محمد الخوري: هدفنا تنظيم نسخة مميزة مليئة بالفعاليات والأنشطة
د. محمد سيف الكواري: اقتراح الحلول المفيدة للحد من التصحر 
د. علي خجيم العذبي: خطة شاملة لتأمين كافة النشاطات بالمعرض 
د. يوسف الحر: 3 مناطق رئيسية لاستقبال الزوار على مدار 6 شهور
عمر الجابر: مهرجانات للمناطيد والتسوق والأغاني خلال الفعاليات

أعرب سعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية، رئيس اللجنة الوطنية لإكسبو 2023 الدوحة، عن ثقته بأن الإكسبو المقرر انطلاقه في الثاني من أكتوبر المقبل حتى 28 مارس 2024، سيحقق نجاحا مبهرا كما هو العهد لدولة قطر في تنظيم الفعاليات الدولية.


جاء خلال الاجتماع التعريفي لإكسبو الدوحة 2023 والتي نظمته اللجنة المنظمة أمس بحضور عدد كبير من الإعلاميين ورواد السويشال ميديا والمهتمين بهدف تسليط الضوء على أهم المعلومات عن المعرض وآخر ما توصلت إليه اللجنة.
وقال سعادة رئيس اللجنة الوطنية لإكسبو 2023 الدوحة إن قطر اسم رائد في تنظيم الأحداث العالمية وهناك نجاحات يؤكدها تاريخ الدولة في هذا المجال، معلنا الترحيب، بالجميع من كافة انحاء العالم، لزيارتنا والانضمام إلينا وإثراء المعرض سواء من خلال الحضور او المشاركات.
وأشار سعادته إلى أن معرض إكسبو 2023 الدوحة يمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء على التزام دولة قطر بالاستدامة ومكافحة التغير المناخي، منوها إلى أن مواضيع الاكسبو تتمحور حول الزراعة الحديثة والوعي البيئي والتكنولوجيا، والاستدامة.
وأعرب سعادته عن أمله ان يكون المعرض عامل جذب للمواطنين والمقيمين وللزوار من كافة انحاء العالم، موضحا أن هذا المعرض يعكس تراثا غنيا ويعزز التعاون العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة، وأكد أن استضافة دولة قطر لهذا المعرض تمثل أهمية كبيرة من حيث انه يساهم في توسيع نطاق الحوار العالمي، وأن موضوعاته تتمحور حول الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي، بالإضافة إلى الورش العلمية والمؤتمرات التي ستكون إرث للدولة وللعالم أجمع في هذا المجال. 
وجدد سعادته الثقة في دعم الجميع وتكاتفهم كل في موقعه سواء من عارضين ومشاركين وزوار وإعلام والمؤسسات الحكومية والخاصة للمساهمة في إنجاح المعرض.
نسخة مميزة
من جانبه، قال السيد محمد الخوري، الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة، انه بتكاتف الجميع نهدف إلى تنظيم نسخة مميزة، مؤكدا أهمية الشراكة بحيث يساهم الجميع من هيئات وأفراد في دعم الإكسبو، خاصة وأن هناك أجندة مليئة بالفعاليات والأنشطة، كما أكد الترحيب بالجميع ممن يرغبون بالمشاركة.
وأوضح أن دولة قطر ارتأت تنظيم المعرض الدولي للبستنة كونها أول مرة يقام إكسبو في منطقة صحراوية، وهدفها الأساسي الزراعة ومكافحة التصحر، مشيرا إلى أن نسخ كثيرة مثل المعرض الزراعي الذي يتم تنظيمه من قبل وزارة البلدية منذ سنوات، للوقوف على تطور دولة قطر وزيادة الاهتمام بمجال الزراعة والمحافظة على الموارد والطرق التكنولوجية، مبينا أن المعرض يسلط الضوء على عدة محاور خلال 6 شهور، كما يوجد عدة أبحاث تم عملها بالتعاون مع بعض الجامعات ليكون هناك أبحاث تخدم دولة قطر والدول الصحراوية.
وأوضح الخوري انه يوجد 3 مناطق رئيسية في المعرض وهي المنطقة العائلية والمنطقة الثقافية والمنطقة الدولية، لافتا إلى انه سيشارك في المعرض 80 دولة، وستحدد كل دولة مشاركتها وتساهم بالمحاور الأساسية لتحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدا على ان الجميع يقدمون الأفكار والتجارب الزراعية في بلاده، لافتا إلى السعي للاستفادة من التكنولوجيا لزيادة الرقعة الخضراء، وأن يكون هناك زراعة مستدامة، وأن هناك 179 يوما سينظم خلالها الفعاليات بشكل يومي تتفاوت ما بين محلية وعالمية، كما سيتم تقديم رسائل توعوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لغرس الوعي البيئي والمحافظة على البيئة في نفوس النشء.
