صحيفة البلاد:
2024-09-19@00:54:51 GMT

أخطاء لاتنسى

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

أخطاء لاتنسى

وردت كلمة الدحض بصيغة الفعل المضارع المقترن بلام التوكيد في قوله تعالى : (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق) الكهف الآية 56، أي : ليبطلوا ويزيلوا.- مخلوف، ص/300-، وورد في نفس الآية الجدل بصيغة المضارع (ويجادل) والجدل أو الجدال له أهمية في الإعلام الحجاجي في سورة يس – بصفة خاصة – من قوله تعالى : (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا إلى قوله: (بلى وهو الخلاق العليم) پس، ويمتاز هذا الحجاج بإيراد الحجة تلو الحجة وقد ألف د.

علي عبدالمجيد عنه كتابا بعنوان (الإعلام الحجاجي) ،

ونلاحظ إختلافه في سورة الكهف عن سورة يسن، فهو حجاج الكافرين الذي يحاولون فيه إبطال الحق ويزيلوه ولكن هيهات فثوابت الحق راسخة لا يمكن الإفتئات عليها في سبيل مصلحة دنيوية زائلة ، ممّا يجعل التوجهات الإعلامية لهذا الجدل مسخاً، وهراءً لا يلبث أن تنكشف طبيعته في منابر الحوار النير القائم على الحجج والبراهين وسدّ ثغرات الجهل في المفاهيم والرؤى لدى العامة ، لكي يتشكّل الرأي العام على أسس فهم سليمة لا يشوبها شيء من الضحالة والصَغار – بفتح الصاد – ولا الترزق بالكذب ، قال تعالى : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) الواقعة/81، والمبطلون خاسرون لا يقدرون على تغيير الحقيقة هنالك المبطلون).
هذه نبذة عن الجدل والدحض والحجاج ، وللحديث بقية.

وسورة المجادلة تبين لنا إهتمام القرآن بالجدل للوقوف على حل لمشكلة ما- فقد جاءت زوجة عبادة بن الصامت تشتكي إلى النبي أن زوجها ظاهر منها ، وتبلغ الروعة في ذلك أن الله يسمع حوارهما ، وفي ذلك وقفة قصصية فالنبي لم يجبها بشيء حتى نزل القرآن بالحل، فالمقدمة هي مجيء المرأة تشتكي، ولب الموضوع بيان الشكوى وهي ظهار زوجها منها وعندما شرحت للنبي صلي الله عليه وسلم بأن لها أطفالاً من زوجها تخاف عليهم ، بكت عيناه، ثم جاء الحل بنزول القرآن وبيان كفارة الظهار ، ومن روعة هذه القصة تعاطف القاريء مع زوجة عبادة الرجل الطاعن في السن وهي أم لأبنائه الصغار، وليس لها من أحد غيره يربيهم ويرعاهم ، إنها قضية إجتماعية تهم الرأي العام باكمله أو بجزء كبير منه – على الأقل -. والجدل مع الغير من الكفار وأهل الكتاب جاء فيه ما يثبت جدوى الحوار، فالكافرون أمر الله تعالى نبيه بالتنزل لمستواهم وهم الخصوم فقال سبحانه : (قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين .سبأ/24-25، وهذا هو أسلوب الإنصاف في القرآن – كما أشرنا إليه سابقا – الذي لا يهمش الطرف الآخر ولا ينتقص منه وإنما يقول له حسناً ( وقولوا للناس حسناً و (ادفع بالتي هي أحسن) ويسمى هذا الأسلوب بأدب الحوار . وبالنسبة لأهل الكتاب أمر الله جدالهم بالتي هي أحسن ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) بل التحييد في قوله تعال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) آل عمران / 64 .

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

حافظوا على فلذات الأكباد قبل فوات الأوان

 

خليفة بن عبيد المشايخي

 khalifaalmashayiki@gmail.com

 

غدا عالمنا المعاصر يشهد اليوم تحولات جذرية في كل مفاصل الحياة، وباتت تلوح وتتسطر في الأفق مشاكل كثيرة متنوعة ومختلفة، ويعج واقعنا المعاش حتى اللحظة بمشاهد مخيفة ومرعبة، من حيث أن القادم بقدر ما سيكون أكثر رفاهية وراحة، وسيشهد تطورًا وتقدمًا هائلًا في الصناعات الرقمية والإلكترونية والتكنولوجيا، بقدر ما ستواجه المجتمعات والأسر المحافظة، صعوبات كثيرة.

