نقاد وأكاديميون: المسرح الخليجي شهد تحولا بعد الخروج من حالة الخوف
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
أقيمت في الثانية عشرة والنصف من مساء اليوم السبت، ثاني الجلسات الفكرية التي ينظمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الدورة الثلاثين، برئاسة الدكتور سامح مهران، والتي أقيمت تحت عنوان التجريب المسرحي في الخليج العربي، وأدار الجلسة الدكتور محمد زعيمة من مصر، وشارك بها كل من الدكتورة عزة القصابي من سلطنة عمان، ويوسف الحمدان من البحرين، وفهد ردة الحارثي من السعودية، ومجدي محفوظ من مصر، وعقب على الندوة والمتحدثين، جميلة زقاي من الجزائر.
واستهلت الدكتورة عزة القصابي من سلطنة عمان، حديثها متسائلة: هل يوجد تجريب في المسرح الخليجي أم أنه مجرد ملامح؟، موضحة أن هناك تجارب قليلة ونادرة، فالتحولات الجيولوجية التي حدثت على المستوى الثقافي والاقتصادي أثرت على المسرح، فرغم ارتباطه بالقصص والحكايات الشعبية إلا أنه تأثر بتلك المتغيرات التي حدثت، ونتج عنها صراع بين القديم والحديث والبحث عن رؤية جديدة، كما أنه حدث تأثر كبير بالعالم الأوروبي .
وأضافت: وهنا نصل لنقطة مهمة وهي التحديات التي كانت تواجه الخليج في الانتقال إلي المسرح التجريبي، فكيف تحول هذا المسرح إلي ثقافة؟، فنحن العرب عادة نحب الكلمة ونسمع أكثر ما نرى، وفي ضوء ذلك نجد أن الكتلة الخليجية هي كتلة الشعر والقصة فعندما تخاطب المسرح ستجد الحكي هو الطاغي، فالتحول للتجريب كان صعبا، لذلك حتى الآن نجد المسرح التقليدي موجود بقوة، ولكن هناك محاولات دائمة في دول الخليج لترسيخ المسرح التجريبي.
من جهته، قال الفنان السعودي فهد الحارثي: المسرح الخليجي عانى من الإرهاب ضد التجريب لوقت طويل، خوفا على جمهوره وخوفا على فقدان الهوية، فأنا أتصور أنه بعد فترة حدثت حالة التحول في المسرح الخليجي لخروجه عن خوفه، وبدأت تلك الحالة من مهرجان المسرح التجريبي في مصر، لأنه فتح أفق جديدة للفرق فعندما شاهدوا تلك التجارب في القاهرة، بدأت حالة التأثير من خلال الندوات والعروض والتي تضم فضاءات جديدة منفتحة ولكن ظلت هناك مشكلة كبيرة وهي فكرة التجريب ومفهومه.
مجدي محفوظ: مهرجان القاهرة أثر في التجريب الخليجيبينما قال الناقد مجدي محفوظ: عندما نتحدث عن المسرح التجريبي في الخليج أجد تقديم نموذج مثل مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في الشارقة بدولة الإمارات هو خير مثال، فهذا المهرجان متميز لما يتم تقديمه قبل المهرجان من ورش فنية التي تنتهي بتقديم عروض مسرحية برؤى جديدة وتجريبية، وكذلك في المهرجان يتم عمل لجان مشاهدة لاختيار العناصر التي تستطيع أن تشارك فيه، وقال: لقد تحدثت في بحثي عن المشهد التجريبي من مفهوم جغرافي، فتلك العروض تتأثر بتكوينها الجغرافي وهذا يرتبط برؤى مختلفة، فمنطقة الخليج العربي تتشابك فيما بينها، ونجد أن المهرجان التجريبي في مصر أثر كبير على المسرح في الخليج فمن خلال الورش والعروض الذي يقدمها يفتح الآفاق لدى شباب الخليج.
أما يوسف الحمدان من البحرين، فيرى أنه لا يوجد في المسرح العالمي ما يسمى بالمسرح التجريبي، لأنه يتعلق بالمقام الأول بالرؤية الخاصة بصناع العروض، ودائما ما ندور في دوامة البحث عن التجريب وننسى المسرح وهو ما نواجهه في الخليج أيضا، موضحا أن المسرح فكر وثقافة وبحث استقصائي وليس موسم عمل، والتجريب يتصل بالحرية في الأساس ويكسر الحواجز والتابوهات، مشيرا إلى أن بعض المصطلحات تمثل إشكالية، لافتا إلى أن التجريب في السرد أيضًا وليس في عناصر السينوغرافيا فقط.
