عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية في تعز.. ما الأسباب والتداعيات؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عبدالرحمن الحاج
تزايدت في السنوات الأخيرة، ظاهرة عزوف الطلاب عن التعليم الجامعي، وانضمامهم إلى المعسكرات في العديد من الأماكن المختلفة من البلاد، بسبب الظروف الصعبة والأوضاع القاسية التي خلفتها الحرب وتداعياتها.
وشهدت جامعة تعز احدى أكبر الجامعات اليمنية، انخفاضا كبيراً في الالتحاق بالتعليم، مقارنة بالأعوام الماضية، لعدة أسباب، لعل أبرزها الوضع المعيشي الصعب الذي فرضته الحرب، وما نتج عن ذلك من ظروف قاسية على أولياء الأمور.
ويعزو الكثير، هذا التسرّب إلى الحرب الدائرة وتداعياتها على الوضع الاقتصادي المتردي، ما دفع بالكثير من الأسر اليمنية إلى إيقاف التعليم عن أبنائهم، الأمر الذي ساهم في التحاف مئات الآلاف منهم إلى المعسكرات وجبهات القتال المشتعلة في أكثر من مكان.
“عزوف ملحوظ”
في السياق، أوضح القائم بأعمال رئاسة جامعة تعز، رياض العقاب لموقع “يمن مونيتور”، أنه في السنوات الماضية وصل عدد الملتحقين إلى 7500 طالبا، وفي العام الماضي انخفض العدد إلى 4850 طالبا، ما يشير إلى عزوف أكثر من 35% من نسبة الإقبال في العام الفائت مقارنةً بالسنوات السابقة.
من جانبه، يقول الطالب في كلية العلوم الإدارية بجامعة تعز، معتصم محمد القحطاني، إن عزوفه عن التعليم الجامعي وانضمامه الى المعسكرات، جاء نتيجة لتفاقم الأوضاع في البلاد، لا سيما انهيار العملة وارتفاع الأسعار اللذان أسهما في ارتفاع تكاليف التعليم والمعيشة.
في حين يقول الطالب بقسم الإعلام بكلية الآداب حسين أحمد السروري، إن انضمامه إلى المعسكرات يُعَدُّ حلاً مناسبًا يتناسب مع ظروفهم وأوضاعهم المادية، حيث يستطيعون من خلال الوظيفة العسكرية تلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.
يشير الطالب في جامعة العطاء خالد أحمد العامري، إلى أن الوضع في الجامعات الحكومية والخاصة أصبح متشابهًا إلى حد ما، حيث رفعت الجامعات الخاصة رسوم التعليم بشكلٍ كبير، كما أن هذه الجامعات بحاجة إلى توفير المدرسين والأساتذة، فضلاً عن تقديم ورش عمل ومختبرات لتدريب الطلاب على المفاهيم التي يدرسونها نظريًا.
“ظاهرة مقلقة”
من جانبه، يقول خالد الفقية ولي أمر أحد الطلاب في الجامعة، “إن عزوف الطلاب عن الدراسة والتحاقهم بالمعسكرات، تعتبر ظاهرة مقلقة في المجتمع؛ حيث تؤثر سلبًا على مستقبل هؤلاء الشباب وتضعف فرصهم في الحصول على تعليم جيد وفرص عمل مستقبلية”.
وأشار إلى “الخروج من الدراسة يرتبط أيضا، بتكاليف التعليم والمواد الدراسية، كـ”الكتب والملازم والرسوم والأنشطة ووسائل المواصلات” وغيرها من المتطلبات.
بدوره، أشاد الطالب معتصم القحطاني إلى أهمية دور الجهات التعليمية في توفير الدعم اللازم للطلاب من خلال توفير المدرسين والمعامل، وتوفير فرص التدريب في منشآت خارج الجامعة.
“مسؤولية مشتركة”
في السياق نفسه تطرق حسين السروري، إلى ضرورة اهتمام كلٍ من الأهل والجامعات بالطلاب، حيث ينبغي على الأهل توفير بيئة مناسبة لنجاح أبنائهم، في حين يجب على الجامعات مراعاة ظروف الطلاب وتسهيل عملية التعليم بدلاً من تعقيدها.
أما ولي الأمر خالد الفقيه، يؤكد من جانبه، “أنه لا يمكن تجاهل دور الأهل والجامعات في دعم الطلاب وتحسين الواقع التعليمي، مؤكداً أنّ على الأهل أن يكونوا على اتصال وثيق مع أبنائهم، وأن يدركوا تحدياتهم وصعوباتهم.
وحث الفقيه، على ضرورة تقديم الأسر الدعم اللازم لأبنائهم؛ لتحقيق أهدافهم التعليمية، مشيراً في ذات الوقت إلى الدور الذي تلعبه الجامعات في تحسين الوضع التعليمي للطلاب، من حيث تقديم برامج دافئة وداعمة لطلابها، وتقديم جهودًا إضافية؛ لتحفيز الطلاب وتعزيز رغبتهم في الاستمرار في التعليم.”
