صحيفة البلاد:
2025-01-26@07:36:52 GMT

أخطاء لاتنسى

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

أخطاء لاتنسى

وردت كلمة الدحض بصيغة الفعل المضارع المقترن بلام التوكيد في قوله تعالى : (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق) الكهف الآية 56، أي : ليبطلوا ويزيلوا.- مخلوف، ص/300-، وورد في نفس الآية الجدل بصيغة المضارع (ويجادل) والجدل أو الجدال له أهمية في الإعلام الحجاجي في سورة يس – بصفة خاصة – من قوله تعالى : (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا إلى قوله: (بلى وهو الخلاق العليم) پس، ويمتاز هذا الحجاج بإيراد الحجة تلو الحجة وقد ألف د.

علي عبدالمجيد عنه كتابا بعنوان (الإعلام الحجاجي) ،

ونلاحظ إختلافه في سورة الكهف عن سورة يسن، فهو حجاج الكافرين الذي يحاولون فيه إبطال الحق ويزيلوه ولكن هيهات فثوابت الحق راسخة لا يمكن الإفتئات عليها في سبيل مصلحة دنيوية زائلة ، ممّا يجعل التوجهات الإعلامية لهذا الجدل مسخاً، وهراءً لا يلبث أن تنكشف طبيعته في منابر الحوار النير القائم على الحجج والبراهين وسدّ ثغرات الجهل في المفاهيم والرؤى لدى العامة ، لكي يتشكّل الرأي العام على أسس فهم سليمة لا يشوبها شيء من الضحالة والصَغار – بفتح الصاد – ولا الترزق بالكذب ، قال تعالى : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) الواقعة/81، والمبطلون خاسرون لا يقدرون على تغيير الحقيقة هنالك المبطلون).
هذه نبذة عن الجدل والدحض والحجاج ، وللحديث بقية.

وسورة المجادلة تبين لنا إهتمام القرآن بالجدل للوقوف على حل لمشكلة ما- فقد جاءت زوجة عبادة بن الصامت تشتكي إلى النبي أن زوجها ظاهر منها ، وتبلغ الروعة في ذلك أن الله يسمع حوارهما ، وفي ذلك وقفة قصصية فالنبي لم يجبها بشيء حتى نزل القرآن بالحل، فالمقدمة هي مجيء المرأة تشتكي، ولب الموضوع بيان الشكوى وهي ظهار زوجها منها وعندما شرحت للنبي صلي الله عليه وسلم بأن لها أطفالاً من زوجها تخاف عليهم ، بكت عيناه، ثم جاء الحل بنزول القرآن وبيان كفارة الظهار ، ومن روعة هذه القصة تعاطف القاريء مع زوجة عبادة الرجل الطاعن في السن وهي أم لأبنائه الصغار، وليس لها من أحد غيره يربيهم ويرعاهم ، إنها قضية إجتماعية تهم الرأي العام باكمله أو بجزء كبير منه – على الأقل -. والجدل مع الغير من الكفار وأهل الكتاب جاء فيه ما يثبت جدوى الحوار، فالكافرون أمر الله تعالى نبيه بالتنزل لمستواهم وهم الخصوم فقال سبحانه : (قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين .سبأ/24-25، وهذا هو أسلوب الإنصاف في القرآن – كما أشرنا إليه سابقا – الذي لا يهمش الطرف الآخر ولا ينتقص منه وإنما يقول له حسناً ( وقولوا للناس حسناً و (ادفع بالتي هي أحسن) ويسمى هذا الأسلوب بأدب الحوار . وبالنسبة لأهل الكتاب أمر الله جدالهم بالتي هي أحسن ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) بل التحييد في قوله تعال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) آل عمران / 64 .

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين المعجزة والكرامة؟ الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ، ما الفرق بين المعجزة والكرامة، وهل يوجد دليل على صحة كرامات الأولياء؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه قد تقرر في أصول الدين أن "ما جاز معجزةً لنبيٍّ جاز كرامةً لوليٍّ"، وأن الفرق بين المعجزة والكرامة هو أن المعجزة مقرونة بدعوى النبوة، أما الكرامة فدالّةٌ على صدق النبي الذي حصلت الكرامة بسبب الإيمان به، وتلك الكرامات الثابتة للصالحين لا يوجد أي دليل على انتهائها بانتهاء حياة الولي في الحياة الدنيا، بل وجد الدليل على عكس ذلك.

فيما ثبت من الآثار المتكاثرة المتواترة في حصول الكرامات للصالحين بعد الوفاة؛ من تكلُّمٍ بعد الموت، وحفظٍ لجسد الميت، وقراءةٍ للقرآن، واستجابة الدعاء عند قبره، ودلالةٍ على الخير في المنام، وإخبارٍ بالمغيَّبات، وذلك كله حاصل بإذن الله تعالى من غير قدرة ذاتية للولي عليها، لا فرق في ذلك بين الحي والميت.

وأوضحت دار الإفتاء، أن الإيمان بكرامات الأولياء مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة مخالفين بذلك أهل البدع والأهواء، واعتبره علماء العقيدة أصلًا من أصول الاعتقاد، وإنكارها قد يخرج المسلم من دينه؛ إذا كان ذلك من جهة الشك في قدرة الله تعالى، كما أن إثباتها للأولياء بعد انتقالهم يقره صريح المعقول، وصحيح المنقول، والموت يطرأ على الجسد لا الروح، فلا يجوز إنكار كرامات أولياء الله الصالحين لا في حياتهم، ولا بعد انتقالهم.

ويقول الإمام العلامة المحقق السعد التفتازاني في "شرح المقاصد" (2/ 386): [وبالجملة ظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء؛ إذ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط، ولم يسمعوا به من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء مع اجتهادهم في أمور العبادات واجتناب السيئات، فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحاب الكرامات يمزقون أديمهم ويمضغون لحومهم؛ لا يسمونهم إلا باسم الجهلة المتصوفة، ولا يعدونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة، قاعدين تحت المثل السائر: "أوسعتُهم سبًّا وأودَوْا بالإبل"، ولم يعرفوا أن مبنى هذا الأمر على صفاء العقيدة ونقاء السريرة، واقتفاء الطريقة واصطفاء الحقيقة] اهـ.

مقالات مشابهة

  • ما المعنى الصحيح لقرب النبي من الله تعالى في رحلة المعراج؟ الإفتاء توضح
  • ما الفرق بين المعجزة والكرامة؟ الإفتاء تجيب
  • مطروح تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج
  • أدب الاختلاف / د. زهير طاهات
  • آخر آية نزلت في القرآن الكريم
  • دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراج .. وارد في القرآن الكريم
  • سنن نبوية في الجمعة الأخيرة من رجب.. اغتنمها
  • معنى الصعود في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾
  • الإيمان بالرسل في القرآن.. تعداد الأنبياء وذكر اسم النبي محمد في الكتاب
  • علي جمعة: اسم النبي محمد ذكر في القرآن 4 مرات صراحة وباسم أحمد مرة