القوى المدنية بشرق السودان تحذر من التحشيد بالمنطقة لاستمرار الحرب
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
القوى المدنية والسياسية بشرق السودان، أكدته أنه ليس لشعب الإقليم أي مصلحة في استمرار الحرب وإنما خصماً على عائداته وموارده، ودعت للاصطفاف مع الصوت الداعي لوقف الحرب.
الخرطوم: التغيير
عبرت القوى المدنية والسياسية بشرق السودان، عن مخاوفها من حالات التحشيد العسكري في ولايات الشرق وبورتسودان عاصمة البحر الأحمر تحديداً.
وحذرت بأغلظ العبارات من جعل شرق السودان منصة لاستمرار الحرب ومركزاً لإدارتها مما يفتح المجال واسعاً لتمدد الحرب التي تشكل خطراً على حياة المواطنين في الإقليم.
ويتخذ رئيس مجلس السيادة الانقلابي، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وجل أعضاء حكومة الأمر الواقع من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر مقراً لأنشطتهم واجتماعاتهم، وقد زار البرهان عدداً من الوحدات العسكرية بالولاية وأطلق تصريحات عديدة بشأن الحرب من هناك.
وكانت أصوات عديدة حذرت في وقت سابق، من ظهور قيادات النظام البائد في ولايات الشرق ودعوتهم العلنية للالتحاق بالجيش ومساندته في حربه ضد الدعم السريع والمندلعة منذ منتصف ابريل الماضي، فضلاً عن تسليح القبائل.
وقالت القوى المدنية والسياسية بشرق السودان في بيان اليوم السبت، إنها ظلت تؤكد منذ اليوم الاول لاندلاع الحرب في 15 ابريل بأنها لا منتصر فيها وأن استمرارها سيكون خصماً على مقدرات السودان ووحدته الوطنية وأنه يجب على الأطراف وقفها اليوم قبل الغد.
وجددت موقفها بالوقوف على الحياد وعدم دعم أي طرف في الصراع وعدم استغلال الحرب لتحقيق أي مكاسب سياسية وغيرها.
وقالت إنها على الدوام تشجع الطرفين للانخراط في الحلول السلمية لأنها اقصر الطرق لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان.
وشددت القوى المدنية والسياسية بشرق السودان، أنه ليس لشعب شرق السودان أي مصلحة في استمرار الحرب بل خصماً على عائداته وموارده.
ودعت كل أهل الشرق للاصطفاف والاحتشاد مع صوت الضمير الحي الداعي لوقف الحرب والعمل على منع استمرارها وتمددها.
وكانت القوى المدنية أوضحت موقفها منذ بداية الحرب، وعقدت اجتماعات لبحث سبل إيقاف الحرب، وتعرض عدد من المشاركين في الاجتماع إلى الاستدعاء والتحذير من قبل استخبارات الجيش.
الوسومالبحر الأحمر الجيش الحلو السلمية الدعم السريع القوى المدنية والسياسية بشرق السودان بورتسودان حرب 15 ابريل قادة النظام البائدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البحر الأحمر الجيش الدعم السريع بورتسودان حرب 15 ابريل
إقرأ أيضاً:
عزلتهم أم عزلهم !!
عزلتهم أم عزلهم !!
صباح محمد الحسن
طيف أول:
وطن ينتظر
الأوان الذي لم يحن
ولو تأخر
فمازال صوت أمنياته يزداد حرارة بنبرة تصغي للأمل
فأحلام شعبه
تفوق هذا المتسع الوجع!!
وقبل أكثر من اسبوع كنا تناولنا تداعيات إقامة مؤتمر لندن من أجل إيجاد حلول لأزمة السودان الذي تعد بريطانيا لإقامته بعيدا عن الحكومة السودانية، وذكرنا أن تسمية المنظمين للمؤتمر المزمع عقده في 15 ابريل، تزامنا مع ذكرى الحرب اللعينة، تسميته “منصة محايدة ” هو عدم إعتراف واضح بوجود طرفي الصراع وعدم إعتراف بحكومة بورتسودان، وأن دعوة أكثر من 20 دولة للمؤتمر عدا السودان يجدد التذكير لحكومة البرهان بأن العزلة الدولية مستمرة!!
