اليمن الذي نأمل أن يعود سعيدًا!!!
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
يعد اليمن المهد الأول للعروبة لغة وثقافة، ومن اليمن خرجت الجيوش الإسلامية في كل الفتوحات من المشرق إلى بلاد الأندلس غربًا، ومن عُمان واليمن انتشرت الحضارة العربية والإسلامية في شرق إفريقيا ودخل اليمنيون والعمانيون بلادًا لم تكن تعرف الأديان فشيدوا المدن وأقاموا مجتمعات مستقرة منذ العصر الأول للإسلام مرورًا بعصر اليعاربة وصولًا إلى حكم أسرة البوسعيد.
مواطن بلا وطن... لأنّه من اليمن
تباع أرض شعبه... وتشترى بلا ثمن
يبكي إذا سألته... من أين أنت؟.. أنت من؟
لأنّه من لا هنا... أو من مزائد العلن.
لقد انتهى مصير اليمن بعد أن أصبح مقسمًا إلى يمنين وربما ثلاثة، والأخطر هو انقسام الناس شيعًا وأحزابًا بعد أن سيطر فريق على الشمال وآخر على الجنوب وراحت دول إقليمية تدعم كل فريق على حساب الآخر بينما الناس يموتون على قارعة الطريق، والمشردون بمئات الألوف والمهجرون إلى خارج وطنهم بالملايين والعرب بجامعتهم العربية صامتون عاجزون، بل ولعل بعضهم يناصرون فريقًا ضد الآخر، بينما راحت الهوة تتسع بين الفريقين المتقاتلين.
أتذكر أنني التقيت برئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيد بن دغر(الذي تربطني به علاقة وثيقة) في القاهرة عام 2016م حينما كان رئيسًا للوزراء، أثناء إجراء المفاوضات بين الفريقين اليمنيين في الكويت، وكان من المقترح أن تُجرى المفاوضات في مسقط نظرًا لأن عُمان كانت في مقدمة الدول المعنية بالحل السلمي، ولكن القوى الضالعة في الأزمة قد اختارت الكويت، وقد صارحت صديقي بالقول: «إذا فشلت المفاوضات أنصحك يا صديقي بالاستقالة حتى لا تتحمل دماء اليمنيين»، لكنه أجابني: «نحن وسط محيط متلاطم من الأمواج الهائجة، والخروج منه يعني الهروب من المسؤولية»، وما توقعته قد حدث فقد راح الصراع يزداد عنفًا وضراوة بعد أن فشلت المفاوضات، وتحولت العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية إلى رماد والناس ما بين قتلى وجرحى تحت الأنقاض.
دائمًا ما كنت أُذكر أصدقائي من اليمنيين بالحرب بين الإمامة والجمهورية خلال حقبة الستينات من القرن الماضي وهي الأزمة التي دخلت فيها مصر طرفًا مناصرًا للجمهورية ودفعت ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها وثرواتها، لعلها كانت أحد أسباب هزيمة يونيو 1967م حينما كان الجيش المصري منشغلا في حرب اليمن في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تعد العدة لخوض حرب حققت فيها نصرًا ساحقًا تركت آثارها ليس على المصريين فقط وإنما على العرب وفي مقدمتهم القضية الفلسطينية نفسها.
كل الحروب التي كان الدين والمذهبية في مقدمة أسبابها هي حروب لا يمكن أن يقضي فيها فريق على الآخر ولا يجوز لعاقل القول بأنه يدافع عن الإسلام ولا يستقيم منطق العصر بقيام دولة ذات أيديولوجية دينية تحت أي مسمى فالأوطان تُبنى بسواعد وعقول أبنائها ولا دخل للدين في الاقتصاد أو الإدارة أو العلم بل يكمن الدين حيث تكمن المصالح التي تستهدف إقامة المجتمعات وفق قواعد من العدالة التي تحكمها إجراءات تشريعية من خَلق الإنسان وإبداعاته وفق رأي الخبراء في شتى مناحي الحياة.
لعل أزمة اليمن ستبقى ما بقي اليمنيون منقسمين وما بقي الصراع الإقليمي الذي يستهدف انتزاع اليمن من إرادة شعبه. وإذا كان ثمة ما يُقال فإن من الواجب أن تتراجع كل القوى الخارجية ويتصدر اليمنيون العقلاء المشهد السياسي بمبادرة يمنية خالصة تُخرج اليمن من محنته وخصوصًا بعد أن فشلت كل وسائل الدمار لحسم المعركة، على الجميع أن يتراجع وأن تتحمل القوى الإقليمية المنخرطة في الحرب مسؤوليتها لدعم اليمن ماليًا وإعادة بناء ما دمرته الحرب وإقامة مجتمع اقتصادي وزراعي وصناعي تتحمله هذه القوى التي تسببت في هذا الدمار بعد أن ثبت أنه لا طائل من هذه الحروب المدمرة، ولعلنا نشاهد كل يوم مآسي اليمنيين وقد هُجروا من بيوتهم، ودُمرت مستشفياتهم، وانصرف التلاميذ عن مواصلة دراستهم وفقد الجميع القدرة على مواصلة الحياة. إنها مأساة يتحملها العرب جميعًا. ورغم كل ما حدث ويحدث في اليمن فإننا يحدونا الأمل في أن يعود سعيدًا كما كان، ولا نجد أصدق تعبيرًا مما قاله الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني:
لا تَحسَبِ الأرضَ عَن إنجَابِها عَقِرتْ
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتِي لِلفِدا جَبَلُ!
