نجاح تجارب إثمار البن محليا.. والبحوث مستمرة لزيادة الإنتاجية
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أستاذة فى «البحوث الزراعية»: الشجيرات المتبقية تأقلمت مع ظروف مصر وأنتجنا منها 4 آلاف شتلة.. ويمكن زراعته كمحصول ثانوى بجانب «الرئيسى»
كانت البداية، حسبما تحكى الدكتورة نهاد مصطفى، أستاذ الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، حين تم استقدام عدد كبير من شتلات أشجار البن من اليمن عام 1979، وتم توزيعها على عدد من «المحطات البحثية» لمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية، فى أنحاء مختلفة من الجمهورية، من بينها القناطر الخيرية وأبوزعبل فى القليوبية، وشندويل فى سوهاج.
لكن هذه الشتلات التى قيل إنها كانت تنتمى إلى 12 نوعاً من البن، حسبما تضيف الدكتورة نهاد، لم تتلقَّ الاهتمام الواجب لعدم كفاية المعلومات عن الخدمات الفنية الزراعية الخاصة بالبن، ولم يتبقَّ منها إلا عدد قليل هو الذى استطاع أن يتغلّب على ظروف وأجواء البيئة المصرية الجديدة ويتأقلم معها، وهو من نوع واحد فقط هو «البن العربى»، وإن كانت تقديرات أخرى تذهب إلى أنه من نوع آخر يطلق عليه اسم (روبستا)، لذا جارٍ العمل حالياً على إجراء تصنيف وراثى للوقوف على حقيقة الصنف.
ظل الوضع على هذه الحال، إلى أن جاء عام 2007 وبدأت معه أستاذة الفاكهة الاستوائية تجارب على ما تبقى من أشجار فى محطة بحوث القناطر الخيرية، فى التسميد والتقليم وطرق الإكثار المناسبة لأشجار البن، وتحديد الظروف المثلى لزراعة أشجار البن للوصول إلى المرحلة المناسبة لأقلمة البن تحت الظروف المصرية، وأثبتت التجارب حتى الآن تزهير البن فى ظل الأجواء المصرية، ونجاح العقد والإثمار، والوصول إلى المرحلة المناسبة لأقلمة البن تحت الظروف المصرية، كما تم إنتاج نحو 4 آلاف شتلة جديدة لأشجار البن.
وقد أثبتت التجارب كذلك، كما تضيف الدكتورة نهاد، أنه يمكن زراعة البن كمحصول ثانوى بجانب المحصول الرئيسى، أى بين أشجار المانجو أو النخيل أو الأفوكادو، حيث إنه لا يحتاج إلى خدمة تزيد على برامج الخدمة للمحصول الرئيسى، كما أن أشجار البن تحتاج إلى ظلال هذه الأشجار لتوفير الرطوبة والضوء غير المباشر، حيث إنه يحتاج إلى حرارة مرتفعة، ولكن بدون أشعة شمس مباشرة مع توافر رطوبة، لأن تعريض أوراق البن لأشعة الشمس الشديدة يُسبّب لها الاصفرار واحتراق الأطراف، وخروج الثمار فارغة عديمة القيمة الاقتصادية.
تصف أستاذة الفاكهة الاستوائية ثمار البن، مشيرة إلى أنها تتحول من اللون الأخضر الغامق إلى الأخضر المحمر، إلى أن تصل إلى اللون الوردى، ثم اللون الأحمر وبعدها لا بد أن يتم قطفها، لأنه لو تركناها فى الشجر ستتحول إلى اللون الداكن ولن تكون صالحة.. وعندما ننزع الغلاف الأحمر للثمرة، نجد بذرتين لونهما «بيج فاتح أو كريمى»، هما المادة الخام أو ما يُعرف بـ«القهوة الخضراء» أو «القهوة العربى»، التى يُصنع منها بعد ذلك البن عبر تحميصه، علماً بأن «القهوة الخضراء» تكون فوائدها فى ذاتها أو قيمتها الغذائية أفضل منها بعد تحميصها، وتؤكد أنها تذوقت بالفعل القهوة الخضراء المزروعة فى أرض مصر.
وتشير أستاذة الفاكهة الاستوائية إلى أن هناك فريقاً بحثياً متكاملاً الآن من معهد بحوث البساتين، يواصل العمل الذى بدأته منذ عام 2007، ويجرى المزيد من الأبحاث للوصول إلى أفضل المعاملات الفنية الزراعية التى تجعل النبات يصل إلى أفضل إنتاجية من حيث الكمية، مع أفضل جودة للثمار من حيث نسبة الكافيين، وإلى جانب ذلك ستقوم إحدى عضوات هذا الفريق، وهى الدكتورة أميرة حسن، عضو الفريق البحثى، بعمل توثيق جينات، للتأكد من نوع البن، الذى تأقلم مع الأجواء المصرية، وهل حدث له تغيير فى جيناته الوراثية أم لا، بعد نحو 44 سنة من زراعته فى مصر.
