"إصحى ياعم المركب بتتقلب".. كانت هذه أول جملة إنذار من أحد العاملين بمركب سياحي،  لتنبيه زملائهم بداخل مركب الأقصر المجاور، بعد رؤيته بدء المركب في الميل تدريجيًا، ثم الغرق جزئيًا، وذلك صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 29 من أغسطس الجاري.

زشهدت محافظة الأقصر منذ ثلاثة أيام، تعرض أحد الفنادق العائمة والتي تسمى بـ " Tivoli" للميل؛ مما أدى إلى غرقه جزئيًا بنهر النيل ناحية كورنيش النيل بمحافظة الأقصر، ورغم كونه فندق متوقف عن العمل منذ عام 2010، أي منذ 13 عام، إلا أنه لحظة ميله، كان به طاقم العمل، فتم إنقاذ بعض منهم،  بينما راح ضحية الحادث شابين، أحدهما من طاقم عمل المركب والذي توفي غرقًا، والآخر من طاقم عمل مركب مجاورة، حاول إنقاذ زملائه، فنجح بالفعل في إنقاذ اثنين، وقبل أن ينقذ الثالث، انزلقت قدماه فارتطمت رأسه بلنش الإنقاذ مما أدى إلى وفاته.

وزارة النقل ممثلة في الهيئة العامة للنقل النهري، أوضحت بأن الفندق العائم،  كان متوقفًا عن العمل منذ عام 2010، وكان قد تقدم مالكه بطلب للهيئة لاصلاحه وتم السماح له برفع الوحدة على الجفاف باحدى الورش المتخصصة والمعتمدة من الهيئة العامة للنقل النهري.

وأنه بعد الانتهاء من رفع كفاءتها واصلاحها تمت المعاينة من قبل هيئة النقل النهري والتي أعطت لها تصريح مؤقت بمغادرة ترسانة إصلاح الوحدات النهرية إلى المرسى الخاص بها وذلك يوم 23/8/2023 لحين استكمال باقي التراخيص اللازمة من قبل باقي الجهات المعنية وذات الصلة.

وأشارت هيئة النقل النهري أنه أثناء توقف الفندق العائم بالمرسى بين وحدتين عائمتين حدث لها ميل على أحد جانبيها أدى إلى استقرارها على قاع المرسى بدون غرق كامل.

لمن تعود ملكية المركب، ولماذا متوقفة عن العمل منذ 13 عامًا، ومامصيرها بعد الذي حدث، وماالإجراءات التي تُتخذ في مثل هذه الحالات؟ أسئلة عدة تراود ذهن القارئ بل تفرض نفسها في ظل تناقض الراوايات  حول ملابسات حدوث الواقعة، وهو الأمر الذي تسعى جهات التحقيق في كشفه، لمعرفة سبب ميل الفندق.

الوفد بحثت في القصة، وعلمت أن المركب تعود ملكيتها لإحدى الشركات الكبرى العاملة فى مجال السياحة والتي يمتلكها أحد رجال الأعمال.

أحد المصادر بالسياحة أشار للوفد إلى أن الشركة المالكة للمركب، تعرضت إحدى مراكبها قبل سنوات لواقعة أخرى ايضا، لكن لم ينجم عنها خسائر بشرية وقتها.

وفي فبراير عام 2010، أصدر محافظ الأقصر، قرارًا يقضي بإيقاف خمسة فنادق سياحية؛  لعدم استيفائها الاشتراطات الصحية اللازمة، وذلك بناءا على تقرير اللجنة التى تم تشكيلها من قبل المحافظة للمرور على الفنادق العائمة.

إحدى المراكب الخمسة، كانت تتبع لذات المالك للمركب المائل الذي تعرض للغرق الجزئي منذ ثلاثة أيام في الأقصر، حيث كشف  تقرير اللجنة حينها، عدم مراعاة تلك الفنادق السياحية للاشتراطات الصحية،  والبيئية الأمر الذى يشكل خطرا  على صحة النزلاء، بحسب بيان نشرته المواقع الاخبارية آنذاك.

