فريق بحثي يعالج أزمات عزلة الأطفال
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أوصى فريق بحثي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، الجهات المعنية وذات الصلة بالقيام بالمزيد من الأبحاث والاستفادة الفعالة من نتائجها في وضع الخطط والإستراتيجيات لمواجهة أية أزمات نفسية مستقبلية قد تواجه الأطفال والمراهقين بسبب العزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي، موضحاً أن هذه الجهات تتمثل في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكذلك الإدارات المعنية بصحة الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى الصحة المدرسية في وزارة الصحة العامة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
تكون فريق الباحثين المشاركين من الدكتور عبد الجليل زينل – الباحث الرئيسي – استشاري أبحاث - إدارة الأبحاث الإكلينيكية – مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والدكتورة سهاد ضاهر- كلية الطب – جامعة كيل – المملكة المتحدة، والأستاذة علياء المعاضيد – معهد الدوحة للدراسات، والدكتورة صدرية الكوهجي – مساعد المدير الطبي لخدمات الأطفال والمراهقين - مؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
العزلة المنزلية
وقال د. عبد الجليل زينل في تصريحات خاصة لـ «العرب»: تشير الدراسات المتعلقة بجائحة كورونا، إلى التأثيرات النفسية أثناء العزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي، وعلى الرغم من ذلك، تمكن الأطفال والمراهقون من تبني إستراتيجيات التكيف التي ساعدت في خفض المستويات الحادة من الاضطرابات النفسية. وأضاف: تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تقرير عن الآثار النفسية الاجتماعية للتباعد الاجتماعي والعزلة على الأطفال من جنسيات مختلفة الذين يقيمون في دولة قطر، والكشف عن طرق التأقلم معهم، وهي دراسة مقطعية تم إجراؤها وتقديم نتائجها على شكل مكون نوعي في نهايتها.
وأوضح أن هذه الدراسة جزء من دراسة أكبر أفادت بنتائج فحص وطني للاضطرابات النفسية التي عانى منها الأطفال والمراهقون في قطر أثناء فترة التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي خلال جائحة كورونا وقد تم تقديم نتائجها من خلال ورقة بحثية سابقة.
وتابع: تضمن البحث الرئيسي توجيه استبيان ثنائي اللغة (العربية والإنجليزية) عبر الإنترنت لفحص التغييرات النفسية وتحديد إستراتيجيات المواجهة التي يمارسها الأطفال والمراهقون (7- 18 عامًا) أثناء العزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي. وتكون الاستبيان الكمي من خمسة أقسام رئيسية على النحو التالي: الخصائص الاجتماعية الديموغرافية، مقياس قلق الأطفال، مقياس للاكتئاب عند المراهقين، ومقياس الغضب السريري. في القسم الأخير تم فحص ثماني إستراتيجيات مختلفة للتكيف مع المتغيرات الناتجة.
وأشار إلى النتائج التي خرجت بها الدراسة، فقال: شارك ستة آلاف وستمائة وثمانية (6608) أطفال ومراهقين في البحث خلال الفترة ما بين 23 يونيو و18 يوليو 2020، كانت النتائج السريرية للدراسة متفاوتة الانتشار ومستويات الشدة، والتي تراوحت من خفيفة إلى شديدة.
انتشار أعلى لاضطراب التكيف
وأضاف د. زينل: لوحظ انتشار أعلى لاضطراب التكيف 66.5٪ (العدد = 4396)، والقلق العام 60٪ (العدد = 3858)، مقارنة بالاكتئاب 40٪ (العدد = 2588). بالإضافة إلى ذلك، أفاد المشاركون باستخدامهم لإستراتيجيات مختلفة للمواجهة اشتملت على (إستراتيجيات معرفية أو إدراكية، وروحية، واجتماعية، وبدنية).
وتابع: تم تحديد ثمانية موضوعات عالية المستوى لتعكس إستراتيجيات المواجهة: اللعب مع الأشقاء أو الحيوانات الأليفة، والبستنة، والطبخ، وممارسة الفنون والحرف اليدوية، والقيام بالأعمال المنزلية. علاوة على ذلك، لعبت العوامل الاجتماعية والديموغرافية مثل العرق والدين والوضع العائلي دورًا كبيرًا في اختيار نوع إستراتيجية المواجهة.
