في مقال له نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، انتقد الكاتب الأمريكي الشهير، سيمون تيسدال، موقف العديد من الساسيين البارزين في الولايات المتحدة وأوروبا من الحرب الأوكرانية الروسية، وأبرز أن هؤلاء الساسة غير قادرين أو غير راغبين في فهم التهديد الوجودي الذي تفرضه روسيا على الجميع.

 

وقال سيمون تيسدال، في مقال الجارديان، الذي نشر اليوم السبت، إن ساسة من الولايات المتحدة وأوروبا مستمرون في افتراض أن هذه الحرب، مثل الصراعات الأخرى، ستنتهي في نهاية المطاف بالمفاوضات.

وأوضح أن الكرملين لا يطالب بأقل من استسلام كييف الكامل. 

 

وأبرز سيمون تيسدال، الزخم الذي يكتسبه الضغوط من أجل إجراء محادثات مع استعصاء القوات الأوكرانية تحقيق اختراق عسكري. وأشار إلي أن الخوف من المواجهة النووية، وارتفاع معدلات الجوع في البلدان الفقيرة المتعطشة للحبوب، و"الإجهاد الحربي" العام، كلها أمور تؤجج الحديث عن المحادثات.

 

وأفاد الكاتب الأمريكي، بأن نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق آخر من انضم إلى صفوف الساسة الفرنسيين والألمان والإيطاليين من اليمين المتشدد واليسار المتشدد، الذين يريدون تقبيل بوتين والتصالح معه.

 

في ترديد لمطالب روسيا، قال ساركوزي إن أوكرانيا يجب أن تقبل الخسارة الدائمة لشبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي المحتلة، واستبعادها من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وقال إنه يتعين على روسيا وفرنسا "إعادة تأسيس علاقات حسن الجوار". 

 

يبدو أن الضغوط في الولايات المتحدة لقطع المساعدات عن أوكرانيا وفرض تسوية سلمية من المتوقع أن تتزايد. وإذا انتصر دونالد ترامب، أحد مشجعي بوتين، فقد يحاول فرض صفقة سريعة وسحب المساعدات العسكرية من كييف.

 

بعد محادثات ضمت 40 دولة عقدت مؤخرا في المملكة العربية السعودية، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنه يخطط لعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن أوكرانيا، ربما في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.

 

انتقد جوزيب بوريل، بشدة الحكومات لفشلها في تسليح كييف في وقت مبكر وبشكل أفضل. وقال بوريل: "عندما يقرر المرء مساعدة دولة تم غزوها عسكرياً، فإن التردد قد يكون مكلفاً للغاية". 

 

وأضاف الكاتب الأمريكي سيمون تيسدال، إن الرأي العام الروسي أيضاً في تحول، ليس لصالح الحرب بقدر ما هو ضد فكرة الهزيمة الصادمة. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي استشهدت بها محللة كارنيجي، تاتيانا ستانوفايا، أن هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية ربما تحشد الروس خلف الكرملين.

 

كتبت ستانوفايا: لم تؤدي الهجمات بأي حال من الأحوال إلى زيادة الرغبة العامة في محادثات السلام أو الانسحاب الروسي. وأضاف: إن البلاد أصبحت أكثر التزاماً بالقتال.

 

بل إن الأمر أسوأ من ذلك، كما اقترحت كونستانزي ستيلزنمولر، المحللة في معهد بروكينجز، في مقال جديد بعنوان "عودة العدو"، أن الكرملين أوضح مراراً وتكراراً أن استسلام أوكرانيا الكامل هو وحده المقبول كأساس لاتفاق السلام". 

 

قالت ستيلزنمولر بالنسبة لبوتين، إن مواصلة الصراع المستمر ضد الغرب هو السياق والهدف الأوسع للحرب.

 

وأكد سيمون تيسدال أنه حتى لو تم الاتفاق على هدنة في أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، فمن المرجح أن يتعامل معها بوتين باعتبارها "وقفة تكتيكية" تسبق هجومه المقبل. ويتعين على زعماء الغرب، وخاصة بايدن، وإيمانويل ماكرون، وشولتز، وريشي سوناك، أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يبدأوا أخيرا الكفاح من أجل الفوز.

 

وشجع سيمون تيسدال، في مقاله، الدول الغربية علي وجوب الترحيب بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي دون مزيد من التأخير. والعمل علي وضع ضمانات أمنية وممرات بحرية آمنة، مدعومة بقوة نيران حلف شمال الأطلسي، والمزيد من الأسلحة، والطائرات، ومناطق حظر الطيران. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرب الأوكرانية الروسية

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يتوجه إلى السعودية قبل محادثات بين كييف وواشنطن

كييف - رويترز
 يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم الاثنين قبل محادثات بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب مع روسيا في مرحلة بالغة الخطورة بالنسبة لكييف.

وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعا، وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.

ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ولي عهد السعودية التي اضطلعت بأدوار وساطة متعددة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 شملت التوسط في تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة غدا الثلاثاء على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب، وذلك في أول اجتماع رسمي منذ لقاء في البيت الأبيض شهد مناوشات كلامية بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتحت ضغط هائل من ترامب الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة، يبذل زيلينسكي جهدا هائلا لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على ضمانات أمنية أمريكية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق سلام.

وقال زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين وإن الوفد الأوكراني سيضم رئيس مكتبه ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها".

وأضاف "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية".

وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم يعتزمون استغلال الاجتماع مع الجانب الأوكراني بقدر ما لمعرفة هل كييف مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.

وقال أحد المسؤولين عن المحادثات الوشيكة "لا يمكنك للمرء أن يقول أريد السلام بينما (في الوقت نفسه يقول) أرفض تقديم أي تنازل".

وقال مسؤول أمريكي ثان "نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين ليس فقط بالسلام، بل بالسلام الواقعي".

وقال ترامب أمس الأحد إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة أنهت "تقريبا" تعليق تبادل معلومات المخابرات مع كييف.

* إطار عمل لاتفاق

قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب والذي يعمل على الترتيب للمحادثات إن الفكرة هي "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلا عن وقف مبدئي لإطلاق النار".

ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختبارا لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.

وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضا بريطانيا وفرنسا، إذ تقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.

ويقول الرئيس الأوكراني أيضا إن كييف مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه ضروري لضمان استمرار الدعم الأمريكي.

وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأمريكي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا بزيادة الدعم في وقت تتراجع فيه كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.

وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي محاصرة تقريبا من جانب القوات الروسية.

وتسيطر روسيا على حوالي خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.

ووفقا لزيلينسكي، أطلقت روسيا جوا 1200 قنبلة موجهة ونحو 870 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 80 صاروخا على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يتوجه إلى السعودية قبل محادثات بين كييف وواشنطن
  • بالفيديو .. ترمب يسخر من مراسل واشنطن بوست الذي سأله عن احترام بوتين من عدمه
  • بوتين يرفض إمكانية التخلي عن أراضي محتلة في أوكرانيا
  • مسئولة أوروبية: بوتين لا يبدي أي اهتمام بالسلام في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: بوتين لا يبدي أي اهتمام بتحقيق السلام في أوكرانيا
  • أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا
  • ترامب: أثق في بوتين والتعامل مع أوكرانيا أصعب من التعامل مع روسيا
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • هل ستشارك روسيا في اجتماع جدة مع أوكرانيا وأمريكا؟.. الكرملين يجيب لـCNN