وذكرت المواقع الاخبارية أن هذا الأمر تسبب فيه وجبة غداء كانت لرئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وقيادات الجهاز، على متن أحد الفنادق العائمة المملوكة لذات المالك للمركب tivoli، وفوجئ فى غرفة الطعام بوجود  «صراصير»  وصلت لـ «سطح المائدة المخصصة له»، مما استدعاه للاتصال برئيس الوزراء آنذاك لإبلاغه بتدنى مستوى الفنادق العائمة، وبناءا عليه تشكلت اللجنة التي قررت عدم ملائمة الفندق للاشتراطات الصحية، ومن ثم تم إيقافه وأربعة آخرين عن العمل، بحسب ماتم نشره آنذاك

وعن سبب توقف المركب منذ 2010م، أرجعه خبير سياحي في تصريحه للوفد، إلى أنه عقب ثورة يناير وتراجع نسب الإشغال السياحي؛ أدى ذلك إلى توقف عدد من المراكب "الفنادق العائمة"، مشيرًا إلى أن عملية "توضيب المركب"؛ لإعادته للعمل كفندق عائم بعد توقفه لسنوات، تحتاج إلى مبالغ كبيرة، ومع تأثر الشركات التي تسبب تراجع الإشغال في خسارة فادحة لدى بعضها؛ توقفت بعض المراكب عن العمل.

وأوضح الخبير السياحي أن بعض المراكب التي توقفت عن العمل ومنها المركب "Tivoli "، يحق لها الرسو نظير دفع رسوم الرسو إما للمرسى، أو للري في حال توقفت في النيل، مشيرًا إلى أنه يتم في هذه الحالة إخطار عدد من الجهات المختصة،  بالتوقف، ومنها المسطحات المائية، ووزارة السياحة، وشرطة السياحة، وحماية النيل.

لاتزال جهات التحقيق تقوم بدورها لكشف سبب الغرق الجزئي للمركب، وفيما يخص الإجراءات المتبعة في الحالات المشابهة؛ أوضح السيد ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات ووكلاء السياحة السفر بمحافظة الأقصر، أنه في حال لم يكن هناك خطأ بشري، يُصرف التأمين للشركة، أما في حال ثبوت وجود خطأ بشري لايصرف تأمين للشركة مالكة الفندق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مركب الأقصر المركب الغارق ميل الأقصر مصير الشركة المالكة الفنادق العائمة عن العمل إلى أن

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. إبراهيم الفقي من غسل الصحون إلي رائد التنمية البشرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 10 فبراير، ذكري وفاة الدكتور ابراهيم الفقي رائد التنمية البشرية، حيث توفي 10 فبراير 2012.

 

بدأ رحلة نجاحه العالمية بثلاث لغات يجيد التحدث بها، وثلاث دبلومات في الفنادق، وعاملًا لغسيل الصحون بأحد الفنادق الفرنسية، ومنها إلى وظيفة بسيطة ليحمل الطاولات والكراسي، وهو حارس ليلي بفندق بسيط بشوارع مونتريال.

وأنهاها وهو محاضر عالمي وخبير مميز في مجاله وبرصيد هائل من المناصب في هذا المجال الذي تفوق به على ذاته وعلى كثيرين، فكان أول رواده ومؤسسيه بمصر.

"إبراهيم الفقي" خبير التنمية البشرية الذي أمضى عشرات الأعوام في خدمة النفس البشرية لمعرفة إمكانياتها وإمكانية تطويرها وتنميتها لجعلها في أفضل حالاتها دائمًا، فكيف وصل لهذا المستوى العالمي؟

مولده ونشأته
اسمه "إبراهيم محمد السيد الفقي"، أنجبته قرية أبو النمرس القابعة بحي المنيب بمحافظة الجيزة في 5 أغسطس عام 1950، لأبوان مصريان وكان له العديد من الأخوة والأخوات، تلقى "الفقي" تعليمه بالمدارس المصرية الحكومية وتدرّج فيها حتى سنة تخرجه الأخيرة بالجامعة.

