بوابة الوفد:
2024-07-08@04:04:30 GMT

انفض المولد

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

انفض المولد، واسدل الستار على أول انتخابات لاتحاد الأوراق المالية، بعد انتظار وترقب دام 5 سنوات.. المجلس المنتخب «شمر عن ساعده» منذ إعلان النتيجة، وراح يحدد رؤيته و«يتكتك» لمرحلة قادمة ستسجل وتحفر فى تاريخ الاتحاد، كل حركة فيها ستكون بحساب.

أعضاء المجلس كل عضو برتبة «وزير» لما يمثله من ثقل فى سوق الأوراق المالية، ولما يحمل كل منهم فى جعبته وحقيبته من أفكار ورؤية قادرة على تحقيق مستحيلات فى صناعة سوق المال منذ الماضى.

صحيح أن أى انتخابات تكون بها استثناءات، وربما لا تأتى بالأفضل، وهذا تحقق فى أحد المقاعد بالفعل، وتحفظى هنا على بعض شركات السمسرة وعددهم 36 شركة، حيث راحت هذه الشركات تؤيد واحدًا من الأعضاء، التى تشير مشاهد الماضى أنه عضو مؤسس فى مؤتمرات «الفوركس» والترويج لها، بدلا من أن «يتعب» نفسه ويعمل على الترويج لصناعة سوق المال، التى لا تزال تعانى عدم الانتشار للثقافة المشوشة، والمغلوطة.

علامات استفهام حول هذه الشركات التى دعمت مرشح «الفوركس» فى الاتحاد الذى يهدف إلى الارتقاء بصناعة سوق المال، وليس الاهتمام بـ«الفوركس»، الصداقة وفلسفة «شيلنى وأشيلك» لا تصلح فى مثل هذه المسائل الحساسة التى تتعلق بسوق الأوراق المالية، وهو سوق أكثر تميزًا وحساسية، ولا يصلح التعامل معه بمنطق جو «الصعبانيات» الذى تجسد فى إختيار مرشح «الفوركس».

كنت أتمنى أن تبرر أى شركة من 36 شركة التى اختارت المرشح، لماذا تم الاختيار، بعيدًا عن الصداقة والمصالح، ولماذا لم تراع مصلحة الصناعة والسوق؟...أسئلة متعددة ردها لدى هذه الشركات التى اختارت فقط، والتى تعلم بالفعل أن سوق «الفوركس» أكبر المنافسين للصناعة، حيث يتم تجميع الدولارات، وإيهام المستثمرين، بل رجل الشارع أنه سوف تفتح لهم «طاقة القدر» من خلال التعامل فى هذا السوق، وهو على غير الحقيقة، فالذاكرة تشير إلى تجارب ومشاهد متعددة لتجميع الدولارات، وتهريبها للخارج عبر «الفوركس».

مجلس الاتحاد قادر على التعامل مع هذه المشاهد، والتعامل أيضاً بحزم مع كل من يروج ويسوق لهذا السوق....بقى أن نشير إلى الثقة الكبيرة، فى المجلس الذى سيعمل جاهدًا على تطوير السوق، وتنميته، وتكوين كيان يعمل على خدمة العاملين فى سوق المال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوق الأوراق المالية سوق المال

إقرأ أيضاً:

هل يُقاس معوجّ بمعتدل؟

الزينة والبشاعة طرفا نقيض، والاعوجاج غير الاعتدال، وهذا ما أثار ذهني عندما جلستُ مع صديقي في مكتبة قديمة تعج برائحة الكتب العتيقة وأوراقها المصفرّة، محاطين بأرفف تضم كنوز الأدب والحكمة، أشعلتُ المصباح الزيتي الذي يضفي على المكان نورًا خافتًا وشعورًا بالسكينة، جلسنا على مقعدين خشبيين عتيقين، وأمامنا طاولة صغيرة تراكمت عليها الكتب والأوراق.

في ذلك المساء، لاحظتُ أن صديقي يحمل كتابًا قديمًا بين يديه، وعلامات التفكير العميق ترتسم على وجهه، لقد كان الكتاب يحتوي على أشعار وقصائد عن الحياة والدنيا، قلت له مستفسرًا: “ما الذي يشغلك يا صديقي”؟

أجابني بابتسامة خفيفة: “كنت أقرأ في هذا الكتاب عن قيمة المال والحياة، وهو ما يشغل بالي كثيرًا في تلك الآونة، وأشعر حقًّا أني أزهد عن المال والدنيا، ولا أريد شيئًا منها، يكفيني ما أكنّه في نفسي من السعادة والرضا”.

