لجريدة عمان:
2025-02-08@21:13:19 GMT

ثقافتنا الرقمية..

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

تُعد الثقافة الرقمية من الموضوعات المعقدة التي بدأت ضمن مجموعة من التشابكات بين الاتجاهات الرقمية وعالم الثقافة بكافة مجالاته، من خلال التقارب بين الثقافات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا المتطورة بشكل متسارع، إضافة إلى التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي في أشكاله الجديدة، ولهذا فإن تلك التشابكات كلها تفرض إعادة النظر في مفاهيم الثقافة باعتبارها ديناميكية قادرة على استيعاب سياقات التواصل التفاعلي والعلاقات التبادلية فيما تنشئه من أنظمة ثقافية حديثة.

إن الثقافة اليوم في ظل تلك المتغيرات تحتاج إلى تطوير على مستوى العلاقة مع مجتمع المعرفة، بل مع المعرفة نفسها باعتبارها أساسا دافعا للإبداع الثقافي، والتنوُّع الثقافي والتواصل بين مختلف الحضارات ، ولهذا فإن الثقافة الرقمية يُنظر إليها بوصفها موردا مشتركا وبيئة اجتماعية لمجتمع المعرفة، ومن خلالها يتم تحديد الممارسات والإمكانات، وكذلك التحديات والمخاطر الجديدة التي قد تواجهها أو تواجه الثقافة المجتمعية بشكل عام، لما تسببه من تغييرات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

لقد شكَّلت التغييرات الناتجة عن علاقات الثقافة الرقمية تحولات اجتماعية، أنتجت أشكالا جديدة من الإنتاج الثقافي والإعلامي، وبالتالي أيضا أنواعا حديثة من طرائق الطباعة والنشر، سواء أكانت تلك الأشكال والأنواع واقعية أو افتراضية، فإنها قادت إلى فرض شراكات تتوافق مع معطيات المجتمعات العصرية سريعة التطوُّر بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، التي دفعت المجتمعات إلى تغيير منظوماتها، فأصبح لدينا ما يُعرف بمجتمع المعلومات، ومجتمع المعرفة، والمجتمع الشبكي.

تحت عنوان (كيف نفهم الثقافة الرقمية)، يؤكد تقرير الثقافة الرقمية، الديناميكيات المتغيِّرة، الصادر عن المنظمة العالمية للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن المجتمعات في ظل سعيها وراء التطورات التقنية تركِّز على (ثورة المعلومات) وكيفية تطويرها، ومدى التغييرات التي تطرأ على تلك الثورة، بدلا من الاهتمام بالتطوُّر الذي يحدث على ثقافة المجتمع جرَّاء تلك التغييرات، ولهذا فإن مجتمع المعرفة لن يتأَّسس بتقنية المعلومات والبيانات وحسب بل بقدرة تلك التقنية على التأثير الإيجابي في حياة المجتمعات، وإنتاج ثقافة رقمية قادرة على المواءمة بين تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية الاجتماعية.

يؤكد التقرير أن الثقافة هي رأس المال الذي تقوم عليه تقنيات المعلومات والبيانات، إضافة إلى أنها والتواصل بمختلف أشكاله مترابطان ارتباطا وثيقا، فهي (نمط متكامل للمعرفة والسلوك الإنساني الذي يعتمد على قدرة الإنسان على التعلُّم ونقل المعرفة إلى الأجيال القادمة)، ولهذا فإن النسيج الاجتماعي للمجتمع هو ما يشكِّل مجموع المعلومات والبيانات الخاصة به على المستوى الاجتماعي والبيئي والاقتصادي، وبالتالي فإن جوهر الثقافة الرقمية يكمن في ثقافة المجتمع نفسه وقدرته على إنتاج مفاهيم تتناسب مع قيمه وعاداته وأخلاقه.

لهذا فإن الثقافة الرقمية اليوم تشكِّل قدرة الدولة على تأسيس مجتمع معرفة قائم على مفاهيم ثقافتها المحلية ومعطيات حضارتها من ناحية، ومفاهيم التطورات الرقمية والتقنية التي تتأسَّس على تلك المفاهيم، وفق معطيات تكنولوجيا الاتصالات من ناحية أخرى؛ فهياكل التواصل الثقافي بين أفراد المجتمع على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، والتقنيات المتاحة تشكلان معا عنصرا أساسيا في الذاكرة الثقافية والحفاظ عليها، في ظل المتغيرات المتعددة التي تنشأ ضمن تطورات عالميَّ المعلومات والمعرفة.