عوامل حاسمة
وأكد على تميز الدراسة وتفردها في تقديم الآثار النفسية والاجتماعية للتباعد الاجتماعي والعزل المنزلي وإستراتيجيات المواجهة من خلال أصوات الأطفال والمراهقين أنفسهم وليس من خلال منظور آخرين مثل أولياء الأمور أو المعلمين، وأن هذه النتائج ذات أهمية للأنظمة التعليمية وأنظمة الرعاية الصحية التي يوصى بالتعاون بينها حتى في الأوقات «العادية» لإعداد هذه الفئات العمرية لأية أزمات مستقبلية، كما يتم تسليط الضوء على أهمية نمط الحياة اليومية والأسرة كحماة، وعوامل حاسمة في إدارة العاطفة لدى هذه الفئة الضعيفة من المجتمع.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الرعاية الصحية الأولية الأطفال والمراهقين الرعایة الصحیة الأولیة الأطفال والمراهقین
إقرأ أيضاً:
شركات طيران إماراتية تكسر عزلة إسرائيل.. لماذا تواصل تسيير رحلاتها؟
قررت العديد من شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى الأراضي المحتلة خوفًا على سلامة الركاب والطواقم، في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية في المنطقة بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، إلا أن شركات إماراتية لها رأي آخر.
وذكرت وكالة أنباء أسوشيتدبرس أن شركات الطيران العالمية باتت تتجنب الرحلات إلى "إسرائيل" إلا شركات الطيران الإماراتية مثل "فلاي دبي" و "الإتحاد".
وفي تقرير أعده جون غامبريل وتيا غولدنبيرغ قالا فيه، إن عاما من الحرب ترك أثره على مطار بن غوريون الدولي، فقد ألغت شركات الطيران العالمية الرحلات وباتت البوابات فارغة وصور الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تتابع قلة من المسافرين القادمين وهم يسيرون نحو قاعة الأمتعة.
لكن مكتبا واحدا لاستقبال المسافرين وتسجيلهم لا يزال مكتظا بالمسافرين إلى الإمارات والتي فتحت جسرا لـ"إسرائيل" إلى خارج العالم طوال فترة الحرب.
وبالإضافة إلى تعزيز الموارد المالية لهذه الشركات، فقد سلطت الرحلات صورة عن العلاقات المستمرة بين الاحتلال والإمارات والتي نجت من الحروب المستعرة في الشرق الأوسط وستتقوى أكثر بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب جوشوا تيتبلبوم، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان فهذا "موقف سياسي واقتصادي"، مشيرا إلى أن الخطوط الإماراتية "هي الخطوط الجوية الأجنبية التي تواصل الطيران".
وقامت شركات الطيران الدولية ومنذ حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر في عام 2023، بوقف ثم استئناف الرحلات الجوية ثم وقفها من وإلى البوابة الإسرائيلية نحو العالم.
ومظاهر القلق حقيقية حيث تتذكر شركات الطيران إسقاط الطائرة الماليزية، رحلة 17 فوق أوكرانيا قبل 10 أعوام وإسقاط إيران طائرة الخطوط الأوكرانية رحلة 752 فوق طهران عام 2020.
لكن شركة فلاي دبي، الشقيقة لطيران الإمارات واصلت رحلاتها وأبقت على صلة "إسرائيل" بالعالم الأوسع، حتى بعد توقف المنافسين من مزودي الرحلات المنخفضة الكلفة عن تسيير الرحلات إلى "إسرائيل".
وفي الوقت نفسه استمرت شركة الإتحاد في رحلاتها إلى "إسرائيل" أيضا. وفي حين يظل الحفاظ على جدول الرحلات مهما من الناحية السياسة للإمارات التي أقامت علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" في عام 2020، فإنها زادت من الإيرادات المالية وبخاصة لشركة فلاي دبي.