ويتفق كلا من “خالد العامري” و”حسين السروري”، على أهمية الإرشاد والتوجيه للطلاب من قبل الأهل والمجتمعات والجامعات، حيث يساهم هذا الدور في تحقيق نجاح الطلاب وتفادي المشكلات التي قد تواجههم في مسيرتهم التعليمية.
للكثير من الطلاب معاناة وظروف تجبرهم على ترك الدراسة والبحث عن وسيلة يمكن من خلالها تلبية احتياجاتهم أو جعلها وسيلة مساعدة يتمكنون من خلالها اكتمال تعليمهم، وسط تساؤلات، هل سيكون هناك تغير في واقع حياة الطلاب من ناحية الأهل والجامعات وسلطات تعز؟
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التعليم الجامعي اليمن تعز
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يستقبل وفد جامعة فيرجينيا تك لبحث التعاون المشترك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور سيريل كلارك، النائب التنفيذي للرئيس والمدير الأكاديمي لجامعة فيرجينيا تك، والوفد المرافق له، بحضور الدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية؛ لمناقشة أوجه التعاون المشترك بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك الأمريكية.
في بداية اللقاء، أكد الدكتور أيمن عاشور حرص الوزارة على التوسع في التعاون الدولي وتحقيق شراكات مع المؤسسات التعليمية ذات السمعة العالمية، مشيرًا إلى أن المرجعية الدولية تُعد أحد أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تهدف إلى جعل مصر منصة جاذبة للخدمات التعليمية في المنطقة العربية وبوابة للقارة الإفريقية.
وأوضح الوزير، أن منظومة التعليم العالي المصرية تشهد تنوعًا كبيرًا من خلال التوسع في الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، بالإضافة إلى أفرع الجامعات الأجنبية، مؤكدًا أهمية الشراكات الدولية في تعزيز تنافسية المؤسسات التعليمية المصرية، ورفع كفاءة خريجي الجامعات المصرية من خلال توفير فرص تعليمية في التخصصات العلمية الحديثة والتقنيات المتطورة.
وأشاد الدكتور أيمن عاشور بالتعاون بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك، منوهًا إلى مكانة جامعة الإسكندرية كواحدة من أعرق الجامعات المصرية الحكومية لما تمتلكه من كوادر وخبرات علمية متميزة في مختلف التخصصات.
وثمن الوزير اهتمام الجامعة بالتعاون مع مؤسسات عالمية مرموقة، وذلك كجزء من تحقيق هدف تدويل التعليم العالي، وتماشيًا مع استراتيجية الوزارة في هذا الإطار، مشيرًا إلى خطط الجامعة لافتتاح فروع دولية بمدينة برج العرب، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء فروع لها خارج جمهورية مصر العربية.
وأثنى الوزير على تميز جامعة فيرجينيا تك كجامعة بحثية تقنية، مشيدًا بالتعاون المشترك بين الجانبين في برامج الهندسة والعلوم التقنية، لما تمثله هذه المجالات من أهمية بالغة، كما أكد اهتمام الوزارة بمتابعة التطورات في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتوفير فرص للطلاب المصريين للحصول على خبرات عالمية في هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أن دعم الابتكار في هذه المجالات يُعد أولوية حيوية للوزارة خلال المرحلة الحالية.
كما شدد الدكتور أيمن عاشور على أهمية التركيز على البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية، خاصة في المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والابتكار.
من جانبه، استعرض الدكتور عبدالعزيز قنصوة آليات التعاون المشترك بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك، والتي تشمل إنشاء برامج لمنح درجات الماجستير والدكتوراه في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ مشروعات بحثية تركز على أولويات التكنولوجيا ونقل المعرفة، والتصدي للتحديات العالمية مثل تقليل انبعاثات الكربون ومواجهة التغيرات المناخية.
كما تطرق اللقاء إلى بحث تنفيذ زيارات متبادلة بين الطرفين لتعزيز التعاون المشترك بشكل أكبر، والتباحث حول إنشاء فرع دولي للجامعة ببرج العرب بالتعاون مع جامعة الإسكندرية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور سيريل كلارك عن سعادته بالتعاون مع الجامعات المصرية، مشيرًا إلى حرص جامعته على مد جسور التعاون مع دول العالم في مجال البحث العلمي ونقل المعرفة وتبادل الخبرات، خاصة في الموضوعات التي تتعلق بالتحديات العالمية المشتركة، كما أثنى على التعاون مع جامعة الإسكندرية بوصفها واحدة من الجامعات المصرية المتميزة.
حضر الاجتماع الدكتور جورو جوش نائب رئيس الجامعة للشؤون الدولية، والدكتور خوان إسبينوزا مسؤول تسجيل الطلاب في الجامعة، والدكتور خالد حسونة الرئيس المعاون لمشاريع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدكتور محمد صيام أستاذ مشارك بقسم علوم الحاسب.
IMG-20250122-WA0025 IMG-20250122-WA0017