على خشبة مسرح البالون بالعجوزة، قٌدم العرض البحريني "السيد والعبد" إخراج الفنان خالد الرويعي، بحضور لجنة تحكيم مسابقة العروض الرسمية بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، والتي تقام خلال الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر الجاري، برئاسة الدكتور سامح مهران.

يدور العرض حول رغبة السيد في التغيير والترفيه عن النفس بأساليب مختلفة، وبتردد مختلف.

وما حيلة العبد سوى تحقيق الرغبات وتبريرها للسيد، إنها العلاقة الجدلية القديمة بين السيد والعبد على مر العصور.

تعود "حوارية السيد والعبد" كنص مسرحي شعري منقوش على الألواح الحجرية، تعود إلى العام 1200 قبل الميلاد، أي أنها ظهرت في الفترة التي تمثل قمة ازدهار أدب بلاد الرافدين، حيث تأثرت هذه الفترة بقوانين حمورابي الشهيرة، بالإضافة إلى تأثرها بالأفكار السومرية والأكادية كما يتضح في خلفيتها البيئية والاجتماعية.

يقدم نص " السيد والعبد" تساؤلاً حول وجود مرجعية أخلاقية ثابتة للسلوك، والسياق الذي يدفع الإنسان لتبرير أعماله شراً كانت أم خيراً، حيث يسوق لها من المبررات ما يدعمها ويعطيها المشروعية، مقترحاً أن ما من حقيقة ثابتة في هذا الوجود سوى الموت.

مسرحية "السيد والعبد" من إنتاج مسرح الصواري، سينوغرافيا وإخراج الفنان خالد الرويعي، فيما يساعده كل من باسل حسين وسعاد عوض الله، وفي الإنتاج حسين مرزوق وعلي أبو ديب بإشراف حسين الرفاعي.

يشار إلى أن لجنة مشاهدة العروض الأجنبية بالمهرجان والتي تتكون من أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، قد وقع اختيارها على 8 عروض من أصل 87 عرضًا عربيا تقدمت بطلبات للمشاركة في المهرجان، وجاءت قائمة العروض المختارة، كالتالي: الروبة (تونس)، السيد والعبد(البحرين)، صادق النمك (السعودية)، فنتولين العودة (فلسطين)، قائمة الخديج (الإمارات)، ملف 12 (العراق)، ما يراوش (تونس)، نوستالجيا (الجزائر).

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مسرح البالون مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي دورته الثلاثين

إقرأ أيضاً:

دار الأوبرا المصرية.. هل تعود لعرشها مع الدكتور علاء عبد السلام؟

لطالما كانت دار الأوبرا المصرية أيقونة للفن الرفيع ومنارة ثقافية ليس لمصر وحدها بل للعالم العربي بأسره، ولكن، كما تذبل زهرة إذا جُففت منابعها، شهدت الأوبرا خلال السنوات الأخيرة حالة من التراجع اللافت، نتيجة ضعف في الإدارة، وغياب للرؤية الفنية، وإهمال لروح المكان الذي صنع أمجاد الثقافة والفن، اليوم، ومع صعود الدكتور علاء عبد السلام إلى سدة رئاستها، تعود الأسئلة الملحة إلى الواجهة: هل يستطيع أن يعيد للأوبرا مجدها الغابر؟ وهل ينجح في بث الحياة في جسدها المتعب؟

في السنوات الأخيرة، كانت الأوبرا تسير بلا بوصلة، تجارب ضعيفة، مواسم فنية باهتة، ندرة العروض الكبرى، وتراجع الحضور الجماهيري، حتى كادت الهوية التي بنتها الأوبرا منذ نشأتها عام 1988 أن تبهت.

لم يكن الخلل في قلة الإمكانيات فقط، بل في اختيارات قيادات تفتقر للرؤية والخبرة الفنية الحقيقية، غاب التخطيط بعيد المدى، وتراجعت قدرة الأوبرا على اجتذاب كبار الفنانين محليًا ودوليًا، تحولت بعض فعالياتها إلى مجرد نشاط روتيني بلا روح، وتراجعت ثقة الجمهور النخبوي الذي لطالما اعتبر الأوبرا معبده الثقافي المقدس.

تولي الدكتور علاء عبد السلام رئاسة دار الأوبرا المصرية حمل في طياته آمالًا كبرى، الرجل ليس غريبًا عن الدار، بل هو أحد أبنائها الذين تربوا على خشبتها وأدركوا منذ البداية قدسية الفن وعمق رسالته.

عبد السلام، الذي يتمتع بسجل فني وإداري مميز، جاء محملاً برؤية إصلاحية واضحة: استعادة الريادة الفنية للأوبرا، رفع مستوى العروض، تعزيز الحضور الدولي، والأهم، إعادة بناء الثقة بين الدار وجمهورها، خطواته الأولى تؤكد أنه لا يبحث عن حلول تجميلية مؤقتة، بل يسعى لتجديد عميق يبدأ من جوهر العمل الفني والإداري معًا.

من أبرز أولوياته علاء عبد السلام، تطوير برامج العروض لتواكب الأذواق الرفيعة دون الانسلاخ عن الحداثة، إعادة ضخ دماء جديدة عبر اكتشاف ودعم المواهب الشابة، استعادة الفرق العالمية الكبرى لإحياء ليالي الأوبرا بمستوى دولي، الاهتمام بالبنية التحتية الفنية والإدارية، بما يليق بمكانة الأوبرا كصرح ثقافي عريق.

لن تكون مهمة الدكتور علاء عبد السلام سهلة، فالتغيير في مؤسسة ثقيلة وعريقة مثل الأوبرا يحتاج إلى: مواجهة البيروقراطية المتجذرة، تحديث آليات الإدارة والتسويق الثقافي، خلق شراكات دولية فاعلة ترفع اسم الأوبرا في المحافل العالمية، استعادة الجمهور المتخصص الذي هجر بعض الفعاليات لفقدانها الجودة.

إنه صراع بين التغيير والحفاظ على الأصالة، بين التجديد واحترام التقاليد الفنية العريقة، فعيون المثقفين، والفنانين، وعشاق الأوبرا، اليوم، تتطلع إلى خطوات الدكتور علاء عبد السلام بشغف وحذر، الكل يأمل أن تنفض دار الأوبرا المصرية عنها غبار الإهمال، وتعود قبلة للفن الراقي كما كانت، بل أقوى وأكثر إشراقًا.

طباعة شارك دار الأوبرا المصرية منارة ثقافية علاء عبد السلام برامج العروض تجارب ضعيفة

مقالات مشابهة

  • عرض "بائع الكتب المزورة" في مهرجان نوادي المسرح بالقناطر
  • خاص| عروض خليجية وأوروبية تنهال على نايك جراديشار.. والأهلي يرد
  • أمام البحر.. شيري عادل تستمتع بالأجواء الصيفية
  • دار الأوبرا المصرية.. هل تعود لعرشها مع الدكتور علاء عبد السلام؟
  • "المسار".. عرض مسرحي لـ"تعليمية شمال الباطنة" يناقش تعدد تخصصات التعليم
  • أحمد مالك من الإسكندرية: المسرح معمل الفنان الحقيقي وأشعر بمسؤولية مضاعفة بعد التكريم
  • أحمد مالك: التمثيل في سن صغير علمني كتير وهذه نصيحتي لعصام عمر بعد ما يأس
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: المسرح هو البداية الحقيقية لأي فنان «صور»
  • مواجهات ثنائية في جميع أركان قمة أرسنال وسان جرمان
  • عويل الزمن المهزوم في الدورة الـ 15 من مهرجان المسرح الجامعي