ورغم أن البحوث لا تزال مستمرة، فإن الدكتورة نهاد مصطفى تنصح المزارعين ممن لديهم مساحات شاغرة فى أراضيهم، ويمكن أن يزرعوا «البن» تحت أشجار المانجو أو الأفوكادو، أن يزرعوه ويجربوا، قائلة: «مش هيخسروا حاجة، حيث إن شجيرات البن يتم تسميدها بنفس سماد الشجر الموجود أصلاً، ولن تضيف عليهم تكاليف إضافية فى التسميد، وهى فقط تحتاج إلى رطوبة جوية حولها بتأثير من الشجر الكبير المزروع.
وتلفت أستاذة الفاكهة الاستوائية النظر فى هذا السياق، إلى أنه من الناحية المبدئية الآن فإن كل شجيرة «بن» تُنتج من ٤ إلى ٦كجم عند العمر الإنتاجى لها وعند توافر جميع الظروف المناسبة، فى حين يختلف عدد شجيرات البن التى يمكن زراعتها فى الفدان حسب نوع الفاكهة الرئيسية المزروع فى الفدان، سواء كان مانجو أو أفوكادو أو نخيل، وبالتالى فإن إنتاجية الفدان من البن تتفاوت تبعاً لذلك.
وإذا كانت التجارب لا تزال جارية للوصول إلى أفضل إنتاجية للبن فى مصر من حيث الكمية وجودة الثمار والعائد الاقتصادى، فإنه من المؤكد أن مصر نجحت فى إنتاج فنجان قهوة مزروع فى أرض مصر ومصنوع بالكامل فيها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فنجان قهوة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الزراعة: تعاون مع مدغشقر فى استنباط وإنتاج التقاوي والتعليم والبحوث
بحث علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، و "فرانسوا جيرسو" وزير الزراعة والثروة الحيوانية بدولة مدغشقر سبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين في الأنشطة الزراعية المختلفة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين الوزيران بحضور: المهندس مصطفي الصياد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور سعد موسي المشرف علي العلاقات الزراعية الخارجية.
وأعرب علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال اللقاء المشترك، عن ترحيبه بنظيره الملجاشي، والوفد المرافق له مؤكدا على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء الأفارقة لتحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة السمراء.
وأشار فاروق إلى النهضة الزراعية التي شهدتها مصر خلال العشر سنوات الأخيرة، من أجل تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، مؤكدا أن وزارة الزراعة في مصر تضع كافة إمكانياتها وخبراتها، لتعزيز التعاون الزراعة مع جمهورية مدغشقر وتحقيق تنمية زراعية مستدامة.
وأكد "فاروق" إمكانيات التعاون المشترك في مجالات إنتاج واستنباط التقاوي لمختلف المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل الخضر وتطوير زراعة التمور في المناطق الجنوبية وزراعة الارز تحت مظلة تعاون الجنوب – الجنوب، وكذلك الاستفادة من الخبرة المصرية في قطاعي الزراعة والري في المناطق الصحراوية، مشيرا الي البني التحتية التي تخدم القطاع الزراعي والتي تم تطويرها بشكل كبير لتشجيع المستثمرين في مصر، والتي نتج عنها استصلاح ٤ مليون فدان في الأراضي الصحراوية الجديدة، كما أن الدولة المصرية في طريقها لاستصلاح مساحات ضخمة جديدة تضاف للرقعة الزراعية المصرية.
وأكد "فاروق" ضرورة التعاون بين الجانبين المصري والملاجاشي في البحوث التطبيقية والصادرات الزراعية والتدريب وبناء القدرات من خلال تدريب مبعوثي الجانب الملاجاشي في المركز المصري الدولى للزراعة، وكذا التعاون في مجال التعليم الزراعي
وناقش الجانبان أيضا إمكانيات التعاون في مجال البحوث التطبيقية والصادرات الزراعية والتدريب وبناء القدرات من خلال تدريب المبعوثين من وزارة الزراعة بمدغشقر في المركز المصري الدولى للزراعة
ومن جانبه اعرب فرانسوا جيرسو وزير الزراعة والثروة الحيوانية في مدغشقر عن سعادته بلقاء نظيره المصري مؤكدا تطلعه الى مزيد من التعاون مع مصر الشقيقة والاستفادة من خبرتها في مختلف المجالات الزراعية وخاصة المجالات التى طرحها نظيره المصري، حيث تواجة مدغشقر موجات جفاف شديدة تتأثر بها المناطق الجنوبية والتي تشتهر بزراعة الارز، كما يعاني قطاع الزراعة الملاجاشي بضعف في الإنتاجية الزراعية، ويستهدف الجانب الملاجاشي زيادة الإنتاجية من خلال التعاون مع الجانب المصري.
وفي سياق متصل وقع الوزيران مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات التى تم بحثها خلال الاجتماع، وسبل الإسراع في تفعيل التعاون المشترك بين الجانبين، في اقرب وقت، للمساهمة في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
كما وجه الوزير المالاجاشي لنظيره المصري لزيارة مدغشقر في القريب العاجل.
ومن المقرر أن يقوم وزير الزراعة والثروة الحيوانية الملاجاشي بعدة زيارات ميدانية لمركز البحوث الزراعية والمحطات البحثية وبعض المشروعات الزراعية في المحافظات المختلفة، وعدد من مزارع القطاع الخاص وشركات المكينة الزراعية المصرية.