اللجنة العلمية الثقافية
وقال الدكتور محمد سيف الكواري – رئيس لجنة المؤتمر في إكسبو 2023 الدوحة إن مهمة اللجنة العلمية الثقافية التي تم تشكيلها بمؤتمر ومعرض الإكسبو هي تنظيم الفعاليات العلمية والثقافية بالمؤتمر التي سوف تركز على شعار المؤتمر (صحراء خضراء.. بيئة أفضل)، لافتا إلي تقديم العروض العلمية والثقافية في مجالات البستنة والزراعة الحديثة والتكنولوجيا والوعي البيئي والاستدامة وتوفير الابتكار والبحث، كما سوف تلقي الضوء على التقدم العلمي لإنتاج غذاء آمن ومستدام وبأسعار معقولة لسكان العالم الذي يتزايد يوما بعد يوم، مع اقتراح الحلول المفيدة للحد من التصحر جراء تغيّر المناخ. بالإضافة إلى تقديم البحوث والدراسات المتعلقة بالمناخ والمياه والتربة مع بيان أهمية الصلة بين المساحات الخضراء وصحة الإنسان، وغير ذلك من الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة.
خطة شاملة
وأكد د. الكواري أن اللجنة وضعت خطة شاملة لتنظيم هذه الفعاليات العلمية والثقافية تعتمد على 6 محاور رئيسية، ويشمل المحور الأول الفعاليات العلمية والثقافية التي تنفذها الوزارات الحكومية وبعض المؤسسات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية وبعض الجامعات والمعاهد والقطاع الخاص، حيث ستعرض جهودها ومبادراتها في مجالات الزراعة والبستنة وزيادة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وغيرها، متوقعا نتوقع أن تشغل 30% من هذه الفعاليات.
وأوضح أن المحور الثاني يشمل فعاليات علمية وابتكارات تقدمها الشركات العارضة والمشاركة في المؤتمر، وستقدم فيها خبراتها وابتكاراتها في المجال الزراعي وحماية البيئة ومكافحة التصحر وغيرها، ونتوقع أن تشغل 20% من هذه الفعاليات. وأضاف ان المحور الثالث يشمل الابتكارات والاختراعات، حيث خصصت اللجنة العلمية مساحات للمبتكرين والمخترعين والمطورين لعرض أعمالهم المتعلقة بالزراعة والبيئة، كما وفّرت أيضا الفرصة للمبتكرين والمخترعين والمطورين لتقديم محاضرات لشرح اهداف وفوائد هذه الاعمال ومدى توافقها مع الاستراتيجيات العامة ورؤية قطر 2030 ونتوقع أن تشغل 5% من هذه الفعاليات.
أما المحور الرابع فيشمل محاضرات علمية وابحاثا ودراسات فنية متخصصة، حيث ستقوم اللجنة بالإعلان عن هذه الفعاليات، وذلك لإعطاء فرصة للعلماء والباحثين وطلاب الجامعات المتخصصين في المجال الزراعي والبيئي لتقديم ابحاثهم وعلومهم ودراساتهم المختلفة، ثم ستقوم لجنة علمية متخصصة باختيار هذه المحاضرات والعروض الفنية وفق معايير مهنية عالية الجودة تتماشى مع أهمية الحدث. وسوف تشجع اللجنة على اجراء الحوارات الثقافية والنقاشات العلمية بين المحاضرين والمشاركين الحضور بهدف تبادل المعلومات والبيانات والأفكار العلمية ذات العلاقة. ونتوقع أن تشغل 25% من هذه الفعاليات.
بينما في المحور الخامس ستخصص اللجنة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع للأسرة والطفل وطلاب المدارس لتقديم بعض المبادرات المتعلقة بالزراعة والبستنة مثل: الزراعة المنزلية وتعليم الأطفال على التدوير وتدريب طلاب المدارس على الزراعة وتعريفهم بأنواع الأشجار والنباتات المحلية بالإضافة إلى حماية وتعزيز البيئة وغيرها. ونتوقع أن تشغل 10% من هذه الفعاليات. والمحور السادس: سوف يخصص للهواه والمتطوعين الزراعيين والبيئيين لشرح مبادراتهم التوعوية الموجه للأفراد والمجتمع. ونتوقع أن تشغل 10% من هذه الفعاليات.
3 ملايين زائر حدث نوعي بالمنطقة 