شارك وهو في التاسعة عشر من عمره ببطولة التنس لمنتخب مصر بألمانيا الغربية، وحصل على البطولة بنجاح، فقد ُعرف عنه منذ صغره عشقه للتنس ومداومته التدريب عليه.

ثم تزوج بعد تخرجه ببضع سنوات من "آمال الفقي" التي أنجب منها بناته التوأم "نانسي، ونيرمين".

رحلة النجاح
بعد أن تزوج "الفقي" وهو في السابعة والعشرين من عمره، صحب زوجته وسافر إلى مونتريال بكندا، ليبدأ في تحقيق حلمه الذي صاحبه منذ طفولته في أن يصبح مديرًا لأكبر فنادق العالم -كما جاء على لسانه-.

عمل "الفقي" على التمهيد لحلمه منذ دراسته التي بالرغم من إنها كانت بمدارس عربية، إلا أنه عكف على تعلم لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية بجوار إصراره على ممارسة رياضته المفضلة التنس لست ساعات يوميًا.

وعن بدايته في بلاد الغربة، حكى "الفقي" كيف كانت رحلته شديدة القسوة بمجرد أن وطأت أقدامه أرض كندا، بالرغم مما حمله من مؤهلات ظنّ أنها ستفتح له الأبواب على مصراعيها للعمل في مجال تخصصه -الفنادق- إلا أن الواقع خالف كل توقعاته.

كانت خطوته الأولى هي غسيل الأطباق بفندق فرنسي، أمضى به عامًا كاملًا من عمره، حرص به أن يتعلم كافة أسرار الفندق إلى جانب دراسته بمعهد الفنادق الفرنسية.

على الرغم من تقبل "الفقي" لهذا الوضع البسيط مقارنًة بإمكاناته وطموحاته، إلا أن هذا الوضع البسيط لم يتقبله، فبعد مشوار عصيب مع التفرقة العنصرية والتعصب الذي واجهه كعربي يعمل بجهد يؤهله لجائزة أحسن عامل، التي كانت ُتلغى في كل مرة يفوز بها تحت ضغط العنصرية.

انتهى مشواره بالفندق الفرنسي بعد أن تركه محملًا باليأس والإحباط، فحكى كيف سار في شوارع مونتريال يائسًا ومتعبًا لا يقف عقله عن التساؤل ماذا سيفعل بعد؟

روى "الفقي" أن الرد على تساؤلاته جاءه سريعًا حين هاتفه صوت والده -رحمه الله- أن الله سبحانه وتعالى حين يغلق بابًا يفتح آخرًا أكبر منه دون النظر إلى ما مضى والبكاء عليه.

بعد هتاف والده قرر "الفقي" إنه سيحصل على الحلم الذي سافر من أجله في غضون ستة أعوام وبدأ بالعمل على ذلك.

أغلق "الفقي" الصفحة البائسة سريعًا، ووافق مرة أخرى على عمل لا يتناسب مع إمكاناته وطموحاته، ليبدأ من جديد بعمل أبسط من سابقه، فيحمل الكراسي وينقل الطاولات، بالإضافة إلى نوبات الحراسة الليلية بأحد فنادق مونتريال.

وبجانب عمله الذي استمر ستة أعوام، تمّ طرده منه وعودته إليه بضع مرات -على حسب ما ذكره-، وقام بدراسة الإدارة العليا بجامعة كورديا الكندية، ليصبح بنهاية الأعوام الست أول مدرب عربي مصري يعمل في فندق ضخم وتحت إشرافه 1300 عامل.

الفقي وإبداع العقلية المصرية
بخطوات متتالية ومنظمة، شغل "الفقي" منصب نائب مدير الفندق، فوجد الوقت قد حان لأن يتقن لغة البلاد التي يعمل بها وهي النقود، فكان عليه أن يدرك جيدًا كيف يستطيع الحصول عليها، فتخصص في الإدارة والتسويق والمبيعات، وبدأ اسمه كمسوق جيد في الظهور، ونجح في جمع الكثير من الأموال.

جاءت أولى ثمار كفاحه عام 1990، حين حصل على جائزة أفضل مدير عام فنادق بأمريكا الشمالية وتحدثت عنه الجرائد والمجلات.