فيما عقبت جميلة زقاي من الجزائر على الأبحاث المقدمة، وقالت إنه لا يمكننا أن ننكر التجارب التجرببية في المسرح الخليجي، وعلقت على الورقة البحثية للمسرحي يوسف الحمدان قائلة: ما رأيت اخلاصا ووفاءً للمسرح الخليجي أكثر من ذلك، حتى يخيل أن المسرح بدأ من الخليج وانتقل للعالم، ورقة مفعمة بالزخم المعلوماتي، وبخاصة فيما يتعلق بتجارب عمان والبحرين.
وأضافت: أقول له لقد أعددت مسحا ينم عن متابعة عن كثب. أما عن الورقة البحثية لفهد الحارثي فكان تعقيبها: رأيت نوعا من السوداوية نحو التجريب، كما أنه يتهم المسرح الخليجي بالتوجس والرعب من التجريب، حتى يبدو أن التجريب في المسرح العربي مدمر للأصالة ويهدف للتدجين، بل سلاح غربي، أنا عن الورقة البحثية لمجدي محفوظ، فكان تعليقها مقتضب قائلة: أخشى أن يعتد الشباب بهذا البحث فيعتبروا أن الورش سبيل تيسر الصعب للهواة وتجعلهم يظنون أنها كافية لاعتبارهم كتاب وممثلين محترفين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ندوة المسرح التجریبی التجریبی فی فی الخلیج فی المسرح
إقرأ أيضاً:
جنود القسام.. بطولات لا تعرف الخوف وشجاعة تشبه الأساطير
#سواليف
العبوات الناسفة مستمرة في تدمير الآليات، وقذائف الياسين 105 تعمل بكفاءة في نسف #دبابات_ميركافاه، ونصب الكمائن لقوات العدو يوقع ضباطهم وجنودهم بين #قتيل و #جريح، وبنادق القنص تصيب هدفها بدقة حتى لا تكاد تخطئ أحدًا، إلا أن ما يتفوق على هذا كله هو الجندي القسامي المجاهد، الذي ينصب #الكمائن، ويفجر #العبوات، ويرمي بالقذائف، ويقنص #الأعداء، ويدمر الآليات.
حصارٌ مستمر منذ 410 أيام، وطائرات تراقب، ودبابات تتوغل، وأطنان المتفجرات تمسح ما فوق الأرض وتفجر ما تحتها، وتجويع واعتقال وأجهزة تنصت؛ كل ذلك لم يكن كافيًا في نزع شجاعة المجاهدين من جند القسام، ولم يُثنهم عن أداء واجبهم في الدفاع عن شعبهم وأرضهم، حتى أسقطوا هيبة العدو وحطموا أساطيره الزائفة، بفضل صمودهم وبسالتهم التي فاجأت الصديق قبل العدو.
لم يستطع #جيش_الاحتلال والساسة الإسرائيليون إخفاء حقيقة أن ما يقوم به #جنود_القسام يُعدّ خارقًا للعقل وفقًا للقواعد العسكرية المعروفة، وأن إمكانيات الجيش الإسرائيلي الهائلة والمدعومة أمريكيًّا وأوروبيًّا، لم تتمكن من هزيمة هؤلاء #المقاومين رغم ضعف عتادهم ومنع إمدادهم وشدة حصارهم، بل إن طول أمد الحرب لا يزيدهم إلا بسالة وإقدامًا.
مقالات ذات صلة وفاة طالب فجأة داخل مدرسة في ماركا 2024/11/20ربما كانت مشاهد الشجاعة القسامية في الأيام الأولى للحرب شيئًا متوقعًا -رغم كونه غير اعتيادي- نظرًا لأن العدو لم يكن قد توغل بكامل قوته، ولأن المقاومة قد أعدّت لتلك الحرب إعدادًا كبيرًا في التدريب والتأهيل، لكن أن تستمر هذه البطولات إلى زهاء 14 شهرًا من الحصار والقتال، فهذا ما يزيد حسابات العدو تعقيدًا في كيفية الخروج من وحل غزة.
في السادس عشر من نوفمبر الحالي، بثّت كتائب القسام مشهدًا لجندي قسامي يخرج من نفق في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ليضع بيديه عبوة ناسفة فوق دبابة ميركافاه من مسافة صفر، ثم عاد إلى خندقه، لنسمع بعدها دوي انفجار الآلية الإسرائيلية.
في نفس اليوم أعلن جيش الاحتلال مقتل جنديين إسرائيليين في بيت لاهيا، دون أن يعلن تفاصيل مقتلهما، إلا أنه في اليوم التالي كشفت القناة الـ 14 الإسرائيلية أن “المسلح الذي قتل جنديين في بيت لاهيا خرج من نفق تحت الأرض وقتلهما من مسافة قريبة”، ليتبين أن الجنديين قُتلا في مشهد تفجير الدبابة بعبوة شواظ، التي وضعها جندي القسام بيديه.
عضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، عميت هاليفي،، قال إن الجيش الإسرائيلي لم يهزم كتيبة واحدة، ولا حتى سريّة واحدة (من “حماس” والفصائل الفلسطينية) في رفح، مشيرًا إلى أن ما يعلنه الجيش الإسرائيلي من أنه قضى على كتائب حماس في رفح، إنما هو محض كذب.
وفي مقال له نشره موقع القناة 7 العبرية، سرد هاليفي بعضًا من الإحصائيات التي يدّعي دقتها، وقال: “لماذا يختار الجيش الإسرائيلي مرة بعد مرة عدم قول الحقيقة للجمهور؟ ابقوا معي حتى النهاية وسأبدأ من جديد بالحقائق التي أعرفها كعضو في لجنة الخارجية والأمن ويعرفها كل حمساوي يعيش في رفح”:
1 – كان هناك ما لا يقل عن 8000 جندي من “حماس” والجهاد الإسلامي في رفح (ربما أكثر بكثير بسبب التدريب والتجنيد الذي كان في رفح وانضمامهم من كتائب شمال غزة). لذلك، حتى لو قُتل 2000 جندي من حماس في رفح، كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي (الرقم الحقيقي أقل بكثير)، فإن ذلك بحد أقصى 25% من القوة المقاتلة.
2 – في رفح هناك عشرات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، لذا فإن تدمير 13 كيلومترًا، معظمها في منطقة فيلادلفيا وما جاورها، يشكل نسبة قليلة جدا من مدينة رفح السفلى.
3 – كمية الذخيرة في رفح ضخمة، مع وجود مستودعات تحت الأرض في مبان لا يدخلها الجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإن الكمية التي وجدها الجيش الإسرائيلي صغيرة جدا مقارنة بمخزون حماس. لذلك، حتى في مصطلحات قاموس الجيش الإسرائيلي التي تقول إن القرار هو تدمير 60% من قوة العدو (تعريف خاطئ للغاية)، فإننا بعيدون جدًّا عن اتخاذ القرار. (الإحصائيات والأرقام ينقلها هاليفي في مقاله).
وتابع: “لم يهزم جيش الدفاع الإسرائيلي كتيبة واحدة، ولا حتى سريّة واحدة في رفح، وينسحب جنود حماس تكتيكيًّا إلى أماكن أخرى، ويختبئون بين السكان المدنيين الذين يشكلون أسرهم البيولوجية وبيئتهم الطبيعية، لكنهم في الواقع لم يذهبوا إلى أي مكان بالنسبة لهم، هذا ليس تراجعًا، بل هو جزء لا يتجزأ من حرب العصابات”.
استمرار بسالة جنود القسام وشجاعتهم في هذه الظروف الصعبة دفع القائد السابق لفرقة غزة في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، اللواء غادي شامني، إلى القول إنّ حركة حماس “تفوز بهذه الحرب”، في حين “تخسر إسرائيل، وبصورة كبيرة، على الرغم من تحقيق نجاحات تكتيكية”، بحسب ما نقلته عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في يوليو الماضي.
وأكد شامني أنّ حماس استعادت مناطق من قطاع غزة في غضون 15 دقيقةً من الانسحابات الإسرائيلية منها، مشددًا على أنّ “أحدًا لا يستطيع تحدي حماس هناك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية”.
في شمال قطاع غزة الذي يشهد توغلاً بريًّا مكثفًا وقصفًا عنيفًا منذ أكثر من شهر ونصف، يثبت جنود القسام أنهم قادرون على إيلام العدو بخسائر فادحة، حتى إن حصيلة قتلى ومصابي جيش الاحتلال خلال هذه الفترة -في صفوف ضباطه وجنوده- تعد الأكثر خسارة للعدو منذ بدء عدوانه، وكأنها الأيام الأولى لطوفان الأقصى، وهذا ما يبثه مقاومو القسام بشكل يومي، ويعترف بالكثير منه جيش الاحتلال وإعلامه.
وفي مشهد آخر من مشاهد التحامات جنود القسام مع قوات العدو الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة، بثت الكتائب صورة لإحدى العمليات التي قام بتنفيذها شيخ في الـ 60 من عمره، ليثبتوا للعالم كله أن المقاومة متجذرة في دماء الشعب الفلسطيني منذ صغره، ولا تنتهي روح المقاومة لديه عند شيخوخته.