عواصم/ وكالات
أفشل الغضب الشعبي الليبي الذي فجره لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش وإيلي كوهين – وزير خارجية العدو الصهيوني، كل الخطط التي كانت تُحاك في الخفاء، في اتجاه إلحاق ليبيا بركب الدول العربية الخانعة والمطبّعة مع كيان العدو الصهيوني.
ويأتي ذلك وسط اتهامات لرئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة بالموافقة الضمنية على انعقاد الاجتماع، في محاولة منه لكسب تأييد الولايات المتحدة الأمريكية، بما قد يدعم فرص بقائه في السلطة.


ففي تصويت شعبي ضد التطبيع، فاجأ الشارع الليبي عرابي التطبيع وخرج عن صمته رافضا لهذا المسار الذي قد يفضي لاتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني بتواطؤ من كبار المسؤولين الليبيين.
ووفق محلليين سياسيين ومختصين كشف اللقاء بشكل واضح المحاولات الخيانية التي يفكر بها بعض المسؤولين في ليبيا، بإصرار مسبق والتي تعتقد واهمة أن مستقبلها مرتبط بدرجة علاقته بهذا الكيان المجرم، لذلك فهي تسارع من اجل الإذعان والخنوع لإملاءاته في مقابل دعم أمريكا لبقاء حكومة الدبيبة في السلطة.
وفي هذا الإطار يؤكد المحللون أن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة عن المشهد الليبي الصهيوني الذي جرى في روما كجزء من مخطط إقليمي تديره خدمة للكيان الصهيوني، ولمشروعها الرجعي في المنطقة.
وما يشير إلى ذلك بحسب المحلليين هو حجم الرد والسخط الذي أظهرته الإدارة الأمريكية على وزير الخارجية الصهيوني الذي كشف عن عقد اللقاء، وما تسبب به من إفشال لمشاريعها التطبيعية في المنطقة، والذي تسبب أيضاً في ردة فعل الشعب الليبي، والتي كانت قوية ومؤثرة ورادعة.
فبعد تقديرات بشأن إمكانية إرساء التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وجد نظام رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة نفسه في مأزق سياسي كبير جراء الكشف عن هذا اللقاء كون هذا الأمر أكد صحة التقارير التي تحدثت عن لقاءات سابقة بين مسؤولين من حكومة الدبيبة والجانب الصهيوني بخطط أمريكية، تحقق لواشنطن بعض الأهداف بشأن مسار التطبيع الذي تستخدمه الإدارة الأمريكية داخليا في ملف الانتخابات، بينما تحقق للحكومة في طرابلس ضمانات بالبقاء في السلطة.
وهنا يُعتقد أن ما حصل في روما بإيطاليا لم يكن لقاء فرديا أو يمثل شخصاً ليبياً بذاته، وإنما كان اجتماعا خُطط له بدقة، وذلك برعاية اللوبي السياسي لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.
وهو ما كشفه مسؤول في الحكومة الليبية لـ”أسوشييتد برس” أن الدبيبة كان على علم بالمحادثات، وأنه أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي عندما كان في زيارة لروما.. مؤكدا أن مكتب رئيس الوزراء رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش.
وقال مسؤول ثان إن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت المنقوش رئاسة الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.. مشيرا إلى أن الاجتماع توج الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة لجعل ليبيا تنضم إلى سلسلة من الدول العربية التي تقيم علاقات تطبيع مع كيان العدو الصهيوني.
وشدد المسؤول الليبي، على أن تطبيع العلاقات بين ليبيا و”إسرائيل” تمت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز الذي زار العاصمة الليبية في يناير الماضي.
ووفق الآراء الواردة من المسؤولين، فإن الكشف عن تفاصيل اللقاء وأد مسار التطبيع الذي كان يتم الترتيب له، خاصة بعد خروج الشارع في جميع أنحاء البلاد رفضا للخطوة، وهو بمثابة تأكيد أن التطبيع بين ليبيا وكيان العدو، في ظل الوضع الحالي في ليبيا، مستبعدا إن لم يكن مستحيلا.
وفي هذا السياق قال المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الأسبق محمد السلاك: أن مسار التطبيع متعثر من البداية، نظرا لتمسك الشعب الليبي بالقضية الفلسطينية، وعدم استعداده للنقاش حول هذه القضية.
ويرى العديد من المختصين في الشأن الليبي أن الرفض الشعبي لهذا اللقاء قلب الأمور، ورسخ الموقف في مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني وفي مناصرة الشعب الفلسطيني، وهو ما انصاعت له الحكومة الليبية.
وأعربت الهيئة الوطنية الليبية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، عن إدانتها للجريمة النكراء التي قامت بها وزيرة الخارجية الليبية سابقا، نجلاء المنقوش، بمقابلتها لأحد مجرمي الكيان الصهيوني، مطالبة بإقرار قوانين تجريم التطبيع والاعتراف به.
خلاصة القول إن ما فعله الشعب الليبي، يحمل في طياته تحذيرا وردعا للحكومات والأنظمة الساعية إلى جعل كيان العدو الصهيوني صديقاً وحليفاً استراتيجياً، فما جرى في ليبيا أظهر أن مسار “اتفاق ابراهام” الاستسلامي بالنسبة للشعوب لا يساوي الحبر الذي كتبت فيه ولا الورق التي كتبت عليه وأن فلسطين لا تزال هي بوصلة الشعوب العربية وأن قضيتها لا تموت.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!