إن التطورات الرقمية التي يشهدها العالم، وتوسُّع عالم وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى طفرات الذكاء الاصطناعي، يجعل من الثقافة الرقمية أساسا مفاهيميا تقوم عليه التربية الحديثة، سواء على مستوى التعليم المدرسي أو حتى التعليم الجامعي؛ ذلك لأن فهم المتعلمين لمبادئ هذه الثقافة وآفاقها، ومدى تأثيرها على المجتمع، ستمكِّنه من التعامل مع متغيراتها، بحيث يمكنه تطوير ثقافته المجتمعية بناء على واقعه وحضارته، لا على المعطيات التي تفرضها تلك الثقافة على مستوى العولمة الثقافية.

لذا فإن تخصيص مساحة تعليمية على مستوى الأنشطة الصفية أو اللاصفية أو منهجا وإن كان إثرائيا خاصا بالثقافة الرقمية، سيساعد المتعلمين على تعزيز تلك المفاهيم، وتجربة التفاعل مع وسائل التواصل التقني بشكل إيجابي وفاعل، إضافة إلى تلك الإمكانات التي تتيحها المؤسسة التعليمية لهم لتعلُّم مهارات جديدة تتعلَّق بنقد المعلومات والبيانات المتاحة على الشابكة وتحليلها، ومهارة اتخاذ القرار والقدرة على إبداء الرأي، ليكونوا دوما في قلب الثقافة الرقمية بما يشكِّل أساسا مجتمعيا يحمي ثقافتهم المحلية، ويطوِّر أنماط التفاعل الرقمي، ويعزِّز الإبداع والابتكار؛ فالمواهب الجديدة للعصر الحديث مرتبطة بالثقافة الرقمية، لأنها الأساس الذي تنطلق منه التقنية نفسها.

إضافة إلى ذلك فإن التطورات الرقمية لا يمكنها الاستقرار في المجتمع دون قبول المجتمع لها، والاستخدامات التي يؤسسَّها حسب حاجاتها وأولوياتها، وكيفية تنظيمها وفقا لمتطلبات حياته، فالتقنية بقدر ما تؤثر في حياة مجتمعنا بقدر ما يمكننا توجيه ذلك التأثير نحو جوهر أنماط حياتنا التواصلية والثقافية إذا لم نعِ أهمية تلك التطورات وحدود تأثيرها، ولهذا فإن هذه التقنية بأشكالها المتعددة تحتاج دوما إلى إيجاد أنظمة تفاعلية واعية، قادرة على توجيه تلك التقنيات نحو الإبداع والابتكار في المجالات المختلفة سواء في مجالات الطب أو حركة المرور أو وسائل الإعلام أو الفنون، أو غير ذلك.

إلاَّ أن تأثير هذه التطورات على الثقافة لا يمكن التحكُّم به، سوى بفهم الثقافة الرقمية، ودمجها بأنماط الثقافة المحلية، والإبداع والابتكار؛ فهي ثقافة قادرة على تعزيز وعي أفراد المجتمع بالتقنيات الحديثة من ناحية، وتمكين تفاعله الإيجابي الناقد مع كم البيانات والمعلومات التي يحتويها من ناحية أخرى. إن التهديدات التي تواجه ثقافتنا المحلية ليست جديدة، غير أن الرقمية ووسائل التواصل الحديثة عجَّلت في إبرازها إلى السطح، في ظل الكثير من التحديات الصحية والاقتصادية التي واجهت العالم كله وما زالت، وبالتالي فإن هذه التطورات ما زالت تشكِّل تهديدا ما لم يتعلَّم الناشئة والشباب بشكل خاص كيفية التعامل مع الثقافة الجديدة.