من جهته، قال الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، إن المعرض الذي تستضيفه حديقة البدع على مدار ستة أشهر، يعد أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيشكل نقطة جذب رئيسية للزوار.
وتوقع أن يرحب «إكسبو 2023» الدوحة بـ «3» ملايين زائر من جميع أنحاء العالم، إلى جانب الوزراء والوفود الرسمية المشاركة من نحو «80» دولة ورجال الأعمال والمهتمون بمجال البستنة.
وأكد أن حديقة البدع تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتكون نقطة جذب للزوار والسياح نظراً لاحتوائها على مسارات ممتدة للمشي والدراجات الهوائية والأجهزة الرياضية، ومسطحات خضراء ممتدة وألعاب للأطفال وأجهزة للتمارين الرياضية، مشيرا الى انه تم تصميم الحديقة بما يتوافق مع المعايير البيئية كما تم اعداد وتطوير دليل خاص بالمعرض الى جانب اعداد برنامج تدريبي لكل المشاركين في فعاليات المعرض بمن فيهم المتطوعين.
وستقام فعاليات المعرض على مساحة 1.7 مليون متر مربع، تنقسم إلى ثلاث مناطق: المنطقة الدولية والمنطقة العائلية والمنطقة الثقافية.
وقد صُمّم المبنى الذي تغطيه النباتات الخضراء على هيئة تلة تتناغم مع المشهد الطبيعي في حديقة البدع. وتتوسط المساحة نصف الدائرية المفتوحة والمجاورة للمبنى نافورة، فيما تشكل المقاعد على طول جوانبها مدرجاً طبيعياً محاطاً بالمناظر الخلابة، ما يجعل منه موقعاً مثالياً للتجمع ضمن فعاليات إكسبو.
خطة أمنية
وقال الدكتور علي خجيم العذبي، عضو لجنة اكسبو 2023 الدوحة من وزارة الداخلية إن اللجنة الأمنية عبر وحداتها المختلفة ستبذل جهودها في تأمين كافة الفعاليات والأنشطة المرتبطة بعرض اكسبو 2023 الدوحة، بالتنسيق المشترك مع كافة الجهات التنظيمية والإشرافية الأخرى في الدولة.
وأوضح أن اللجنة وضعت خططًا أمنية لضمان وصول ومغادرة الوفود المشاركين في الفعاليات والزائرين وضيوف البلاد. 
وأضاف أن الخطط الأمنية تشمل تأمين مواقع الفعاليات والمناطق المحيطة بها والطرق المؤدية إليها، بما في ذلك تسهيل الوصول إلى الموقع من خلال مسارات خاصة وتوفير المواقف من جهة الواجهة البحرية أو منطقة البدع أو وادي السيل، مؤكدا انه لم يتم تخصيص مناطق VIP كما تم تخصيص مسارات خاصة للمدارس بما يضمن انسيابية الوصول والمشاركة في هذه الفعالية الدولية الهامة مع تواجد أمني على مدار الساعة.
فعاليات مصاحبة
بدوره نوه السيد عمر الجابر عضو لجنة إكسبو 2023 الدوحة من قطر للسياحة، انه خلال شهر أبريل الماضي تم تدشين منصة هيا في حلتها الجديدة بالتعاون مع وزارة الداخلية، لاستقطاب العديد من الزوار، مؤكدا على انه قد دخل الدوحة خلال الفترة الماضية أكثر من مليونين و 500 ألف زائر وسائح. 
وأوضح ان الفعاليات التي ستكون موجودة خلال فترة تنظيم المعرض، ومقسمة إلى قسمين في مناطق مختلفة، ومنها مهرجان المناطيد ومهرجان التسوق ومهرجان الأغاني، بالإضافة إلى معرض جنيف الدولي للسيارات وسباق فورمولا 1، وتم عمل تسهيل الاجراء سهلة للزوار سواء من خلال تأشيرة هيا، كما لدينا 100 دولة يمكنهم دخول قطر بدون تأشيرة، مشيرا إلى عمل فعاليات بالتعاون مع الجهات والوزارات والهيئات والدول المشاركة، لافتا إلي أنه سيتم تنظيم مهرجان قطر الدولي للأغذية في نسخته ال 13، بمنطقة العائلات في الإكسبو، كما سيكون هناك 200 محل من محلات تقديم الاغذية المشاركة فضلا عن مشاركة طهاة محليين ودوليين.
وقال: إن تركيزنا سيكون على استخدام مواد قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، والاعتماد على استخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية، وكذلك لدينا تنظيم مهرجان الطائرات الورقية، بمشاركة الكثير من هواة الطائرات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزير البلدية إكسبو 2023 الدوحة

