لجريدة عمان:
2024-07-06@03:14:39 GMT

كيف تتغير توقعات الأفراد إزاء السفر والسياحة؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

تتغير اتجاهات الأفراد وتوقعاتهم إزاء السفر والوجهات والتجارب السياحية من حين لآخر، تلعب إمكانية مشاركة تجارب السفر والسياحة في شبكات عالمية دورًا أساسيًا في نشوء اتجاهات جديدة، وتحفز رغبة الاتصال الثقافي العالمي نمو بعض التوقعات لدى الأفراد فيما يتصل بعطلاتهم وتجاربهم السياحية القادمة. هناك دور أيضًا لطبيعة «التركيبية الجيلية» في توجيه اتجاهات السفر والسياحة، وفي الطلب على المنتجات والخدمات السياحية، وفي تباين السلوكيات السياحية؛ فعلى سبيل المثال ترى الدراسات أن سوق السفر والسياحة المستقبلي يسيطر عليه «المواطنون الرقميون من جيل 2.

0» كما تؤكد على ذلك دراسة صادرة عن جامعة المنيا في مصر. وإن التقييمات والاقتراحات والتوصيات عبر المنصات والتطبيقات تسهم في قيادة خيارات هذا الجيل تحديدًا نحو السفر والسياحة، كما أنها تشكل مستقبل المنتجات والخدمات السياحية. عوضًا عن ذلك فإنه في تقديرنا ثمة نمط ناشئ أكثر تأثيرًا على مجتمعاتنا اليوم فيما يتعلق بالتوقعات والتجارب السياحية وهو «التأثير بالتجارب Influence by experience»؛ ونقصد به من إتاحته المنصات الاتصالية لبعض الأفراد/ المجموعات من عيش تجارب سياحية متكاملة في دولة/ وجهة ما وتصويرها بطريقة تجعل المتابع متعطشًا أو أكثر فضولًا لممارسة تلك التجربة. ورغم أن التدوين وأدب الرحلات من الأشكال الأدبية التاريخية التي حددت في أزمنة سابقة موجات التنقل والسفر، وأطرت التوقعات السياحية؛ إلا أننا نشهد اليوم ظهور أنماط جديدة من المدونات السياحية، يقودها من باتوا يعرفون بـ «الناشطين في السفر والسياحة» الذين يستفيدون من مُكنة المنصات الاتصالية في استعراض تجاربهم السياحية بشكل مبتكر وقريب من حياة مختلف الأجيال.

على مستوى الاتجاهات العالمية؛ فإن مختلف التقارير التي ترصد التغير في اتجاهات السفر والمسافرين والسياحة تجمع أن القيود على حالة السفر والسياحة بفعل جائحة كورونا كوفيد 19 أنتجت مشهدًا جديدًا فيما يتصل بتوقعات المسافرين، كما أن مفاهيم الاستدامة البيئية، ومراعاة اعتبارات التغير المناخي أسهمت في نشوء مفاهيم جديدة بالنسبة للمسافرين سواء فيما يتعلق بالوجهات والتطلعات أو فيما يتعلق بالسلوكيات السياحية. نحاول هنا التقاط أهم النتائج البارزة لبعض التقارير المرجعية التي تصدر بشكل دوري عالميًا حول اتجاهات السفر والسياحة وتفضيلات المسافرين؛ لمحاولة فهم هذا المشهد المتغير وتنفيده. فتقرير «Travel Predictions 2023» الذي يصدر بشكل دوري عن Booking.com يستخلص أن عنصري التركيز على «الطبيعة والجسد» تعتبر موجهات أساسية لتوقعات المسافرين ووجهاتهم ما بعد الجائحة. فمن نتائج التقرير أن هناك 42% من المسافرين يرغبون في قضاء فترة راحة تركز على صحتهم العقلية والجسدية، وهناك (44٪) من المستطلعين بالتقرير يريدون الذهاب إلى جلسات التأمل أو اليقظة الذهنية. يرصد التقرير كذلك أن هناك اتجاهات بارزة بدأت تشكل أنماطًا للسفر والسياحة منها: الرغبة في عيش صدمات ثقافية، والرغبة في رحلات خالية من أعباء العمل والتزاماته، والحنين للانغماس في الثقافات الشعبية، والعودة إل السفر العائلي. على الجانب الآخر فإن أحد النتائج البارزة لتقرير «2023 Global Travel Trends Report» الذي يصدر عن American Express Travel يقول إن 69% من جميع المشاركين مستعدون لإنفاق المزيد خلال العطلة إذا علموا أن ذلك يدعم المجتمع المحلي، ويذكر أن 88% من المشاركين يرون أن تناول الطعام والتسوق في الشركات الصغيرة المحلية يجلب تجربة أكثر واقعية. أما تقرير «2023 Travel Trends Report:Post-Pandemic State of Travel & Consumer Spending» الصادر عن وكالة Hopper فإن أبرز تغير يلحظه هو في سلوك المستهلكين في تخطيط السفر؛ حيث الحجوزات في اللحظات الأخيرة، والبحث الأول عن الوجهة يكون قبل 5 أسابيع من الرحلة بشكل أقصر عما كان عليه الحال قبل الوباء. يرصد التقرير كذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اللاعب الأساسي في عملية تخطيط السفر حيث يتصدر Facebook وInstagram أكثر المنصات شعبية للتخطيط للسفر، يليهما TikTok وSnapchat.