إن الثقافة الرقمية نتاج عمليات معقَّدة تحتاج إلى وعي وإدراك؛ فهي ليست مجرَّد تحوُّل إلكتروني وحسب، بقدر ما هي نتاج مجموعة من التقنيات والأنظمة الاجتماعية والثقافية، والممارسات الاقتصادية، التي مكَّنت من إيجاد توازن وتقارب أنتج أنماطا جديدة من الثقافة المحلية نفسها، لتكون (ثقافة رقمية) مناسبة لطبيعة المجتمع، وقادرة على تلبية احتياجاته الحالية، وتطلعاته المستقبلية، ولهذا فإننا مسؤولون عن إنتاج ثقافتنا الرقمية ضمن مفاهيم ثقافتنا، وليس علينا التأثُّر بالثقافات الأخرى سوى ضمن التفاعل الإيجابي والإيمان بالتنوع الثقافي المثري.

فالثقافة الرقمية لا تنحصر في تفاعلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدد البرامج التي نشترك بها، بقدر ما هي قدرتنا على حماية ثقافتنا في ظل هذا الكم الهائل من البرامج والمتغيرات التقنية شديدة التأثير؛ ذلك لأن الإبداع التقني الذي يحتضن الثقافة يقوم على أساس مهارتنا في إنتاج ذلك الإبداع، وتمكننا من فهم آفاقه، وبالتالي تأسيس أنظمة هذه الثقافة وفقا لذلك.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل مع المعرفة إضافة إلى على مستوى قادرة على من ناحیة

إقرأ أيضاً:

تطوير البنية التحتية الرقمية للدولة | نشاط رئيس الوزراء في أسبوع

قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال الأسبوع الجاري من 1 إلى 7 فبراير، بعدد من الأنشطة التي شملت عددًا من الجولات التفقدية لبعض المنشآت الصحية الحيوية، لمتابعة الدعم المقدم لها، وجودة الخدمات الطبية بها، بجانب زيارته لعدد من مراكز تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، في إطار اهتمام الدولة بتطوير البنية التحتية الرقمية، مما يساهم في بناء اقتصاد قائم على الابتكار والاستثمار في رأس المال البشري، فضلًا عن عقد سيادته اجتماعات لمناقشة ملفات الحماية الاجتماعية وزيادة مخصصات الدعم، سعيًا من الحكومة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، كما اهتم سيادته بعقد عدد من الاجتماعات التي تهدف لدعم المشروعات القومية وتحفيز الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعي الطاقة والصناعة، علاوة على تركيز نشاط سيادته خلال الأسبوع الجاري على متابعة وتنسيق جهود إعادة الإعمار في غزة بالتعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين.


وجاء في التقرير الأسبوعي الصادر عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن الدكتور مصطفى مدبولي قام خلال الأسبوع الجاري بجولة تفقدية بعدد من المستشفيات الأهلية بالقاهرة الكبرى، شملت مستشفى "أهل مصر" لعلاج الحروق بمدينة القاهرة الجديدة، ومستشفى "الناس" بمدينة شبرا الخيمة، ومستشفى " بهية" بمدينة الشيخ زايد، كما وجه بصرف 45 مليون جنيه مبالغ إضافية للمستشفيات الثلاث.


والتقى رئيس مجلس الوزراء أيضًا بأعضاء مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وقد أكد سيادته أن هدف الاجتماع هو تعزيز أطر التنسيق بين الحكومة والتحالف للإعلان عن حزمة من المبادرات التي تستهدف دعم الأسر المستحقة، خاصة في ظل قرب شهر رمضان المُعظم، فيما يبلغ إجمالي تكلفة أنشطة التحالف الوطني خلال السنوات الثلاث الماضية، نحو 47.3 مليار جنيه بمتوسط نحو 40 مليون مستفيد سنويًا. 


وخلال الأسبوع الجاري، عقد الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعًا لمناقشة التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها فخامة الرئيس، وقد شهد الاجتماع استعراض المحاور المطروحة لحزمة الحماية الاجتماعية، والشرائح المستهدفة منها، تمهيدًا لعرضها على فخامة الرئيس في صورتها النهائية.


يأتي هذا فيما شمل نشاط الدكتور مصطفى مدبولي خلال الأسبوع الجاري أيضًا عقد اجتماع مع وزيري الصناعة والاستثمار الإماراتيين والوفد المرافق لهما لمتابعة موقف المشروعات التي تتم بالتعاون بين مصر والإمارات، وقد تم استعراض سير العمل بالعديد من المشروعات لاسيما في القطاع الصناعي، ومجالات البترول، والغاز، ومراكز البيانات، وإدارة المطارات، إلى جانب مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.