يمانيون../
رحل رجل الظل، ابن الموت، ذو السبعة أرواح، البأس الشديد الذي لا يخشى الموت، مفجر الطوفان، ومؤسس ‎وحدة الظل، شبح الكيان، وقاهر الاحتلال، من هزَّ الأرض عرضاً وطولاً، ودوّخ استخبارات وجيوش العدو، قائد أركان كتائب القسام، البطل المقاوم الشهيد المجاهد الجنرال محمد دياب إبراهيم المصري؛ الملقب “محمد الضيف”، إلى السماء في حضرة الشهداء.

رحل الضيف اللاجئ في وطنه إلى وطنه الأبدي ضيفاً في جنات ربه، وبقت ذكرى بطولاته خالدة في أعماق كل عربي حراً مقاوم، وسيخلد الرجل المقاوم، الذي أعلن الحرب على كل شيء، العجز والضعف والصمت والتواطؤ والخيانة والعملاء والعمالة والهزيمة، المنهزمين، والتطبيع والمطبّعين قبل أن يعلنها على المحتل والاحتلال، والطغاة والكيان والمستعمرين.

واقعة الاستشهاد
رحل رأس الأفعى -كما تسميه “إسرائيل”- القائد المرعب محمد الضيف “أبو خالد”، شهيداً يوم 13 يوليو 2024، (قبل ستة أشهر ونصف) بخيانة العميل السري للكيان، الخائن سعد برهوم، ‏الذي بلغ عن مكان الضيف ورافع سلامة، وفر هارباً إلى العدو – شرق خان يونس، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم انتشال جثمانه الطاهر، لكن تأخرت كتائب القسام في إعلان الخبر حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى، وعودة النازحين.

الخبر الموجع
في مساء يوم خميس 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسمياً الخبر الموجع في تسجيل صوتي بصوت أيقونة المقاومة، الجنرال المجاهد أبو عبيدة، نبأ استشهاد قائد الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وبعض رفاقه؛ أبرزهم: نائبه مروان عيسى، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وقائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد ركن الأسلحة غازي طماعة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.

خطاب الطوفان
في خطابه الشهير عبر الرسالة الصوتية، فجر يوم السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، الذي لم يظهر إلا صوتًا وظلاً إلا في مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدء عملية عسكرية على “إسرائيل” باسم “طوفان الأقصى” بهجوم مباغت بإطلاق خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

وقال: “إننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا وأمتنا ومجاهدينا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه.. نفذوا هجماتكم على المستوطنات بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات، نحن شعبا ظلمنا وقهرنا وطردنا من ديارنا، نحن نسعى إلى حق، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستثبت البذور”.

أسطورة مقاوم
قال عنه رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون: “أنا مجبر على القول؛ عليّ أن أكون حذراً في الكلمات، لكن: طوّرت تجاهه “محمّد الضيف” تقديراً مرتفعاً جداً، حتى – إن أردتِ – نوعاً من الإعجاب.. أنتَ ميّت لأن تقتله، مثلما هو ميّت لأن يقتلك، لكنه خصم مُستحقّ.. نتحدّث هنا عن مستوى ليت عندنا مثله، كنتَ ستريد أن يكون قائدًا لسرية الأركان”.

