صدى البلد:
2025-03-20@07:21:57 GMT

ترميم صالة الأعمدة الكبرى بـ معابد الكرنك

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

خلال زيارته اليوم لافتتاح وتفقد مشروعات الآثار بعدد من المواقع الأثرية بمحافظتي قنا والأقصر، استعدادًا لموسم السياحة الشتوي، تفقد أحمد عيسي وزير السياحة والآثار مستجدات أعمال ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك.

رافق الوزير،  الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور فتحي ياسين مدير عام آثار مصر العليا، والدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، هذا إضافة إلى تفقد مركز الزوار الخاص بالمعبد ومتابعة تنفيذ منظومة التحول غير النقدي به.

وخلال الجولة استمع الوزير إلى شرح مفصل من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن مراحل أعمال مشروع ترميم  صالة الأعمدة الكبري والتي تحتوي على 134 عمود، وذلك بهدف إزالة الاتساخات والسناج وإظهار الألوان الأصلية للمعبد، لافتا إلى أن جميع الأعمال تمت بأيادي مصرية خالصة من شباب المرممين والأثريين تحت إشراف قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار.

وأشار الدكتور مصطفي وزيري إلى  أنه تم الإنتهاء من ترميم الناحية الجنوبية من صالة الأعمدة بالكامل بواقع 65 عمود من أصل 134 عمود، كما تضمنت الأعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي للأعمدة وحقن الأماكن المنفصلة وتقوية الأجزاء الضعيفة كما تم عزل الألوان بمادة مناسبة تحفظها من تأثيرات أشعة الشمس والعوامل الجوية، مشيرًا إلى أنه جاري العمل على ترميم الناحية الشمالية من الصالة للإنتهاء منها في أقرب وقت، وبذلك يكتمل ترميم أعمدة الصالة بالكامل.

وأضاف أنه تم تغطية الجزء الجنوبي الشرقي من الصالة بسقف خشبي، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، للحفاظ على الألوان من أضرار أشعة الشمس المباشرة وتأثير العوامل الجوية.

وأعرب وزير السياحة والآثار عن كامل فخره بفريق العمل من المرممين وتقديره لمجهوداتهم والتي أسفرت عن هذه النتائج العظيمة، واصفا العمل بالإنجاز الضخم، ومؤكدًا على أن أعمال الترميم الجارية بمعابد الكرنك والتي تأتي بالتزامن مع قرب بدء الموسم السياحي الشتوي وما سوف تشهده محافظة الأقصر من نمو متزايد في الحركة السياحية الوافدة إليها، سوف تساهم بشكل كبير في تحسين التجربة السياحية خاصة لما يمثله معابد  الكرنك من أهمية كبيرة كونه أحد أهم المقاصد السياحية المصرية بالأقصر.

وخلال جولته بالبر الغربي للأقصر، وجه الوزير بضرورة توفير مساحات أكبر لأماكن انتظار السيارات والحافلات السياحية بمنطقة تمثالي ممنون، بما يضمن استيعاب نمو الحركة السياحية المتوقعة والتي سوف تشهدها المحافظة خلال الموسم  السياحي الشتوي.

كما أهاب السيد الوزير الإتحاد المصري للغرف السياحية وغرفة شركات وكالات السفر والسياحة بتوجيه الشركات السياحية بضرورة تنظيم وصول الأفواج السياحية إلى بعض المواقع الأثرية ذات الطاقة الاستعابية الصغيرة مثل منطقة آثار إدفو والتي تستوعب حوالى ٨٠٠ فرد في الساعة، وذلك لضمان تحسين التجربة السياحية.
 

