جهود الصين الحثيثة للاحتفاظ بالعملة الاحتياطية العالمية الجديدة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
ترجمة: أحمد شافعي
حقق ظهور اليوان بوصفه عملة احتياطية بديلة في العالم تقدما خلال الأسبوع الماضي، وذلك مع قيام البنك المركزي في الأرجنتين بسداد قرض تقدر قيمته بمليار دولار أمريكي لصندوق النقد الدولي مستعملا في ذلك العملة الصينية.
ولقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تستعمل فيها الأرجنتين بحرية ما يتوافر لديها من اليوان من جراء تبادل العملة في الدفع لمنظمة خارجية.
ولقد صرح سرجيو ماسا وزير الاقتصاد الأرجنتيني بقوله إن «دفع استحقاقات يونيو تم دونما استعمال للدولارات الأمريكية بل باستعمال حقوق السحب الخاصة SDRs واليوان».
وفي المجال الديناميكي للاقتصاد العالمي يمثل التفاعل بين العملات والقوة الجيوسياسية عاملا حاسما.
والصين، بوصفها قوة اقتصادية عالمية ناشئة تعمل استراتيجيا على رفع عملتها المعروفة رسميا باسم الرينمينبي RMB إلى مستوى الصدارة الدولية.
ومن خلال استثمار مخاوف العالم النامي مما يعد تسليحا من واشنطن للدولار الأمريكي، انتهزت بكين فرصة لدعم الرينمينبي لتكون عملة احتياطية بديلة.
لقد ظل الدولار الأمريكي، على مدار عقود، العملة الاحتياطية الأساسية في العالم ومحور النظام المالي الدولي.
وبسبب انتشار استعماله في التبادل التجاري والاستثمارات واحتياطيات البنوك المركزية نالت الولايات المتحدة نفوذا اقتصاديا كبيرا، لكن ذلك أثار أيضا مخاوف البلاد النامية بسبب إمكانية تسليح الدولار من أجل تحقيق أغراض سياسية.
ولقد فرضت واشنطن بين الحين والآخر عقوبات مالية على بعض البلاد، مقيدة قدرتها على الوصول إلى النظام المالي والدولار الأمريكيين. فأثارت هذه الأفعال -التي اعتبرت بمثابة الإجراءات العقابية-مخاوف من ضعف الدولار أمام ألاعيب السياسة.
وتشعر البلاد النامية -التي تكون في كثير من الأحيان في غمار توترات جيوسياسية- بالضعف، بسبب اعتمادها على معاملات خاضعة للسيطرة الدولارية، في ظل أن تذبذب العملة والقيود التي تفرض بغتة على إتاحتها يمكن أن تزعزع استقرار الاقتصادات وتعطل التنمية.
وهذه حقيقة يقول خبراء كثيرون إنها تتفاقم بسبب سيطرة الولايات المتحدة على المؤسسات المالية الدولية من قبيل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويزداد وضوحا أن الصين تدرك هذه المخاوف وتعمل بنشاط على وضع الرينمينبي في موضع العملة الاحتياطية البديلة.
تحديد وضع اليوان
ما الاستراتيجيات التي تسلط الضوء على كيفية استثمار بكين لمظالم العالم النامي في تعزيز الاستخدام العالمي للرينمينبي؟
أولا: مقايضات العملات الثنائية. لقد أبرمت الصين العديد من اتفاقيات تبادل العملات الثنائية مع بلاد أخرى. تعمل هذه الاتفاقيات على تمكين التبادل التجاري والاستثمار المباشر باستخدام الرينمينبي، بما يقلل من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويخفف من مخاطر المعاملات المرتبطة بهيمنة الدولار.
ثانيا: تدويل الرينمينبي. قامت الصين باتخاذ خطوات من أجل تدويل اليوان من خلال السماح باستخدامه في التسويات التجارية والاستثمارات وأنشطة التمويل. وكان إدراج الرينمينبي في سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي في عام 2016 بمثابة علامة بارزة وتعزيز شرعيته في العالم.
ثالثا: مبادرة الحزام والطريق. يعد هذا المشروع الضخم من مشروعات بكين في البنية الأساسية، أي مبادرة الحزام والطريق، بمثابة قناة لتعزيز الاستخدام الدولي للرينمينبي. ومن خلال تمويل المشروعات في البلاد المشاركة باستخدام الرينمينبي، تخلق الصين طلبا على عملتها وتشجع الاعتماد عليها في المعاملات العالمية.
ورابعا: تعمل الصين بنشاط على تطوير بنيتها الأساسية المالية، ويندرج في سياق ذلك مراكز ومؤسسات الرينمينبي الخارجية التي تدعم المعاملات المقومة بالرينمينبي. وتعمل هذه الجهود على تعزيز مصداقية الرينمينبي باعتباره عملة عالمية.
إن الجهود الاستراتيجية التي تبذلها بكين لاستثمار مخاوف العالم النامي بشأن هيمنة الدولار الأمريكي تعكس طموح الصين إلى إعادة صوغ المشهد المالي العالمي. وبناء على الموقف بين الأرجنتين وصندوق النقد الدولي، يبدو أن هذا الأمر ناجح.
وبرغم استمرار وجود التحديات، فإن التطور المستمر للحضور العالمي لليوان يستدعي مراقبة دقيقة من المستثمرين لأنه يغير ديناميكيات التمويل الدولي.
نايجل جرين المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة DeVere Gr0up
عن آسيا تايمز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدولار الأمریکی النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
الأقوى في العالم.. الصين تبتكر كاميرا تجسس تعمل بالليزر
بغداد اليوم- متابعة
أفادت صحيفة "South China Morning Post" ان علماء صينيين ابتكروا أقوى كاميرا في العالم تعتمد على الليزر، قادرة على التعرف على تفاصيل مثل الوجه البشري من مدار منخفض حول الأرض.
وتشير الصحيفة، إلى أن علماء من معهد البحوث العلمية لمعلومات الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الصينية الذين ابتكروا هذه الكاميرا، اختبروها في وقت سابق على بحيرة تشينغهاي الواقعة في شمال غرب الصين.
ودمج العلماء أثناء التجربة ليزر بقوة 103 واط مع المعالجة الرقمية في الوقت الحقيقي للعمل مع كميات هائلة من البيانات التي تلتقطها الكاميرا.
تعتمد هذه التقنية على مبادئ رادار الميكروويف المزود بفتحة مركبة، ولكنها تعمل بأطوال موجية بصرية، ما يسمح لها بإنتاج صور أكثر وضوحا من الأنظمة التي تستخدم الموجات الدقيقة.
واختبرت الكاميرا لالتقاط صور بدقة تصل إلى ملليمتر واحد من مسافات تزيد عن 100 كيلومتر، وهو ما "كان يعتبر في السابق غير قابل للتحقيق". كما تمكنت الكاميرا من اكتشاف الأجزاء التي يصل قطرها إلى 1.7 ملليمتر بسرعة وتحديد المسافة إلى الأشياء بدقة 15.6 ملليمتر.
وتشير الصحيفة، إلى أن مستوى التفاصيل أفضل بـ 100 مرة مما يمكن رؤيته بكاميرات التجسس الرائدة والتلسكوبات التي تستخدم العدسات.
ووفقا لها، قد يسمح هذا الابتكار لبكين بـ "دراسة الأقمار الصناعية العسكرية الأجنبية بدقة لا مثيل لها أو تمييز حتى التفاصيل الصغيرة مثل الوجه البشري من مدار أرضي منخفض".