وقال مدير معهد أبحاث الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط تمير هايمان: “الضيف يملك قدرة إدراكية، وقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين”.

بشكل عام، علقت المنصات العبرية، بعد سماع خبر استشهاد الضيف، بقولها: “مات القائد الوحيد الذي أعلن جيشنا اغتياله 100 مرة.. وبعد كل إعلان نتفأجا بأنه لا يزال حيا”.

عاش ألف مرة
والكلام للثائر الفلسطيني إبراهيم المدهون: “كم مرة قالوا: قُتل، وكم مرة عاد من بين الركام، يبتسم، ويتحسس موضع الجرح، ثم يكمل المسير؟
2002، 2003، 2006، 2014.. توالت المحاولات، تناثرت الشظايا، سقطت جدران البيوت، وسقط أحبّته شهداء بين يديه، زوجته، بناته ابنه علي، رفاقه الذين سبقوه، لكنه ظل واقفًا، كالنخيل في العاصفة، ينهض من بين الموت كأن الحياة لا تليق إلا به، وكأن فلسطين أبت أن تفقده قبل أن يكتب لها مجدًا يليق بها”.

قائد أركان كتائب القسام
ولد محمد دياب إبراهيم المصري – الملقب محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ونشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، ومجال المسرح، وتشبع بالفكر الإسلامي في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى حركة حماس حتى أصبح قائداً عسكرياً يهابه العدو.
تحاط شخصيته بالغموض والحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، أصيب ببعضها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحداها.
اُعتقل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

“أنا عمري انتهى”!!
عُيّن قائداً لكتائب القسّام عام 2002، ولقب بـ”الضيف” لتنقله كل يوم في ضيافة الفلسطينيين تخفياً من عيون “إسرائيل”.
أشرف أبو خالد على عدة عمليات؛ أسر فيها الجندي “الإسرائيلي” نخشون فاكسمان، بعد اغتيال القائد يحيى عياش يوم 5 يناير 1996، ونفذ سلسلة عمليات فدائية انتقاما له، منها قتل 50 إسرائيليا.
يقول الضيف، بعد محاولة اغتياله في حرب 2014، في المنزل الذي كان متواجدا فيه بثلاث قنابل خارقة للحصون، لم تنفجر سوى قنبلة، ونجا هو وآخرون، واستشهدت زوجته وولده علي: “أنا عمري انتهى من هذه الضربة.. اللي عايشه بعد هيك زيادة”.

“سيظل يطارد الكيان
في 14 يوليو 2024، أعلنت “إسرائيل” اغتياله في منطقة المواصي “غرب مدينة خان يونس” بعملية قصف جوي اُستشهد فيها 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرون، بينهم عشرات من الأطفال والنساء.

في نهاية الكلام، كانت نهاية القائد القسامي البطل الذي أرهق “إسرائيل” لعقود بطولية، ومثلما كان غياب رجل الظل عن الأنظار وهو حياً يمثل حضوراً يطارد الاحتلال، سيظل ضيف فلسطين والأمة وأيقونة المقاومة، وبطل المقاومين ومحرر الأسرى، كذلك شبحاً يخيف العدو بخلود ذكرى أسمه، وشجاعة رجال كتائب القسام، وتأكيد مقولتهم: “حط السيف قبال السيف نحن رجال محمد ضيف”.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • (أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)
  • عاجل.. الأردن تعلن الحرب على كيان العدو الصهيوني
  • إسبانيا ترفض مقترح كيان العدو الصهيوني بخصوص استقبال الفلسطينيين
  • الدبيبة يبحث مع السفير الألماني ملف الأموال الليبية المجمدة
  • استشهاد طفل برصاص العدو الصهيوني في رفح
  • الرقابة الإدارية توقع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الليبية في مجال تبادل الخبرات
  • لتبادل الخبرات.. هيئة الرقابة الإدارية توقع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الليبية
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد كيان العدو الإسرائيلي
  • الوطنية للنفط: الدبيبة تعهد بحل مشكلة العسر المالي الذي تمر به شركات النفط