في المجمل فإنه يمكننا إيجاز المشهد المتغير لتوقعات السفر والسياحية العالمية في خمس خلاصات أساسية: ميل المسافرين للانغماس أكثر في المجتمعات المحلية ومنتجاتها الثقافية، والبحث الدائم عن المرونة فيما يتعلق بالحجوزات والوجهات وتخطيط السفر، والاتجاه نحو التجارب غير المألوفة سواء المغامرات أو التجارب الثقافية التي لا تتوافر في الحيز الذي يقع فيه الشخص، والتركيز على تحقيق جودة الحياة والتعافي من خلال الوجهات السياحية، بالإضافة إلى التأثير الملموس للتجارب المصورة (الملهمة) عبر المنصات الاتصالية في توجيه وتحديد التجارب والوجهات السياحية للأفراد. تقودنا هذه الاستخلاصات إلى محاولة فهم الكيفية التي يمكن الاستثمار بها في هذه التحولات بمجال السفر والسياحة. وهنا نعتقد أن هناك 3 فرص متاحة: أولها التركيز على بناء تجارب (مصحات جودة الحياة)؛ حيث يشكل تنوع التضاريس والبيئات الطبيعية فرصة لذلك. تركز هذه المصحات على استقطاب الأفراد لعيش فترة (أسبوع إلى 10 أيام) في التواصل مع الطبيعة ولبناء نظام حياة صحي بجودة عالية، من ناحية التغذية والرياضة وأساليب النوم ومراقبة الجسد. نعتقد أن هناك من الفرص والمواقع في سلطنة عُمان ما يمكنها من الاستثمار في هذه التجربة بوصفها اتجاهًا ناشئًا لطلب المسافرين على الوجهات السياحية. أما الفرصة الثانية فتتشكل في الكيفية التي يشارك فيها المجتمع بشكل منتظم في خلق التجارب السياحية والثقافية، والأهم تعديد تلك التجارب وتنويعها من قلب المجتمع وثقافته وطقوسه وممارساته. أما الفرصة الثالثة فهي تتشكل في سياق تنظيم عرض التجارب السياحية من قبل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يتم التركيز فقط على «التغطيات» وإنما على إنتاج محتوى متكامل للتجارب السياحية والثقافي في سلطنة عُمان، وبشكل مدروس ومنتظم. وتسويق هذا المحتوى ليستهدف مختلف الثقافات والأقطار. المجتمع في ذاته أيضًا مدعو لتعزيز المحتوى المتصل بالتجارب السياحية ومشاركتها خصوصًا في ظل ما تتيحه مختلف المنصات الاتصالية من فرص للتأثير ونقل تلك التجارب وتسويقها عبر المجتمع.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية في سلطنة عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السفر والسیاحة

إقرأ أيضاً:

إصابة ماركيز في «حادث تصادم»

 
ألمانيا (رويترز)

أخبار ذات صلة إسبانيا تطيح ألمانيا في «يورو 2024» ديباي.. «المؤلف الناجح»!


أصيب مارك ماركيز بطل العالم ثماني مرات، بكسر في إصبع السبابة اليسرى، وكدمة في القفص الصدري، بعد تعرضه لحادث في التجارب الحرة الثانية، قبل سباق جائزة ألمانيا الكبرى.
وقال فريقه جريسيني ريسينج «بعد إكمال بضع لفات فقط، ومحاولة لفة سريعة فقط، تعرض (مارك) لحادث تصادم بسرعة عالية عند المنعطف 11».
وأضاف فريق جريسيني أنه على الرغم من الإصابات، تم الإعلان عن جاهزية المتسابق الإسباني للمشاركة في سباق السبت، لكنه سيحتاج إلى خوض الجزء الأول من التجارب التأهيلية.
وقال ماركيز «كان الشعور بالدراجة جيداً، لكن من الواضح أن الحادث الذي وقع بعد الظهر كان له تأثيره الكبير على اليوم الأول هنا في زاكسنرنج».
وأضاف «لست قلقاً بشأن الكسر في إصبعي، لكن الكدمة في القفص الصدري هي بالتأكيد أكثر ما يضايقني، ومنعتني من مواصلة جولة التجارب (الحرة)، الآن حان وقت الراحة وصباح الغد سنرى طبيعة حالتي البدنية».

مقالات مشابهة

  • كرم جبر يكشف عن أصعب الملفات التي تتنظر وزير الأوقاف (فيديو)
  • إصابة ماركيز في «حادث تصادم»
  • 3.3 مليون مسافر عبر مطار دبي بين 6 و17 يوليو الجاري
  • الأديبة رنيم الباشا لـ سانا: لا بد من توظيف الدراما لخدمة الحضارة والسياحة السورية
  • مريم بنت محمد آل مكتوم تُطلق مبادرة: “مجتمع جنسيتي إنسان”
  • تعزيز قطاع التجارب والمغامرات.. أبرز أهداف سباقات عُمان للتزلج المظلي
  • لن تتغير.. احذروا الزواج من الشخصية البخيلة
  • مقررة أممية تتهم المجتمع الدولي بالتقصير إزاء مأساة غزة
  • سناء حمد: رسائل في اتجاهات شتى
  • تركيا تؤكد تحديث سياساتها إزاء سوريا بناء على مصالحها الوطنية