استطاع "الفقي" أن يبدع في عمله حتى أطلق عليه لقب أبو الفنادق بعد أن أدخل أفكاره الجديدة إلى عمله واختار يومًا ليصبح هو عيد الأب كعيد الأم تمامًا، ثم اختار آخر ليصبح عيد الأسرة وهكذا.

استمرت إبداعات "الفقي" ليضفي النكهة المصرية على حفلات الزفاف الكندية ويدخل زفة الأفراح بها، ويأتي رمضان ليصنع الفقي الطقوس الرمضانية بفنادق مونتريال، وفي الأعياد الإسلامية كان يصنع الكحك، ويقوم بالذبح، وأصبحت الطقوس الإسلامية والعادات المصرية ذو وضع ووجود محبب بكندا.

استطاع "الفقي" أن ُيوجد المدارس العربية وينشئ المساجد، ولكن بالرغم من ذروة النجاح التي حصل عليها، إلا إنه عاد للصفر مرة أخرى ليبدأ من جديد في مشوار نجاح بمذاق التنمية البشرية.

مشوار رائد التنمية البشرية


بعد أن حصل "الفقي" على نجاح يفوق ما حلم به في مجال إدارة الفنادق، ضاقت نفسه فجأة بهذا العمل وشعر برغبة ملحة في البعد عن مجال الفنادق وبالفعل بدأ من جديد أولى خطواته في مشواره الجديد مع النجاح.

بعد أن وصل عدد ساعات عمله لـ 60 ساعة بالأسبوع، واستثمر أمواله بشركة كبيرة للفنادق، وكان مساعدًا للإدارة التنفيذية بها.

وبعد أن وضع أمواله بأحد فنادق الشركة بمشاركة اثنان آخرين، قاما هؤلاء الاثنان بلعبة -كما ذكر بنفسه- أدت إلى أن تخسر الشركة أموالها لتضيع معها أموال الفقي التي جمعها ويعود لما قبل الصفر من جديد.

بعد أن خسر "الفقي" كل ما يملك في شركته الفندقية، قرر أن يعيد جمع الأموال مرة أخرى، ولكن لحسابه هذه المرة لا لحساب أحد فبدأ بتدريب 18000 شخص في مجال الفنادق، وأصدر أول كتبه ليقوم بتسديد ما عليه من ديون قدرت بـ 180000 دولار، فوصلت مبيعات كتابه إلى100000 دولار في شهر واحد.

بدأ "الفقي" في تسديد ديونه من مبيعات الكتاب الأول له، ليعقبه بثاني محققًا مبيعات عالية، أيضًا ليجد أن لديه خبرة ليست بالقليلة في التسويق والمبيعات، وتبدأ كبرى الشركات في طلبه للعمل

مقالات مشابهة

  • الشركة المصرية لنقل الكهرباء و "إيه بي بي" توقعان مذكرة تفاهم
  • وزير الاتصالات يلتقى رئيس إيرباص لجذب استثمارات الشركة
  • مسؤولة أممية تؤكد أن معرفة مصير المفقودين إبان حكم النظام البائد تعد الخطوة الأولى نحو السلام الدائم في سوريا
  • الأقصر: احتفالية كبرى لتسلم جائزة عاصمة الثقافة والتاريخ والتراث الأولى بالعالم
  • في ذكرى رحيله.. إبراهيم الفقي من غسل الصحون إلي رائد التنمية البشرية
  • المشاط تلتقي ممثلي شركة "فورتيسيكو" للطاقة لبحث تطورات استثمارات الشركة في مصر
  • حسن الخطيب يبحث مع مجموعة «بارسيلو» للفنادق فرص الاستثمار في مصر
  • الليبية للحديد والصلب: وصول سفينة قادمة من البحرين لميناء الشركة
  • الأقصر تشارك في ورشة عمل حول منصة تسجيل الأنشطة الطلابية بالجامعات الحكومية
  • نقل عبر مركب في النيل.. مراسم تشييع جثمان الأمير كريم أغاخان الرابع بأسوان