فَالغصنُ يُنبتُ غصنًا حِينَ نَقطعُهُ
والليلُ يُنجبُ صُبحًا حِينَ يَكتمِلُ!
سَتمطِر الأرضُ يَومًا رغمَ شِحّتِهَا
ومِن بطُونِ المَآسِي يُولدُ الأمَلُ!
د. محمد صابر عرب أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ووزير الثقافة المصرية سابقا ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية سابقا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محمد احمد فؤاد امين الخبير العقاري يحتفل بعيد زواجه التاسع وبتلك المناسبة يكتب لزوجته
في عالم يتغير بسرعة، تبقى بعض الأشياء ثابتة كالجبال. من بين هذه الأشياء، الحب الذي يجمعني بشريكة حياتي، سهير بو علي الحب الذي لا يزال ينمو ويزدهر مع مرور كل عام. في هذا اليوم، نحتفل بعيد زواجنا التاسع، وهو احتفال بالمسيرة التي قطعناها معًا، والأحلام التي حققناها جنبًا إلى جنب.
منذ اليوم الأول، كانت رحلتنا مليئة بالتحديات والانتصارات. تعلمنا كيف نتغلب على العقبات بالصبر والتفاهم، وكيف نحتفل بكل لحظة جميلة بالامتنان والفرح. تسع سنوات من الزواج علمتنا أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والتعاون.
لقد كانت القيم العائلية دائمًا في صميم علاقتنا. نحن نؤمن بأن الأسرة هي الأساس الذي نبني عليه حياتنا، وهي المصدر الذي نستمد منه الدعم والحب. في كل عام، نجد أنفسنا أكثر تقاربًا وتفاهمًا، وهذا ما يجعل علاقتنا أقوى.من الأمور التي تثري علاقتنا هي اهتماماتنا المشتركة، خاصة في مجال العقارات و هذه الشغف المشترك يفتح أمامنا آفاقًا جديدة ويمنحنا فرصًا للتعلم والنمو معًا وكما تقول الحكمة وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة استطيع ان اقول ان 80% من أسباب نجاحي يرجع لزوجتي سهير بو علي ولأن رقم تسعة هو رقمي المفضل سيكون الاحتفال بعيد زواجنا التاسع مختلف ولذلك في تلك المناسبة اضيف الي مملكتها عقارين جديدين واحد بمصر بكمبوند جاردن سيتي ٣ والآخر في طبرقة بتونس لتكون ملكة فيهم ليكون العيد التاسع عيد مختلف
بينما نحتفل بعيد زواجنا التاسع، نتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل. نحن نعلم أن الطريق أمامنا مليء بالمغامرات والفرص، ونحن مستعدون لمواجهتها معًا، يدًا بيد. ها هي تسع سنوات قد مرت، ونحن نتطلع إلى العديد من السنوات السعيدة التي لا تزال أمامنا “شريكة الحياة والنجاح كيف ساهمت زوجتي في رحلتي
وراء كل قصة نجاح، هناك دعم لا يتزعزع وتضحيات لا تُحصى. بالنسبة لي، كانت زوجتي هي القوة الخفية التي ساهمت في تحقيق أحلامي وطموحاتي في عالم العقارات المتقلب.
في أوقات الشدة والتحديات، كانت زوجتي هي الملاذ الآمن الذي أعود إليه. بصبرها وتفهمها، منحتني القوة لأواجه العقبات وأتجاوزها. لقد كانت السند الذي يحتاجه كل رجل في رحلة النجاح.
لطالما كانت زوجتي مصدر إلهامي في البحث عن الابتكار والتميز. من خلال نظرتها الثاقبة واهتمامها بالتكنولوجيا، شجعتني على استكشاف آفاق جديدة وتبني الحلول الذكية في مشاريعي وعمل مشروعي الجديد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العقاري
أدركت من خلال زوجتي أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية. لقد علمتني كيف أقدر اللحظات الصغيرة وأعطي الأولوية للعائلة، مما أثرى حياتي الشخصية والمهنية على حد سوء زوجتي ليست مجرد شريكة حياتي، بل هي شريكة نجاحي. إنها البطلة غير المعلنة في قصتي، وأنا ممتن لكل ما فعلته وتفعله من أجلي. في كل خطوة أخطوها نحو الأمام، أعلم أنها بجانبي، تدعمني وتلهمني لأكون الأفضل.