IMG-20230902-WA0068 IMG-20230902-WA0067 IMG-20230902-WA0066 IMG-20230902-WA0065 IMG-20230902-WA0063 IMG-20230902-WA0064 IMG-20230902-WA0062

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير السياحة والاثار أحمد عيسى وزير السياحة والأثار الأعلى للأثار الاثرية IMG 20230902

إقرأ أيضاً:

التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة

 

 

د. صالح الفهدي

حُصِرَ مفهوم التقدُّم على الماديِّ الملموس، متغلِّبًا بذلك على المفهوم الحقيقي لتقدُّمِ الأُمم وهو الإِنسانيِّ، ومرجعُ ذلك إلى الثقافة الرأسمالية، يقول المُفكِّر الأمريكي نعومي تشومسكي في كتابه "الربح قبل الناس" (1999) إن "الرأسمالية المتوحشة تعزِّز الَّلاتكافؤ الاجتماعي؛ فهي لا تهدف إلى تحقيق العدالة؛ بل إلى تعظيم الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب الإنسان وحقوقه الأساسية"، ويؤكِّد على مقولته عالِم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان في كتابه "الحياة الاستهلاكية" (2007) بالقول إن: "المجتمع الرأسمالي يحوِّل الإنسان إلى كائن استهلاكي بامتياز، لا تتحقق قيمته إلا بقدر ما يستهلك، مما يجعله عالقًا في دوامة لا تنتهي من الرغبات المُصطنعة".

من هذه المعايير الرأسمالية أخذت مجتمعاتنا مفهوم "التقدُّم" ليكون معيارًا تُقاسُ به حركة الأُمم والحضارات، في حينَ أن تقدُّم الإنسان ذاته لم يعد ذا بالٍ في المعايير الدولية التي تقودها مؤسسات رأسمالية، وقد أوقفني كلامٌ دقيقٍ ولافت قاله المفكِّر القطري د. نايف بن نهار في لقاءٍ له، يقولُ فيه (بتصرُّف) : "ما يُخيفني في النموذج الخليجي هو أني أشعرُ بأنَّ هناك محاولة لإنتاج الإنسان الاقتصادي، بمعنى أنَّ نموذج الإنسان في الخليج المحدَّد الأساس له هو المحدَّد الاقتصادي؛ حيث تشعر بأنَّ كلَّ شيءٍ يَصُبُّ في إطار تشبيع الإنسان بالقيم المادية؛ كلُّ شيءٍ يتحدَّث عن المادة، المادة، المادة فقط. أما إن سألتَ عن ماهية التقدم، فإنَّ الإجابة هي: الثروات الهائلة في الصناديق الاستثمارية، أو زيادة الدخل الفرد، أو مساحات الأبراج الموجودة، أو المناطق السياحية، وهذا ليس هو التقدم، هذه مؤشرات للغنى وليست مؤشرات للتقدم. لا يوجد انطلاق من الإنسان، وإنما انطلاق من مؤشرات مادية فقط. على أساس أنها هي التقدم، وهي ليست التقدم. إذا كنا نعتقد أن التقدم هو فقط الجانب المادي، فهذا جانب خطير لأنَّ هذا يخلق لك إنسان الغنيمة؛ فهو لا يتحرك إلا وفقًا لمنطقة الغنيمة والمادة؛ فهو يحبُّ الوطن مدام الوطن غنيمة، ويُناصر الوطن مدام الوطن غنيمة ينتفع منه ويكتسب، لكن بمجرد أن يشعر أن الوطن له كلفة سيتهرَّب منه. حينما تغذِّيني بالقيم المادية ماذا تتوقع مني أن أُنتج؟ سأكون بهذه الطريقة، حينما تُغيِّبُ مني الروح الاجتماعية والروح الثقافية، تغيِّب مني أصالتي وعمقي التاريخي في هذه الأرض، أنت تفقدني أصالتي. العالم لا ينقصه الدول الغنية، الدول الغنية كثيرة، ولكن ينقصه الدول الأصيلة، دول فيها أصالة، فيها عمق، تشعر بروحك. الإنسان ينتمي للأصالة، لا ينتمي لحالة البهرجة التي يعيش فيها العالم ويندفع إليها".

حينما نتأمل هذا الطرح نجدهُ يُعبِّر عن قلق عميق لأحد أبناء الخليج العربي من تحوِّل النموذج الخليجي إلى نموذج مادي بحت؛ حيثُ ينتقلُ تعريف التقدم من أصالةِ الإنسان إلى الثراء الاقتصادي، وتلك إشارة إلى أن التركيز المفرط على المؤشرات المادية مثل "الدخل الفردي، والاستثمارات، والمباني العالية، والمشاريع السياحية"؛ باعتبارها معايير للتقدم دون اعتبارٍ لعناصر الأصالة التي ترسِّخ عناصر إنسانية الإنسان مثل القيم، والهوية، والروح الاجتماعية.

