الغضب الشعبي يُفشل خطط إلحاق ليبيا بركب الدول المطبعة مع كيان العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
عواصم/ وكالات
أفشل الغضب الشعبي الليبي الذي فجره لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش وإيلي كوهين – وزير خارجية العدو الصهيوني، كل الخطط التي كانت تُحاك في الخفاء، في اتجاه إلحاق ليبيا بركب الدول العربية الخانعة والمطبّعة مع كيان العدو الصهيوني.
ويأتي ذلك وسط اتهامات لرئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة بالموافقة الضمنية على انعقاد الاجتماع، في محاولة منه لكسب تأييد الولايات المتحدة الأمريكية، بما قد يدعم فرص بقائه في السلطة.
ففي تصويت شعبي ضد التطبيع، فاجأ الشارع الليبي عرابي التطبيع وخرج عن صمته رافضا لهذا المسار الذي قد يفضي لاتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني بتواطؤ من كبار المسؤولين الليبيين.
ووفق محلليين سياسيين ومختصين كشف اللقاء بشكل واضح المحاولات الخيانية التي يفكر بها بعض المسؤولين في ليبيا، بإصرار مسبق والتي تعتقد واهمة أن مستقبلها مرتبط بدرجة علاقته بهذا الكيان المجرم، لذلك فهي تسارع من اجل الإذعان والخنوع لإملاءاته في مقابل دعم أمريكا لبقاء حكومة الدبيبة في السلطة.
وفي هذا الإطار يؤكد المحللون أن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة عن المشهد الليبي الصهيوني الذي جرى في روما كجزء من مخطط إقليمي تديره خدمة للكيان الصهيوني، ولمشروعها الرجعي في المنطقة.
وما يشير إلى ذلك بحسب المحلليين هو حجم الرد والسخط الذي أظهرته الإدارة الأمريكية على وزير الخارجية الصهيوني الذي كشف عن عقد اللقاء، وما تسبب به من إفشال لمشاريعها التطبيعية في المنطقة، والذي تسبب أيضاً في ردة فعل الشعب الليبي، والتي كانت قوية ومؤثرة ورادعة.
فبعد تقديرات بشأن إمكانية إرساء التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وجد نظام رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة نفسه في مأزق سياسي كبير جراء الكشف عن هذا اللقاء كون هذا الأمر أكد صحة التقارير التي تحدثت عن لقاءات سابقة بين مسؤولين من حكومة الدبيبة والجانب الصهيوني بخطط أمريكية، تحقق لواشنطن بعض الأهداف بشأن مسار التطبيع الذي تستخدمه الإدارة الأمريكية داخليا في ملف الانتخابات، بينما تحقق للحكومة في طرابلس ضمانات بالبقاء في السلطة.
وهنا يُعتقد أن ما حصل في روما بإيطاليا لم يكن لقاء فرديا أو يمثل شخصاً ليبياً بذاته، وإنما كان اجتماعا خُطط له بدقة، وذلك برعاية اللوبي السياسي لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.
وهو ما كشفه مسؤول في الحكومة الليبية لـ”أسوشييتد برس” أن الدبيبة كان على علم بالمحادثات، وأنه أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي عندما كان في زيارة لروما.. مؤكدا أن مكتب رئيس الوزراء رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش.
وقال مسؤول ثان إن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت المنقوش رئاسة الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.. مشيرا إلى أن الاجتماع توج الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة لجعل ليبيا تنضم إلى سلسلة من الدول العربية التي تقيم علاقات تطبيع مع كيان العدو الصهيوني.
وشدد المسؤول الليبي، على أن تطبيع العلاقات بين ليبيا و”إسرائيل” تمت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز الذي زار العاصمة الليبية في يناير الماضي.
ووفق الآراء الواردة من المسؤولين، فإن الكشف عن تفاصيل اللقاء وأد مسار التطبيع الذي كان يتم الترتيب له، خاصة بعد خروج الشارع في جميع أنحاء البلاد رفضا للخطوة، وهو بمثابة تأكيد أن التطبيع بين ليبيا وكيان العدو، في ظل الوضع الحالي في ليبيا، مستبعدا إن لم يكن مستحيلا.