وتتمثل هذه الصعوبات في عدم قدرتها النأي بأجيالها عن سيئات ومساوئ القادم، وتلك الثورات التكنولوجية، والأيام المنفتحة المقبلة علينا بخيرها وشرها، جنبنا الله تعالى كل الشرور والآفات. فالجيل الحالي والمقبل، سيواجه مشقة في تحمل مسؤولية المحافظة على نفسه من الأهواء والإغواء، ومن الانجرار وراء الشهوات والشبهات والملذات واللهو واللعب، والوقوع في الفساد والمحرمات وتفريغ الوقت فيما لا فائدة منه، والركون الى براثن تلك السلبيات والأخطاء والذنوب، التي ستفرخ تبعاتها هنا وهناك، وستكون السائدة آنذاك ونمط الحال والواقع، وستقودة تلك الإخفاقات والمعطيات، ليكون جيلا انهزاميا وضعيفا وهشا ومفلسا من كل الأخلاق الحسنة ومقومات الرجولة والشدة والعصامية.

قد يصل به الحال ليكون مُنسلخًا من هويته الإسلامية والدينية، وخاوٍ تماما من الوازع الديني الذي من الممكن أن يثبته على الاستقامة والصلاح والإصلاح.

وهنا يتوجب وسيتوجب على أولياء الأمور، تحصين أنفسهم وأولادهم بالدين والإيمان، والفرار إلى الله تعالى، والتمسك بتعاليمه وشرعه ومنهاجه. واذا ما تعهد الجيل الحالي بالتربية الحسنة، فتصرفاته وسلوكه تنزع إلى أمر خطير، وتنذر بشرر يتطاير وسيتطاير هنا وهناك. والصورة من جراء ما نجزم به ونتوقعه، أضحت مُقلقة الى حد التشاؤم من أن المستقبل قد يخبئ لنا الكثير من المفاجآت غير السارة.

نحتاج إلى تضافر الجهود؛ افرادا وجماعات ومؤسسات المجتمع المدني، لا سيما بيئات الدين والإيمان التي يجب على الرجال أن يهبوا إليها، ويصبروا أنفسهم فيها ويفرغوا جهدهم ووقتهم الحلال من أجلها، وفي أن يستخدمنا الله تعالى لخدمة ونصرة دينه، وأن لا يستبدلنا بقوم آخرين.

بعض شبابنا اليوم يرون الغث والسمين، والصالح والطالح، ويتابعون من خلال الشاشات والجوالات المشهورين على اختلاف فئاتهم وأنواعهم، وصار تعلقهم بالممثل الفلاني ولاعب كرة القدم العلاني، يستحوذ على معظم أوقاتهم وطاقاتهم، التي يفرغونها في اللعب وعلى الأجهزة اللوحية والرقمية والمحمولة.

حقيقة ما جعلني أهوي على كتابة هذا المقال الذي سطرت كلماته ونحت أحرفه من حرقة وضيق أصابني، حينما رأيت طفلة في مقطع فيديو، تبكي لأنها لم تتمكن من التقاط صورة مع (سون) وهو لاعب المنتخب الكوري. وأقول يا لها من مصيبة إن كنَّا وصلنا إلى هكذا أمور. ولو حللنا الأسباب التي أدت بتلك الطفلة كالتي شاهدناها وعمرها أقل من عشر سنوات تبكي على (سون) لوجدنا أن الأسرة والوالدين يتحملون وزر ذلك. فماذا عسانا نقول عنها وعن والديها وأسرتها والجو الذي كانت تعيشه، غير أن نسأل الله الهداية والصلاح لكل المسلمين.

علينا أن نحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب، ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا، ووالله سنقف بين يدي الله وسيحاسبنا على تقصيرنا في تربية أنفسنا وأبنائنا، وفي تفويتنا للاستقامة والصلاح، والله تعالى يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾؛ فالله الله في طلب الصلاح والاستقامة.. الله الله في أن نكون قدوة صالحة لأبنائنا وأهلنا، الله الله في تربية النشء تربية حسنة، فإنهم مستقبل الأوطان وعمادها وسلاحها، والله نسأل الهداية والصلاح والعمل بما يرتضيه.

مقالات مشابهة

  • حافظوا على فلذات الأكباد قبل فوات الأوان
  • زوجة ضحية أحمد فتوح لـ”لاعب الزمالك”: تعالى بس أنت وبختك
  • وعنايته تعالى محيطة بكل شيء
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه
  • تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بمواطن قتل زوجته في مكة المكرمة
  • شيخ الأزهر: كان "النبي محمدﷺ" رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة
  • شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك
  • شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والمصير المشترك
  • شيخ الأزهر: كان محمد ﷺ رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة
  • الفتوى الإلكترونية: كان للرسول 120 ألف صحابيّ