وتناول التقرير اجتماع سيادته مع محافظ البنك المركزي ووزير المالية لاستعراض عدد من الملفات المهمة، والتي من أبرزها، جهود التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي لإتاحة الاعتمادات المالية المطلوبة لتعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع، علاوة على موقف احتياطات النقد الأجنبي، والقفزات المتتالية في معدلات تحويلات المصريين في الخارج.


وتضمن نشاط رئيس مجلس الوزراء، وفقًا للتقرير، عقد اجتماع لاستعراض ملامح ومستهدفات موازنة العام المالي المقبل 2025-2026، والذي تطرق إلى زيادة مخصصات الإنفاق على الصحة والتعليم و"تكافل" و"كرامة"، فضلًا عن تخصيص نسبة من الموازنة الجديدة للمرحلة الثانية من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، بالإضافة إلى استمرار سياسات تحقيق الانضباط المالي وزيادة الفائض الأولي واستدامة المسار الهبوطي للدين. 
وخلال الأسبوع الجاري، قام الدكتور مصطفى مدبولي بجولة تفقدية في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأبرز ما جاء خلالها، تفقد جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا، بالإضافة إلى زيارة سيادته الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة، بجانب الاطلاع على أنشطة مركز إمحوتب للإبداع والتطوير لتنمية شركات الإلكترونيات وتحفيز الإبداع والابتكار.
كما عقد لقاءً مع وزير قطاع الأعمال العام لمتابعة جهود تطوير شركات قطاع الأعمال العام، والتي من أبرزها، مشروعات تطوير الشركات التابعة لـ "الشركة القابضة للصناعات الكيماوية"، وجهود تطوير شركة "الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية - طلخا"، علاوة على مشروعات تطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية.


وتطرق التقرير كذلك إلى اجتماع رئيس مجلس الوزراء مع عدد من المستثمرين السياحيين لاستعراض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي، وقد أشار سيادته إلى أن الهدف هو أن تكون هذه المناطق مأهولة بالسكان والسائحين على مدار العام وليس في فترة الصيف فقط، ومؤكدَا ضرورة تنفيذ وتشغيل جزء فندقي في كل مشروع سياحي ساحلي ولا يقتصر الأمر على الجزء العقاري فقط.
وشمل نشاط رئيس مجلس الوزراء خلال الأسبوع الجاري كذلك، لقاء سيادته مع رئيس الوزراء الفلسطيني والوفد المرافق له، مؤكدًا أن مصر لديها عزم أكيد على التعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة إعمار قطاع غزة، كما شدد على موقف مصر الذي أعلنه  الرئيس بشأن رفض أي مقترح يتضمن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في قطاع غزة.


وأخيرًا، عقد الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعًا مع أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني، وقد أكد خلاله أن جانبًا كبيرًا من توصيات الحوار الوطني في المجال الاقتصادي، أقرته الحكومة في برنامجها الجديد، كما أن هناك توافقًا على كثير من التوصيات السياسية، ومشيرًا أيضًا إلى أن الحزمة الاجتماعية ستبدأ قبل شهر رمضان، وستكون هناك إجراءات استثنائية خلال فترة رمضان والعيد.

مقالات مشابهة

  • المخدرات الرقمية ودور الذكاء الاصطناعي في محاربتها
  • حلقات تدريبية لصناعة الهوية الرقمية بمحافظة ظفار
  • الكاسيت ببغداد.. ماضٍ لا يموت في عصر الموسيقى الرقمية (صور)
  • تطوير البنية التحتية الرقمية للدولة | نشاط رئيس الوزراء في أسبوع
  • مفتي الجمهورية: الأحداث التي مرت بالأمة الإسلامية تبرز الفرق بين التدين الصحيح والمغلوط
  • أسعار العملات الرقمية اليوم الجمعة في السوق العالمية
  • آبل تكشف عن تطبيق Invites لإنشاء الدعوات الرقمية وتنسيق الفعاليات
  • حمدان بن محمد يعتمد مبادرة «القنوات الرقمية المشتركة» لتقديم خدمات دبي في منصات موحدة
  • "قبيصي" يدشن مبادرة "تواصل لنرتقي" بتعليم الفيوم
  • كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى على المجتمع العربي؟