وإذا كان إنتاج "الإنسان الاقتصادي" الذي يتحرَّك فقط وفق منطق الغنيمة والمصلحة المادية فإنَّه يشكِّلُ خطرًا كبيرًا؛ لأنه يخلق مجتمعًا هشًَّا في قيمه؛ حيث الولاء للوطن مرتبط بالمنافع وليس بالهوية والانتماء الحقيقي. بمعنى آخر، حينما يصبح الوطن مجرد فرصة اقتصادية، فإن الأفراد قد يتخلُّون عنه إذا أصبح عبئًا أو لم يعد يحقق لهم المكاسب المادية التي اعتادوا عليها.

كما إن الإنسان وفقًا للمفهوم المادي قد أصبح يوزن بحسبِ ما لديه من مال "عندك قرش تسوى قِرش"!، وهذا مناقض للبناء المعياري الإنساني "إن جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه" و"فاظفر بذات الدِّين تربت يداك" كما جاءَ في الحديث الشريف، ومناقضٌ لمفهوم الإنسان الحُرَّ الذي يُعلي مروءته وكرامته فوق الاعتبار المادي، كما يقول أبو فراس الحمداني:

إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ

ولو أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ

وما قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي:

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ

وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ

وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ

وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ

إنَّ المفهوم الحقيقي للتقدُّم لا يقاس فقط بالثروة؛ بل بالأصالة، والهُوِّية العميقة، والروح المجتمعية، والقدرة على بناء مجتمعات متماسكة الوشائج، نبيلة القيم، أصيلة المبادئ، إنسانية العلاقات، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا قوية في جوهرها، وذلك فيما يتمثَّلُ من قوة العلاقات الاجتماعية العامرة فيها، ورصانة عاداته، وتجذُّر قيمها، وأصالة عاداتها، ورفعة إنسانيتها، وسماكة روابطها العائلية، وحيوية تواصلها الاجتماعي، والتفافها، وحنوِّها، وتعاطفها على بعضها، وهذه الصورة التي عبَّر عنها الحديث الشريف على صاحبه أزكى صلاة وتسليم: "مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى".

إن مؤشَّر مجتمعاتنا الأصيل لهو ما يتعلَّق بهويِّتنا، وفي ذلك يقول المفكِّر د. محمد عمارة: "فالهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم، هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة، التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعًا تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية الأخرى"، ما يعني أنَّ التقدُّم المادي لا يُميِّزُ أحدًا في شيءٍ، ولكن الهوية هي التي تميِّزُ أُمَّةً عن غيرها، وعلى ذلك فإنَّ على مجتمعاتنا أن تُعيد البوصلة إلى وجهتها الحقيقية ليكون التقدُّم في مفهومها مرتبطًا بالأصالة بما فيها من قيم، وتاريخ، وعادات، وعلائق إنسانية، ومعتقدات إيمانية، وكل ما يتعلق برقي الإنسان الذي يرتكزُ إعمار الأرض بقدرِ ما لديه من قيم عظيمة وليس بقدرِ ما يملكُ من مال وفير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سجلات اغتيال جون كينيدي.. إليكم أبرز نظرية عن منفذ الاغتيال والتي يصدقها الكثيرون
  • مشاهد اولية من قصف العدوان صالة مناسبات قبل قليل
  • الأمير فهد بن محمد يستقبل رئيس وأعضاء اللجنة السياحية بغرفة الخرج
  • هدايا فوانيس بمحاضرة متحف كوم أوشيم في الفيوم
  • حجوزات المنشآت السياحية ناهزت 100%.. كبادوكيا التركية تستعد لإجازة عيد الفطر
  • خبير آثري يكشف عن أسرار هرم الملك أوناس
  • التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة
  • متحف جاير أندرسون يحتفل بـ اليوم العالمى للكلى
  • رئيس الوزراء يتابع آليات تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية للتنمية السياحية
  • رئيس الوزراء يتابع آليات تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية للتنمية السياحية.. تفاصيل