وأوقفت شركات دولية مثل دلتا إير، ولوفتهانزا الألمانية رحلاتها وغيرها من شركات الطيران الكبرى. واستأنف البعض منها رحلاتها ثم أوقفتها بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل في 1 تشرين الأول/أكتوبر. وما تبع ذلك من هجوم انتقامي إسرائيلي ضد إيران في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
وهددت إيران بالرد، وكان توقف الرحلات الدولية مفيدا لشركة العال الإسرائيلية التي عانت أثناء وباء كورونا. وحققت الشركة أفضل أرباحها في نصف العام الحالي بـ 227 مليون دولارا، مقارنة مع 58 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى مدى العام الماضي زادت أسهم العال في البورصة الإسرائيلية بنسبة 200 بالمئة، مقارنة مع نسبة 29 بالمئة في مؤشر تل أبيب المالي الأوسع. ومع ذلك، تفتقر إلعال إلى الطرق والاتصالات التي تمتلكها شركات الطيران الدولية الكبرى. كما توقفت شركات الطيران منخفضة التكلفة عن الطيران إلى إسرائيل خلال فترات الحرب، مما أدى إلى ارتفاع سعر تذاكر إلعال. وقالت إلعال في نتائجها المالية للربع الثاني من هذا العام إن أعداد الركاب عبر مطار بن غوريون انخفض إلى النصف مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
لكن فلاي دبي واصلت رحلاتها، وسيرت الشركة 1,800 رحلة إلى إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، ولم تلغ إلا 77 رحلة، حسب شركة تحليل الملاحة الجوية سيريوم. وسيرت الشركة في أيلول/سبتمبر وحده 200 رحلة.
ونقلت الوكالة عن مسافر ينتظر في الطابور الطويل أمام فلاي دبي قوله إن استمرار الرحلات "رمز من أن الإمارات تريد الحفاظ على السلام". ولم ترد فلاي دبي على أسئلة الوكالة. وبالمقارنة فقد واصلت شركة الإتحاد تسيير رحلات إلى إسرائيل، لكن عدد الرحلات أقل من رحلات فلادي دبي، التي استفادت من توقف شركات منخفضة الكلفة مثل ويز إيرلاين وبلو بيرد. وتقول الإتحاد إنها تراقب الوضع في المنطقة عن كثب ولكنها مستمرة في تسيير الرحلات. وفي بيان من الشركة للوكالة قالت فيه إن مطار بن غوريون لا يزال مفتوحا ويطبق أفضل إجراءات السلامة والأمن، مما يسمح للاتحاد وشركات الطيران الأخرى توفير الروابط الجوية طالما كانت هناك سلامة لعمل هذا".
وبعيدا عن الأثر المالي، فإن قرار استمرار الرحلات الجوية مرتبط باتفاقية التطبيع عام 2020، ومع أن أبو ظبي عبرت عن غضبها أكثر من مرة من الحرب الإسرائيلية في غزة إلا أن قنصلية إسرائيل في دبي وسفارتها لا تزال مفتوحتان.
وفي رد على الوكالة بشأن التقرير أرسلة الحكومة الإماراتية تقريرا لوكالة أنباء الإمارات "وام" أشار إلى دعم أبو ظبي لحل الدولتين في مؤتمر القمة الذي عقد بداية الشهر الحالي بالرياض. ودعت أبو ظبي أكثر من مرة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وفي ضوء الغضب الواسع في العالم العربي ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة، لم يعد مطار دبي الدولي يعلن على لوحاته الإعلانية الإلكترونية عن موقع تسجيل الوصول إلى تل أبيب. فهو يقع في زاوية بعيدة من إحدى محطات المطار، بجوار منصة لشرطة دبي. كما يراقب حراس الأمن الخاصون الصف، في حين يراقب أفراد يبدو أنهم ضباط شرطة سريون البوابة، وهو مستوى عال من الأمن أكثر مما يلاحظ عادة في المطار.
لكن يسمح عادة في صفوف المسافرين الذين يتحدثون العربية والعبرية ويحملون جوازات سفرهم الإسرائيلية الزرقاء.
وتعلق دينا اسفندياري، الزميلة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: "إنه مجرد رمز لالتزام الإمارات العربية المتحدة بالعلاقة" و "بغض النظر عما يحدث، وبعيدا عن مسار الحرب أو مدى انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، فقد قررت الإمارات العربية المتحدة أن هذه خطوة اتخذتها، وأن العلاقة تظل مفيدة لها".