وفي هذا السياق قال المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الأسبق محمد السلاك: أن مسار التطبيع متعثر من البداية، نظرا لتمسك الشعب الليبي بالقضية الفلسطينية، وعدم استعداده للنقاش حول هذه القضية.
ويرى العديد من المختصين في الشأن الليبي أن الرفض الشعبي لهذا اللقاء قلب الأمور، ورسخ الموقف في مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني وفي مناصرة الشعب الفلسطيني، وهو ما انصاعت له الحكومة الليبية.
وأعربت الهيئة الوطنية الليبية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، عن إدانتها للجريمة النكراء التي قامت بها وزيرة الخارجية الليبية سابقا، نجلاء المنقوش، بمقابلتها لأحد مجرمي الكيان الصهيوني، مطالبة بإقرار قوانين تجريم التطبيع والاعتراف به.
خلاصة القول إن ما فعله الشعب الليبي، يحمل في طياته تحذيرا وردعا للحكومات والأنظمة الساعية إلى جعل كيان العدو الصهيوني صديقاً وحليفاً استراتيجياً، فما جرى في ليبيا أظهر أن مسار “اتفاق ابراهام” الاستسلامي بالنسبة للشعوب لا يساوي الحبر الذي كتبت فيه ولا الورق التي كتبت عليه وأن فلسطين لا تزال هي بوصلة الشعوب العربية وأن قضيتها لا تموت.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا مأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، السبت، إن بلاده لن تسمح بأن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ومأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها.
وأضاف الدبيبة أن "ليبيا تواجه تحديات أمنية كبيرة في الداخل حيث نسعى بكل جهد لاستعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد".
حديث الدبيبة جاء خلال افتتاح المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، الذي افتتح بالعاصمة طرابلس السبت ويستمر حتى الأحد، بحضور وفود رسمية من تونس والجزائر والسودان وتشاد والنيجر، وفق منصة “حكومتنا” الرسمية على فيسبوك، دون أن تشير إلى مشاركة وفد من مصر أو غيابه.
وأوضح، أنه بات من المؤكد بشكل حازم وواضح أن ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، مبينا أن "حكومته لن تسمح بأن تتحول الأراضي الليبية إلى مأوى للعناصر الهاربة والخارجة من بلدانها أو الخارجة عن القانون، ولا أن تستخدم ليبيا كورقة ضغط في أي مفاوضات أو أي صراعات دولية".
وتزامن حديث الدبيبة مع تقارير أكدت وصول قيادات أمنية وعسكرية في نظام بشار الأسد، الذي أطيح به في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، إلى الأراضي الليبية وتقارير أخرى تتحدث عن نقل أنظمة دفاع جوي وأسلحة روسية متطورة من سوريا إلى شرق ليبيا.
والخميس الماضي، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الخميس، رفضه دخول أي عتاد عسكري أو قوات روسية إلى بلاده، بعد انسحابها من القواعد في سوريا.
وقال الدبيبة: "لا يوجد شخص وطني يقبل بدخول دولة أجنبية وتفرض هيمنتها، أي جهة تدخل ليبيا من دون إذن أو اتفاق سنحاربها لا يمكن أن نرضى بأن تكون ليبيا ساحة حرب دولية".
وبشأن الوضع السياسي في ليبيا، قال الدبيبة إن "أعضاء مجلس النواب لا يريدون سوى الاستمرار في السلطة عندما رأى البرلمان أن مصالحهم لا تتوافق مع الدستور وضع مسودة الدستور في الأدراج".
وأضاف: "نريد إخراج الدستور من غياهب الجب ويجب التشاور بشأنه".
وحول الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي طال انتظارها، قال الدبيبة: "نريد قوانين انتخابية لإجراء انتخابات لا بد من العمل للوصول إلى قوانين انتخابية عادلة".