قلت له بصوتٍ هادئ: “عليك بعقلية الوفرة والتكسب من الدنيا ما وسعت، وإياك أن تكون من أولئك الصعاليك الذين يرددون شعارات فارغة “المال وسخ الدنيا” ولو رأوه لجروا وراءه جري الوحوش، أما سمعت قول الشاعر:
إن الدراهم في المواطن كلها .. تكسو الرجال مهابةً وجمالًا
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً .. وهي السلاح لمن أراد قتالا.”

نظر إليّ صديقي نظرةً تأمليّة وقال: دع عنك الدنيا فالفقر ليس منقصةً، والمال هم وسيّد فاسد، وإذا كان الفقر ابتلاء فالغنى ابتلاء أعظم.
لم أكن لأستسلم بهذه السهولة، فأردفت قائلًا: “ولكن يا صديقي، الفقر مذلة والغنى ستر، قال الإمام علي بن أبي طالب: “لو كان الفقر رجلًا لقتلته”، ألا ترى أن المال يمكن أن يحقق لنا الحرية والاستقلال؟ أن يكون لنا كرامة دون الحاجة إلى سؤال الآخرين”؟
ابتسم برفق وقال: “نعم، ولكن الغنى الحقيقي هو غنى النفس. كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ليس الغنى عن كثرة العرض” إن المال قد يفتح لنا الأبواب، لكنه لا يضمن لنا السعادة ولا الطمأنينة.

وأمام سيل كلماته ، رأيتني لا أتوافق معه البتّة وشعرت بصدى كلماته في أعماقي، فقررت أن أبحث عن نقطة توازن بين أفكارنا، قلت: “ربما يكون الحل في الوسط، المال إذا كان في اليد وليس في القلب، يمكن أن يكون وسيلةً لتحقيق الخير، كما قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارًا .. تعبت في مرادها الأجسام
لنجعل المال في أيدينا وسيلةً لتحقيق أهدافنا السامية دون أن نكون عبيدًا له.”

هزّ رأسه موافقًا وقال: “أحسنت القول، يا صديقي. التوازن هو المفتاح، الزهد الحقيقي هو أن نملك المال دون أن يملكنا، أن نستخدمه بحكمة في خدمة الآخرين وفي بناء حياة متوازنة، تذكر قول جبران خليل جبران: “ليس التقدم بتحصيل الأموال، بل بتوجيهها في وجهتها الصحيحة”.

في تلك اللحظة، شعرت بأننا قد وصلنا إلى فهم أعمق لمعنى الحياة، أدركنا أن الإدارة الحكيمة للمال والزهد ليست في الرفض الكامل للدنيا ولا في اللهث وراءها، بل في استخدام الدنيا وسيلةً لتحقيق أهدافنا النبيلة دون أن نفقد قيمنا ومبادئنا.
نهضنا من المكتبة ونحن نشعر بسلام داخلي، مدركين أن الحياة تتطلب منا أن نعيشها بتوازن بين التكسب والزهد، بين الغنى الخارجي والداخلي، وكان اتفاقنا النهائي أن نجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا، وأن نعيش بحكمة ورؤية تتجاوز المظاهر السطحية إلى جوهر الأمور.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • هل يُقاس معوجّ بمعتدل؟
  • د. نادر مصطفى يكتب: حكومة مقرها الشارع
  • التغيير وارتياح الشارع ‏
  • 9 طرائق لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع المال
  • ﻳﻮﻟﻴﻮ ٢٠١٣.. ﺑﺪاﻳﺔ رﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻟﻠﻄﻴﺮان اﻟﻤﺪﻧﻰ
  • أول إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين بعد رأس السنة الهجرية.. تفاصيل
  • «حمدوك» لـ«الوطن»: نسعى لوقف الحرب لحقن دماء السودانيين
  • ديوان المظالم
  • الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء
  • دفتر أحوال وطن «278»