إقرأ أيضاً:

التعاون المصري الفرنسي في البحث العلمي.. 25 عاما من الشراكة العلمية تتجدد بروح إيمحتب

على مدى عقود جسدت العلاقات المصرية الفرنسية نموذجا مميزا للتعاون الثنائي، لم تقتصر فيه الشراكة على الجوانب السياسية أو الاقتصادية، بل امتدت بعمق إلى مجالات البحث العلمي والتعليم العالي، فقد حرص البلدان على تطوير روابط معرفية متينة، تهدف إلى تبادل الخبرات، وتحفيز الابتكار، وتقديم حلول علمية لتحديات القرن الحادي والعشرين.

وفي قلب هذا التعاون، يبرز "برنامج إيمحتب" كواحد من أهم المبادرات العلمية المشتركة بين مصر وفرنسا، والذي انطلق عام 2005 وسمى بهذا الاسم تكريما للمهندس "إيمحتب" وزير الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، والذي نفذ بناء هرم سقارة المدرج الذي يرجع تاريخه إلى بداية الأسرة الثالثة (حوالي 2667-2648 ق.م)، واشتهر "ايمحتب"بعلمه في الفلك والطب وقدسه البطالمة واعتبروه آله للطب والسحر والفلك، وكأن التسمية تحمل دلالة رمزية على السعي لإحياء الإرث العلمي المصري من خلال أدوات العصر الحديث وبالشراكة مع إحدى أقوى الدول الأوروبية في مجال البحث العلمي.

برنامج" إيمحتب" هو برنامج ثنائي يهدف إلى دعم وتمويل مشروعات بحثية مشتركة بين فرق علمية مصرية وأخرى فرنسية، ويدار من الجانب المصري عبر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومن الجانب الفرنسي من خلال وزارة أوروبا والشئون الخارجية والمعهد الفرنسي في القاهرة.

ويركز البرنامج بشكل أساسي على تبادل الباحثين، خاصة الشباب وطلاب الماجستير والدكتوراه، مما يساهم في بناء جيل من العلماء يمتلكون الخبرة الدولية والرؤية العلمية المتطورة.

لا يقتصر دور "إيمحتب" على تقديم الدعم المالي، بل يشجع على التفاعل العلمي الحقيقي بين الجانبين من خلال تنفيذ مشروعات بحثية تمتد غالبا لعامين، وتغطي خلالها نفقات السفر والإقامة والتنقل بين المؤسسات البحثية في البلدين.

ورغم أن البرنامج لا يقدم تمويلا لشراء معدات أو دفع رواتب، إلا أن أثره يتجاوز بكثير الجانب المادي، فهو يعزز الحوار العلمي، ويشجع النشر المشترك، ويعمق العلاقات المؤسسية بين الجامعات والمعاهد البحثية في البلدين.

ومن أبرز الشركاء المصريين في البرنامج.. يبرز "المركز القومي للبحوث"، أكبر المؤسسات البحثية في مصر والعالم العربي، والذي لعب دورا محوريا في التعاون مع مراكز فرنسية كبرى مثل CNRS والمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي (INSERM). وقد شارك باحثو المركز في مشروعات تناولت موضوعات دقيقة مثل الأمراض المعدية، النانوتكنولوجي، تطبيقات التكنولوجيا الحيوية، وتأثير العوامل البيئية على الصحة العامة.

وفي إطار الاستمرارية والتوسع في هذا التعاون، أعلنت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن فتح باب التقدم لدورة جديدة من برنامج "إيمحتب" للأعوام 2025/2026، بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية، حيث تتولى الأكاديمية الأعمال الإدارية عن الجانب المصري، بينما تتولى مؤسسة "كامبس فرانس" الإدارة من الجانب الفرنسي، ويأتي ذلك في سياق دعم مشروعات بحثية مشتركة لمدة عامين، بتمويل يصل إلى 300 ألف جنيه سنويا لكل مشروع.

