تحليل.. بوتين يخوض حرب أبدية والغرب يتراجع ويتقبل هزيمة أوكرانيا
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
في مقال له نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، انتقد الكاتب الأمريكي الشهير، سيمون تيسدال، موقف العديد من الساسيين البارزين في الولايات المتحدة وأوروبا من الحرب الأوكرانية الروسية، وأبرز أن هؤلاء الساسة غير قادرين أو غير راغبين في فهم التهديد الوجودي الذي تفرضه روسيا على الجميع.
وقال سيمون تيسدال، في مقال الجارديان، الذي نشر اليوم السبت، إن ساسة من الولايات المتحدة وأوروبا مستمرون في افتراض أن هذه الحرب، مثل الصراعات الأخرى، ستنتهي في نهاية المطاف بالمفاوضات.
وأبرز سيمون تيسدال، الزخم الذي يكتسبه الضغوط من أجل إجراء محادثات مع استعصاء القوات الأوكرانية تحقيق اختراق عسكري. وأشار إلي أن الخوف من المواجهة النووية، وارتفاع معدلات الجوع في البلدان الفقيرة المتعطشة للحبوب، و"الإجهاد الحربي" العام، كلها أمور تؤجج الحديث عن المحادثات.
وأفاد الكاتب الأمريكي، بأن نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق آخر من انضم إلى صفوف الساسة الفرنسيين والألمان والإيطاليين من اليمين المتشدد واليسار المتشدد، الذين يريدون تقبيل بوتين والتصالح معه.
في ترديد لمطالب روسيا، قال ساركوزي إن أوكرانيا يجب أن تقبل الخسارة الدائمة لشبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي المحتلة، واستبعادها من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وقال إنه يتعين على روسيا وفرنسا "إعادة تأسيس علاقات حسن الجوار".
يبدو أن الضغوط في الولايات المتحدة لقطع المساعدات عن أوكرانيا وفرض تسوية سلمية من المتوقع أن تتزايد. وإذا انتصر دونالد ترامب، أحد مشجعي بوتين، فقد يحاول فرض صفقة سريعة وسحب المساعدات العسكرية من كييف.
بعد محادثات ضمت 40 دولة عقدت مؤخرا في المملكة العربية السعودية، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنه يخطط لعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن أوكرانيا، ربما في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
انتقد جوزيب بوريل، بشدة الحكومات لفشلها في تسليح كييف في وقت مبكر وبشكل أفضل. وقال بوريل: "عندما يقرر المرء مساعدة دولة تم غزوها عسكرياً، فإن التردد قد يكون مكلفاً للغاية".
وأضاف الكاتب الأمريكي سيمون تيسدال، إن الرأي العام الروسي أيضاً في تحول، ليس لصالح الحرب بقدر ما هو ضد فكرة الهزيمة الصادمة. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي استشهدت بها محللة كارنيجي، تاتيانا ستانوفايا، أن هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية ربما تحشد الروس خلف الكرملين.
كتبت ستانوفايا: لم تؤدي الهجمات بأي حال من الأحوال إلى زيادة الرغبة العامة في محادثات السلام أو الانسحاب الروسي. وأضاف: إن البلاد أصبحت أكثر التزاماً بالقتال.
بل إن الأمر أسوأ من ذلك، كما اقترحت كونستانزي ستيلزنمولر، المحللة في معهد بروكينجز، في مقال جديد بعنوان "عودة العدو"، أن الكرملين أوضح مراراً وتكراراً أن استسلام أوكرانيا الكامل هو وحده المقبول كأساس لاتفاق السلام".
قالت ستيلزنمولر بالنسبة لبوتين، إن مواصلة الصراع المستمر ضد الغرب هو السياق والهدف الأوسع للحرب.
وأكد سيمون تيسدال أنه حتى لو تم الاتفاق على هدنة في أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، فمن المرجح أن يتعامل معها بوتين باعتبارها "وقفة تكتيكية" تسبق هجومه المقبل. ويتعين على زعماء الغرب، وخاصة بايدن، وإيمانويل ماكرون، وشولتز، وريشي سوناك، أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يبدأوا أخيرا الكفاح من أجل الفوز.
وشجع سيمون تيسدال، في مقاله، الدول الغربية علي وجوب الترحيب بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي دون مزيد من التأخير. والعمل علي وضع ضمانات أمنية وممرات بحرية آمنة، مدعومة بقوة نيران حلف شمال الأطلسي، والمزيد من الأسلحة، والطائرات، ومناطق حظر الطيران.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب الأوكرانية الروسية
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تورط الحوثي في إرسال شباب يمنيين للقتال ضد أوكرانيا وما المقابل الذي خدعتهم به روسيا؟
أكدت صحيفة فاينانشال تايمز، البريطانية في تقرير لها يوم الأحد، أن القوات المسلحة الروسية قامت بتجنيد مئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، وذلك من خلال عملية تهريب غامضة تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثيين المتمردة.
قال مجندون يمنيون سافروا إلى روسيا للصحيفة إنهم تلقوا وعودا بوظائف ذات رواتب عالية وحتى الحصول على الجنسية الروسية. وعندما وصلوا بمساعدة شركة مرتبطة بالحوثيين، تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا.
وحصلت الصحيفة على عقود وقعها المجندون مع شركة أسسها عبد الولي الجابري وهو سياسي حوثي بارز، وتحدد وثائق تسجيل شركة الجابري المسجلة في صلالة بسلطنة عمان، أنها شركة سياحية ومورد للمعدات الطبية والأدوية.
وقالت الصحيفة إن ظهور مجموعة من وصفتهم بـ ''المرتزقة اليمنيين'' في أوكرانيا يظهر كيف يجتذب الصراع بشكل متزايد الجنود من الخارج مع ارتفاع عدد الضحايا ومحاولة الكرملين تجنب التعبئة الكاملة.
وسبق ان اعلن عن مقتل يمنيين شاركوا في القتال مع روسيا صد أوكرانيا.
وفيما يبدو انه مقابل اعطته روسيا للحوثيين على تجنيد اليمنيين للقتال معها، كانت واشنطن اتهمت اكثر من مرة روسيا بتقديم الدعم المعلوماتي واللوجستي للحوثيين لمساعدتهم في الهجمات بالبحر الأحمر.