختيار رئيس وحكومة جديديْن، لهما توجه إصلاحي، لا التسويف في ذلك، كما يحدث الآن.
واقترح جابرييل في مقاله، أن تمنح الإدارة الأميركية وحلفاؤها، الأولوية في أي تحركات تستهدف إنقاذ لبنان من الانهيار، لدعم الجيش باعتباره المؤسسة السيادية الوحيدة، القادرة على البقاء بمنأى عن التجاذبات السياسية الحالية، وإن لم يحل ذلك دون أن تعاني بدورها، من تبعات الأزمة الاقتصادية التي قلّصت قيمة رواتب عناصرها، كما بقية اللبنانيين.
كما دعا إلى أن تبدي الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، المساندة لقطاع التعليم، بهدف تشجيع الشبان على البقاء في لبنان، وتقديم الدعم أيضاً لجهود توفير الخدمات الأساسية الحيوية، خاصة الطبية منها للبنانيين، عبر تعزيز قدرات السلطات المحلية والمنظمات الأهلية، لتفادي الاضطرار للتعامل مع الحكومة المركزية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان حزب الله فی لبنان إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
حديث عن عودة هوكشتاين الى المنطقة.. وحبس انفاسبانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة
فيما تتجه أنظار المنطقة والعالم إلى نتائج الانتخابات الأميركية وانعكاساتها على مسار الحرب على غزة ولبنان والمنطقة، بقي الميدان سيّد الموقف بانتظار أن ما سيقرّره سيد البيت الأبيض الجديد وإدارته على صعيد استكمال المفاوضات في ملف صفقة التبادل ووقف إطلاق النار على جبهتي غزة وجنوب لبنان، أم أن نتنياهو سيستفيد من الفترة الفاصلة بين إعلان نتيجة الانتخابات وتسلّم الرئيس الجديد صلاحيّاته رسمياً مطلع العام الجديد.
لكن مصادر دبلوماسية لفتت لـ”البناء” الى أنه “من المبكر الحديث عن انعكاسات الانتخابات الأميركية وهوية الرئيس المقبل على مجرى الحرب في لبنان وغزة في ظل الحسابات المعقدة والمصالح المتشابكة للصراع في المنطقة، وبالتالي الغموض لا يزال يلفّ هذا الاستحقاق وتداعياته إلى أنْ يعلن الرئيس الفائز ويحدّد معالم خطابه الرئاسيّ وبرنامجه عمله ومقاربته لملفات السياسة الخارجية خاصة في الشرق الأوسط بشكل واضح ويبدأ بممارسة صلاحياته”، وحتى ذلك الحين وفق المصادر “لا تغيير جذرياً في ملف الحرب تحديداً على الأقل خلال الشهرين المقبلين، وبالتالي فإن مسار الحرب سيستكمل وفق رؤية رئيس الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الحرب على غزة وعلى حزب الله لتحقيق أهدافه بانتظار رؤية الإدارة الأميركيّة للصراع في المنطقة برمّته وعلاقتها بإيران وروسيا والصين”، علماً أن “هناك استراتيجيات وثوابت محددة في الولايات المتحدة الأميركية كدعم إسرائيل والنفط والغاز والهيمنة على العالم… تقيّد الرؤساء والذين يختلفون ربما على طريقة وأدوات ووسائل تطبيق هذه الاستراتيجيات أكان عبر الحروب العسكريّة المباشرة أو الاحتلالات أو الحصار والعقوبات الاقتصادية أو عبر إحداث الفتن والفوضى لتدمير الدول من داخلها، أو غيرها من الوسائل كدعم الإرهاب وإنشاء كيانات منفصلة وإذكاء النزاعات وإشعال الحروب بين دول المنطقة”.
وقد أفادت وسائل إعلامية بأن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سيعود إلى الشرق الأوسط مجدداً الأسبوع المقبل، فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين، أن “التوصل إلى اتفاق تسوية بخصوص لبنان ممكن في غضون أسبوعين”. غير أن أوساطاً مطلعة لـ”البناء” استبعدت التوصل الى وقف إطلاق النار في المدى المنظور، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ورغم أنه يتكبّد الخسائر الكبيرة في جنوب لبنان وفي المستوطنات والمدن الإسرائيلية جراء صواريخ حزب الله، ورغم التقارير التي ترفعها قيادة الجيش الإسرائيلي إلى المستوى السياسي لضرورة إعادة النظر بالعملية البريّة وبالحرب برمّتها على لبنان، ورغم التراجع في الخطاب السياسي والأهداف من قبل نتنياهو ووزير حربه غالانت، إلا أن ظروف إنهاء الحرب لم تنضج ولن تنضج قبل أن يتظهر الميدان في الجنوب أكثر وارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إلى درجة لا يستطيع العدو تحمّلها، وبالتالي يصبح الداخل الإسرائيلي جاهزاً لوقف الحرب، إضافة الى انتظار حكومة إسرائيل الانتخابات الأميركية ومقاربات الرئيس الجديد وما سيقرره في ملف الحرب وحجم الضغوط على حكومة إسرائيل لوقف الحرب.
وكتبت" الديار": فالاستحقاقات السياسية والعسكرية الداهمة يفترض ان توضح طبيعة المرحلة المقبلة، في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وكذلك الرد الايراني المحسوم قرارا لا توقيتا، لان هذين التطورين هما الابرز في التأثير المباشر بمجريات الاحداث والتطورات، لا لان هوية الساكن الجديد في البيت الابيض قد تحمل تبدلا في الدعم الجمهوري والديموقراطي المفتوح لكيان الاحتلال، وانما لان تحرر المرشحين من الضغوط الانتخابية، سيسمح بفهم طبيعة تعامل الادارة الجديدة مع الحريق المندلع في الشرق الاوسط، والمرشح للتوسع اكثر، اذا اختارت طهران عدم تأجيل ضربتها العسكرية التأديبية لدولة الاحتلال، والمرتقب ان تكون اكثر قوة مما سبق، باعتبار انها ستكون ردا على الاعتداء المباشر الاول من نوعه على السيادة الايرانية.
وستكون الجبهة اللبنانية احدى الجبهات تأثرا، باعتبار ان نتائجها ستحدد موازين القوى في المنطقة، حيث نجح المقاومون في عرقلة خطط قوات الاحتلال البرية، وادخلوها في حالة من المراوحة القاتلة على الشريط الحدودي، فيما لا تزال المستوطنات تحت النار على الحدود وفي العمق، وجنود الاحتلال في المواقع الخلفية، وعند «النقطة صفر» تحت رحمة المسيّرات الانقضاضية، التي استهدفت امس خطوط امدادهم، ما يجعل «اسرائيل» امام خيارات «احلاها مر»، وعلى مفترق طرق خطر، فاما تجنح حكومة الاحتلال نحو التسوية دون تحقيق هدف سحق حزب الله وتغيير الشرق الاوسط، او تستمر في الحرب وتحاول تنفيذ غزو اوسع بقوات اكبر، لكنه سيكون مكلفا وغير مضمون النتائج، في وقت تستمر في سياسة التدمير الممنهج لبيئة المقاومة في محاولة يائسة لاحداث انقلاب، لم ولن يحدث بعدما بات الجميع مقتنعا ان لا خيار الا القتال في حرب، قال عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انها حرب وجودية.