وحددت الأكاديمية مجالات بحثية ذات أولوية للتعاون تشمل قضايا المياه من خلال معالجة الصرف الصحي وتحلية المياه وإدارة نظم الري، إضافة إلى قضايا البيئة والطاقة خاصة الطاقة المتجددة وخلايا الطاقة الهيدروجينية وبطاريات السيارات الكهربائية، كما تشمل مجالات الطب والبيولوجيا من خلال أبحاث إنتاج الإنزيمات بالتكنولوجيا الحيوية وتقنيات التشخيص المتقدمة مثل الحساسات، وأبحاث فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، إلى جانب تخصصات الرياضيات وتطبيقاتها، والفيزياء، وعلوم الأرض والفضاء، والكيمياء، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى الدراسات المرتبطة بالمجتمع مثل السياحة والتعليم، والهندسة مع التركيز على الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خصوصا الوسائط المتعددة، وكذلك الزراعة والإنتاج الحيواني والنباتي والغذائي بما في ذلك إنتاج المحاصيل الغذائية. 

وتعكس هذه المجالات تنوع التحديات العلمية والبحثية التي يسعى الجانبان للتصدي لها من خلال هذا البرنامج الذي لم يعد مجرد أداة للتبادل الأكاديمي بل بات منصة استراتيجية لتعزيز الابتكار ودعم البحث التطبيقي بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويرسخ الدور العلمي لمصر وفرنسا على المستويين الإقليمي والدولي.

لكن برنامج" إيمحتب" ليس سوى أحد أوجه التعاون البحثي بين القاهرة وباريس، فهناك جهود مشتركة تبذل أيضا عبر مؤسسات تعليمية وبحثية مثل "الجامعة الفرنسية في مصر"، التي أسست عام 2002 كمؤسسة تعليمية فريدة من نوعها في المنطقة، تجمع بين النظم التعليمية الفرنسية والخبرة الأكاديمية المصرية، وتوفر برامج دراسات عليا وأبحاث تطبيقية مشتركة في مجالات الهندسة، والعلوم الاجتماعية، وإدارة الأعمال.

وفي مجال الآثار والعلوم الإنسانية، يعد "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة أحد أقدم المراكز البحثية الفرنسية بالخارج، والذي تأسس عام 1880 على يد العالم "جاستون ماسبيرو"، وهو ينتمي اليوم إلى شبكة المراكز البحثية الفرنسية الكبرى خارج فرنسا، ويخضع لإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية، ويعمل على دراسة الحضارة المصرية القديمة منذ قرابة قرن ونصف، بالتعاون مع علماء آثار مصريين وهيئات حكومية مصرية.

من جانب آخر، توفر الحكومة الفرنسية العديد من المنح والزمالات الدراسية للباحثين المصريين، مثل برنامج "إيفل للتميز"، ومنح "المعهد الفرنسي للإقامات العلمية قصيرة الأجل"، التي تمكن الباحثين المصريين من إجراء أبحاثهم داخل أعرق المعاهد الفرنسية، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الأكاديمي ونقل التكنولوجيا.

يعكس هذا التعاون العلمي بين مصر وفرنسا فلسفة معرفية وإنسانية عميقة، قوامها أن العلم لا يعرف حدودا، وأن الشراكات الدولية يمكن أن تكون مدخلا لتطوير القدرات المحلية، وتحقيق التنمية المستدامة.. وفي زمن تتسارع فيه التحديات العلمية، من تغير المناخ إلى الأمن الصحي، تظل الشراكة العلمية بين القاهرة وباريس نموذجا ملهما لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية والمجتمعية إذا اقترنت بالاستثمار في العقول.

مقالات مشابهة

  • زيادة الإيرادات 144%.. وزير الإنتاج الحربي يستعرض حساب الشركات الختامي 2023- 2024
  • الأميرة هيفاء آل سعود: 14 مليون سائح حضروا الفعاليات الرياضية .. فيديو
  • جامعة الفيوم الـ 12 محليا بمؤشر نيتشر للأبحاث العلمية
  • التعاون المصري الفرنسي في البحث العلمي.. 25 عاما من الشراكة العلمية تتجدد بروح إيمحتب
  • بشأن تقديم تصاريح الترشيح للانتخابات البلدية.. بيان من وزير الداخلية
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل أعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة الإفريقية للإدارة العامة في مصر
  • وزير الصناعة والتجارة يؤكد استعداد بلادنا الكامل للمشاركة في معرض إكسبو 2025
  • وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفياً تحركات «اللجنة العربية-الإسلامية» لإعادة إعمار غزة
  • قرار جديد من وزير الداخلية يخصّ الانتخابات البلدية.. ماذا فيه؟
  • نيللي كريم تخطف أنظار جمهورها بظهور مبهر