ولكن يبدو أن القصد لا يتوقف عند إستمرار عزلة حكومة بورتسودان، ويكشف التجاوز أن الامر يتعلق بعزلها وليس عزلتها، وأن الطريق نحو إستعادة الحكم المدني الديمقراطي بدأ العمل على تعبيده بصورة جادة، وبالأمس قالت المعلومات الواردة من هناك إن المنظمين للمؤتمر بدأوا في مشاورات مكثفة مع الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السابق المستقيل
فبالرغم من أن وزير الشؤون الافريقية البريطاني اللورد كولينز الذي تحدث في مجلس اللوردات عن أنهم يعدون لمؤتمر رفيع المستوى حول السودان في منتصف ابريل، وقال اننا نجري مشاورات حوله مع المجتمع المدني السوداني لا سيما قيادة صمود
إلا أن المشاورات مع قيادة “صمود” تكشف انها ليست مجرد تشاور يتعلق بدعوتها للمشاركة في المؤتمر ولكنه اعتراف بحكومة الثورة التي نزع البرهان منها الحكم بالسلاح، ويرى المنظمون للمؤتمر أن “صمود” تمثل واجهة سياسية مهمة بصفتها من أكثر التحالفات السياسية التي تبنت موقفا محايدا وواضحا من الحرب وعملت من أجل تحقيق السلام والمطالبة بإستعادة الحكم الديمقراطي، للانتصار لثورة ديسمبر المجيدة، وبالرغم من أن “صمود” تُعد لاعبا أساسيا في ملعب الحل السياسي للأزمة السودانية، كواجهة سياسية يلتقي طرحها مع رؤية المؤتمر الذي يسعى لبذل المزيد من الجهود المبذولة سيما أنها تقف على نقطة الحياد من طرفي الصراع وأن المؤتمر أكد منظموه انه “منصة محايدة” إلا أن ضرورة توسيع دائرة التشاور وتقديم دعوات لتشمل المجموعات السياسية السودانية المحايدة، والتي كشفت عن موقفها الرافض للحرب والداعي لوقفها، تبقى ضرورة ملحة، وذلك لما يكون له من أثر إيجابي في تحقيق اهداف المؤتمر الرامية لوقف الحرب والتي بلا شك يفيدها جمع أكبر عدد من القوى السياسية والمدنية الفاعلة لتشكيل جبهة سياسية عريضة تحت مظلة المؤتمر لتحقيق الغاية المنشودة، بغية أن التحالفات الأخرى تسعي أيضا لاستعادة المسار الديمقراطي .
كما أن المزيد مما يدعم فكرة وقف الحرب وتحقيق السلام هو أن ثمة وقفات، يومي ١٥ و١٩ أبريل في لندن وجنيف لتوجيه رسائل للمجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين وإنهاء الحرب
ومن جهة موازية لدعم الحراك الدولي نحو حل الأزمة، فإن نائبة المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية منيون هيوستن تقول إن امريكا تريد من كافة الأطراف أن تتنحى عن اسلحتها وتلبي رغبة الشعب السوداني، في وقف الحرب، ولأن المجتمع الدولي لا ينظر الي ما يحدث على الارض سوى انه فوضى تستهدف ارواح المدنيين وتزيد في توسيع مأساتهم الإنسانية، قالت منيون للحدث في إجابة على سؤال كيف تنظر امريكا لتقدم الجيش على الأرض وسيطرته على العاصمة الخرطوم، قالت: هذا لا يغير في موقف امريكا المطالب بالتخلي عن السلاح وضرورة الجلوس للتفاوض، وهذا يؤكد أن السيطرة الناتجة عن الإنسحاب المتفق عليه غير “محسوبة ‘ في ميزان الحل الدولي،
وربما لوكان الجيش وسع مساحات سيطرته بمعارك عسكرية وانتصر فيها، لكان هذا له وزنه ومقداره في إعادة تشكيل وملامح الحل الدولي، ولكن!!
عليه فإن مؤتمر لندن الذي إختار صمود بقيادة حمدوك للتشاور معها دون حكومة السودان وربما تكون حضورا بتمثيلها المعلن او غير المعلن مع إصرار أمريكا على الحل السياسي بالرغم من فرض السيطرة لصالح الجيش بالعاصمة الخرطوم،
بالإضافة الي جهود المملكة العربية السعودية ولقاء الأمس الذي جمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان في قصر الصفا بمكة المكرمة
وما سبقه من تغيير في الخطاب العسكري للبرهان الذي بدأ يتحدث عن ضرورة السلام والنأي بالجيش من العملية السياسية، وذلك بقوله أن لا رغبه لهم في المشاركة السياسية مستقبلا، كلها خطوات تؤكد أن نافذة للحل فُتحت من جديد، وأن الإطلالة عبرها، ربما تأتي بتأثير حلفاء القيادة العسكرية عليها دون الحاجة الي عصا، وإن فشل الحلفاء فإن استخدام العصا لكسر العناد وارد، المهم أن القادمات من أيام لا تبشر دعاة الحرب وفلول النظام البائد، هذا إن لم تكن تُنذرهم
طيف أخير:
#لا_للحرب
الرافضون للسلام قد يتخلوا عن معاركهم السياسة لعرقلته، ولكن قد يكون الإحتجاج عسكري ميداني ليس لرفض السلام ومبدأ التفاوض، ولكن لأن خيار الحل السلمي هذه المرة غير قابل للإنهيار بالخطة والمؤامرة السياسية.
الوسومصباح محمد الحسن صمود عزلتهم عزلهم